درس خارج فقه استاد توکل

96/09/26

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : احکام الحیض، الحیض، الطهارة

(کلام السید فی العروة ) مسألة 8 : لا فرق في الوصف بين الأسود و الأحمر فلو رأت ثلاثة أيام أسود و ثلاثة أحمر ثمَّ بصفة الاستحاضة تتحيض بستة .[1]

ذهب السید الی عدم الفرق بین الاسود والاحمر و لکن المحکی عن بعض الاعلام کالعلامة و الشهیدین و المحقق الثانی ان القوة و الضعف فی الدم الذین یحصل بهما التمییز تحصلان بصفات ثلاثة الاولی اللون فالاسود قوی الاحمر.

و هو قوی الاشقر[2] و هو قوی الاصفر و هو قوی الاکدر.

الثانیة : الرائحة فذوا الرائحة الکریهة قوی قلیلها و هو قوی عدیمها.

الثالثة : الثخین و هو قوی الرقیق.

و لو اجتمعت الثلاثة فی مورد فهو قوی ذی الاثنین و ذوالاثنین قوی ذی الواحدة و لکن الاصحاب لم یذکروا وجود الحرارة فی الدم فی مقابل برودته مع انها ایضاً مذکورة فی الروایات .

و لایخفی علیک انه لایصح التعدی عن المذکورات فی الروایات الی امر اخر کما اذا کان دم الحیض و دم الاستحاضة اصفر و لکن احدهما اشد صفرة من الاخر او کان کلاهما اسود و لکن احدهما اشد سواداً من الاخر او کان کلاهما بارد و لکن احدهما اشد برودة من الاخر او کان کلاهما حارّ و لکن احدهما اشد حرارة من الاخر بل لزم الاقتصار علی الصفات المنصوصة الواردة المأثورة .

و فی روایة ٍ عَنْ الْبَخْتَرِيِّ قَالَ دَخَلَتْ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع امْرَأَةٌ فَسَأَلَتْهُ عَنِ الْمَرْأَةِ يَسْتَمِرُّ بِهَا الدَّمُ فَلَا تَدْرِي حَيْضٌ هُوَ أَوْ غَيْرُهُ قَالَ فَقَالَ لَهَا إِنَّ دَمَ الْحَيْضِ حَارٌّ عَبِيطٌ أَسْوَدُ لَهُ دَفْعٌ وَ حَرَارَةٌ وَ دَمُ الِاسْتِحَاضَةِ أَصْفَرُ بَارِدٌ فَإِذَا كَانَ لِلدَّمِ حَرَارَةٌ وَ دَفْعٌ وَ سَوَادٌ فَلْتَدَعِ الصَّلَاةَ قَالَ فَخَرَجَتْ وَ هِيَ تَقُولُ وَ اللَّهِ أَنْ لَوْ كَانَ امْرَأَةً مَا زَادَ عَلَى هَذَا .[3]

و المستفاد منها ان المدار فی التحیض و الاستحاضة لکان حول العلامات الواردة فی هذه الروایة من الحرارة و الدفع و السواد فی مقابل الاصفر و البرودة و اما تقسیم السواد باشدّ سواداً و اقل او تقسیم الحرارة باشد حرارة و اقل فهو غیر مذکور فی الروایات و بذلک یظهر ان الاحمر یکون تحت الاسود و الاشقر یکون تحت الاصفر و کذا الاکدر و لذا کان الاصفر فی مقابل الاسود و الاحمر یکون تحت عنوان الاسود فبذلک یظهر ان الاسود اعم من السواد و الحمرة مضافاً الی ان السواد بمفهومه الخارجی لایکون فی الدم مطلقا و لو فرض وجوده فی بعض النساء لکان علی وجه الندرة التی کالمعدوم فلاینبغی ان یعتنی به .

و بذلک یظهر ایضاً ان السواد لیس فیه ترجیح علی الاحمر کما ان الاصفر لایکون لها ترجیح علی الاشقر و الاکدر بل الاحمر مندرج تحت السواد و الکدر مندرج تحت الصفرة فما ذهب الیه السید صحیح.

(کلام السید فی العروة ) مسألة9 : لو رأت بصفة الحيض ثلاثة أيام ثمَّ ثلاثة أيام بصفة الاستحاضة ثمَّ بصفة الحيض خمسة أيام أو أزيد تجعل الحيض الثلاثة الأولى و أما لو رأت بعد الستة الأولى ثلاثة أيام أو أربعة بصفة الحيض تجعل الحيض الدمين الأول و الأخير و تحتاط في البين مما هو بصفة الاستحاضة لأنه كالنقاء المتخلل بين الدمين.[4]

ذهب السید فی المقام الی ان المرأة اذا رأت الدم ثلاثة ایام واجداً للصفات ثم رأت ثلاثة ایام فاقداً لها ثم رأت الدم خمسة ایام واجداً لها ایضاً لزم علیها ان تجعل الحیض الثلاثة الاولی و قد تعرض السید لعین هذه المسئلة سابقاً عند بیان ان الرجوع الی الصفات منوط بشرطین احدهما ان لایکون اقل من ثلاثة ایام و لایزید عن العشرة و ثانیهما ان لایعارضه دم اخر واجداً للصفات و قد مثّل هناک بما اذا رأت الدم خمسة ایام اسود و خمسة ایام اصفر ثم خمسة ایام اسود و قال ان الرجوع الی الصفات فی احدی الخمستین یعارض بالخمسة الاخری مع انه لایمکن جعلهما حیضاً فمع فقد الشرطین او کون الدم لوناً واحداً ترجع الی اقاربهما – الی اخر ما ذکر –

و لکن السید ذهب فی المقام الی انها تجعل الثلاثة الاولی حیضاً دون الثانیة (کما یکون المختار فی تلک المسئلة هکذا من لزوم جعل الدم الاول حیضاً و الثانی استحاضة) و لذا قال بعض وقع التنافی فی کلام السید بین المسئلتین .

 


[1] العروة الوثقى، يزدى، سيد محمد كاظم بن عبد العظيم طباطبائى، ج‌1، ص599، ط. جامعة المدرسین.
[2] الاشقر : معناه بالفارسیة، سفید پوستی، و بوری یعنی از زرد پررنگ تر.
[3] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص275، ابواب الحیض، باب3، ح2، ط آل البیت.
[4] العروة الوثقى، يزدى، سيد محمد كاظم بن عبد العظيم طباطبائى، ج‌1، ص599، ط. جامعة المدرسین.