45/04/24
الموضوع: المقدمة الخامسة والسادسة من مقدمات السيد الامام
خلاصة ما تقدم منا في مناقشة المقدمة الخامسة التي افادها السيد الا اعلى الله مقامه الشريف ان النظر في هذا البحث ليس للخصوصيات اللفظية لنقول متى يحصل الخطاب بلحاظ التخاطب ومتى لا يحسن هذا اول اشكال كان، بل النظر الى القضية الملحوظة كنت اعبر، وعلى هذا الاساس لا اشكال ولا ريب لان الحكم ينحل في هذه المرتبة باعتبار ان تحقق الشرائط والموضوعات حيث تكون الموضوعات مربوطة بالمكلفين مثل الوقت الصلاة يختلف من مكلف الى مكلف ومن شخص الى شخص، وهذا تطبيق للقضية الانشائية صحيح لكن تطبيقها بمعنى صيرورة الحكم الانشائي حكما فعليا على ذمة المكلف يختلف من فرد الى فرد جيد، على هذا الاساس لا ترجع المقدمة في كبراها واصل فكرتها الى مطلب مؤثر في المقام.
الاشكال الثاني هو اشكال تطبيقي في كلام السيد الامام تقدم الكلام عنه لكن احببت ان انهي البحث في هذه المقدمة بهذه الخاتمة، حيث ان السيد الامام ارسل ارسال المسلّمات ان الخطاب للعاجز بعنوانه قبيح، الخطاب للكافر بعنوانه قبيح، الخطاب للعاصي بعنوانه قبيح، الخطاب للساهي والنائم بعنوانه قبيح مثل بهذولا كلهم في اثناء الكلام، وبعدها جعلنا شهودا شئنا ام ابينا الا ترى ان الخطاب الشخصي الى من كان عاصيا او الكلي الى عنوان العصاة مستهجن غير ممكن الصدور من العاقل الملتفت ولكن الخطاب العمومي غير مستهجن بالواقع لمن؟ يا ايها الذين امنوا وفيهم عصاة وفيهم كل الاصناف الباقية، قبل ذلك كان عم يتكلم عن العاجز فان الخطاب الشخصي الى العاجز ومثله لغو ممتنع صدوره من الملتفت وهذا بخلاف الخطابات الكلية المتوجهة للعناوين الكلية كالناس والمؤمنين، اقول انا بالتأمل وجدت ان العناوين التي مثل بها ليست على وزان واحد فانها ترجع الى ثلاثة اقسام او اصناف: الاول خطاب للعاجز اي خطاب من يعلم المخاطب انه لا يقدر ان ينبعث عن الخطاب ولم يكن للخطاب فائدة اخرى ثانوية لانه اذا في فائدة اخرى مش بداعي البحث والتحريك من الشارع المولوي حينئذ لابد ان ننظر الى الفائدة الاخرى لنرى فيه لغوية أو ما في لغوية كونوا حجارة او حديدا، ما في لغوية مع انه عاجزون عن الكون حجارة او حديدا لان المراد الجدي ليس تصير انفسهم حجارة او حديدا، بل اما التعجيز واما التحقير واما الدواعي الجدية، فالدواعي الجدية هي الدخيلة هنا في الحكم على الخطاب بانه لغوي او غير لغوي وليس الاستعمال، وهنا اذا لم تكن هنالك فائدة للخطاب او داع سوى البعث والتحريك مئة بالمئة ما يقوله صحيح لا يصدر من العاقل الملتفت لا يصدر من الحكيم لا يصدر..، لانه يعلم ان هذا عاجز نعم من الحكيم الجاهل بيصدر ما تقولوا لي كيف حكيم وجاهل فهو حكيم ويجهل ان عبده عاجز خير ان شاء الله يصدر لكن يصدر على قاعدة حكمته خطأ في التطبيق، ماشي هنا نقبل بان الملتفت الذي لا يوجد اي فائدة يكون اصداره لهذا الخطاب لغوي مستهجن، هذا قسم.
