درس خارج فقه استاد توکل

95/10/26

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : احکام الحیض، الحیض، الطهارة

و استدل صاحب الحدائق بروایة يُونُسَ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ -علیه الصلوة و السلام -قَالَ فِي حَدِيثٍ فَإِذَا رَأَتِ الْمَرْأَةُ الدَّمَ فِي أَيَّامِ حَيْضِهَا تَرَكَتِ الصَّلَاةَ فَإِنِ اسْتَمَرَّ بِهَا الدَّمُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَهِيَ حَائِضٌ وَ إِنِ انْقَطَعَ الدَّمُ بَعْدَ مَا رَأَتْهُ يَوْماً أَوْ يَوْمَيْنِ اغْتَسَلَتْ وَ صَلَّتْ وَ انْتَظَرَتْ مِنْ يَوْمَ رَأَتِ الدَّمَ إِلَى عَشَرَةِ أَيَّامٍ فَإِنْ رَأَتْ فِي تِلْكَ الْعَشَرَةِ أَيَّامٍ مِنْ يَوْمَ رَأَتِ الدَّمَ يَوْماً أَوْ يَوْمَيْنِ حَتَّى يَتِمَّ لَهَا ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فَذَلِكَ الَّذِي رَأَتْهُ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ مَعَ هَذَا الَّذِي رَأَتْهُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْعَشَرَةِ هُوَ مِنَ الْحَيْضِ وَ إِنْ مَرَّ بِهَا مِنْ يَوْمَ رَأَتِ الدَّمَ‌ عَشَرَةُ أَيَّامٍ وَ لَمْ تَرَ الدَّمَ فَذَلِكَ الْيَوْمُ وَ الْيَوْمَانِ الَّذِي رَأَتْهُ لَمْ يَكُنْ مِنَ الْحَيْضِ إِنَّمَا كَانَ مِنْ عِلَّةٍ إِمَّا قَرْحَةٍ فِي جَوْفِهَا .[1]

اقول : انه لزم النظر فی مفاد الروایة و ما یستفاد منها و لا بأس بتوضیح فقرات هذه الروایة لوجود الاغلاق فی بعض فقراتها .

فقوله (ع) فاذا رأت المراة الدم فی ایام حیضها ترکت الصلوة فالمراد ان رؤیة الدم لکانت فی ایام العادة فلا اشکال فی الحکم بحیضیة الدم لوقوعه فی ایام العادة سواء کان مع الصفات ام لا فمع الحکم بالحیضیة لزم علیها ترک الصلوة .

قوله : (ع) فان استمر بها الدم ثلاثة ایام فهی حائض .

فالمراد ان المرأة بمحض رؤیة الدم فی ایام العادة للزم علیها البناء علی الحیضیة و لکن تحقق الحیضیة منوط باستمرار الدم ثلاثة ایام لانه قد مرّ فی روایات کثیرة ان اقل الحیض ثلاثة ایام فمع عدم استمراره لایکون الدم حیضاً و ان کان فی ایام العادة .

قوله : و ان انقطع الدم بعد ما رأته یوماً او یومین اغتسلت و صلت و انتظرت .

و قال بعض ان المراد من هذه العبارة ان الدم بعد رویته یوماً او یومین انقطع و لم یستمر الی ثلاثة ایام .

و لکن المختار فی معنی هذه العبارة انها بعد ما رأته ثلاثة ایام انقطع یوماً او یومین و الوجه فی مختارنا ان الحیض للزم ان یکون تحققه منوطاً باستمرار الدم ثلاثة ایام فلو رأت الدم یوماً او یومین فلا یستقر لها الحیض لان الانقطاع دلیل علی عدم الحیضیة فعلیه فلا معنی للاغتسال و الانتظار لانها مع الانقطاع - قبل الثلاثة - لکانت المرأة علی طهر مع ان البحث کان فی النقاء المتخلل بین الدمین المحکومین بالحیضین فی حیضة واحدة فاللازم اولاً تحقق الحیض ثم تخلل النقاء ثم تحقق الحیض بعد النقاء ثم انقطاع الدم دون العشرة علی المختار ان انقطاع یوماً او یومین للزم ان یکون بعد تحقق الحیض ثلاثة ایام لانه بذلک قد تحقق الحیض اولاً ثم وقع النقاء بیوم او یومین بعد تحقق الحیض .

