الأستاذ الشيخ محمد السند

علم المذاهب و التمذهب

43/10/05

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: علم المذاهب و التمذهب (25)

كان الكلام في تحديد درجة الضرورة التي ينشا منها المذهب و التمذهب العقائدي و الفقهي و ان هذه الضرورة يجب ان تكون بنيتها بحسب واقع الدين اي لها بنيوية ركنية سواء علم بها من علم و جهل بها من جهل التبست على افهام البعض ام لا. فالضرورة كما مر اسس الدين و اصول الدين و الضرورات العام اشياء في وقع الدين و متنه لها بنيوية خارجية في منظومة نظام الدين كما ورد في كثير من بيانات الدين اثافي اركان الاسلام ثلاث و هذا العدد ليس حصري وانما هو نسبي بلحاظ التعداد و ورد اساس الاسلام حبي و حب اهل بيتي و هذا يشير ليس الى الموقعية في الدلالة بل يشير بنيوية بحسب الوجود الخارجي الى الموقعية الخارجية فالضرورة تارة تبين في الوحي بلحاظ الوجود الخارجي و تارة تبين بلحاظ البنية في الادلة و مر بنا قاعدة و لو بشكل اجمالي بان هناك تناسب طردي مطرد بين درجة بنية الشيء في الدين و درجة الدلالة البنيوية في الادلة و بين الاثبات و الثبوت تلازم مطرد هناك ومن ثم قال السيد المرتضى على هذا البيان لمعنى الضرورة التي هي بالتالي قوام الايمان و قوام الدين الواقعي هذا البنيان سواء في الوقوع او في الادلة هذا لا يختلف في واقعه بين ان يكون نصا جليا او نصا خفيا بين النص يوجب العلم لدى الطرف الاخر بنحو اضطراري قهري الى هذه الدرجة وبين ان يكون النص لا يوجب الا الاستدلال و التدبر يعني في كلام السيد المرتضى نقطة لطيفة بنيوية الضرورة في الادلة او في الواقع غير مرتبطة بنمط او درجة اتراك عموم البشر و الناس و انما هي بحسب واقع الادلة لمن يجد نفسه او يتامل و يتدبر و يتابع الادلة يجد الضرورة موجودة في واقع الادلة.

افترض من باب المثال اقرب كلام السيد المرتضى افترض احد لا يعرف الهندسة لكن لو راجع وخاض في علم الهندسة لعلم دور الاعمدة و القواعد و الاسس في البناء كم هي هامة كذالك حتى الادلة الدالة في علم الهندسة بالتالي بالنسبة اليه نص خفي لكن هذا بالنسبة الى النص الخفي لا يعني ان هذه الاسس و الاعمدةو القواعد ليست قواعد بل هي قواعد ولها دور لان الادلة في الحقيقة عندما تعطي صورة فتوغرافية لللادلة في علم الهندسة اذا تعطي صورة فتوغرافية لبناء البيت فتعطي للاعمدةو القواعد ماكانة خاصة لربما لو راى بالنظرة الاولى لا يلتفت الى المقياسات و النسب و لكن هذا لا يعني ان هذه القواعد و الاسس و الاعمدة ليست اعمدةو اركان بل هي تبقى اعمدةو اركان بحسب الواقع بل حتى بحسب الادلة و المعادلات الموجودة في الهندسة و علم الرياضيات .

اذن السيد المرتضى يزحزح درجة ادراك المسلمين عن واقع بنية الدليل و واقع وجود المعتمد المدار عنده – كما هو الصحيح – على واقع بناء نظام الدين على هذا الاساس من اركان الدين ام لا؟ كشيء واقع وايضا بحسب البنية في الادلة هذا هو واقع الضرورة و اركان الدين و اسس الدين و اما حالات ادراك الشعوب فضلا عن الافراد لهذه الحقائق بين ان يكون خافي او مجهول او خفي او جلي هذه الحالات التي تتاثر بمستوى التعليم و الوعي الثقافي الديني لدى الشعب و الامم السيد المرتضى يقول – الميزان صناعي دقيق- ها ليس المدار في كون القضية ضرورة دينية ام لا. او عدم عذر البشر تجاه الادلة او تجاه.. ليس منوط و مرهونة الضرورة به على خلاف . ..

