موضوع : احکام دائم الحدث، وضوء، الطهارة
(کلام السید فی العروة )
و إما
إن لم يكن كذلك بل كان الحدث مستمرا بلا فترة يمكن شيء من الصلاة مع الطهارة فيجوز
أن يصلي بوضوء واحد صلوات عديدة و هو بحكم المتطهر إلى أن يجيئه حدث آخر من نوم أو
نحوه أو خرج منه البول أو الغائط على المتعارف لكن الأحوط في هذه الصورة أيضا الوضوء
لكل صلاة.
[1]اقول : انه اذا کان الحدث مستمراً و لم یکن فی البین
فترة فلا اشکال فی جواز الصلوة مع الطهارة التی اتی بها قبل
الدخول فی الصلوة .
و اما قول المحقق الحکیم بما هذا لفظه :
و
لولا قیام الاجماع علی وجوب الوضوء للصلوة الاولی کما ادعاه
الجواهر لم یجب الوضوء بها.
[2]
اقول : ان ما قال به المحقق الحکیم غیر سدید .
لانه اولاً : ان وجوب الوضوء فی الصلوة
الاولی مما حکم به الشرع الاقدس فمعه لکان الاجماع مدرکیاً و
یصبح تاییداً لا دلیلاً فی المقام .
و ثانیاً : ان القول بعدم وجوب الوضوء
للصلوة الاولی حکم یحکم به العقل مع انه ابعد شئ بمناطات الاحکام فلا
یفهم العقل ما هو العلة فی وجوب الوضوء مع جریان الحدث و
تقطیر البول حین الاتیان به لان المقام من التعبدیات و
لیس للعقل سبیل الیها .
و ثالثاً : ان عدم الناقضیة فی
جریان الحدث لکان فرع وجود الوضوء حتی یحکم بان الحدث
الطاری غیر ناقض له و الروایات الواردة فی الباب لا دلالة
فیها علی عدم الوضوء للصلوة الاولی بل المستفاد منها بعد الحکم
باتیان الطهارة و الوضوء عدم نقض الطهارة و الصلوة بالحدث الطاری و
صحة البناء علی ما مضی و الاتیان بما بقی او الجمع
بین الاولی و الثانیة فعلی هذا کان الاتیان بالطهارة
للصلوة الاولی لازماً کما ادعاه صاحب الجواهر بقیام الاجماع
علیه و ان المتوضوء بحکم المتطهر الی اتمام عمله حتی
یجیئه حدث اخر غیر ما ابتلی به .
و اما الاتیان بالصلوات العدیدة فالظاهر ان المستفاد من
روایة حریز ( التقدمة ) هو الجمع بین الصلوتین الظهر و
العصر و کذا المغرب و العشاء فالجمع بین الصلوتین بوضوء واحد هو مفروض
الروایة و اما الجمع بین الصلوات العدیدة فالاحتیاط
یقتضی الاتیان بالوضوء للمغرب و العشاء بعد الاتیان
بالوضوء للظهرین لما ذکرناه آنفاً من ان المقام من التعبدیات و
لیس للعقل سبیل الیها و الاتیان بالوضوء حین
تقطیر البول مما لایفهمه العقل فضلاً عن العرف و لکن الشارع الاقدس
حکم به فاذا کان المورد خلاف القاعدة لزم الاقتصار به علی مورد النص و
المنصوص الوارد هو الجمع بین الظهرین و کذا العشائین بوضوء واحد
و اما الجمع فی اربع صلوات بوضوء واحد مما لم یرد به نص فلا یصح
التعدی عن مورد النص الی غیره فیما کان المورد من موارد
خلاف القاعدة .
و اما کلام السید فی الاحتیاط فیمکن ان
یکون الوجه ان مفاد الروایة ( روایة حریز ) لمن کان له
فترة بعد الجمع بین الظهرین کما یمکن ان یکون الحدث له
مستمراً فلاجل وجود الاحتمالین لکان الاحتیاط هو تجدید الوضوء
للمغرب و العشاء ایضاً .
(کلام السید فی العروة )
و الظاهر
أن صاحب سلس الريح أيضا كذلك.
[3]اقول : انه قد مرّ سابقاً ان حکم المسلوس غیر المبطون من ان
جریان الحدث للمسلوس غیر ناقض للطهارة و اما فی المبطون للزم ان
یکون فی جنبه اناء فیه الماء و له ان یتوضأ حین
الصلوة اذا خرج منه الریح و اما مفروض الکلام فی المسئلة هو من له سلس
الریح و المراد من کان له خروج الریح مستمراً
کما یکون الامر کذلک فی سلس البول من خروج البول عنه
مستمراً فالسلس عنوان له مصادیق من خروج البول مستمراً بلا اختیار و
کذا من خرج عنه الریح کذلک فاذا کان الحکم طاریاً علی موضوع و
عنوان خاص فالحکم الطاری علی ذلک الموضوع لیجری
علی جمیع مصادیقه ولاجل ذلک کان سلس الریح کسلس البول.