درس خارج فقه استاد توکل

96/02/16

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : احکام الحیض، الحیض، الطهارة

و اما الکلام فی نتیجة الاستبراء و الاختبار فان القطنة لایخلو حالها اما ان تکون نظیفة او ملطخة بالدم و علی الثانی اما ان تکون ملطخة بدم صفراء او ملطخة بدم احمر او اسود فعلی کونها نظیفة فهو علامة نقائها فوجب علیها الاغتسال ثم الاتیان بالعبادات و علی فرض کونها ملطخة بالدم فان کان علی لون الصفرة و کانت المرأة فی غیر ایام عادتها فقد مرّ ایضاً ان الدم فی غیر ایام العادة و لم یکن بصفات الحیض فهو محکوم بعدم الحیضیة کما ان ظاهر الروایات ایضاً کذلک .

فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ -علیه الصلوة و السلام- عَنِ الْمَرْأَةِ تَرَى الصُّفْرَةَ فِي أَيَّامِهَا فَقَالَ لَا تُصَلِّي حَتَّى تَنْقَضِيَ أَيَّامُهَا وَ إِنْ رَأَتِ الصُّفْرَةَ فِي غَيْرِ أَيَّامِهَا تَوَضَّأَتْ وَ صَلَّتْ .[1]

و کذا ما عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ -علیه الصلوة و السلام- قَالَ إِذَا رَأَتِ الْمَرْأَةُ الصُّفْرَةَ قَبْلَ انْقِضَاءِ أَيَّامِ عَادَتِهَا لَمْ تُصَلِّ وَ إِنْ كَانَتْ صُفْرَةٌ بَعْدَ انْقِضَاءِ أَيَّامِ قُرْئِهَا صَلَّتْ .[2]

و کذا ما عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ -علیه الصلوة و السلام- وَ أَنَا حَاضِرٌ عَنِ الْمَرْأَةِ تَرَى الصُّفْرَةَ فَقَالَ مَا كَانَ قَبْلَ الْحَيْضِ فَهُوَ مِنَ الْحَيْضِ وَ مَا كَانَ بَعْدَ الْحَيْضِ فَلَيْسَ مِنْهُ .[3]

و علی فرض کون الدم احمر او اسود فهو محکوم بالحیضیة - لانها فی ایام العادة اذا رأت الدم بای لون کان من الاحمر او الاسود او الصفرة فهو محکوم بالحیضیة و لکن اذا مضت ایام العادة فکان الدم بصفات الحیض فهو محکوم بالحیضیة و اذا کان بصفة الصفرة فهو محکوم بعدمها -

مع ان مفروض الروایات انها کانت فی ایام العادة و قد مضت عنها ایام ثم شکت فی بقاء الحیض او الخروج عنه فحکم الامام -علیه الصلوة و السلام- بالاستبراء و الاستخبار لتبیین الحال فامر (ع) بالنظر الی کون الدم ثم ترتب الحکم علی کیفیة الدم بان الصفرة - فی غیر ایام العادة - علامة کونها قد خرجت عن الحیضیة و الحمرة علامة بقائها علیها و لو لا الاثر فی الصفرة و علامة کونها قد خرجت عن الحیضیة لکان تقیید الدم بالصفرة لغواً .

هذا کله اذا کان الدم بلون الصفرة و اما اذا کان بلون الاحمر .

فنقول ان الدم فی ایام العادة سواء کان بلون الاحمر او الصفرة فهو محکوم بالحیضیة کما مرّ آنفاً - اذا انقطع بعدد العادة و ان تجاوز عن العادة و علمت بعدم التجاوز عن العشرة فالدم اذا کان بلون الاحمر فهو ایضاً محکوم بالحیضیة و اما اذا کان بلون الصفرة فالحکم بالحیضیة مشکل فی ذات العادة الوقتیة فغایته الاحتیاط من الجمع بین الوظیفتین لان الدم کان فی غیر زمان العادة و لم یکن بصفة الحیض .و لکن المختار عدم کونه حیضاً کما مرّ .

و لا بأس بذکر کلام العلمین فی هذا الفرض.

فقال المحقق الخویی فی المقام ما هذا لفظه : و اما اذا خرجت فی غیر ایام العادة او لم تکن المرأة ذات عادة اصلاً فصریح کلام الماتن ان حکمها حکم الدم الاحمر علی ما نبیّنه عن قریب و هو المشهور بقاعدة الامکان .

الا ان الحکم بذلک مما لا وجه له و ذلک لان دم الحیض اسود عبیط و لیس به خفاء و لیست الصفرة من الحیض بمقتضی الاخبار و قد خرجنا عن ذلک فی الصفرة الخارجة فی ایام العادة لانها من الحیض و معه لایتم الحکم بحیضیة الصفرة فی المقام و یدل علی ذلک - مضافاً الی اطلاق ما ورد من ان الصفرة فی غیر ایام العادة لیست بحیض - نفس الاخبار الواردة فی الاستبراء حیث ان صریح الموثقة المتقدمة ان القطنة اذا خرجت ملطخة بالدم الاحمر او الاسود فالمرأة حائض دون ما اذا خرجت ملطخة بالصفرة و ذلک لان مفروض الروایة ان المرأة تری الصفرة و لاتدری انها حیض او لیست بحیض و فی هذا الفرض امرها علیه السلام بادخال الکرسف او القطنة فاذا خرجت ملطخة بالدم فهی حائض و معه یتعین ان یراد بالدم خصوص الاسود او الاحمر اذ لو ارید منه الاعم من الصفرة لم تکن هناک حاجة الی الاستخبار بل لابد من الحکم بکونها حائضاً من دون الاستبراء لاجل ان المراة تخرج منها الصفرة علی الفرض .[4]

 


[1] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص279، ابواب الحیض، باب4، ح1، ط آل البیت .
[2] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص280، ابواب الحیض، باب4، ح4، ط آل البیت.
[3] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص280، ابواب الحیض، باب4، ح5، ط آل البیت.
[4] التنقیح فی شرح العروه الوثقی، السيد أبوالقاسم الخوئي - الإسلامية الشيخ ميرزا علي الغروي، ج7، ص238، الناشر : مؤسسة الخوئي.