درس خارج فقه استاد توکل

95/11/09

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : احکام الحیض، الحیض، الطهارة

(کلام السید فی العروة ) مسألة 10: صاحبة العادة إذا رأت الدم مرتين متماثلتين على خلاف العادة الأولى تنقلب عادتها إلى الثانية و إن رأت مرتين على خلاف الأولى لكن غير متماثلتين يبقى حكم الأولى نعم لو رأت على خلاف العادة الأولى مرات عديدة مختلفة تبطل عادتها و تلحق بالمضطربة .[1]

و فی المقام مسائل : الاولی : ما ذا رأت المرأة الدم مرتین متماثلتین علی خلاف العادة الاولی بعد تحقق العادة لها بشهرین فقد انقلبت عادتها من الاولی الی الثانیة کما اذا رأت الدم من اول الشهر الی خمسة ایام و تری الدم فی الشهر الثانی من اول الشهر الی خمسة ایام فقد ثبتت عادتها خمسة ایام من اول الشهر و لکن اذا رأت الدم فی الشهر الثالث من اوله الی ستة ایام و رأت الدم فی الشهر الرابع من اوله الی ستة ایام فقد تنقلب عادتها من الاولی - خمسة ایام - الی الثامنة -ستة ایام - و هذا امر اتفاقی کما فی المنتهی حتی ان ظاهر کلامه یدل علی انه اتفاقی بین العامة ایضاً لانه اقتصر علی نقل الخلاف عن بعض دون اکثرهم.

مضافاً الی دلالة الروایة علی ذلک فعلیه ان الاجماع مدرکی و الروایة ظاهرة الدلالة علی المراد کما فی روایة سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْجَارِيَةِ الْبِكْرِ أَوَّلَ مَا تَحِيضُ إِلَى أَنْ قَالَ فَإِذَا اتَّفَقَ شَهْرَانِ عِدَّةَ أَيَّامٍ سَوَاءً فَتِلْكَ أَيَّامُهَا .[2]

و کذا مرسلة يُونُسَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ - علیه الصلوة و السلام- . . . فَإِنِ انْقَطَعَ الدَّمُ لِوَقْتِهِ فِي الشَّهْرِ الْأَوَّلِ سَوَاءً حَتَّى تَوَالَى عَلَيْهِ حَيْضَتَانِ أَوْ ثَلَاثٌ فَقَدْ عُلِمَ الْآنَ أَنَّ ذَلِكَ قَدْ صَارَ لَهَا وَقْتاً وَ خَلْقاً مَعْرُوفاً تَعْمَلُ عَلَيْهِ وَ تَدَعُ مَا سِوَاهُ - الی ان قال - وَ إِنَّمَا جُعِلَ الْوَقْتُ أَنْ تَوَالَى عَلَيْهَا حَيْضَتَانِ أَوْ ثَلَاثٌ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ -صلی الله علیه و آله- لِلَّتِي تَعْرِفُ أَيَّامَهَا دَعِي الصَّلَاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِكِ فَعَلِمْنَا أَنَّهُ لَمْ يَجْعَلِ الْقُرْءَ الْوَاحِدَ سُنَّةً لَهَا فَيَقُولَ لَهَا دَعِي الصَّلَاةَ أَيَّامَ قُرْئِكِ وَ لَكِنْ سَنَّ لَهَا الْأَقْرَاءَ وَ أَدْنَاهُ حَيْضَتَانِ فَصَاعِداً الْحَدِيثَ .[3]

و لذا لزم علیها العمل بعادتها الحدیثة لا السابقة لانقلاب عادتها من السابقة الی الحدیثة ؛ هذا فی العددیة و الامر کذلک فی الوقتیة و کذا فی الوقتیة العددیة .

المسئلة الثانیة : اذا رأت المرأة الدم مرتین علی خلاف العادة الاولی المستقرة لها و لکن کانا غیر متماثلتین کما اذا رأت فی الشهر الثالث الدم من اول الشهر الی خمسة ایام - بعد تحقق العادة الاولی من اول الشهر الی اربعة ایام - ثم تری الدم فی الشهر الرابع - الدم من اول الشهر الی ستة ایام فلا اشکال فی ان عادتها هی الاربعة لانها تتحقق مرتین و تکون هی العادة المستقرة لها و المرتین اللتین تکونان بعد تحقق العادة لم تکونا متماثلتین فعلیها الاخذ بالاربعة بعنوان العادة فلا یتحقق لها انقلاب .

نعم وقع بحث فی ان المرأة اذا تحققت لها العادة بعد الشهرین باربعة ایام - مثلاً - و لکن رأت الدم فی الشهر الثالث خمسة ایام و فی الشهر الرابع ستة ایام و فی الشهر الخامس سبعة ایام و فی الشهر السادس ثمانیة ایام - مثلاً- فهل تنقلب عادتها من العددیة المعینة - ای بعد اربعة ایام - الی المضطربة لاضطراب العدد فی الشهور الآتیة بعد تحقق العدد ام لا فذهب الاعلام الی عدم انقلاب العددیة بالمضطربة لان الملاک الذی بینه الشارع و هو تحقق العادة من رؤیة الدم مرتین علی وجه السواء قد تتحقق فی حقها فلزم علیها الرجوع الی تلک العادة من رؤیة الدم مرتین علی وجه السواء قد تتحقق فی حقها فلزم علیها الرجوع الی تلک العادة حتی تنقلب عادتها من الاربعة الی عدد اخر الی رأته المرأة فی شهرین متماثلتین لتصریح الروایة کما فی روایة یونس فی تفسیر قول النبی -صلی الله علیه و آله- بان ادنی تحقق العادة هو حیضان فصاعداً - کما مرّ فی روایة یونس آنفاً .

المسئلة الثالثة : لو رأت المرأة الدم خلاف العادة الاولی مرات عدیدة مختلفة فهل تبطل عادتها الاولی و تلحق بالمضطربة ام لا ؟

فذهب السید الی ابطال العادة الاولی و انقلابها بالمضطربة .

اقول : ان الاضطراب فی العادة امر عرفی یفهمه العرف فلا یحکم بالاضطراب اذا کان الاختلاف قلیلاً -کالاختلاف فی اشهر قلیلة - ففی هذه الصورة لزم علیها الرجوع الی عادتها السابقة و لکن اذا استمر الاضطراب فی الشهور الآتیة بحیث ان العرف یحکم بان عادتها الاولی قد تبطل و تحقق مقامها الاضطراب - لاضطراب العدد مرات عدیدة ففی هذه الصورة یحکم علیها بالاضطراب و تسمی المرأة فی هذه الصورة بالمضطربة . و سیاتی حکمها فی خلال الابحاث الآتیة - مع ان المذکورة فی الروایات بالرجوع الی العادة اذا رأت الدم خلافها لکان الظاهر منها انصراف مفادها عن صورة الاضطراب - بعد تحقق العادة فالاحوط هو الرجوع الی عادتها السابقة اولاً - ثم الاحتیاط فی الجمع بین تروک الحائض و احکام المستحاضة حتی یتحقق الاضطراب فی حقها ثم العمل باحکام المضطربة بعد تحقق الاضطراب .

 


[1] العروة الوثقى، يزدى، سيد محمد كاظم بن عبد العظيم طباطبائى، ج‌1، ص573، ط. جامعة المدرسین.
[2] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص287، ابواب الحیض، باب7، ح1، ط آل البیت .
[3] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص287، ابواب الحیض، باب7، ح2، ط آل البیت.