درس خارج فقه استاد توکل

93/10/20

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : احکام الجبائر، وضوء، الطهارة
و اما الکلام فی الصورة الثانیة : التی اعتقد عدم الضرر فتوضوء الوضوء التام ثم بان وجود الضرر و ان وظیفته هی الجبیرة فالحق فی هذه الصورة هو صحة الوضوء ایضاً
 لانه اولاً: قد عمل بما هو وظیفته .
و ثانیاً : ان الوضوء جبیرة لکان صادراً لتسهیل الامر علی المکلفین امتناناً لهم و قد مرّ ان الامتنان فی المقام هو التوسعة فی باب الوضوء بان الوضوء له فردان فرد منهما هو الوضوء التام و الاخر هو الجبیرة عند طرو العذر تسهیلاً للمکلف و لذا ان الامتنان یقتضی الحکم بالصحة لانه وضع لتسهیل الامر لا لبطلان الاخر فلا معنی للحکم بالبطلان اذا لم یعمل المکلف بالحکم الامتنانی ( و لایخفی علیک ان مفروض الکلام لکان فیما لم یکن الضرر علی حد لم یرض الشارع بتحققه لان الحکم فی هذه الصورة خرج عن عنوان الامتنان و دخل فی حکم واجب تکلیفی مولوی )
و ثالثاً : ان الضرر تارة یکون علی وجه لم یرض الشارع بتحققه ( کما مرّ آنفاً ) کقتل النفس او شرب الخمر او ارتکاب الزناء و اخری یکون علی وجه لایکون کذلک بل نظر الشارع لکان هو التسهیل علی المکلف و الامتنان علیه لا الترک بنفسه فلا مانع فی هذه الصورة الاخیرة الاخذ بالحکم الاولی و ترک العمل الامتنانی و المقام فیما نحن فیه من هذا القبیل مضافاً الی ان وظیفته فی نظره هو ان الماتی به یکون مطابقاً للمامور به .
و اما الکلام فی الصورة الثالثة : و هی ما اذا اعتقد الضرر و لکن لم یعمل باعتقاده و توضاء الوضوء التام ثم بان عدم الضرر و هو قد عمل بما هو وظیفته فی الواقع و ان خالف ما یعتقده ظاهراً و الحکم فیها الصحة .
لانه اولاً : ان الماتی به لکان مطابقاً للمامور به الواقعی و انه فی الواقع قد عمل بما هو وظیفته واقعاً و ان کان غیر عالم حین العمل بان عمله مطابقا للواقع .
و ثانیاً : ان وظیفته الظاهریة هو العمل بالجبیرة و لکنه قد مرّ ان الوضوء جبیرة لکان علی وجه الامتنان و ان ترک الوظیفة الامتنانیة لایوجب البطلان مع ان اللازم هو تمشی قصد القربة منه اذا علم انه لم یعمل بوظیفته حسب نظره و لکن اذا تمشی ذلک منه و ان الضرر الموجود بحسب نظره لایکون مما لم یرض الشارع بتحققه فلا اشکال فی الحکم بالصحة لان عمله کان مطابقاً للواقع اولاً و تمشی منه قصد القربة ثانیاً و لایکون الشارع فی مورده ممن لم یرض بتحققه ثالثاً فمع هذه المقدمات فلا وجه للبطلان .
و اما الصورة الرابعة : و هی ما اذا اعتقد عدم الضرر و لکن یعمل بالجبیرة فبان الضرر و ان وظیفته فی الواقع هو العمل بالوضوء جبیرة فبما ذکرناه فی الصورة الثالثة یظهر الحکم فی الرابعة ایضاً طابق النعل بالنعل لان الصورتین الاخیرتین من واد واحد و الحکم فیهما علی السواء .