درس خارج فقه استاد توکل

96/12/05

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : احکام الحیض، الحیض، الطهارة

(کلام السید فی العروة ) العاشر وجوب الغسل بعد انقطاع الحيض للأعمال الواجبة المشروطة بالطهارة كالصلاة و الطواف و الصوم و استحبابه للأعمال التي يستحب لها الطهارة و شرطيته للأعمال الغير الواجبة التي يشترط فيها الطهارة . [1]

اقول : انه قد مرّ آنفاً ان الحیض بمعنی الدم مانع عن التکلیف – بالصلوة و الصوم مثلا- فاذا انقطع الدم فالتکلیف طار علیها و لکن الحدث الباقی مانع عن الصحة فاللازم من وجوب الصلوة و الصوم هو رفع الحدث و لایرتفع الا بالاغتسال ، فالاغتسال لم یجب لنفسه بل لاجل وجوب الصلوة و الصوم علی المرأة فلزم علیها رفع المانع بالاغتسال و لذا ان المعروف بین الاصحاب هو عدم وجوبه النفسی بل عن ظاهر بعض الاجماع علیه و فی الروض الاجماع علی وجوب هذا الغسل لغیره فبما ذکرناه فی باب الوجوب یظهر الامر فی باب الاستحباب فاذا اراد الاتیان بها فالاغتسال ایضاً مستحب للغایات الاستحبابیة.

و لایخفی علیک ان نفس العمل اذا کان مستحباً لکانت مقدماته ایضاً مستحبة لانه لا معنی لوجوب المقدمة و استحباب ذیها و لکن لزم الاتیان بها عند ارادة الاتیان بذلک المستحب و فی المثال ان الصلوة النافلة مستحبة و لکن لزم علی المکلف الاتیان بالاغتسال لاجل الصلوة النافلة فاللزوم و الوجوب لیس بمعنی الوجوب الذی یکون فی ترکه عقاب بل الوجوب بمعنی لزوم الاتیان بحیث لو ترکه لما تکون الصلوة صحیحة.

و اما مسّ الکتاب الشریف فلا یکون فیه حکم من الوجوب او الاستحباب بل المس امر جائز فی نفسه و لکن جواز العمل مشروط بالطهارة فاذا کان محدثاً لایجوز لها المس و بعد الاغتسال فالمانع عن المس قد یرتفع.

(کلام السید فی العروة ) مسألة 25: غسل الحيض كغسل الجنابة مستحب نفسي و كيفيته مثل غسل الجنابة في الترتيب و الارتماس و غيرهما مما مر و الفرق أن غسل الجنابة لا يحتاج إلى الوضوء بخلافه فإنه يجب معه الوضوء قبله أو بعده أو بينه إذا كان ترتيبيا- و الأفضل في جميع الأغسال جعل الوضوء قبلها. [2]

اقول : و قد مرّ آنفاً ان المعروف بین الاصحاب هو عدم وجوبه النفسی و ان الاجماع ایضاً علی وجوب هذا الغسل لغیره ای لایکون وجوبه لنفسه.

قال المحقق الخویی : و الدلیل علی ان غسل الحیض مستحب نفسی امران احدهما ان الغسل من اعظم الطهاراة و الطهارات کلها مستحبة نفسیة شرعاً.

و الثانی : قال ما هذا خلاصته : ان المقدمة لاتتصف بالامر الغیری و علی فرض تسلیم انها تتصف بالامر الغیری شرعاً فلا اشکال فی انه امر توصلی لایعتبر فی امتثاله قصد التقرب فلا یمکن ان یکون الامر الغیری التوصلی منشأ للعبادیة بشئ مع ان الطهارات التی منها الغسل یعتبر فیها قصد التقرب فاذن نسأل عن عبادیة تلک الطهارات نشأت من ای شئ فلا وجه لها الا کونها مستحبة نفساً بلا فرق فی ذلک بین الغسل و الوضوء و التیمم .[3] انتهی کلامه.

فقال المحقق الحکیم ما هذا لفظه : ان المراد من الاستحباب النفسی هو ما یقابل الاستحباب للغایات الاختیاریة .

و الظاهر انه لا مجال للاشکال فیه لانه طهارة فیدل علی استحبابه ما یدل علی استحبابها من الکتاب و السنة و ان کان المراد منه الاستحباب مع قطع النظر عن کل غایة حتی التولیدیة کالکون علی الطهارة ففی غایة الاشکال لعدم الدلیل علیه .[4] انتهی کلامه .

اذا عرفت هذا فاقول : ان المراد من الاستحباب النفسی هو انه یصح الاتیان به من دون نظر الی امر اخر او غایة اخری فکما ورد الوضوء نور و الوضوء علی الوضوء نور علی نور و لاجل ذلک یصح الاتیان بالوضوء نظر الی نفسه فقط فهل یکون الغسل کذلک و الظاهر انه لا دلیل علی ذلک فی الغسل فضلاً عن التیمم فهل یلتزم المحقق الخویی ان یتیمم احد من دون غایة اخری و کان ذلک التیمم امراً مستحباً له فما ذکره المحقق الحکیم بانه فی غایة الاشکال فالظاهر ان کلامه صحیح .

و ما ذکره المحقق الخویی بان عبادیة تلک الطهارات نشأت من ای شئ فالظاهر الذی یخطر ببالی انه وقع الخلط بین الاستحباب بنفسه و الاستحباب لغیره و محط الکلام فی الاول و ما ذکره المحقق الخویی لکان فی الاستحباب لغایة اخری.

 


[1] العروة الوثقى، يزدى، سيد محمد كاظم بن عبد العظيم طباطبائى، ج ‌1، ص613، ط. جامعة المدرسین.
[2] العروة الوثقى، يزدى، سيد محمد كاظم بن عبد العظيم طباطبائى، ج ‌1، ص614، ط. جامعة المدرسین.
[3] التنقیح فی شرح العروه الوثقی، السيد أبوالقاسم الخوئي - الإسلامية الشيخ ميرزا علي الغروي، ج7، ص401، الناشر : مؤسسة الخوئي .
[4] مستمسک العروة الوثقي، السيد محسن الطباطبائي الحكيم، ج3، ص341، ناشر: مکتبة آيةالله العظمي المرعشي النجفي.