بحث الأصول

الأستاذ الشیخ ناجي طالب

36/02/05

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : هل الإستصحاب والفراغ والتجاوز أمارات أم اُصول محرزة ؟


  لا شكّ أنّ الأصول المحرزة هي التي يكون فيها نحو كاشفية كالإستصحاب، يقول الإمام الصادق (عليه السلام)لزرارة ( .. لا، حتى يستيقن أنه قد نام، حتى يجيئ من ذلك أمْرٌ بَيِّنٌ، وإلا فإنه على يقين من وضوئه، ولا تنقضِ اليقينَ أبداً بالشك وإنما تنقضه بيقين آخر )([1]) وهو واضح في أنّ الشارع المقدّس يلحظ الحالة السابقة، وهي ما نعبّر عنه بـ الكاشفية .
  وفي الاُصول المحرزة لم يثبت التنزيل المطلق، لا، بل يستبعد ذلك، بحيث لا يمكن لنا التمسّكُ بإطلاق التنزيل لتشمل حتى المداليل الإلتزامية . وبتعبير آخر : التنزيل يجب أن يُنظَر إليه بمقدار نظر المنزِّل فقط، أو قُلْ : التنزيل يدور سعةً وضيقاً مدار سعة نظر المنزّل وضيقه .

   وتكلمنا في نظريات المحقّق النائيني والسيد الخوئي والشهيد السيد الصدر حول الأمارات والأصول المحرزة والإستصحاب والفراغ والتجاوز ... وقلنا بأّنّه من اللازم أن نعطي تعريف (الأمارة) لخصوص ما تثبت مداليلها الإلتزامية، وتعريف (الأصول المحرزة) لما كان فيها كاشفية ولكن لا تثبت مداليلها الإلتزامية، كالإستصحاب والفراغ والتجاوز، فهي أصول محرزة ـ لا أمارات ـ لأنها لا تثبت لوازمها، بدليل أنه يجب الوضوء للصلوات التالية ـ في الفراغ ـ ...  


([1]) وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج 1، ص 175، أبواب نواقض الوضوء،  ب 1، ح 1، ط الاسلامية..