1400/10/29
بسم الله الرحمن الرحیم
موضوع: احکام المستحدثه/تبیین المساله / البلوغ
و قال الشیخ فی نهایته ان بلوغ الانثی هو تسع سنین و کان ذلک هو الصحیح الظاهر من المذهب لانه لا خلاف بینهم ان حدّ بلوغ المرأة تسع سنین فاذا بلغتها و کانت رشیدة سلّم الوصی الیها و هو بلوغها الوقت الذی یصح ان تعقد علی نفسها عقدة النکاح و یحل للبعل الدخول بها بغیر خلاف بین الشیعة الاثنی عشریة.
و من علامات البلوغ هو خروج المنی : و تشرکه فی ذلک الانثی ایضاً و المراد منه الماء الدافق الذی یخلق منه الولد سواء کان فی الیقظة او فی النوم و هذا بلا خلاف بین المسلیمن فضلاً عن المومنین و علیه الاجماع بقسمیه.
و قال العلامة فی التذکرة الاحتلام و هو خروج المنی من الذکر او قبل المرأة مطلقا سواء کان بشهوة او بغیر شهوة و سواء کان بجماع او غیر جماع و سواء کان فی نوم او فی یقظة . انتهی کلامه.
اقول : انه لایخفی علیک ان المذکور فی کلام اهل اللغة اختصاص الاحتلام بالنوم کما علیه القاموس ایضاً و لذا قال العلامة فی موضع اخر فی التذکرة و لایختص بالاحلام.
کما قال الله تعالی: ﴿وَ إِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَئذِنُواْ كَمَا اسْتأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَالِكَ يُبَينِ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَتِهِ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم﴾ [1] .
و الحلم بالضم – واحد الاحتلام النومیة.
و الروایات ایضاً کثیرة کما سیأتی .
و من الآیات الشریفة قوله تعالی: ﴿ وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ. . .﴾ [2] .
و قوله تعالی ﴿ وابْتَلُواْ ﴾ ای اختبروا عقولهم .
و قوله تعالی ﴿إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ﴾ ای لاتبادروا باکل مال الیتامی حذراً ان یبلغوا فیلزمکم تسلیم المال الیهم.
و ایضاً قوله تعالی: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ﴾ [3] .
و مفاد هذه الآیات الشریفة عدم تسلیم المال الی الیتیم حتی یبلغ لانه قبل البلوغ لایکون درایة لازمة فی التصرف فی الاموال فیجعل الاموال فی غیر موضعها فیوجب ذلک هلاکة نفسه و انهدام الاموال فلزم الصبر حتی یبلغ و تحقق رشده فعند تحقق البلوغ یصح تسلیم المال الیه اذا ثبت الشدة لانه ربما یبلغ الیتیم و لکن لیس له درایة لازمة و لذا قال الله تعالی ابتلوا ای اختبروا عقولهم کما قال الله تعالی حتی یبلغ اشده فالملاک هو تحقق الرشد بعد تحقق البلوغ.
و ایضاً فی تحقق البلوغ و ان خروج المنی علامة له .
قال الله تعالی : ﴿يَأَايهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقْرَبُواْ الصَّلَوةَ وَ أَنتُمْ سُكَارَى حَتىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَ لَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِى سَبِيلٍ حَتىَ تَغْتَسِلُوا﴾ [4] .
و مفاد هذه الآیات الشریفة : احکام الزامیة من النهی عن اتیان الصلوة اذا کان المصلی علی سکر من الشراب و ایضاً حکم الزامی من عدم المکث فی المسجد اذا کان علی جنابة الا ان یکون المصلی فی حال المرور فی المسجد من دون مکث فی المسجد فی هذه الحالة . و من البدیهی ان الاحکام الوجوبیة من الامر و النهی کلها للمکلفین و خروج المنی یوجب الجنابة و الاحکام طاریة علی المکلف فالخروج علامة البلوغ.
و ایضاً قوله تعالی: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَ إِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا﴾ [5] .
و لایخفی علیک ان التکلیف لکان للبالغین دون غیرهم و مفاد هذه الآیة الشریفة هو الحکم بوجوب التطهیر اذا کان الفرد جنباً فالجنابة دلیل علی البلوغ لطرو الحکم الوجوبی علی البالغ.
و من البدیهی ان الجنابة لکان بخروج المنی فالخروج دلیل علی البلوغ کما ان صدر الآیة الشریفة حکم بوجوب الوضوء لمن اراد اقامة الصلوة بقوله تعالی : ﴿إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ.﴾