درس خارج فقه استاد توکل

92/02/10

بسم الله الرحمن الرحیم

 موضوع : طهارت ، وضو ، وسواس
 ( متن سید ) مسألة 47 : يشكل صحة وضوء الوسواسي إذا زاد في غسل اليسرى من اليدين في الماء من جهة لزوم المسح بالماء الجديد في بعض الأوقات بل إن قلنا بلزوم كون المسح ببلة الكف دون رطوبة سائر الأعضاء يجي‏ء الإشكال في مبالغته في إمرار اليد لأنه يوجب مزج رطوبة الكف برطوبة الذراع .
 اقول : ان اللازم علی المتوضی هو المسح بما بقی من بلة الوضوء الباقیة فی الید فلو زاد المتوضی فی صب الماء علی المحل بما زاد علی الغسل المعتبر فی الوضوء یستلزم ذلک ان یکون الماء الموجود فی الید هو الماء الخارجی او الممزوج به و هذا محل اشکال لعدم جواز المسح بغیر البلة الباقیة فی الید بعد اتمام الغسل المعتبر .
 و الامر کذلک فیما اذا بالغ فی امرار الید علی القول بلزوم کون المسح من البلة الباقیة فی الید دون سائر الاعضاء لان اللازم من ذلک هو مزج البلة الباقیة فی الکف برطوبة الموجودة فی الذراع و المفروض هو عدم صحة ذلک .
 نعم علی القول بجواز مزج الرطوبة الباقیة فی الید بالرطوبة الباقیة فی الذراع فلا اشکال فیه .
 و قد مر سابقا عدم الاشکال فی مزج الرطوبۀ الباقیۀ فی الید بالرطوبۀ الباقیه علی الذراع و علیه المختار.
 ( متن سید ) مسألة 48 : في غير الوسواسي إذا بالغ في إمرار يده على اليسرى لزيادة اليقين لا بأس به ما دام يصدق عليه أنه غسل واحد نعم بعد اليقين إذا صب عليها ماء خارجيا يشكل و إن كان الغرض منه زيادة اليقين لعده في العرف غسلة أخرى و إذا كان غسله لليسرى بإجراء الماء من الإبريق مثلا و زاد على مقدار الحاجة مع الاتصال لا يضر ما دام يعد غسلة واحدة.
 اقول : ان فی المسئلة فروعاً مختلفة :
 منها : ان غیر الوسواسی اذا بالغ فی امرار یده علی یده الیسری لزیادة الیقین لا باس به .
 اقول : و الظاهر ان اللازم هو حصول الیقین او الاطمینان العرفی فاذا عمل بهذا المقدار فقد عمل بما هو المتعارف و لکن اذا زاد علیه فمحل اشکال لاحتمال الخروج عن المتعارف و الدخول فی حکم الوسواسی .
 نعم اذا حکم العرف بان هذا هو غسلة واحدة فلا اشکال فیه لان فهم العرفی هو ملاک الصحة و بهذا یفهم ان هذا المقدار هو المتعارف و لم یخرج عن حدّه .
 و منها : انه بعد الیقین اذا صبّ الماء الخارجی مشکل .
 اقول : و الامر واضح لانه بعد تحقق الیقین یفهم ان هذا المقدار من الماء هو الماء اللازم فی الغسل المعتبر شرعاً فما زاد علیه فلیس من الماء المعتبر فیدخل فی عنوان الماء الخارجی و من البدیهی ان اخذ الماء الخارجی یوجب الاشکال فی صحة الوضوء .
 و منها : قوله ان کان الغرض منه زیادة الیقین لعدّه فی العرف غسلة اخری .
 اقول : و الامر واضح لانه قدّ مر آنفاً ان اللازم فی الغسل المعتبر هو حصول الاطمینان العرفی فی غسل المحل فاذا حصل ذلک فما زاد عنه لکان ما زاد علی الغسل المعتبر و لاجل ذلک عدّه العرف ان ذلک هی الغسلة الاخری فاذا کان الامر کذلک فان کانت الغسلة غسلة ثانیة فتدخل فی الاستصحاب و ان زاد علیها لکانت غسلة ثالثة فتدخل فی الحرام .
 و قال المحقق الخویی ما هذا لفظه : بقی الکلام فیما اذا شک المکلف فی تحقق الغسل المعتبر فی الوضوء و عدمه لان مقتضی الاستصحاب و قاعدة الاشتغال وجوب صب الماء مرة ثانیة او امرار یده حتی یحصل الیقین بتحقق الغسل المعتبر فی الوضوء و قد عرفت انه اذا صب علی یده الماء ثانیاً او امرّ یده علی مرفقه لم یمکنه الجزم بان المسح بالبلة الباقیة لاحتمال ان یکون المسح بالماء الجدید کاحتمال تحقق الغسل المعتبر فی الوضوء واقعاً و معه یکون الماء الذی قد صبّه بعد الشک و التردید من الماء الجدید او تکون الرطوبة الموجودة فی یده ممتزجة برطوبة المرفق و الذراع فلا یمکنه احراز ان البلة بلة الوضوء . ثم قال فهل تجب علیه اعادة الوضوء ثانیاً او لا مانع من ان یصب الماء بعد الشک و التردید فی تحقق الغسل المتعبر او یمرّ یده من المرفق الی اصابعه ؟ انتهی کلامه .
 اقول : انه محصل کلامه هو انه اذا شک فی تحقق الغسل المعتبر فیصح له اجراء الاستصحاب او قاعدة الاشتغال فیجوز له صب الماء او امرار الید حتی یتیقن بتحقق الغسل المعتبر هذا من جهة .
 و من جهة اخری انه اذا صب الماء او یمر یده لم یحصل له الیقین بان البلة الموجودة فی یده هو البلة الباقیة من الوضوء .
 فنقول : ان ذلک ظاهراً سهو من قلمه الشریف او سهو من مقرره العزیز لان المفروض هو وجود الشک فبعد استقرار الشک یصح له جریان الاستصحاب فی عدم تحقق الغسل المعتبر فیصح له صب الماء حتی یحصل له الیقین او جریان قاعدة الاشتغال بان الواجب علیه تحقق الغسل المعتبر بغسل واحدة واجبة علیه فیجوز له الصب او امرار الید حتی یتیقن بتحقق غسلة واجبة علیه فمع جریان الاستصحاب او قاعدة الاشتغال فالتکلیف الواجب علیه هو صب الماء او امرار الید حتی یبدل الشک بالیقین او الاطمینان العرفی فبالاستصحاب او قاعدة الاشتغال یتحقق له الموضوع و اللازم منه هو العلم بان البلة الموجودة فی الید هی البلة الوضوئیة و لیس الماء ماء خارجیاً و الامر واضح جداً فلا یمکن الجمع بین جریان الاستصحاب او قاعدة الاشتغال و بین وجود الشک بان البلة بلة وضوئه ام لا بعد الاستصحاب او القاعدة فالجمع بین الوجهین غیر ممکن جداً .