درس خارج فقه استاد توکل

92/10/23

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : الثالث عشر : الخلوص، شرایط الوضو، الطهارة
( متن سید ) و أما إذا لم يكن كذلك بل كان مجرد خطور في القلب من دون أن يكون جزء من الداعي فلا يكون مبطلا .
اقول : و المسئلة واضحة لعدم الدلیل علی ان نفس الخطور من دون ان یکون علی حد الداعی یکون مبطلاً مع ان عدم الدلیل دلیل علی العدم مضافاً الی ان کثیراً من الناس لو لم نقل بجمعهم ( الا المعصومین علیهم الصلوة و السلام ) لخطر  علی قلوبهم خطورات منفیة من الامور الاعتقادیة و ا لافکار الشیطانیة و لو فرض ان هذه الخطورات تحسب فی حقهم للزم ان یخرج الناس عن حقیقة الایمان بل الاسلام و من البدیهی لیس الامر کذلک لان هذه الخطورات من وساوسة الشیطان و قد القاها فی نفوس الانسان لیصدهم عن التقرب الی الله تعالی و لکن ذهب بعض الی البطلان لوجوه لا باس بذکر بعضها :
منها : ما دل فی الروایة بان من أَدْخَلَ فِيهِ رِضَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ كَانَ مُشْرِكاً.[1] 
تقریب الاستدلال : ان خطور رضی الناس فی العمل یکون من مصادیق الادخال .
و فیه : ما لایخفی مضافاً الی ما ذکرناه فی اول البحث ان نفس الخطور لیس من مصادیق ادخال رضی الناس فی العمل فربما خطر خطور ببال احد و لکن الانسان قد تبرئ منه و انزجر و من البدیهی ان الخطور غیر القصد و الارادة لطرو الخطورات و الافکار الباطلة الی قلوب الناس من غیر ارادة و لا اختیار مع ان الحکم علی ما لا اختیار فیه قبیح و علی ما هو المختار مع الانزجار اقبح مضافاً الی ان القصد امر متاخر عن الخطور لان الناس قد خطر ببال احدهم شئ ثم اراد ان یفعله او یترکه و الادخال لکان فی مرحلة القصد لا قبله .
و فیها : ما رواها السکونی عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ -علیه الصلوة و السلام -  قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ -علیه الصلوة و السلام -  ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ لِلْمُرَائِي يَنْشَطُ إِذَا رَأَى النَّاسَ وَ يَكْسَلُ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ وَ يُحِبُّ أَنْ يُحْمَدَ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ.[2]   
و تقریب الاستدلال : ان النشاط لما یراه الناس او الکسالة اذا کان وحدة و الحب لان یحمد فی جمیع اموره لکان من افعال القلب والحالات العارضة له بدون القصد فیکفی مجرد خطور القلب لتحقق موضوع الریاء .
و فیه ما لایخفی لانه :
 اولاً : ان هذه الصفات صفات للمرائی و لکن متی یکون المرائی مرائیاً فلا تدل الروایة علیه .
و ثانیاً : ان النشاط او الکسالة او الحب یکون عارضاً علی الناس بعد تحقق الخطور و الحکم بکونه مرائیاً لکان فی مرحلة بعد الخطور لا فی مرحلة نفس الخطور .
و ثالثاً : قد مرّ آنفاً انه ربما خطر ببال احد خطور لکن لایوجد فیه نشاط بل یوجب التنفر و الانزجار فلیس کل خطور یوجب ما هو المذکور فی الروایة الا بعد تحقق تلک العلامات فالحکم علی الخطور بنفسه علی وجه المطلق غیر صحیح .
و رابعاً : ان الظاهر من الروایة ان العمل الصادر من الانسان بداعی ارائته للناس یکون من علامات المرائی و لکن نفس الخطور من دون تحققه خارجاً و من دون صیرورته عملا فی الخارج بل فی مرحلة وجوده فی القلب لایوجب کون العبد مرائیاً .
مضافاً الی ما مرّ سابقاً من دلالة بعض الروایات علی ان کل انسان یحب ظهور عمله الخیر بین الناس و سروره منه کما فی روایة زرارة عن ابی جعفر – علیه الصلوة و السلام – قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَعْمَلُ الشَّيْ‏ءَ مِنَ الْخَيْرِ فَيَرَاهُ إِنْسَانٌ فَيَسُرُّهُ ذَلِكَ قَالَ لَا بَأْسَ مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَ هُوَ يُحِبُّ أَنْ يَظْهَرَ لَهُ فِي النَّاسِ الْخَيْرُ إِذَا لَمْ يَكُنْ صَنَعَ ذَلِكَ لِذَلِكَ.[3]  



[1]  وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص67، ابواب مقدمة العبادات، باب11، ح 11.
[2]  وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص73، ابواب مقدمة العبادات، باب13، ح 1.
[3]  وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص75، ابواب مقدمة العبادات، باب15، ح 1.