درس خارج فقه استاد توکل

92/10/30

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : العجب،الثالث عشر : الخلوص، شرایط الوضو، الطهارة
و منها : ما عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ - علیه الصلوة و السلام - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  - صلی الله علیه و آله - قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِنَّ مِنْ عِبَادِي الْمُؤْمِنِينَ لَمَنْ يَجْتَهِدُ فِي عِبَادَتِي فَيَقُومُ مِنْ رُقَادِهِ وَ لَذِيذِ وِسَادِهِ فَيَجْتَهِدُ لِيَ اللَّيَالِيَ فَيُتْعِبُ نَفْسَهُ فِي عِبَادَتِي فَأَضْرِبُهُ بِالنُّعَاسِ اللَّيْلَةَ وَ اللَّيْلَتَيْنِ نَظَراً مِنِّي لَهُ وَ إِبْقَاءً عَلَيْهِ فَيَنَامُ حَتَّى يُصْبِحَ فَيَقُومُ وَ هُوَ مَاقِتٌ لِنَفْسِهِ زَارِئٌ عَلَيْهَا وَ لَوْ أُخَلِّي بَيْنَهُ وَ بَيْنَ مَا يُرِيدُ مِنْ عِبَادَتِي لَدَخَلَهُ الْعُجْبُ مِنْ ذَلِكَ فَيُصَيِّرُهُ الْعُجْبُ إِلَى الْفِتْنَةِ بِأَعْمَالِهِ فَيَأْتِيهِ مِنْ ذَلِكَ مَا فِيهِ هَلَاكُهُ لِعُجْبِهِ بِأَعْمَالِهِ وَ رِضَاهُ عَنْ نَفْسِهِ حَتَّى يَظُنَّ أَنَّهُ قَدْ فَاقَ الْعَابِدِينَ وَ جَازَ فِي عِبَادَتِهِ حَدَّ التَّقْصِيرِ فَيَتَبَاعَدُ مِنِّي عِنْدَ ذَلِكَ وَ هُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ.[1]  
زراء، زرء = نکوهش کردن، توبیخ کردن، سرزنش کردن
و فیه : ان ما یستفاد منها هو ان العجب من المهلکات و یتوهم به العبد انه کان فوق العابدین و ینجر حاله الی مرحلة یمّن بعبادته علی الله تعالی و نعوذ بالله من هذه الحالة و قد ورد عن مولانا الکاظم  - علیه الصلوة و السلام -انه قال یا یونس َ أَكْثِرْ مِنْ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِنَ الْمُعَارِينَ و لاتخرجنی من التقصیر.[2] 
و ان بلغ من العبادة ما بلغ و علی ای حال لا دلالة فیها علی بطلان العمل بالعجب .
منها : ما عن ِعبد الرحمن بن الْحَجَّاجِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ - علیه الصلوة و السلام - الرَّجُلُ يَعْمَلُ الْعَمَلَ وَ هُوَ خَائِفٌ مُشْفِقٌ ثُمَّ يَعْمَلُ شَيْئاً مِنَ الْبِرِّ فَيَدْخُلُهُ شِبْهُ الْعُجْبِ بِهِ فَقَالَ هُوَ فِي حَالِهِ الْأُولَى وَ هُوَ خَائِفٌ أَحْسَنُ حَالًا مِنْهُ فِي حَالِ عُجْبِهِ.[3]      
اقول : ان عدم دلالتها علی بطلان العمل بالعجب یظهر بادنی تأمل لان الخوف الطاری علیه من الذنب لکان اصلح بحاله من العجب الذی طرء علیه من الاعمال البرّیة التی یوجب المّن علی الله تعالی .
 عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ إِنِّي لَأَتَعَشَّى مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ - علیه الصلوة و السلام - إِذْ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ﴿ بَلِ الْإِنْسانُ عَلى‏ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَ لَوْ أَلْقى‏ مَعاذِيرَهُ [4] ثُمَّ قَالَ مَا يَصْنَعُ الْإِنْسَانُ أَنْ يَتَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِخِلَافِ مَا يَعْلَمُ اللَّهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ « صلی الله علیه و آله » كَانَ يَقُولُ مَنْ أَسَرَّ سَرِيرَةً رَدَّاهُ اللَّهُ رِدَاهَا إِنْ خَيْراً فَخَيْراً وَ إِنْ شَرّاً فَشَرّاً.[5]    
و هذه الروایة لو کان سندها محل تأمل ( کما عن المحقق الخویی ) و لکن روایة ابن القداح ( معتبرة  ) فعنه عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ - علیه الصلوة و السلام - قَالَ قَالَ عَلِيٌّ - علیه الصلوة و السلام - اخْشَوُا اللَّهَ خَشْيَةً لَيْسَتْ بِتَعْذِيرٍ وَ اعْمَلُوا لِلَّهِ فِي غَيْرِ رِيَاءٍ وَ لَا سُمْعَةٍ فَإِنَّهُ مَنْ عَمِلَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى عَمَلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.[6]  
و لاجل جمعهما بحکم واحد فالسمعة توجب البطلان کما ان الریاء ایضاً کذلک .
