درس خارج فقه استاد توکل

92/07/27

بسم الله الرحمن الرحیم

 موضوع : استنابة لافعال الوضوء ، شرط دهم : الترتیب ، شرایط وضو، طهارت
 ( متن سید ) فيغسل الغير أعضاءه و ينوي هو الوضوء و لو أمكن إجراء الغير الماء بيد المنوب عنه- بأن يأخذ يده و يصب الماء فيها و يجريه بها هل يجب أم لا الأحوط ذلك و إن كان الأقوى عدم وجوبه .
 ففی صورة الاستنابة تارة ان المعین غسله من دون دخالة یده فی التوضی و اخری مع دخالتها فیه .
 ففی الاول للزم ان ینوی المتوضی الوضوء لانه هو المباشر فی التوضی و المعین فقد اعانه لاتیان العمل .
 و علی الثانی فلاجل ان المعین قد دخل فی التوضی و اتی بافعال بیده مع صدور العمل من المستعان و لکنه قد طرء علیه العذر فی بعض الافعال فالعذر یقدّر بقدره فما یمکن ان یتحقق من المتوضی للزم علیه ان یوتی به و من جملته الاتیان بالنیة لان فی الاتیان بها لا محذور له فعلیه ان یوتی بها لانه هو المامور بالوضوء و المعین بمنزلة الالة فی تحصیل ما هو الواجب علیه مع ان الاحتیاط یقتضی ان یوتی المعین بالنیة ایضاً لا دخالته فی بعض الافعال .
 مضافاً الی ان الدلیل فی المسئلة لو کان هو الاجماع فلاجل کون الدلیل لبیاً للزم الاخذ بالقدر المتیقن و هو تحقق النیة من المتوضی و المعین معاً و لو کان الدلیل فی المسئلة هو الروایات فالروایات فی هذا الامر لا صراحة فیها فالاحتیاط ایضاً یقتضی بتحقق النیة منهما ایضاً .
 ( متن سید ) لأن مناط المباشرة في الإجراء و اليد آلة و المفروض أن فعل الإجراء من النائب .
 اقول : انه قد مرّ الکلام فیه آنفاً بان المتوضی هو المامور فی الاتیان بالوضوء و النیة فلزم الاتیان بها مباشرة لامکانه علیه و النائب قد تصدی ما کان المامور معذوراً عن الاتیان به و من الواضح ان النیة قد تحققت من المامور و لکن لاجل دخالة النائب فی الاجراء لکان الاحتیاط یقتضی تحقق النیة من النائب ایضاً و السّر فی ذلک هو ما ذکرناه بان ید النائب لا خصوصیة فیها لامکان تحققه بای آلة اخری حتی من بعض الحیوانات المعلمة او الصبی الذی لا یمکن ان یتحقق منه النیة لان حقیقة الغسل هو اجراء الماء علی المحل و جریانه فیه فاذا تحقق الجریان فقد تحقق الغسل فبذلک یظهر ان النیة للزم ان یتحقق من المتوضی و لکن الاحتیاط حسن فی کل حال فیقتضی تحققها من النائب ایضاً .
 ( متن سید ) نعم في المسح لا بد من كونه بيد المنوب عنه لا النائب فيأخذ يده و يمسح بها رأسه و رجليه و إن لم يمكن ذلك أخذ الرطوبة التي في يده و يمسح بها و لو كان يقدر على المباشرة في بعض دون بعض بعض .
 و المسئلة واضحة لوجود فرق مهم بین الغسل و المسح لان الغسل هو تسلط الماء علی المحل و جریانه فیه و لا اختصاص فی الماء من حیث المنشاء ففی ای مورد یمکن تحصیل الماء ثم جریانه علی المحل فقد حصل المطلوب سواء کان تحصیله بید المتوضی او بید غیره او من میزاب او من المطر او من حوض او نهر و اما الامر فی مورد المسح لیس کذلک فقد مرّ سابقاً من لزوم کون المسح من بقیة النداوة الموجودة من الغسل فی الید و لایصح ان یکون المسح بالماء الخارجی و لذا قد دلت الروایات فیما اذا جفّت الید من تلک النداوة للزم اخذها من سائر المواضع من مواضع الوضوء کاللحیة و امثال ذلک و لاجل هذا لو یقدر المتوضی ان یاتی بالمسح بنفسه فقد وجب علیه ذلک و ان لم یقدر علی المسح مباشرة یصح له الاستغاثة من الغیر فاذا اعانه معین للزم ان یأخذ ید المتوضی و مسح بیده المحل و ان لم یمکن ذلک فلزم اخذ المعین النداوة من ید المتوضی ثم مسح بها المحل لان المحذور یقدر بقدره فاذا لم یمکن المسح مباشرة من المتوضی للزم ان یکون تحققه تسبیباً باعانة الغیر و بذلک یظهر امران :
 الاول : انه لو یمکن المسح ببعض المواضع مباشرة و ببعض اخر تسبیباً فلزم له ذلک .
 الثانی : اذا جفت الیدین النداوة و یمکن اخذها من سائر المواضع للزم ذلک مباشرة و الا یصح تسبیباً و اذا لم یمکن ذلک لا مباشرة و لا تسبیباً بان جفت المواضع السابقة من الماء فلا اشکال فی وجوب اعادة الوضوء کما یکون الامر کذلک فی السالم الذی لایحتاج الی المعین .