لو كانت امامة اهل البيت كذا لماذا المسلمون كذا ؟ وليكن . الكلام في واقع الادلة . كما مر في الحديث المتواتر لم ينادى بشيء كما نودي بفضائل اهل البيت الصلاة ليست هكذا فان مقامات اهل البيت بالتدبر يفهم منها الامامة .

يقولون اذا كانت بهذه الخطورة لم لم تكن واضحة لدى المسلمين؟ اولا واضحة اصل فضائل اهل البيت لكل من يقرأ القرآن حتى لو كان بدوي عامي براني بعيد يشعر بانه حتى في مقولة حقيقة واقعو صحيحة ان الشعوب لو تركت و القرآن و الحديث النبوي لاقبلت الناس على اهل البيت انما سلسلة الحكام طيلة التاريخ الغابر و الحاضر هم الذين يمانعون الاقبال على اهل البيت يعني ليس فقط قضية سقيفة كل قرن له سقيفة ضد اهل البيت لانهم الاسلام الحقيقي وهذا لا يروق للجاهلين .

فعند السيد المرتضى ان الضرورة الدينية غير مرهوة بدرجة ادراك البشر او الناس او المسلمين كما ان الضرورة في مدرسة اهل البيت غير مرهونة بدرجة ادراك المومنين لان درجة ادراك المومنين او المسلمين او البشر مرهونة للتعليم الثقافي وهذا اي ربط له بواقع الادلة او بواقع الاشياء في الخارج. هنا ثلاث مقامات المقام الثلاث لا يناط به .

