درس خارج فقه استاد توکل

95/09/15

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : الحیض، الطهارة

و اما قول السید فی اخر المسئلة بانه یشکل البناء علی عدم التداخل بان یأتی باغسال متعددة کل واحد بنیة واحد منها .

فاقول : انه لا اشکال فی التداخل و لکن الکلام لیس فی امکان التداخل و عدمه بل فی التداخل بنیة واحدة و کفایتها عن جمیع الاغسال الطاریة علی ذمة المکلف حتی مع الغفلة و الجهل و قصد عدم التحقق .

و اما قول السید بان حقیقة الاغسال واحدة فنقول ان ظاهر کیفیة الاتیان بالاغسال واحد من لزوم غسل الراس و الرقبة ثم الجانبین و لکن وجوب الغسل مسبب عن سبب خاص کالحیض او الجنابة او المس و الاسباب متفاوتة و اثرها فی الروح و الباطن ایضاً متفاوت - و لا اقل من الاحتمال بوجود التفاوت فی الواقع و ان کان الخروج عن اثرها یحتاج الی الغسل بکیفیة واحدة و لکن رفع اثر خاص من سبب خاص یحتاج الی نیة رفعها بالخصوص او بوجه عام و لا نلتزم برفع الاثر الخاص من الروح عند عدم النیة او نیة عدمه و لا اقل من الشک فی الرفع مع ان اللازم هو العلم بالرفع بعد تحقق الاثر و السبب و لا علم لنا الا مع النیة .

و المختار کما مرّ هو صحة التداخل فی الاتیان بغسل واحد و لکن مع نیات متعددة او نیة واحدة جامعة شاملة لجمیع اسباب الغسل و اما غیر هذه الصورة و هی وجود نیة واحدة بغسل واحد و شمول جمیع اسباب الاغتسال فهو محل اشکال عندنا.

و اما قول السید فی اخر کلامه : و لا اشکال اذا اتی فیما عدا الاول برجاء الصحة و المطلوبیة .

فاقول : ان الاتیان برجاء الصحة و المطلوبیة فی نفسه مما لا اشکال فیه و لکن اذا اتی الاول بنیة واحدة فهی لا تشمل الا متعلقها دون غیرها ففی هذه الصورة لزم علیه الاتیان بسائر الاغسال الموجودة فی ذمة المکلف فلاتصل النوبة الی رجاء المطلوبیة بل لزم علیه الاتیان بسائر الاغسال مع نیتها ففی هذه الصورة یسقط التکلیف عن ذمة المکلف جمیع ما کان علیها .

(کلام السید فی العروة ) فصل فی الحیض

و هو دم خلقه الله تعالی فی الرحم لمصالح [1]

اقول : ان الحیض له معنی حدثی و لاجل ذلک اشتق منه کلمات و یقال حاضت او حیّض او حائض او تحیض و امثال ذلک و لو کان من الجوامد لا یشتق منه شئ و فی الشرع المقدس قد اطلق علی نفس الدم الذی تراه المرأة فی ایام خاص و قال بعض انه اسم للدم لغةً و شرعاً کما هو الظاهر من جماعة من اهل اللغة کما فی الصحاح و القاموس و مجمع البحرین و غیرها ففی القاموس حاضت المراة تحیض - الی ان قال - سال دمها و الظاهر انه اسم للدم لا لسیلان الدم و فی مجمع البحرین : الحیض اجتماع الدم و لذا سمی الحوض حوضاً لاجتماع الماء فیه و لاجل اجتماع الدم یفسرّ بعض الاعلام بالسیلان و یقال حیّض الماء ای سیّله و لکن فی الاخبار اطلق الحیض علی نفس الدم .

منها : صحیح حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ قَالَ دَخَلَتْ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ -علیه الصلوة و السلام - امْرَأَةٌ فَسَأَلَتْهُ عَنِ الْمَرْأَةِ يَسْتَمِرُّ بِهَا الدَّمُ فَلَا تَدْرِي حَيْضٌ هُوَ أَوْ غَيْرُه‌ .[2]

ففی هذه الروایة قد اطلق الحیض علی نفس الدم .

و کذا ما سَأَلَ سَلْمَانُ عَلِيّاً -علیه الصلوة و السلام - عَنْ رِزْقِ الْوَلَدِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى حَبَسَ عَلَيْهِ الْحَيْضَةَ فَجَعَلَهَا رِزْقَهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ .[3]

(کلام السید فی العروة ) و هو في الغالب أسود أو أحمر غليظ طري حار يخرج بقوة و حرقة كما أن دم الاستحاضة بعكس ذلك .[4]

و قید الغالب فی کلام السید لکان لاجل ان المراة قد تری الدم فی ایام العادة و لکن لایکون بهذه الصفات کما انه یمکن ان تری المراة الدم بهذه الصفات و لکن لا تکون فی ایام العادة کما اذا تجاوز خروج الدم عن العشرة فانه محکوم بالاستحاضة و لو کان بصفات الحیض .

و فی صحیحة حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ قَالَ دَخَلَتْ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ -علیه الصلوة و السلام - امْرَأَةٌ فَسَأَلَتْهُ عَنِ الْمَرْأَةِ يَسْتَمِرُّ بِهَا الدَّمُ فَلَا تَدْرِي حَيْضٌ هُوَ أَوْ غَيْرُهُ قَالَ فَقَالَ لَهَا إِنَّ دَمَ الْحَيْضِ حَارٌّ عَبِيطٌ أَسْوَدُ لَهُ دَفْعٌ وَ حَرَارَةٌ وَ دَمُ الِاسْتِحَاضَةِ أَصْفَرُ بَارِدٌ فَإِذَا كَانَ لِلدَّمِ حَرَارَةٌ وَ دَفْعٌ وَ سَوَادٌ فَلْتَدَعِ الصَّلَاة .[5]

و منها: ما رواه الکلینی مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى وَ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ جَمِيعاً عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ -علیه الصلوة و السلام - إِنَّ دَمَ الِاسْتِحَاضَةِ وَ الْحَيْضِ لَيْسَ يَخْرُجَانِ مِنْ مَكَانٍ وَاحِدٍ إِنَّ دَمَ الِاسْتِحَاضَةِ بَارِدٌ وَ إِنَّ دَمَ الْحَيْضِ حَارٌّ .[6]

 


[1] العروة الوثقى، يزدى، سيد محمد كاظم بن عبد العظيم طباطبائى، ج‌1، ص559، ط. جامعة المدرسین.
[2] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص275، ابواب الحیض، باب3، ح2 ط آل البیت.
[3] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص333، ابواب الحیض، باب30، ح13 ط آل البیت.
[4] العروة الوثقى، يزدى، سيد محمد كاظم بن عبد العظيم طباطبائى، ج‌1، ص559، ط. جامعة المدرسین.
[5] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص275، ابواب الحیض، باب3، ح2 ط آل البیت.
[6] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص275، ابواب الحیض، باب3، ح1 ط آل البیت.