نعم اذا اتی العبد بالعمل قاصداً لله تعالی و لکنه یسرّه اذا اطلع علیه الناس فلا اشکال فی صحة عمله لانه حین قصد القربة فی عمله لکان الماتی به مطابقاً للمأمور به فلا اشکال فی صحة عمله مضافاً الی ما رواها ٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ - علیه الصلوة و السلام - قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَعْمَلُ الشَّيْ‏ءَ مِنَ الْخَيْرِ فَيَرَاهُ إِنْسَانٌ فَيَسُرُّهُ ذَلِكَ قَالَ لَا بَأْسَ مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَ هُوَ يُحِبُّ أَنْ يَظْهَرَ لَهُ فِي النَّاسِ الْخَيْرُ إِذَا لَمْ يَكُنْ صَنَعَ ذَلِكَ لِذَلِكَ.[7]      
منها : سَعْدٍ الْإِسْكَافِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ - علیه الصلوة و السلام - قَالَ ثَلَاثٌ قَاصِمَاتُ الظَّهْرِ رَجُلٌ اسْتَكْثَرَ عَمَلَهُ وَ نَسِيَ ذُنُوبَهُ وَ أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ.[8]
و فیه : ان الکلام لکان فی اعجاب المرء بعمله لا فی اعجابه برایه و الروایة تدل علی الثانی فیتوهم الرجل انه اعقل الناس و لذا ترک المشاورة و استقل فی اعماله بنظره فیقع فی المهالک مع ان مفادها ایضاً ان العجب قاصم للظهر کما یترتب علیه من المفاسد فلا دلالة فیها علی بطلان العمل .
و قس الی ما ذکرناه سائر الروایات التی وردت فی الابواب فان جمیعها لایدل علی بطلان العمل بل غایة ما یستفاد منها هو ان العجب من المهالک و انه صفة مذمومة و انه یستلزم عدم القبول .
بقی فی المقام روایة توهم بعض دلالتها علی البطلان و هی ( ما ذکرناه سابقاً فی العجب  المتاخر ) روایة يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ - علیه الصلوة و السلام - قَالَ قِيلَ لَهُ وَ أَنَا حَاضِرٌ الرَّجُلُ يَكُونُ فِي صَلَاتِهِ خَالِياً فَيَدْخُلُهُ الْعُجْبُ فَقَالَ إِذَا كَانَ أَوَّلَ صَلَاتِهِ بِنِيَّةٍ يُرِيدُ بِهَا رَبَّهُ فَلَا يَضُرُّهُ مَا دَخَلَهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَلْيَمْضِ فِي صَلَاتِهِ وَ لْيَخْسَأِ الشَّيْطَانَ.[9]
و فیه : انه لا دلالة علی البطلان بالعجب الطاری لا عقلاً و لا شرعاً .
اما العقل : فهو یحکم بان العجب لو کان مبطلاً فلا فرق بین ان یکون طروه فی اول العبادة و بین ان یکون فی اثنائها او فی اخرها فقوله (ع) فی اول صلاته یکون غیر سدید و لکنه امام و کلامه امام الکلام .
و اما الشرع : فقوله (ع) و لیمض فی صلاته و لیخسأ الشیطان دلیل صریح علی صحة العمل لانه لو کان العمل باطلاً بالعجب فلا معنی لمضی العمل بالباطل و لذا ( لزم تاویل مفاد الروایة بالوسوسة بان الشیطان یوسوس فی صدور الناس حتی یشتغل ذهن العابد بها فینحرف عن التوجه الی الله تعالی او ینقص اهتمامه علی العبادات .
( متن سید ) و أما السمعة فإن كانت داعية على العمل أو كانت جزء من الداعي بطل و إلا فلا كما في الرياء فإذا كان الداعي له على العمل هو القربة إلا أنه يفرح إذا اطلع عليه الناس من غير أن يكون داخلا في قصده لا يكون باطلا لكن ينبغي للإنسان أن يكون ملتفتا فإن الشيطان غرور و عدو مبين.