ربما من باب المثال شرحا لمدعى السيد المرتضى مثلا في الارياف ضرورات الدين عندهم المجهولة ومن الصعوبة ان يستنطق الادلة لتخلف التعليم للوحي فلا يقال انه ليس بضرورة حتى في الحوزات العلمية فضلا عن خارجها -كما قال كثير من الاكابر- اذا صار رواج لبعض العلوم الدينية وظهر كساد لبعض العلوم الدينية ترى بعض الضرورات الدينية مجهولة عند اكابر لدي العلوم الدينية الاخرى لان تلك العلوم الاخرى من العلوم الدينية اصبح عزوف عنها لذلك كان كثير من الاكابر عاصرناهم و سمعنا عمن قبلهم يحرصون على افة العلوم الدينية و لا يكفي الفقه الاصول و الفقه بل لابد من علم الكلام و التفسير و السيرة الرجال و تراجم العلماء نفس تراجم العلماء هي هوية للدين و الا السيد محسن الحكيم قضى كل عمرة في كتاب اعيان الشيعة لماذا لم يكتب دورة فقهية او اصولية او تفسيرية لماذا قضى عمره في كتاب اعيان الشيعة لان فيه هوية المذهب وهوية تاريخ سيرة علمية متعاقبة تبين لك مدى تجذر جملة من الاحكام الشرع وعقائد هذه المدرسة لاهل البيت و كيف انتشارها وليست هي نكرة وليست آتية من مجهول و كذا اقا بزرك الطهراني قضى عمره في كتاب الذريعة ستين او سبعين سنة وهو ولا ريب انه مجتهد في الفقه والاصول و الكلام بل هو اجتهاد موسوعي اكثر بكثير من تلامذة صاحب الكفاية وقضى عمره ربا يناهز التسعين مع ان نفس كتاب الذريعة موسوعة تتضمن موسوعات في العلوم الدينية يحفظ هوية تراث سواء في بعد الرجالي او التراجمي او تراث الكتب او الاحداث التاريخي فالذريعة ليست كتاب و موسوعة واحدة بل موسوعات قضى عمره سبعين او ستين سنة و كثير من الاعلام في ذلك لذلك كثير من الكبار يحرصون على البقاء في كافة العلوم الدينية ايام زمان سبعين سنة قبل في النجف الاشرف حسب كلام الكبار الذين ادركناهم ينقلون كل فرع من النجف فيها تلون من البارزين في علوم متنوعة و متعددة في التاريخ و الادب الذي يصب في العلوم الدينية فهذه كله تراث فاذن لا نستغرب من كلام السيد المرتضى فان هذا حال العلماء فكيف بغير العلماء فحال العلماء انه كان عندهم رواج سوقي علمي ليس في فقه الاصول فقط فترى اليوم الكساد في علم الرجال و السيرة و ...و تبدا النقنقات و النفي و الانكار في بديهيات في تلك العلوم وهل هذا ان تلك العلوم ليس فيها ضروريات ؟ بل فيها لانها ضرورة دينية وموزعة حسب العلوم الدينية غاية الامر يصبح قلة الانس الذهني والتلعم لتلك الضروريات المنتثرة المنتشرة المنطوية في تلك العلوم اذن وما ذكرته خلاصة ما ذكره السيد المرتضى في كتابه الشافي في الجزء الاول و الثاني وربما الثالث نظرية التمذهب و المذاهب عند السيد المرتضى بلحا الايمان او الاسلام على ضوء هذه الصغرى الخارطة و الواضحة التي قضينا بها المحطات و المنال يتبين ان سبق ان ذكرناه و لكن نعيد ذكره كالستدلال ان صحة التعبد بمذهب من المذاهب فقهيا او عقائديا هذه الصحة الدينية غير مرهونة باجتهاد اي فقيه ولا فتوى اي فقيه انما هي حصرا يستند فيها الى الضرورة الدينية يعني لابد ان تحمل فتوى شلتوت لا بمعنى ان فتى يقلدوه جماهير اهل السنة لابد ان تحمل انها ارشاد وتنبيه الى ان الضرورات الموجدة في العقيدةو مذاهب الفقه لا هل السنة و الجماعة تنسجم مع المذهب الجعفري لاهل البيت لان الامور التي ليس فيها تقليد لا يعني ان الانسان ينقطع عن العلماء بل الاقبال على العلماء على حالهم بل العالم لا يستطيع ان ينقطع عنهم اذا فقيه واصولي لا تبحر له في علم الحديث ولا يعرف مصادر علم الحديث ويقول ما موجود الروايات او كذا موجود لان تضلعه عن الفحص عن مظان الحديث ضعيف فكيف يكون اعلم و كيف يتصدى المرجعية حاشا الكبار. كذلك المسالك الفقهية التي هي مرتبطة بالكلام كعلم المذاهب و التمذهب فانها بحوث فقهي عقائدية اذا لم يكن لديه تبحر و توسع في علم الكلام كيف يلتفت الى هذه النقاط وكذاالعكس فعلى اية حال اذن اصل التعبد بمذهب من المذاهب من المسامحة ان يقبل بفتوى فان هذا من باب الصريح او فتوى ارشاد والا لا السني يتبع يتبع الفقيه السني في صحة التعبد بمذهب الجعفري ولا الامامي يتبع الفقيه الامامي بالتعبد المذهب السني وانما هي قضايا ضرورة يجب ان ينفتح المؤمن او المسلم على الادلة التي هي بدرجة الضرورة التي يعيها سواء في التمذهب الفقهي او التمذهب العقائدي.

محور آخر نستثمره ايضا ما تقدم في كل ذلك السير مما تقدم كيف لا يصح التكفير؟ لماذا استنادا الى الدليل الظني كيف يصير التكفير يعني انه خارج عن الاسلام لان اصل الديانة يجب ان تعتمد على الضرورة فهولاء التكفيريون في الحقيقة الذين يعتمدون على الظنون المعتبرة هذه لا اعتبار بها لان اصل الديانة هو اصل المذهب الفقهي او العقائدي لابد ان يستند الى الضرورة فكيف باصل الديانة في مبحث علم الاديان و المذاهب فمما يدلل على مدى زيغ التكفيرين هذا محور آخر استخرجنا نتيجته.

