1404/08/21
بسم الله الرحمن الرحیم
موضوع: مستحدثه/فی تحدید النسل و تقلیل الموالید /فی مطلوبیة تکثیر الاولاد
منها: فقال الله تعالى فی حقّ بعض قریش فی زمن رسول الله-صلی الله علیه و آله- ﴿﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ[1] ﴾.﴾
ثمّ نُظِرَ إلى الروایات فی حقّ البنات فقال أبو عبد الله-علیه الصلوة و السلام- «البنات حسنات، والبَنون نِعَم، والحسنات یثاب علیهم والنعم مسئولٌ عنها[2] ».
ویُؤیّد أیضًا عن الحسن بن سعید اللخمی قال: وُلد لرجل من أصحابنا جاریة فدخل على أبی عبد الله -علیه الصلوة و السلام- فرآه مُسخَّطًا، فقال له أبو عبد الله -علیه الصلوة و السلام- «أ رأیت لو أنّ الله تبارک و تعالى أوحى إلیك أن اختارَ لک أو تختارَ لنفسك ما کنت تقول؟» قال: کنت أقول یا ربّ تختار لی، قال: «فإنّ الله عزّ وجلّ قد اختار لک[3] ».
ومنها: روایة السکونی عن أبی عبد الله -علیه الصلوة و السلام- قال: قال رسول الله -صلی الله علیه و آله- «نعم الولد البنات مُلَطَّفاتٌ[4] مُجَهَّزاتٌ[5] مُؤْنِساتٌ مُبارکاتٌ مُفْلِیاتٌ[6] ».
ومنها: ما عن ولید بن صبیح، عن أبی عبد الله -علیه الصلوة و السلام- قال: «من ترک التزویج مخافة العیلة فقد أساء بالله الظنّ[7] ».
وکذا قال رسول الله : -صلی الله علیه و آله- «من ترک التزویج مخافة العیلة فقد ساء ظنّه بالله عزّ وجلّ إنّ الله عزّ وجلّ یقول: “إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ[8] ».
ومن البدیهی أنّ النکاح والزواج کان مقدّمة للأولاد وتکثیرها.
والتأکید للنکاح مقدّمة للوصول إلى ذیلها مع أنّ نفس النکاح مرغوبٌ فیه فی الشریعة المقدسة.
فاذا عُرِفَ ما ذکرناه من أوّل البحث إلى هنا فنقول: إنّ فی المسألة أُموراً یجب ذکرها تبیینًا للمسألة وتوضیحًا لها:
الأول: الکلام فی عنوان البحث ومحطّ الکلام فیه:
فنقول: إنّ الحکم الأولی فی تکثیر الأولاد هو عدم الإلزام والوجوب کما یکون الأمر کذلک فی جمیع الموضوعات، ولکن إذا طَرأ علیه عنوان آخر غیر العنوان الأولی، فاللازم هو الحکم بالحکم الثانوی؛ فربما یکون الحکم بالعنوان الأولی هو الجواز، ولکن صار حراماً أو واجباً بالعنوان الثانوی، والناس مُکلَّفون بالحکم الفعلی والأمر واضح، ومن البدیهی إذا ارتفع العذر لَزِمَ على المکلّف العمل بالحکم الأولی.
الثانی: أنّه بالنظر إلى الآیات الشریفة والروایات الواردة أنّ کثرة الأولاد من نِعَم الله تعالى.
و من الآیات الشریفة – کما مرّ بیانها- قوله تعالى فی سورة نوح: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا[9] ﴾
فالآیة الشریفة فی مقام الامتنان وإنزال العنایات الإلهیة؛ فجعل البنین فی جنب الإمداد بالأموال ونزول البرکات الإلهیة من السماء، من قبیل نزول الغیث والسحاب الماطر، اللازم من ذلک تحقق الأنهار العظیمة و البرکات على وجه الأرض.