 ( متن سید ) العاشر الترتيب بتقديم الوجه ثمَّ اليد اليمنى ثمَّ اليد اليسرى ثمَّ مسح الرأس ثمَّ الرجلين و لا يجب الترتيب بين أجزاء كل عضو نعم يجب مراعاة الأعلى فالأعلى كما مر و لو أخل بالترتيب و لو جهلا أو نسيانا بطل إذا تذكر بعد الفراغ و فوات الموالاة .
 اقول : ان المسئلة اجماعیة کماعن الخلاف و الانتصار و الغنیة و السرائر و المعتبر و المنتهی و الظاهر ان الاجماع فی المقام بنفسه لایعد دلیلاً فی المئسلة لوجود روایات متعددة تدل علی ذلک فالاجماع لکان تاییداً فی المقام .
 و اما الایة الشریفة فقد دلت علی الترتیب بالنص فقوله تعالی : اذا قمتم الی الصلوة فاغسلوا وجوهکم و ایدیکم الی المرافق و امسحوا بروسکم و ارجلکم الی الکعبین ، تدل علی الترتیب فاللازم علی المکلف هو مراعاة هذا الترتیب و قد اجاد بحرالعلوم فیما افاد بان الفصیح لایذکر الترتیب الا من باب اعتبار الترتیب مع ان الروایات الواردة فی المقام کثیرة و لا اشکال فی سندها و لا دلالتها.
  فعَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ - علیه الصلوة والسلام - تَابِعْ بَيْنَ الْوُضُوءِ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ابْدَأْ بِالْوَجْهِ ثُمَّ بِالْيَدَيْنِ ثُمَّ امْسَحِ الرَّأْسَ وَ الرِّجْلَيْنِ وَ لَا تُقَدِّمَنَّ شَيْئاً بَيْنَ يَدَيْ شَيْ‏ءٍ تُخَالِفْ مَا أُمِرْتَ بِهِ فَإِنْ غَسَلْتَ الذِّرَاعَ قَبْلَ الْوَجْهِ فَابْدَأْ بِالْوَجْهِ وَ أَعِدْ عَلَى الذِّرَاعِ وَ إِنْ مَسَحْتَ الرِّجْلَ قَبْلَ الرَّأْسِ فَامْسَحْ عَلَى الرَّأْسِ قَبْلَ الرِّجْلِ ثُمَّ أَعِدْ عَلَى الرِّجْلِ ابْدَأْ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ. [1]
 و منها ما رواها عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سُئِلَ أَحَدُهُمَا - علیه الصلوة والسلام - عَنْ رَجُلٍ بَدَأَ بِيَدِهِ قَبْلَ وَجْهِهِ وَ بِرِجْلَيْهِ قَبْلَ يَدَيْهِ قَالَ يَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ وَ لْيُعِدْ مَا (كَانَ). [2]
 و الامر کذلک فی غسل الیدین من لزوم تقدیم الیمنی علی الیسری .
 منها ما رواها علی بن جَعْفَرٍ عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ - علیه الصلوة والسلام - قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ يَسَارَهُ قَبْلَ يَمِينِهِ كَيْفَ يَصْنَعُ قَالَ يُعِيدُ الْوُضُوءَ مِنْ حَيْثُ أَخْطَأَ يَغْسِلُ يَمِينَهُ ثُمَّ يَسَارَهُ ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ وَ رِجْلَيْهِ . [3]
 و منها رواها ْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ - علیه الصلوة والسلام - فِي الرَّجُلِ يَتَوَضَّأُ فَيَبْدَأُ بِالشِّمَالِ قَبْلَ الْيَمِينِ قَالَ يَغْسِلُ الْيَمِينَ وَ يُعِيدُ الْيَسَارَ . [4]
 الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ - علیه الصلوة والسلام - قَالَ إِذَا نَسِيَ الرَّجُلُ أَنْ يَغْسِلَ يَمِينَهُ فَغَسَلَ شِمَالَهُ وَ مَسَحَ رَأْسَهُ وَ رِجْلَيْهِ فَذَكَرَ بَعْدَ ذَلِكَ غَسَلَ يَمِينَهُ وَ شِمَالَهُ وَ مَسَحَ رَأْسَهُ وَ رِجْلَيْهِ وَ إِنْ كَانَ إِنَّمَا نَسِيَ شِمَالَهُ فَلْيَغْسِلِ الشِّمَالَ وَ لَا يُعِيدُ عَلَى مَا كَانَ تَوَضَّأَ وَ قَالَ أَتْبِعْ وُضُوءَكَ بَعْضَهُ بَعْضاً . [5]
 و الحاصل لما ذکرناه هو لزوم مراعاة الترتیب و فی صورة الاخلال لاجل النسیان لزم العود علی وجه یحصل به الترتیب سواء تذکر فی الاثناء او تذکر بعد الفراغ عن الوضوء قبل فوات الموالاة و اما اذا تذکر بعد فواتها فلابد من ان یستانف الوضوء لبطلان الوضوء بفوات الموالاة المعتبرة بین الاجزاء .
 نعم وجوب المراعاة فی الغسل من الاعلی الی الاسفل امر مفروغ عنه فلزم مراعاة ذلک و لو اخل بها فلا اشکال فی الحکم بالبطلان .


[1] - وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص449، ابواب وضوء، باب34، ح 1
[2] - وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص450، ابواب وضوء، باب35، ح 1
[3] - وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص454، ابواب وضوء، باب35، ح 15
[4] - وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص451، ابواب وضوء، باب35، ح 2
[5] - وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص453، ابواب وضوء، باب35، ح 9