محور آخر ان الحكم بأحكام الاسلام من الحرمات حرمة الدم والمال و العرض احكام دنيوية تعايشية لا صلة لها ولا ارتهان لها ولاتوقف فيها على الاحكام الاخروية اي ان هذه الفرقة المسلمة مهتدية في الاخرة ام لا ناجية او ليست بناجية هادية مهتدي ام لا عباداتهم صحيحة ام لا يصح التبعبد بمذهبهم الفقهي ام لا هل الحكم بحرمات الدم و العرض و الاموال و .. متوقفة على ان يحكم على تلك الطائفة او الطوائف من المسلمين تحكم على بعضها البعض بالهداية و بالنجاة و بصحة عباداتهم او بان يصوبوا محبتهم ؟ لا. لا تعتمد على المحبة ولا على .. هذه احكام لصرف الدخول لحيرة الاسلام وهو الشهادتين فلا متوقفة على نفي التمذهب والمذاهب و لا متوقفة على المحبة بين الطوائف المسمين ولا صحة ولا على تسع او عشر محاور التي يثار عند اصحاب برنامج التقريب من مذاهب مختلفة كانما خطا عجيب بالعكس ان دعاة التقريب يدعون ان التقريب يتوقف و حرمة الدماء و الاموال و الاعراض تتوقف على هذه الامور هذه الدعوى هي اثارة للتكفير هي نوع من دق اسفين التكفير عكس ما يظنونه و يتوهمونه التقريب بين المسلمين كحرمة تعايش في احكام الدنيا غير موقوفة على نفي التمذهب و تعددية المذاهب و وحدة المذاهب الفقهية او وحدة المذاهب العقائدية فيه نوع من الغفلة ما الربط بين ان التعايش في سلم و امان بين مذاهب المسلمين بين ان يفتي الشلتوت او يفي السيد البروجردي تجاه الشلتوت كل يصحح الاخر فانه ليس الوئام فيه لان هذه احكام الدين فان صاحبها سيد الانبياء و ليس صاحبها رؤساء الفتيا لان احكام الدين غير احكام المذاهب صاحب الدين هو رسول الله ﴿هُوَ الَّذي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفي‌ ضَلالٍ مُبين﴾[1] .بعثه بالهدى و بدين الحق الدين ليس تابع لا فلان و لا .. بل هو تابع لسيد الانبياء هو الذي ارسله بالهدى و دين الحق فهو صاحبه لا شخص آخر اما هذا الدين يكون مزال لكل شارد ووارد فان الدين ليس مرهون باحد غير رسول الله فان رسول الله حكم بضرورة المسلمين بان من تشهد الشهادتين تترتب عليه الاحكام الدنيوية لا ربط له بتعدد المذاهب العقائدية او الفقهية تعددت ام لا. فاذن هذه الاحكام منشاها ضرورة ديانة و هي اعظم من ضرورة المذهب اصلا لا توقف ولا رهان وكل من يتجاوز من التكفيرين يتجاوز عن هذه الثوابت تجاوز في الحقيقة عن دين رسول الله هذا في الحقيقة اتى بدين جديد و منهاج جديد و القضية ليست بان صاحب المذهب احكام الديانة هي اعم شمولا حتى من المذاهب اي اناطةو توقف ؟ نحن اذا جارينا التكفيرين بانه لابد ان نصحح المذاهب كرسنا التلاعب من التكفيرين بحرمات المسلمين اذا القرآن الكريم على صعيد المنافقين يحقن دمائهم و اموالهم و اعراضهم اذا جائك المنافقين لا يقول اقتلهم و استبح دمائهم مع انه يقول حكم المنافق في الاخرة ﴿فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾ [2] كالكافر مع ذلك يقول القرآن الكريم وينهى عن ان يحب الانسان المنافق لكن مع ذلك ما دام انه تشهد الشهادتين دمه و امواله وعرضه حتى ينكح احكام الدنيا شيء واحكام الاخرة شيء آخرة اناطة الاحكام الدنيا باحكام الاخرة نوع من العبث في نظام دين سيد الانبياء سواء من التكفيرين او لا سمح الله بغفلة واخفاق من اصحاب دعوة التقريب لان هذا الدين صاحبه سيد الانبياء و ليس صاحب زيد ولا فتوى ظنية ولا. هذا الدين الظاهري ﴿إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقينَ لَكاذِبُون﴾[3] مع ذلك يحكم القرآن ان هولاءتترتب عليهم احكام الدن الظاهرة في دار الدنيا احكام الاخرة شيء آخر.

