درس خارج فقه استاد توکل

95/11/05

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : احکام الحیض، الحیض، الطهارة

و لایخفی علیک ان لفظ العادة لم یرد فی الروایات بل انها عنوان عنونها الاصحاب فی کلماتهم و یمکن ان تکون من مادة العود من حیث ان الدم عاد مرتین - من حیث الوقت و العدد او من حیث العدد فقط او من حیث الوقت فقط - و الموجود فی متن الروایات هو التعبیر بعنوان الوقت المعلوم او بتعبیر ایامها کما مرّ فی موثقة سماعة فالمذکور فیها: فاذا اتفق الشهران عدة ایام سواء فتلک ایامها.[1]

(کلام السید فی العروة ) مسألة9 :تتحقق العادة برؤية الدم مرتين متماثلين فإن كانا متماثلين في الوقت و العدد فهي ذات العادة الوقتية و العددية كأن رأت في أول شهر خمسة أيام و في أول الشهر الآخر أيضا خمسة أيام و إن كانا متماثلين في الوقت دون العدد فهي ذات العادة الوقتية كما إذا رأت في أول شهر خمسة و في أول الشهر الآخر ستة أو سبعة مثلا و إن كانا متماثلين في العدد فقط فهي ذات العادة العددية كما إذا رأت في أول شهر خمسة و بعد عشرة أيام أو أزيد رأت خمسة أخرى .[2]

اقول : ان العادة تتحقق برؤیة الدم مرتین متماثلتین تکون علیها المشهور بل ادعاء الاجماع فی التذکرة و الخلاف و جامع المقاصد و المدارک و یدل علیه مرسلة یونس حیث قال (ع) فان انقطع الدم لوقته فی الشهر الاول سواء حتی یوالی علیه حیضتان او ثلاث فقد علم الان ان ذلک قد صار وقتاً و خلقاً معروفاً تعمل علیه و تدع ما سواه و تکون سنّتها فیما تستقبل ان استحاضت قد صارت سنة الی ان تجلس اقرائها و انما جعل الوقت ان توالی علیها حیضتان او ثلاث لقول رسول الله - صلی الله علیه و آله- للتی تعرف ایامها دعی الصلوة ایام اقرائک فعلمنا انه لم یجعل القرء الواحد سنة لها فیقول لها دعی الصلوة ایام قرئک و لکن سنّ لها الاقراء و ادناه حیضتان فصاعداً -الحدیث - .[3]

فالتعبیر بالاقراء یدل علی ان العادة لم تستقر برؤیة الدم مرّة واحدة بل لزم تکرارها و المصرح فی الروایة ایضاً تحقق القرء بحیضتان فصاعداً و کلمة الاقراء و ان کان علی صورة الجمع و لایصدق الجمع بتکرار الدم فی وقت معین مرتین لان الجمع یصدق علی التکرار بمرات و لکن یصح تطبیق الجمع علی مرتین بواسطة مرسلة یونس للتصریح به - ای تحقق الاقراء بمرتین - او بعدم القول بالفصل بین المرتین و ما زاد عنهما .

 


[1] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص287، ابواب الحیض، باب7، ح1، ط آل البیت.
[2] العروة الوثقى، يزدى، سيد محمد كاظم بن عبد العظيم طباطبائى، ج‌1، ص572، ط. جامعة المدرسین.
[3] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص287، ابواب الحیض، باب7، ح2، ط آل البیت .