درس خارج فقه استاد توکل

95/06/23

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : احکام الغسل، الجنابة، الطهارة

و لایخفی علیک ان الغسل المستحبی علی وجهین :

فتارة یکون الغسل زمانیاً بان الغسل جعل لزمان خاص فلزم الاتیان به فی ذلک الزمان کغسل الواقع لیوم الجمعة او لیوم خاص کیوم عید الغدیر او فی لیلة خاصة کما فی لیالی شهر رمضان و المسلم من الجمیع صحة الغسل و عدم انتقاضه بالحدث مع ترتب الاثر علی ذلک الغسل و ان وجب علی المکلف الاتیان بالوضوء اذا اراد الاتیان بما یشترط فیه الطهارة لان المفروض ان الحدث وقع بعد الغسل فلزم تحصیل الطهارة .

و اخری کان الغسل فعلیاً و المراد ان الغسل جعل و یستحب حین الاتیان بفعل خاص کالدخول فی مکان خاص کالمشاهد المشرفة او الاتیان بفعل خاص کغسل الزیارة او غسل الاحرام و امثال ذلک فاذا وقع الحدث حین الاتیان بذلک الغسل فالظاهر من الروایات هو الاتیان بذلک الفعل مع الطهارة الحاصلة من هذا الغسل لا الطهارة الحاصلة من الوضوء فاذا وقع الحدث بعد الغسل فتوضأ للزیارة مثلاً فالحدث العارض حین الاغتسال لایوجب بطلانه بحیث لزم علیه الاستیناف و لکن اذا توضوء بعد ذلک الغسل - الذی وقع الحدث فی اثنائه فالطهارة الحاصلة طهارة وضوئیة لا طهارة غسلیة .

و فرق واضح بین صحة الغسل و عدم انتقاضه بالحدث فالعمل فی هذه الفرض لکان علی الطهارة الغسلیة و بین تحقق العمل علی الطهارة الحاصلة من الغسل فاذا حدث بالحدث الاصغر حین الاتیان بالغسل فالغسل لم ینتقض و لکن اذا توضأ العمل الذی اغتسل له لم یکن مع الطهارة الحاصلة من الغسل بل کان بطهارة وضوئیة.

مع ان الروایات ایضاً تدل علی ما ذکرناه

منها : صحیح بنِ الْحَجَّاجِ قَالَ‌ سَأَلْتُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ - علیه الصلوة والسلام- عَنِ الرَّجُلِ يَغْتَسِلُ لِدُخُولِ مَكَّةَ ثُمَّ يَنَامُ فَيَتَوَضَّأُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ أَ يُجْزِيهِ ذَلِكَ أَوْ يُعِيدُ قَالَ لَا يُجْزِيهِ لِأَنَّهُ إِنَّمَا دَخَلَ بِوُضُوءٍ .[1]

منها : ما عن صحیح ِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ - علیه الصلوة والسلام- قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَغْتَسِلُ لِلْإِحْرَامِ ثُمَّ يَنَامُ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ قَالَ عَلَيْهِ إِعَادَةُ الْغُسْلِ .[2]

و منها : عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ - علیه الصلوة والسلام- عَنْ غُسْلِ الزِّيَارَةِ يَغْتَسِلُ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ وَ يَزُورُ بِاللَّيْلِ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ أَ يُجْزِئُهُ ذَلِكَ قَالَ يُجْزِئُهُ مَا لَمْ يُحْدِثْ مَا يُوجِبُ وُضُوءاً فَإِنْ أَحْدَثَ فَلْيُعِدْ غُسْلَهُ بِاللَّيْلِ .[3]

و اما صحیح الْعِيصُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ - علیه الصلوة والسلام- قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَغْتَسِلُ لِلْإِحْرَامِ بِالْمَدِينَةِ وَ يَلْبَسُ ثَوْبَيْنِ ثُمَّ يَنَامُ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ قَالَ لَيْسَ عَلَيْهِ غُسْلٌ .[4]

اقول : ان هذه الروایة :

اولاً : ان الظاهر منها -بقوله لیس علیه غسل - هو نفی الوجوب بانه لیس علیه وجوب الغسل عند طرو الحدث الاصغر لانه امر مستحبی لیس تکلیفاً علی المکلف .

و ثانیاً : علی فرض الاستحباب ان الروایة مهجورة عند الاصحاب لان فتواهم کما مرّ فی بیان الروایات هو نقض اثر الغسل عند طرو الحدث فالفعل الذی لاجله اغتسل لایکون مع الطهارة الغسلیة فاذا توضوء لکان العمل مع الطهارة الوضوئیة .


[1] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج13، ص202، ابواب مقدمات طواف، باب6، ح1، ط آل البیت.
[2] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج12، ص329، ابواب زیارت البیت الحرام، باب10، ح1، ط آل البیت.
[3] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج14، ص249، ابواب زیارت البیت الحرام، باب3، ح3، ط آل البیت.
[4] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج12، ص330، ابواب زیارت البیت الحرام، باب10، ح3، ط آل البیت.