درس خارج فقه استاد توکل

94/02/23

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : احکام الجنابة، احکام الاغسال، الطهارة
و ما هو المستفاد من الروایة امور :
الامر الاول : ان التعبیر بقوله (ع) ما احب دلیل علی الجواز و لکنه مع الکراهة .
الامر الثانی : انه علی فرض الخوف من الدخول فی الحرام یکون الاقدام جائزاً فالظاهر هو عدم الجواز عند عدم الخوف .
الامر الثالث : ان قوله (ع) حلال فی اخر الروایة یکون تصریحاً بالجواز من دون الکراهة عند عدم الخوف علی الشبق و فی الروایة نکات اخر سیأتی فی بقیة الفروع .
الفرع الرابع : ان المذکور فی الروایة هو ان یأتی اهله فهل تشمل الروایة المملوکة ام لا فالظاهر ان الشمول بلا مانع لان المملوکة لکانت فی حکم الاهل لصاحبها ایضاً مع ان بیع المملوکة و شرائها لاجل الاستمتاع و اللذة امر متعارف فی ذلک الزمان و من القریب ان المملوکة کانت مع صاحبها فی السفر لاجل تلک اللذة و الاستمتاع فعلیه ان عنوان الاهل اما ان یشمل المملوکة لانها من الاهل ایضاً و اما ان یکون من باب التغلیب و اما ان یکون من باب الاصلی و ان المملوکة لکانت من باب التبعی و علی ای حال ان الحکم الجاری علی الاهل یشمل المملوکة ایضاً .
الفرع الخامس : انه هل یکون لعنوان السفر ملاک و ان السفر هو الموضوع لطرو الحکم او انه لا موضوعیة فی البین و ان الروایة تشمل الحضر ایضاً فالظاهر عدم الموضوعیة للسفر .
لانه اولاً : ان السائل سئل عما ابتلی به من دون نظر الی خصوص السفر دون الحضر .
و ثانیاً : ان عدم التمکن من الماء لکان الغالب فیه هو السفر لوجود الماء فی الحضر .
و ثالثاً : ان المناط هو الخوف علی نفسه او انه بالشبق یخاف علی نفسه فهذه العلة تعمّم و تستدعی سریان الحکم علی الموضوع سواء کان الموضوع یوجد فی السفر او یوجد فی الحضر .
و رابعاً : ان عدم التمکن من الماء فی الحضر ایضاً بمکان من الامکان کما رأینا ذلک فی بعض القری او فی بعض البلاد لاجل بعض العوارض السماویة من الزلزال او الارضیة من السیل و تخریب بعض المنابع من الماء عند اشتعال نار الحرب من الظالمین و لذا ان السفر لیس بقید فی المقام بل الملاک هو عدم التمکن من الماء فی ای مکان او ایة علة .
الفرع السادس : انه هل یصح التعدی من الجماع الی غیره من انواع اللذات الموجبة للاجناب کالنظر الی اهله او لمسها او الملاعبة معها فالمصرح فی الروایة هو الجماع کما مرّ و لذا ذهب کثیر من الاعلام الی عدم جواز التعدی من الجماع الی غیره .
و قال المحقق الخویی ما هذا لفظه : حیث دلت الروایة علی جواز الاتیان الاهل فی السفر و ان کان عاجزاً عن الغسل عند الخوف علی النفس او ارادة اللذة و لا مسوغ للتعدی عن موردها الی بقیة اسباب الجنابة لوجه لان النص انما ورد فی مورد خاص.[1]
و لکن الظاهر هو جواز التعدی و ان کان الجماع الذ المصادیق لانه
اولاً : ان الخوف علی الحرام یوجب الجواز حتی لم یدخل فی المعصیة فلو امکن الخروج عن ذلک الخوف بعمل اخر فالظاهر هو الجواز لتحقق المناط فیه ایضاً .
و ثانیاً : ان الجماع و ان کان الذ المصادیق و لکن یمکن ان یکون غیر مراد لبعض الافراد فی بعض الحالات و الاماکن لان النفس یمیل الی ما تشتهیه و موارد تمایل النفس متفاوتة مختلفة فاذا اراد الرجل ان یأتی اهله بالمس او التقبیل مثلاً و انه بذلک یخرج عن الخوف فی الدخول فی الحرام او الاتیان ببعض الافعال المحرکة من قبل اهله فی حق نفسه ثم تحقق الاجناب و کفایة لذته و التذاذه بهذا الطریق سیما اذا رای بعض الصور المحرکة او اذا سمع بعض الاعمال المحرکة للشهوة من بعض الافراد و مالت نفسه الی ان یفعل من قبل اهله و زوجته فی حق نفسه و اطفأ شهوته بذلک .
کما عن مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ –علیه الصلوة و السلام - عَنِ الْمَرْأَةِ تُعَانِقُ زَوْجَهَا مِنْ خَلْفِهِ فَتُحَرِّكُ عَلَى ظَهْرِهِ فَتَأْتِيهَا الشَّهْوَةُ فَتُنْزِلُ الْمَاءَ عَلَيْهَا الْغُسْلُ أَوْ لَا يَجِبُ عَلَيْهَا الْغُسْلُ قَالَ إِذَا جَاءَتْهَا الشَّهْوَةُ فَأَنْزَلَتِ الْمَاءَ وَجَبَ عَلَيْهَا الْغُسْلُ.[2]
و کذا ما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ –علیه الصلوة و السلام - قَالَ قُلْتُ لَهُ تَلْزَمُنِي الْمَرْأَةُ أَوِ الْجَارِيَةُ مِنْ خَلْفِي وَ أَنَا مُتَّكِئٌ عَلَى جَنْبِي فَتَتَحَرَّكُ عَلَى ظَهْرِي فَتَأْتِيهَا الشَّهْوَةُ وَ تُنْزِلُ الْمَاءَ أَ فَعَلَيْهَا غُسْلٌ أَمْ لَا قَالَ نَعَمْ إِذَا جَاءَتِ الشَّهْوَةُ وَ أَنْزَلَتِ الْمَاءَ وَجَبَ عَلَيْهَا الْغُسْلُ.[3]


[1]التنقیح فی شرح العروه الوثقی، السيد أبوالقاسم الخوئي - الشيخ ميرزا علي الغروي، ج6، ص 279.
[2]وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص187، ابواب الجنابة، باب 7، ح 4، ط آل البیت.
[3]وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص189، ابواب الجنابة، باب 7، ح 13، ط آل البیت.