هذا البحث يثار في حوار الاديان ايضا بانه يجب ان تحكموابان كل دين لابد ان يحكم على الدين الاخر انه من اصحاب النجاة كي يتم السلم بين اتباع الديانات . يا اخي من قال لك ذلك. لاربط له. اناطة احكام الدنيا سواء في اتباع الاديان او اتباع المذاهب على احكام الاخرة فانه خلط. حتى في نظام الاسلام خلافا لما يتوهم لا يناط دم الانسام حتى الكافر يناط بعقيدته بل يناط بالسلم كونه سلما لا عدواني ومحارب وهذا بحث طويل لا اريد ان ادخل فيه لا سيما من منظار فقه اهل البيت عليهم السلام الى درجة الضرورة وليس اجتهاد ظني فان الضرورة في فقه مذهب الامامية و الجعفرية و مدرسة الامام جعفر الامام الصادق التي مدرسة كل اهل البيت بان الكافر حتى لو كان ليس من اهل الكتاب اذا وضعت الحرب اوزارها لا يجوز استباحة دمه هذا حكم بدرجة الضرورة اختص به مذهب اهل البيت . ولا اريد ان ادخل فيه شرحناه شيئا ما في كتاب عدالة الصحابة حتى في اتباع الاديان لا يستباح الدماء اي المسالم وان لم يكن من اهل الذمة ﴿وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُون﴾[4]

المعاهد و المعاهدين و المستامنين و اهل الصلح ليس لهم دين عدواني اما العدو حكمه حكم آخر حتى التعديمن لمسلم بل من المؤمن حكمه حكم آخر حكم المتعدي شيء آخر فاذن حتى في حوار الاديان اصلا غير منوط السلم البشري بين اتباع الديانات لاسيما بين اتباع الديانات غير منوط و غير مرهون بالعقيدة بل منوط ان لا يكون عدواني ومحارب ارهابي . اما اذا كان مسالم له حكم . فسواء في حوار الاديان او المذاهب اناطة السلم التعايشي المدني باحكام الاخرة وانه يجب ان يحب بعضنا البعض فانه غير منوط به كما انه غير منوط بان نحكم على بعضنا البعض بالهداية فانه حكمنا ام لم نحكم حكمنا بضلال بعضنا البعض ام لم نحكم . فالذي يوجب منع الحرمات سواء في اتباع الديانات او المذاهب هو العدوان و التعدي اما اذا كان مسالم و مؤامن معك .. كما صنع القرآن الكريم مع اليهود لما تعدوا على رسول الله اجلاهم ﴿وَ لَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّار﴾[5] ابعادهم عن النسيج الاجتماعي بسبب عدوانهم وكيدهم الامني اجلوا اما لو كانوا يحفظون الامن و الامان و العهد ابدا.

فما يتدرع به التكفيريون سواء التكفيريون الداخل المذاهب الاسلامية او التكفيرون .. التكفير له معنى اصطلاحي قانوني بشري و شرعي يعني استباحة الدماء خلط يصير و تلاعب بين التكفير بمعنى استباحة الدماء و بين التكفير بمعنى الحكم بالهداية في الاخرة فانه لا ربط له ذاك تكفير باصطلاح وهذا تكفير باصطلاح . هذا محور لابد ان يصير واضح.

محور آخر: انه هل باب الحوار بين الديانات او بين المذاهب الاسلامية موصود مقفل او مفتوح او ماهو النظام ؟ الان مر بنا نظام التعايش و العلاقات المجتمعية الدنيوية ما ذا عن العلاقات الثقافية او العلمية ما هو نظامها هذا النظام حدد في القرن الكريم حتى في كل المذاهب الاسلامية حدد بضوابط هذه الضوابط لابد من مراعاتها اصحاب مذهب التقريب يظنون ان هذه الضوابط تسود المحبة بين المسلمين و بين المذاهب فانها ليست ركازة او حتى اصحاب حوار الاديان فانها ليست ركازة بل الركازة الاساسية التي لها عدة محاور لا ادعي استقصاء جميعها لكن البند الاول في العلاقات و التعايش الفكري وليس كلامي في التعايش المادي ذاك انتهينا منه اجمالا الان كلامنا في الانفتاح الفكري و التعايش الفكري فانه تحكمه ضوابط شدد عليها القرآن الكريم

