درس خارج فقه استاد توکل

94/10/28

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : احکام الغسل، الجنابة، الطهارة

و التصریح بعدم وجوبهما فی هذه الروایة و بیان العلة فی الروایات السابقة بانهما من الجوف کاف لنا فی عدم وجوب غسلهما لا فی الوضوء و لا فی الغسل مضافاً الی عدم الفرق بین باطن دون باطن اخر لان الحکم طرء علی عنوان الجوف و الجوف له مصادیق متعددة و الحکم علی العنوان یسری الی جمیع مصادیقه و لذا ان الحکم الطاری علی المضمضة و الاستنشاق – فی الفم و الانف – یسری فی العین و الاذن و امثالهما و اضف الی ذلک لو کان غسل البواطن واجباً فی الغسل للزم بیان حدّها و مقدار غسلها ( بالفتح ) کما فی غسل ظاهر الجسد من قوله (ع) مَنْ تَرَكَ شَعْرَةً مِنَ الْجَنَابَةِ مُتَعَمِّداً فَهُوَ فِي النَّارِ .[1]

و لیس فی الروایات ما یدل علی تعیین الحد کما لایجوز الاخذ بالقدر المتیقن لانه یجوز فی الدلیل اللبی دون اللفظی و الشارع الاقدس اذا تبین حکم الغسل و الوضوء للزم علیه بیان الشرائط و حدودها فمع عدم البیان یعلم عدم الوجوب لان عدم البیان دلیل علی عدم الاشتراط .

(کلام السید فی العروة ) و لا يجب غسل الشعر مثل اللحية بل يجب غسل ما تحته من البشرة و لا يجزي غسله عن غسلها نعم يجب غسل الشعور الدقاق الصغار المحسوبة جزء من البدن.[2]

اقول : و اما غسل الشعور الدقاق و الصغار المحسوبة جزء من البدن و البشرة فمما لا خلاف فیه کما انه لایعقل ان یکون غسل احدهما منفکاً عن غسل الاخر فاذا غسل الشعور الدقاق فاللازم هو غسل ما تحتها من البشرة الا ما اذا کان فی البین مانع خارجی تحتها فیکون مانعاً عن ایصال الماء الی نفس البشرة و انما الکلام فی الشعور التی لیست کذلک کاللحیة او شعور النساء و شعور روؤس الرجال اذا کانت طویلة و خارجة عن الحد المتعارف فلا یجب غسلها لانها لاتعد من البدن و اجزائه کما مرّ فی باب الوضوء ان مسترسل اللحیة لایجب غسل ما کان خارجاً عن المتعارف و لایعد من اجزاء البدن و الامر فی الغسل ایضاً کذلک .

و اما الکلام فی الشعور التی محیطة بالمحل و لم تکن خارجة عن الحد المتعارف

فاقول : انه قبل بیان الحکم فی المسئلة لزم الخوض و النظر فی الروایات حتی یعلم ما هو المستفاد منها لان ذلک من مخترعات الشرع الاقدس فلزم الاقتصار علیه و الغسل و ان کان نفسه مأخوذاً من العرف و لکن فی حدوده و کیفیة تحققه و شرائطه للزم النظر الی بیان الشرع .

ففی المقام طوائف من الروایات :

الطائفة الاولی : ما دل علی ان الجنابة تتحقق من جمیع الجسد و خروج الماء من کل عرق و شعره فی جسده و لاجل ذلک اوجب الله تعالی الغسل علی غسل ( بالفتح ) جمیع البدن .

منها : ما عن مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الرِّضَا –علیه الصلوة و السلام - أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ فِي جَوَابِ مَسَائِلِهِ عِلَّةُ غُسْلِ الْجَنَابَةِ النَّظَافَةُ وَ لِتَطْهِيرِ الْإِنْسَانِ مِمَّا أَصَابَهُ مِنْ أَذَاهُ وَ تَطْهِيرِ سَائِرِ جَسَدِهِ لِأَنَّ الْجَنَابَةَ خَارِجَةٌ مِنْ كُلِّ جَسَدِهِ فَلِذَلِكَ وَجَبَ عَلَيْهِ تَطْهِيرُ جَسَدِهِ كُلِّهِ .[3]

اذاه = بالفارسیة ، اذیت شدن ، آزرده شدن ، صدمه زدن

ومنها : باسناده ( ای باسناد الروایة السابقة ) قَالَ جَاءَ نَفَرٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلی الله علیه و آله – فَسَأَلَهُ أَعْلَمُهُمْ عَنْ مَسَائِلَ وَ كَانَ فِيمَا سَأَلَهُ أَنْ قَالَ لِأَيِّ شَيْ‌ءٍ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِالِاغْتِسَالِ مِنَ الْجَنَابَةِ وَ لَمْ يَأْمُرْ بِالْغُسْلِ مِنَ الْغَائِطِ وَ الْبَوْلِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلی الله علیه و آله – فَإِذَا جَامَعَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ خَرَجَ الْمَاءُ مِنْ كُلِّ عِرْقٍ وَ شَعْرَةٍ فِي جَسَدِهِ فَأَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى ذُرِّيَّتِهِ الِاغْتِسَالَ مِنَ الْجَنَابَةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ الْبَوْلُ يَخْرُجُ مِنْ فَضْلَةِ الشَّرَابِ الَّذِي يَشْرَبُهُ الْإِنْسَانُ وَ الْغَائِطُ يَخْرُجُ مِنْ فَضْلَةِ الطَّعَامِ الَّذِي يَأْكُلُهُ الْإِنْسَانُ فَعَلَيْهِ فِي ذَلِكَ الْوُضُوءُ .[4]

و المستفاد من روایات هذه الطائفة لزوم ایصال الماء الی نفس البشرة و عدم کفایة غسل الشعر عن غسل البشرة فلو ورد روایة ( کما سیاتی ) من کفایة غسل الشعر المحیط بالمحل عن غسل البشرة فی الوضوء فلا تجری ذلک فی مورد الغسل لان البول و الغائط لکانا من فضلة الشراب و الطعام و لکن الجنابة لکانت من جمیع البدن و من کل عرق و شعره .

 


[1] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص175، ابواب الجنابة، باب1، ح5، ط آل البیت.
[2] العروة الوثقى، يزدى، سيد محمد كاظم بن عبد العظيم طباطبائى، ج‌1، ص522، ط. جامعة المدرسین.
[3] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص178، ابواب الجنابة، باب2، ح1، ط آل البیت.
[4] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص179، ابواب الجنابة، باب2، ح2، ط آل البیت.