درس خارج فقه استاد توکل

95/01/25

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : احکام الغسل، الجنابة، الطهارة

و منها : ما عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ -علیه الصلوة و السلام - قَالَ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ أَصَابَ مِنِ‌ امْرَأَةٍ ثُمَّ حَاضَتْ قَبْلَ أَنْ تَغْتَسِلَ قَالَ تَجْعَلُهُ غُسْلًا وَاحِداً .[1]

منها : ما عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ -علیه الصلوة و السلام - قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَرْأَةِ يُوَاقِعُهَا زَوْجُهَا ثُمَّ تَحِيضُ قَبْلَ أَنْ تَغْتَسِلَ قَالَ إِنْ شَاءَتْ أَنْ تَغْتَسِلَ فَعَلَتْ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَلَيْسَ عَلَيْهَا شَيْ‌ءٌ فَإِذَا طَهُرَتْ اغْتَسَلَتْ غُسْلًا وَاحِداً لِلْحَيْضِ وَ الْجَنَابَةِ .[2]

بقی هنا شئ و هو ان غسل المیت کغسل الجنابة هل یصح ان یوتی علی وجهین من الترتیبی و الارتماسی ام لا فهو بحث موکول الی محله ان شاء الله مع الاتفاق فی صحة اتیانه بالترتیبی و اما فی الارتماسی فبین الاعلام بحث و کلام .

(کلام السید فی العروة ) نعم في غسل الجنابة لا يجب الوضوء بل لا يشرع بخلاف سائر الأغسال كما سيأتي إن شاء الله .[3]

فیقع الکلام فی امرین :

الاول : فی عدم وجوب الوضوء بل عدم مشروعیته فی غسل الجنابة

الثانی : فی حکم الوضوء من الوجوب او المشروعیة او عدمه فی سائر الاغسال - غیر الجنابة-

اما الکلام فی الامر الاول : فالاتفاق من الاصحاب قدیماً و حدیثاً قائم علی عدم الوجوب کما ان الاجماع محصلاً و منقولاً علی وجه الاستفاضة ایضاً قائم و ان کان فی کون الاجماع دلیلاً فی المقام منع لوجود الدلیل اللفظی علی عدم الوجوب .

فمن الکتاب العزیز قوله تعالی : يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ.. . . وَ إِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا .[4]

فالمصرح فیها وجوب الوضوء فی الحدث الاصغر و الاغتسال فقط فی الحدث الاکبر و لو لزم الاتیان بالوضوء فی الغسل للزم بیانه فعدم البیان دلیل علی العدم مضافاً الی ان الایة الشریفة لکانت فی مقام بیان التکلیف للمکلف الذی ابتلی بالحدث الاصغر و الاکبر فالاطلاق المقامی ایضاً یدل علی عدم وجوب الوضوء فی الاتیان بالغسل ، فالعقاب علی من لم یأت به لکان عقاباً بلا بیان فلا یصدر ذلک من الحکیم العلیم و لاجل کون الاحکام من مخترعات الشرع الاقدس فالاتیان بالوضوء مع عدم الدلیل علیه لکان تشریعاً محرماً .

و اضف الی ذلک استشهاد الامام -علیه الصلوة و السلام - بهذا الآیة الشریفة رداً لمن زعم وجوب الاتیان بالوضوء مع الغسل من الجنابة .

فعَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ حَرِيزٍ أَوْ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ -علیه الصلوة و السلام - إِنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ يَرْوُونَ عَنْ عَلِيٍّ -علیه الصلوة و السلام - أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِالْوُضُوءِ قَبْلَ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ قَالَ كَذَبُوا عَلَى عَلِيٍّ -علیه الصلوة و السلام - مَا وَجَدُوا ذَلِكَ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ -علیه الصلوة و السلام - قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ إِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا .[5]

و ان کان فی السند تامل لقوله - او عمن رواه و لکن فی بعض الروایات تصریح بذلک کما رواها زُرَارَةَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ -علیه الصلوة و السلام - عَنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ فَقَالَ تَبْدَأُ فَتَغْسِلُ كَفَّيْكَ ثُمَّ تُفْرِغُ بِيَمِينِكَ عَلَى شِمَالِكَ فَتَغْسِلُ فَرْجَكَ وَ مَرَافِقَكَ ثُمَّ تَمَضْمَضْ وَ اسْتَنْشِقْ ثُمَّ تَغْسِلُ جَسَدَكَ مِنْ لَدُنْ قَرْنِكَ إِلَى قَدَمَيْكَ لَيْسَ قَبْلَهُ وَ لَا بَعْدَهُ وُضُوءٌ .[6]

و المصرح فیه عدم الوضوء و صحة استفادة عدم المشروعیة فی الاتیان به و منها ایضاً ما رواها ْ يَعْقُوبَ بْنِ يَقْطِينٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ -علیه الصلوة و السلام - قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ فِيهِ وُضُوءٌ أَمْ لَا فِيمَا نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ -علیه الصلوة و السلام - قَالَ الْجُنُبُ يَغْتَسِلُ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَغْمِسَهُمَا فِي الْمَاءِ ثُمَّ يَغْسِلُ مَا أَصَابَهُ مِنْ أَذًى ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ وَ عَلَى وَجْهِهِ وَ عَلَى جَسَدِهِ كُلِّهِ ثُمَّ قَدْ قَضَى الْغُسْلَ وَ لَا وُضُوءَ عَلَيْهِ .[7]

و التعبیر بقوله (ع) و لا وضوء علیه - یشمل قبل الاغتسال و بعده کما هو المصرح فی الروایة السابقة .

و منها : ایضاً ما رواها أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ -علیه الصلوة و السلام - عَنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ فَقَالَ تَغْسِلُ يَدَكَ الْيُمْنَى مِنَ الْمِرْفَقَيْنِ إِلَى أَصَابِعِكَ وَ تَبُولُ إِنْ قَدَرْتَ عَلَى الْبَوْلِ ثُمَّ تُدْخِلُ يَدَكَ فِي الْإِنَاءِ ثُمَّ اغْسِلْ مَا أَصَابَكَ مِنْهُ ثُمَّ أَفِضْ عَلَى رَأْسِكَ وَ جَسَدِكَ وَ لَا وُضُوءَ فِيهِ .[8]

فقوله (ع) و لا وضوء فیه یشمل قبل الاغتسال و بعده مع عدم المشروعیة فی الاتیان به فالاتیان به تشریع محرم .

و فی المقام روایات اخر تدل علی جواز الاتیان بالوضوء مع غسل الجنابة فلزم النظر الیها و ما یستفاد منها .

 


[1] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص263، ابواب الجنابة، باب43، ح5، ط آل البیت.
[2] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص264، ابواب الجنابة، باب43، ح7، ط آل البیت.
[3] العروة الوثقى، يزدى، سيد محمد كاظم بن عبد العظيم طباطبائى، ج‌1، ص526، ط. جامعة المدرسین.
[4] سوره مائدة، آیه 6.
[5] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص247، ابواب الجنابة، باب34، ح5، ط آل البیت.
[6] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص230، ابواب الجنابة، باب26، ح5، ط آل البیت .
[7] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص246، ابواب الجنابة، باب34، ح1، ط آل البیت.
[8] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص247، ابواب الجنابة، باب34، ح3، ط آل البیت.