الأستاذ الشيخ ناجي طالب

بحث الفقه

37/07/11

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : خلوصُ النيّة

الثالث عشر من شرائط الوضوء : خلوصُ النيّة ... وأمّا العُجْب ، فالمتأخّرُ منه ـ أي بعد انـتهاء الوضوء مثلاً أو بعد الصلاة ـ لا يضرّ بهما قطعاً . أمّا العُجْبُ المقارن للعمل فلا يُـبطل العملَ وإن كان يقلِّلُ الثوابَ جداً .

وأمّا حبّ السمعة فكالعجب والرياء تماماً ، فالمهمّ أن يتأكّد الإنسان من محبوبـيّة ما يفعله عند الله سبحانه وتعالى .

وإن كانت محرمة ـ غير الرياء والسمعة ـ فهي في الإبطال مثل الرياء ، لأن الفعل يصير محرماً فيكون باطلاً ، نعم الفرق بينها وبين الرياء أنه لو لم يكن داعيه في ابتداء العمل إلا القربة لكن حصل له في الأثناء في جزء من الأجزاء يختص البطلان بذلك الجزء ، فلو عدل عن قصده وأعاده من دون فوات الموالاة صح .

وأمّا العجب ، فقد استـفاضت الروايات في ذَمِّهِ جدّاً [1] ، ومع ذلك فالمتأخّرُ منه ـ أي بعد انـتهاء الوضوء مثلاً أو بعد الصلاة ـ لا يضرّ بهما قطعاً ، أو قُلْ : لا دليل على مبطليّته للصلاة السابقة ، ولعلّ القولَ بعدم مُبْطِلِيَّتِه إجماعيٌّ .

أمّا العجب المقارن للعمل فيمكن أن يكون مفسداً للعمل ، للظنّ بمبغوضيّته عند الله تبارك وتعالى ، فينبغي أن يتأمّل الإنسان في عبادته هل هذه العبادة التي صلاّها مع العجب يحبّها الله تعالى أم يُـبغضها ، فإن علم بأحدهما عمل على أساسه ، وإن شكّ فلا دليل على بطلان عبادته ، طالما كان يعملها لله وحده ، ولعله لذلك أجمع الأصحاب على عدم بطلان عمله في هكذا حالة ... (ثم قرأنا بعضَ روايات العجب) .

وأمّا حبّ السمعة فكالعجب والرياء تماماً ، فالمهمّ أن يتأكّد الإنسان من محبوبـيّة ما يفعله عند الله سبحانه وتعالى . ففي الروايات : ( اِعملوا لغير رياء ولا سمعة فإنه من عمل لغير الله وكله الله إلى ما عمل ، ويحك ما عمل أحد عملا إلا رداه الله به ، إن خيراً فخيراً واِن شراً فشراً ) . وقال عليّ (عليه السلام) : ( اخشو الله خشية ليست بتعذير ، واعملوا لله في غير رياء ولا سمعة ، فإنه من عمل لغير الله وكله الله إلى عمله يوم القيامة )[2] .

 


[1] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج1، ص73، من أبواب مقدّمة العبادات، ب23، ط اسلامیة.
[2] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج1، ص49، من أبواب مقدّمة العبادات، ب11، ح10، ط اسلامیة.