درس خارج فقه استاد توکل

98/08/27

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : احکام و آداب المحتضر ، الطهارة

مع ان التعبیر بقوله یستحب- فی کلام السید – محل تأمل لان الاشتیاق الی الموت و عدمه لکان حاصلاً من الاعمال التی اتی بها فی الدنیا فان رأی آیات الکرامة من الله تعالی و تفضله علی العبد فقد اشتاق و ان رأی آیات العذاب و الشدة من الله تعالی فقد ابغض و تنفر فالاستحباب لایجری فی هذه الحالة.

مع ان الحکم بالاستحباب ایضاً محل تأمل من جهة اخری لان الاحکام لکانت من باب التکلیف علی العبد و علی العبد الاتیان به مع ان الاستحباب فی هذه الحالة لایمکن لبعض الافراد کما مرّ آنفاً حتی ان المومن اذا رأی الکرامة من الله تعالی لکان مشتاقاً الی لقاء الله تعالی سواء کان ذلک مستحباً او غیر مستحب.

(کلام السید فی العروة ) و يكره تمني الموت و لو كان في شدة و بلية بل ينبغي أن يقول: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي و توفني إذا كانت الوفاة خيرا لي.[1]

و الامر واضح لان الله تعالی لاجل کرامته علی العبد قد قدّر له ما هو خیر له من الحیاة و الممات کما یکون کذلک فی طرو الفقر و الغنی او الصحة و السقم و کذلک فی اعطاء العزة و الاعتبار فی اعین الناس لان بعض الناس لایکون له طاقة لتحمل بعض الحالات و لذا ورد فی الکتاب الشریف ان الانسان لیطغی ان راه استغنی مع ان الاستغناء من باب المثال فلزم علی العبد الرضا بما اراده الله تعالی من الحکمة الالهیة لانه لایصدر منه تعالی الا ما هو خیر للعبد.

(کلام السید فی العروة ) و يكره طول الأمل و أن يحسب الموت بعيدا عنه.[2]

فعَنْ هِنْدٍ بِنْتِ الْحَارِثِ الْقُرَشِيِّ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه وآله و سلم عَلَى رَجُلٍ يَعُودُهُ وَ هُوَ شَاكٍ فَتَمَنَّى الْمَوْتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه وآله و سلم لَا تَتَمَنَّ الْمَوْتَ فَإِنَّكَ إِنْ تَكُ مُحْسِناً تَزْدَدْ إِحْسَاناً وَ إِنْ تَكُ مُسِيئاً فَتُؤَخَّرُ تُسْتَعْتَبُ فَلَا تَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ .[3]

و الدلالة واضحة مع ان کثرة الآمال و کذا طول الامل یوجب الدخول فی بعض المعاصی لعدم امکان الوصول الیها بالحلال و امکان طرو الموت فی ای ساعة فاذا جاء الموت و هو لم یبلغ بآماله قد ابغض الموت و ما اراده الله تعالی فی حقه و هو مشکل اخر فلزم علی العبد التمنی من الآمال التی یمکن الوصول الیها بطریق حلال.

(کلام السید فی العروة ) و يستحب ذكر الموت كثيرا.[4]

و فی المقام روایات کثیرة نذکر بعضها تیمناً.

* فعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام حَدِّثْنِي بِمَا أَنْتَفِعُ بِهِ فَقَالَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ أَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ فَإِنَّهُ لَمْ يُكْثِرْ إِنْسَانٌ ذِكْرَ الْمَوْتِ إِلَّا زَهِدَ فِي الدُّنْيَا .[5]

 


[1] العروة الوثقى، يزدى، سيد محمد كاظم بن عبد العظيم طباطبائى، ج ‌1، ص285، مكتب السيد السيستاني ط. ستاره.
[2] العروة الوثقى، يزدى، سيد محمد كاظم بن عبد العظيم طباطبائى، ج ‌1، ص285، مكتب السيد السيستاني ط. ستاره.
[3] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص449، ابواب الاحتضار، باب32، ح1، ط آل البیت.
[4] العروة الوثقى، يزدى، سيد محمد كاظم بن عبد العظيم طباطبائى، ج ‌1، ص285، مكتب السيد السيستاني ط. ستاره.
[5] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص434، ابواب الاحتضار، باب23، ح1، ط آل البیت.