القسم الثاني من كان قادرا على الامتثال بالفعل عالماً ملتفتاً وهو في العادة يعصي احكامهفقلت ايها العاصي لاحكامي عندي لديك حكم جديد آمرك ان تفعل كذا، هذا قبيح مستهجن الا ترى؟ ليش مستهجن شو وجهه؟ انه لا ينبعث عنه، اخواني ايجاد الداعي شأنا موجود في المقام ام غير موجود؟ يمكن ان يرعوي هذه المرة هذا العاصي وما يعصي، ممكن يتحول الى مطيع؟ ممكن، هذا اولا، ثانيا أمر لكي يعصي وتزيد فاتورة معاصيه في حد نفسه امر ايضا مطلوب وقد يصدر الامر لاجل هذا لا بمعنى انه المراد الاصلي للمولى بل المراد التبعي على تقدير ان لا يستطيع الوصول الى مراده الاصلي، واذا بناخذ العقل الحكيم غير الغني عن تعذيب عباده اللي بمثلوا فيه عادة العاقل الحكيم المتعارف فان هذا من مقاصده العقلائية الواضحة، ويمموا وجوهكم يا اخوان شطر العرف والعقلاء اذا ابٌ لطالما يعصيه ابنه يقول لطالما امرتك فعصيت وانت دائما تعصيني لكن اطلب منك اليوم ان تفعل كذا خير ان شاء الله، ما دام عنوان العاصي هناك قابلية للانقلاب الى عنوان المطيع شو المشكلة، وعالتقدير الاخر يسجل عليه انه عصى واضح عندكم يعني انا ما بعرف كل ما عم اقلبها بعقلي ما عم شوفه قبيحخطابه هذا الانسان، خير ان شا الله عندي علم قطعي بعدم الامتثال بدي سجل عليه معصية جديدة بكون لغو بلا فايدة!! اصلا بدي اسأل سؤال انا ليش ممكن توجيه الخطاب للكفار اذا كان الخطاب بعنوان يا ايها الناس؟ اليس جعله شاملا للكفار له ايضاً ومخاطبة من لا قابلية له بالفعل الى الامتثال؟ قد يقول قائل ما في مؤونة زائدة ويا ايها الناس حشر مع الناس دخل الكفار، ما جاب لفظ خاص لنقول هاللفظ الزائد لغو، وهل اللغوية باعتبار الالفاظ ام باعتبار المرادات التي وراء الالفاظ؟ على هالاساس هذا العنوان الثاني انا لا اراه لا مستهجن ولا لغو بالعكس بالعكس هو عقلائي بل يتوسل اليه العقلاء، ويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة بعنوان مشركين ويل لهم لانهم لا يؤتون الزكاة، مع انه تلبسهم بالشرك اعظم بكثير من منعهم الزكاة.
العنوان الثالث من لا يستطيع في واقعه الفعلي ان يصدر عن الامر او يكون من يستطيع لكن هو بسوء اختياره يترك، العنوان الثالث يشبه العنوان الاول من جهة ويشبه الثاني من جه، هو مَن لا يستطيع فعلا ان يكون مطيعا او عاصيا، لكنه في طول الأمر يصبح مستطيعا على الاطاعة، ولنفرضه ممن يطيع في العادة او يحتمل ان يطيع لا اقل مثل الناس والساهي والنائم اذا أمره بطريقة يتنبه من خلال الامر ويرتفع سهوه، يتنبه من خلال الامر ويرتفع جهله، يتنبه من خلال الامر ويستيقظ الامر بصوت عالي خليه يقفز من الفراش كما يأمر الاباء ابناءهم النائمين بصوت مرتفع بان يقوموا للصلاة فلنفترض المولى هو اللي امر مباشرة، ولم يكن قد امره بالفعل من قبل، الان يأمره ايها النائم قم صل صلاة الايات ما كانت واجبة اصلا اسا وجبت للتو حصلت الاية ولو تركه نائم يمكن ما راح توجب عليه، او لنفرض تجب عليه والواجب يقضيها بس مش مأثوم هو، اذا كان ينقلب من العنوان السابق الى العنوان اللاحق الذي يجعله متحققا بالمعرفة بالامر واطاعة الامر ولو شأنا، شو وجه الاستهجان الاستحالة هنا؟ ينقلب من ساهي الى غير ساهي فينتفي الموضوع هذه شبهة في مقابل بديهة يا اخوان، اللي بقول ايها الجاهل اعلم انه تجب عليك الصلاة هو عم يقلب الموضوع يعني، الموضوع خاص بالجاهل وعم يقلبه للعالم، او سيق هذا الكلام لاجل ايصاله الى العلم، او الساهي صيغ لاجل تنبيهه على ما سهى عنه، او النائم سيق لاجل ايقاظه من نومه، ما في وجه للاستحالة ابدا حتى استهجان عرفي لا يوجد بل هو شائع عند ابناء العرف انا ادعي ان هذا القسم خصوصا في وسائل التربية والتعويد على الاعمال، فسَوق الجميع مساقا واحدا في الاستهجان في تقديرنا ليس في محله.
ثم قول السيد الامام واختم بهذا:ولكن خطاب العمومي غير مستهجن بل واقع لان الضرورة قائمة على ان الخطابات والاوامر الالهية شاملة للعصاة وان بناء المحققين على انها شاملة للكفار ايضا مع ان الخطاب الخصوص الى الكفار المعلومي الطغيان من اقبح المستهجنات شو بدي من اقبح المستهجناتجاوبنا عليها، اقول لكن الخطاب العمومي غير مستهجن بل واقع والضرورة قائمة على ان الخطابات تشمل، نعم نقبل سيدنا متل العصاة والكفار نقبل، لكن هذا لان الخطاب الخصوصي اليهم غير قبيح وغير مستهجن، لكن ماذا تقول سيدنا؟ في الخطابات العامة لمحل الكلام للعاجز هو محل الكلام هو الاساس هل الضرورة قائمة؟ انت ركزت على العصاة والكفار اللي هني قابلين ينقلبوا، العاجزون ماذا هم محل الكلام اصلا يعجز عن الجمع بين الضدين خصوصاالتكليف بغير المقدور هل من الوضوح بمكان ان الخطاب العمومي يشمله؟ اذا كنت تقصد العنوان اللفظي نعم لكن اذا رحنا الى العنوان الحكمي هل يمكن ان يكون مراد الشارع بالفعل صدور جميع المؤمنين بمن فيهم العاجزون يريدهم ان يصدروا، هذا الذي هو من اقبح القبائح واكثر المستهجنات، انتبهوا نكتة شوية
قصة القضية التشريعية والانحلال وعدم الانحلال فاننا نعود اليها.