اللهم الا ان یقال ان المبنی عدم لزوم التوالی فی ثلاثة ایام فی تحقق الحیض فعلیه ان رأت الدم یوماً او یومین ثم رأته بعد ایام حتی یتم لها الثلاثة ثم انقطع دون العشرة کفی فی تحقق الحیض ولکن المسلم عند الاعلام - کما مرّ سابقاً - هو لزوم التوالی فی ثلاثة ایام الحیض .

قوله (ع) و انتظرت من یوم رأت الدم الی عشرة ایام .

فالمراد ان المرأة بعد تحقق حیضها و انقطاع الدم یوماً او یومین - مع ان الیوم او الیومین لکان من باب المثال و المقصود هو تحقق النقاء بعد تحقق الحیض قبله - فاذا وقع النقاء للزم علی المرأة الانتظار حتی تظهر لها کیفیة النقاء فان یستمر الی العشرة فلا اشکال فی تحقق الطهر و تحقق الحیض قبله - فعلیه کانت الروایة خارجة عما نحن بصدده - و کذا اذا رأت الدم بعد النقاء للزم علیها الانتظار فی کیفیة الدم بانه یستمر الی بعد العشرة او ینقطع دونها فان یستمر الی بعد العشرة فالنقاء و الدم الذی بعده لکان فی حکم الطهر و المرأة طاهرة و وجب علیه العمل باحکام الطاهر فاذا ترکت الصلوة فی هذه الایام للزم علیها قضائها - و علی هذا الفرض ایضاً کانت الروایة خارجة عما نحن بصدده - و لکن اذا انقطع الدم دون العشرة فالنقاء وقع بین الدمین المحکومین بالحیض فی حیضة واحدة فعلیه کانت الروایة مربوطة بالمقام .

قوله (ع) فان رأت فی تلک عشرة الایام من یوم رأت الدم او یومین حتی یتم لها ثلاثة .

فالمراد انها بعد الانقطاع - ای بعد تحقق النقاء - رأت الدم یوماً او یومین حتی یتم لها ثلاثة ثم انقطع الدم دون العشرة حتی یحکم بان هذا الدم حیض و لکن قوله حتی یتم لها ثلثاة فلا نفهم ما هو المراد منه لانه بعد الطهر یکفی رویة الدم بای وجه کان و لو بنصف یوم ولکن اللازم هو انقطاعه دون العشرة فلا یشترط فی تحقق الحیض بعد النقاء مضی ثلاثة ایام -و لذا یمکن ان یکون ذلک سهو من قلم الراوی -

قوله (ع) فذلک الذی رأته فی اول الامر مع هذا الذی رأته بعد ذلک فی العشرة من الحیض .

فالمراد ان الدم الذی رأته فی اول الامر - ای ثلاثة ایام التی لزم تحققها فی تحقق الحیض و الدم الذی رأته بعد النقاء بیوم او یومین مثلاً کلاهما من الحیض فعلیه کانت الروایة مربوطة بالمقام من تحقق الحیض اولاً ثم النقاء بعده ثم الحیض بعد النقاء ففی هذه الصورة ذهب المشهور الی ان النقاء بین الدمین محکوم بالحیضیة و ان کان فی الظاهر طاهرة ولکن ذهب صاحب الحدائق الی ان هذا النقاء- بین الدمین - محکوم بالطهر و وجب علیها العمل باحکام الطاهر من اتیان العبادات و لایشترط کونه اقل الطهر و هو عشرة ایام لان ذلک لازم فی الحیضین لا فی حیض واحد .

و قوله (ع) و ان مرّ بها من یوم رأت الدم عشرة ایام و لم تر الدم فذلک الیوم و الیومان الذی رأته لم یکن من الحیض انما کان من علة اما قرحة فی جوفها .

فالمراد ان الیوم او الیومان سواء کان قبل النقاء او کان بعد النقاء و لکن بعد العشرة فلا یکون من الحیض لانه لو کان قبل النقاء فالحیض لایستقر لعدم استمراره الی ثلاثة ایام و ان کان بعد النقاء و لکن بعد العشرة فلا اشکال ایضاً فی عدم کونه من الحیض .

 


[1] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص229، ابواب الحیض، باب12، ح2، ط آل البیت .