الضابطة الاولى في هذا المجال: التفصيل بين المعتدي المعادي و بين المسالم سواء كافرين او موافقين في المذهبية طريقة التعامل مع المعتدي الارهابي سواء من ديانات اخرى او من داخل المذاهب الاسلامي الارهابي المحارب المعتدي لا يتوقع ان الذيل ان اعتبره شاة وديعة يجب التفصيل هذا حتى في التعايش المذهبي يجب التفصيل بين الذئب الضاري وبين الوديع فاذا كان شخص وديع معك من اي نحلة كان فان من الواجب وان جنحوا للسلم فاجنح لها هذا مبدا اما المعتدي حتى لو كان من نفس المذهب فهو سبع ضاري وزيارة عاشورا تؤكد على هذا المبنى ليس فيها عدو لمن خالفكم بل عدو لمن عاداكم. حرب لمن حاربكم ولم تقل حرب لمن خالفكم وحتى القانون الدولي المتطور على هذا المبدا . الصدوق رحمة الله عليه في الاعتقادات ذكر هذا البند كما في القرآن الكريم. ﴿لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَ لَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ ولو كانوا من ملل و نحل مختلفة * ﴿إِنَّما يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَ أَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَ ظاهَرُوا عَلى‌ إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾[6] اي لا تساوون بينهم و بين من يكون معتدي و متعدي و محارب و سبع ضاري لان هذا دواءه ليس السلم .

الان المغالطة التي يجريها الدول العظمى انه يفترس اشعوب الضعيفة ثم يقول لنعلن السلام . انت سبع ضاريء سفكت ما سفكت مجرم حرب . ما معنى ﴿عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَف﴾[7]

هذه مخادعة و دجل . لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَ لَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ كيف تنفتح معهم و من يتولهم .. فاذن البند الاول التفصيل كما يقول الله تعالى لا ﴿يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنينَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ في‌ شَيْ‌ءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَ إِلَى اللَّهِ الْمَصير﴾[8]

البند الاخر: التعارف الهدف من الحوار و النقاش مر بنا هذا البحث اجمالا متوسط او تفصيل متوسط الان ايضا لا مفر من الاجمال الهدف من العلاقة الفكرية التعارف وهو ليس الاقناع بل التعارف يعني احداث تصور من كل طرف عن الاخر فليس الهدف الاقناع و لا الاجاء العقائدي الهدف ﴿إِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى‌ هُدىً أَوْ في‌ ضَلالٍ مُبين‌﴾[9]

اثارة تصورية لكي لا يجهل بعضنا البعض حتى لا يقال انت قيل عنك او لصق بك كذا وكذا . دع عنك ما لصق بك انت اسمع من نفس اتباع ذاك المذهب كما انه يسمع منك سواء في كتبك بشكل مدلل اما ان احدهما يقنع بالاخر فان هذا ليس الهدف ﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى‌ وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ خَبير﴾[10] وهو مقتضى قوله تعالى ﴿ادْعُ إِلى‌ سَبيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتي‌ هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدين﴾[11]

لا بالالجاء والزور والقهر وهذا مرتبط حتى في الجهاد الابتدائي وقد ذكرت فلسفة الجهاد الابتدائي في كتاب عدالة الصحابة فانه غير ما يرسم في المذاهب الاسلامية الاخرى ادْعُ إِلى‌ سَبيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ نفس معنى الارشاد و التعايش الدين المعلم لا يلجي الطلاب على الاقتناع بل هدفه .. وهذا اكبر مقامات الذات الالهية وانه ﴿وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللَّه﴾[12]

كما مر. من اعظم مقامات النبي انه معلم و ليس هدف المعلم هو الالجاء بل هدفه التنبيه ورفع سحابة الجهل . يعلمهم الكتاب و الحكمة فهدف التعليع و الابلاغ و الارشاد له هو هذا . و ليس فيه الجاء و لا .

البند الثالث: يستفاد من مجموع الابواب الفقهية تاليف القلوب لكن لا بمعنى تذويب الهوية الفة القلوب تارة تتالف القلوب لاجل منهاج الدين بل تتالف من جهة التعايش السلم المدني هناك رواية متواترة من اهل البيت انه الزموا اتبعاعهم ان يحسنوا الى الطرف الاخر يحسن لا انه يذوب في ولاية ويلجي الطرف الاخرة الاحسان شيء آخر تاليف القلوب كما في قوله تعالى ﴿وَ لا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتي‌ هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَميم﴾.[13]