و لایخفی علیک ان السمعة بحسب الظاهر یکون مغایراً من حیث المعنی مع الریاء لان الریاء من باب الرویة و السمعة من باب السماع فمورد کل واحد منهما غیر مورد الاخر و لکن یمکن دخول السمعة فی عنوان الریاء من حیث الغایة لان المراد من السمعة هو ان یقصد احد بعمله سماع الناس به فیرید به عزةً و رتبة ً عندهم و غایة الریاء ایضاً کذلک لان المرائی طلب العزة و الرتبة عند الناس بایرائهم الاعمال الخیر و هذا الطلب و الارادة لکان اعم من الاسماع و الایراء فعلی هذا لکانت السمعة من افراد الریاء و لکن حکمهما واحد سواء قلنا بان السمعة غیر الریاء موضوعاً او انها من مصادیق الریاء مضافاً الی عطف السمعة علی الریاء فی بعض الروایات .
ففی روایة عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ قَالَ قَالَ لِيَ الرِّضَا - علیه الصلوة و السلام - وَيْحَكَ يَا ابْنَ عَرَفَةَ اعْمَلُوا لِغَيْرِ رِيَاءٍ وَ لَا سُمْعَةٍ فَإِنَّهُ مَنْ عَمِلَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى مَا عَمِلَ وَيْحَكَ مَا عَمِلَ أَحَدٌ عَمَلًا إِلَّا رَدَّاهُ اللَّهُ بِهِ إِنْ خَيْراً فَخَيْراً وَ إِنْ شَرّاً فَشَرّا .[10]
( متن سید ) و أما سائر الضمائم فإن كانت راجحة كما إذا كان قصده في الوضوء القربة و تعليم الغير فإن كان داعي القربة مستقلا و الضميمة تبعا أو كانا مستقلين صح و إن كانت القربة تبعا أو كان الداعي هو المجموع منهما بطل و إن كانت مباحة فالأقوى أنها أيضا كذلك كضم التبرد إلى القربة لكن الأحوط في صورة استقلالهما أيضا الإعادة .
اقول : ان الضمیمة لا یخلو حالها عن صور ثلاثة :
الصورة الاولی : ما اذا کانت الضمیمة راجحة سواء کانت علی وجه الندب او الوجوب کما اذا توضوء و اراد بذلک تعلیم الغیر ایضاً فی کیفیة الوضوء او صلی و اراد بذلک تعلیم الغیر الصلوة الذی وجب علیه تعلیمها ایاه .
الصورة الثانیة : ما اذا کانت الضمیمة مباحة بالمعنی الاعم التی تشمل الکراهة و الاباحة المصطلحة و الاول کما اذا توضوء بماء مسخن قربة الی الله فالقصد هو الله تعالی و لکن الضمیمة مکروهة لکراهة استعمال الماء المسخن او توضوء بماء بارد لاجل التبرید فهذا امر مباح .
الصورة الثالثة : ما اذا کانت الضمیمة محرمة ( غیر صورة الریاء ) کما اذا توضوء فی مکان لاجل ایذاء الغیر او صلی فی مسجد لهتک حرمة امامه .
و اما الصورة الاولی : فیما اذا کانت الضمیمة راجحة : فلا اشکال فی الصحة لان نفس العمل و ما فی جنبه من الضمیمة کلاهما مما علیه امر من الشرع المقدس سواء کان الامر علی وجه الندب او الوجوب لان العمل بمجموعه کان ماموراً به و علیه امر من الله تعالی سواء کان علی نفس العمل او کان علی الضمیمة فالعمل الاصلی قد اتی به العبد للتقرب الی الله تعالی والضمیمة ایضاً قد اتی به العبد لامتثال امر الله تعالی فالتقرب ملحوظ فی مجموع العمل من الاصلی و الضمیمة فلا اشکال فی الصحة لان ما هو اللازم علی العبد فی مقام الامتثال فهو موجود فی العمل .



[1]  وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص98، ابواب مقدمة العبادات، باب23، ح 1.
[2]  وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص96، باب استحباب اعتراف بالتقصیر فی العبادة، ح 2.
[3]  وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص99، ابواب مقدمة العبادات، باب23، ح 2.
[4]  قیامه/سوره75، آیه14.
[5]  وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص65، ابواب مقدمات العبادة، باب 11، ح 5.
[6]  وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص66، ابواب مقدمات العبادة، باب 11، ح 10.
[7]  وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص75، ابواب مقدمات العبادة، باب 15، ح 1.
[8]  وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص97، ابواب مقدمات العبادة، باب 22، ح 6.
[9]  وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص107، ابواب مقدمات العبادة، باب 24، ح 3  .
[10]  وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص66، ابواب مقدمات العبادة، باب 11، ح 8.