درس خارج فقه استاد توکل

92/10/25

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : العجب، الثالث عشر : الخلوص، شرایط الوضو، الطهارة
و فی روایة  الْإِعْجَابُ يَمْنَعُ الِازْدِيَادَ.[1]   
و ٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ عَنِ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَحَدِهِمَا -علیه الصلوة و السلام -  قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ إِنَّ مِنْ عِبَادِي لَمَنْ يَسْأَلُنِي الشَّيْ‏ءَ مِنْ طَاعَتِي لِأُحِبَّهُ فَأَصْرِفُ ذَلِكَ عَنْهُ لِكَيْلَا يُعْجِبَهُ عَمَلُهُ.[2]
کما ورد فی الحدیث القدسی فی مورد الفقر و الغنی بهذا المضمون ان العبد اذا صار محبوبا عندنا بعمله الحسن نظرت الی حاله من الفقر و الغنی فنقدر له ما هو الاصلح بحال دینه فان کان الغنی یخرجه عن الدین نقدر له فقرا حفظا لدینه کما فی قوله تعالی: ﴿ كَلاَّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغی * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنی [3]و ان کان الفقر یخرجه عن الدین نقدر له الغنی حفظا لدینه کما ورد فی الخبر کاد الفقر ان یکون کفراً .
( متن سید ) فالمتأخر منه لا يبطل العمل
و اما حرمة العجب فی  غیر العبادات فلا دلیل علیها شرعاً و ان کان نفس العجب من الصفات المذمومة و یترتب علیه افعال قبیحة و اما قوله تعالی: ﴿ وَ دَخَلَ جَنَّتَهُ وَ هُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبيدَ هذِهِ أَبَداً [4]
و ان کان هذا القول صادراً عن حالة العجب و الغرور و لکن لا دلیل علی حرمته حتی یترتب علی نفس هذا العجب عقاب شرعاً .
و اما العجب فی العبادات : فلا دلیل علی حرمته و بطلان العمل بواسطته و ان کان العمل فی نفسه مذموماً لدی العرف و العقل و لاجل ذلک لم یذکره الاعلام انه من المفسدات فی العبادات و هو و ان کان مذموماً و کان مانعاً عن صعود الاعمال لانه قد مرّ ان صاحب هذه الصفة المذمومة قد یری عمله عظیماً حتی یکون فی شان الله تعالی او نزل مقام الربوبیة علی حد یکون فی ردیف عمله الحقیر الصغیر و نعوذ بالله من کلتا الصورتین مع انه قد مرّ ما عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ -علیه الصلوة و السلام -  قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْعُجْبِ الَّذِي يُفْسِدُ الْعَمَلَ فَقَالَ الْعُجْبُ دَرَجَاتٌ مِنْهَا أَنْ يُزَيَّنَ لِلْعَبْدِ سُوءُ عَمَلِهِ فَيَرَاهُ حَسَناً فَيُعْجِبَهُ وَ يَحْسَبَ أَنَّهُ يُحْسِنُ صُنْعاً وَ مِنْهَا أَنْ يُؤْمِنَ الْعَبْدُ بِرَبِّهِ فَيَمُنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ الْمَنُّ.[5]    
اقول : انه لایخفی علیک ان الصورة الاولی لایدل علی البطلان و الفساد و التعبیر بقوله سوء عمله لکان لاجل ما ذکرناه آنفاً من الصورتین القبیحتین مع ان التعبیر بالعجب الذی یفسد العمل لکان فی کلام الراوی مضافاً الی ان الظاهر هو عدم القبول لا عدم صحة العمل و الصورة الثانیة ایضاً لاتدل  علی فساد العمل لان المنة من العبد الذلیل الحقیر علی الله العظیم المتعال لکان ناشئاً عن جهله و عدم بصیرته فی دینه و هم اعم من البطلان و الفساد .
و قال  بعض من عاصرناه من الاعلام ما هذا لفظه : و یمکن استفادة الحرمة لما رواه ِ یونس عن بعض اصحابه عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ -علیه الصلوة و السلام -  قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  - صلی الله علیه و آله - فِي حَدِيثٍ قَالَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ -علیه الصلوة و السلام -  لِإِبْلِيسَ أَخْبِرْنِي بِالذَّنْبِ الَّذِي إِذَا أَذْنَبَهُ ابْنُ آدَمَ اسْتَحْوَذْتَ عَلَيْهِ قَالَ إِذَا أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ وَ اسْتَكْثَرَ عَمَلَهُ وَ صَغُرَ فِي عَيْنِهِ ذَنْبُهُ وَ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِدَاوُدَ يَا دَاوُدُ بَشِّرِ الْمُذْنِبِينَ وَ أَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ قَالَ كَيْفَ أُبَشِّرُ الْمُذْنِبِينَ وَ أُنْذِرُ الصِّدِّيقِينَ قَالَ يَا دَاوُدُ بَشِّرِ الْمُذْنِبِينَ أَنِّي أَقْبَلُ التَّوْبَةَ وَ أَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ وَ أَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ أَنْ لَا يُعْجَبُوا بِأَعْمَالِهِمْ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَنْصِبُهُ لِلْحِسَابِ إِلَّا هَلَكَ.[6] 
ثم قال : بان یقال ان قوله و انذر الصدیقین ان لایعجبوا، یدل  علی کون العجب منهیاً عنه، ثم قال هذا ما خطر ببالی و ان لم یتفطن به احد و علی هذا لا فرق فی حرمته بین کان العجب حال العبادة او بعدها .
ثم قال : فعلی هذا القول بحرمة العجب فی العبادة لو لم یکن اقوی فلا اقل من کونه احوط ؛ انتهی کلامه .
اقول : ان المستدل لو استدل علی مراده لصدر الروایة من استحواذ الشیطان علی العبد لکان اولی باستدلاله بذیل الروایة و لکن لاتدل صدراً و لا ذیلاً علی بطلان العمل لان استحواذ الشیطان اعم من عدم القبول او  عدم الصحة فربما کان العمل صحیحاً و لکنه لایقبل و اضعف من الاستدلال بصدر الاستدلال بالذیل لان انذار الصدیقین لایدل علی بطلان العمل فی الدنیا و لاجل ذلک ان الله تعالی انذر الصدیقین فی امر الاخرة فقال انه لیس عبد نصبه للحساب الا هلک و الظاهر ان الهلاکة لکانت لاجل الصورتین القبیحتین اللتین ذکرناهما آنفاً لان العظیم المتعال لایوصف بعقولنا القاصرة الحقیرة و الاعمال الصادرة من الحقیر احقر و این هذا العمل الاحقر و شان الله العظیم سبحان الله عما یصفون و یخطر ببالی ان عدم تعرض الاعلام لهذا الروایة و امثالها لکان لاجل عدم دلالتها علی البطلان لا عدم فطانتهم بها .



[1]  وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص105، ابواب مقدمة العبادات، باب23، ح 23.
[2]  وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص105، ابواب مقدمة العبادات، باب23، ح 20.
[3]  سوره العلق، آیه 6 و 7  
[4]  سورة الکهف، آیة 35
[5]  وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص100، ابواب مقدمة العبادات، باب23، ح 5.
[6]  وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص99، ابواب مقدمة العبادات، باب23، ح 3.