ادفع سيئته قولوا للناس حسنا . نهج القرآن في تاليف بين القلوب هو هذا هناك معنى للتاليف فيه افراط وهو انه تذوب في هويته الدينية ليس هذا معنى تاليف القلوب بل تاليف القلوب اي الاحسان على صعيد التعايش المدني البر القسط العدل . ان الله يحب المقسطين وهذا مبدا يذكره القرآن الكريم انما الصدقات اي كل عمل خيري هدفه ﴿إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكينِ وَ الْعامِلينَ عَلَيْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُم‌﴾.[14]

البند الرابع: المداراة و هي تختلف عن الموالاة و هو بحث طويل الذيل وانا مضطر ان اسردها كفهرسة البعض تجنبا للموالات ينسف المدارات وهذا ايضا افراط فعندنا افراطين افراط من يجعل المداراة المامور بها مولاة هذا افراط وهناط افراط اخر من يريد ان يتمسك بالهوية المذهبية او الديانية يجعل نفي الموالاة نفي للمدارة وهذا خلط و خبط.تاليف القلوب فيها احسان لكن المداراة بينهما عموم خصوص من وجه .

لكن بين المولاة و المداراة بون كما ان بين تاليف القلوب رفع التشنج و ترك التوتر .. البعض لانه يريد ان يحافظ على الهوية الديانية او المذهبية يوتر الطرف الاخر يستفز الطرف الاخر هذا امر محظور في سيرة اهل البيت عليهم السلام ادع الى سبيل ربك بالحكمة ليس ادع الى سبيل ربك بالاحن الاحقاد فهناك افراط و تفريط. الميز بين المباحث يحتاج الى جلسات طويلة . مثل قوله تعالى ﴿وَ لا تَسُبُّوا الَّذينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلى‌ رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُون﴾[15]

فانه نهي من الله ان تستفز الطرف الاخر هو ايضا يستفزك احد معاني كاظم الغيظ لامير المؤمنين او لموسى بن جعفر او لعموم الائمة عليهم السلام انهم ما يجعلون التعامل شخصني بلعكس اذا لقوا ما يغيظهم يهدئون الجو تهدئة الجو لا بمعنى الذوب في الطرف الاخر البعض يريد ان يهدئ يذوب و البعض لا يريد ان يذوب يشنج الاجواء وليس هذا معناه . فترك التشنج ايضا في خطب اياكم وسب اعداء الله حيث يسمعونكم هذا كلام الامام الصادق عليه السلام حتى لو كان اعدائكم و قد ينبغي لكم ان تعلموا حد السب سبهم لله كيف هو يعني الذي يسبهم استفزازا كانما سب نفس الائمة عليهم السلام لانه يفز الطرف الاخر وهو يتعدي على الائمة والا ما الذي سبب التعدي على المقدسات سواء المقدسات في الدين او غيرها . حتى في المسلمين من يريد ان يذهب و يستفز اتباع الديانات الاخرى هذا خطا فانت تستفزهم وهم يعتدون على الدين او تستفزهم في قضايا مذهبية اخرى. هذه بنود مهمة.

يعني لاحظ الامام امير المؤمين وصاحب دولة الخوارج كم حاولوا ان يستفزوه ولا يستفز يصدرون و يفرون امير المؤمنين جهارا وهو لا يكفرهم ذكرت لكم ان المنظر الاستراجي في الرياض و جريدة رياض يقول ان رسول الله وامير المؤمنين لم يكونوا تكفيريون التكفير بدا من اصحاب حرب الردة يعني اذين اداروا حرب الردة الاول والثاني هم التكفيريون والا امير المؤمنين رغم ان اصحاب الخوارج كانوا يستفزوه بل حتى اصحاب الجمل كانوا ينالون و يوقعون في امير المؤمنين اي وقيعة لم يتوتر في الجمل ولو بقوا الف سنة يحاورنه لبقى معهم الف سنة لا يبدا الحرب معهم والله. وحتى في النهروان .

انظر الى سعة الصدر عند اهل البيت اكره ان ابداهم في القتال حتى في الصفين لذلك اعظم نموذج بشري على الارض النبي واهل بيته النبي ثلاثة عشر عاما، كم استفزوا النبي قتلوا ياسر والد عمار و والدته و صنعوا ما صنعوا بكثير من المسلمين هل استفز النبي بل بلعكس هو حاول ان يخمد التوتر و التشنج لان هدف النبي والاوصياء فتح العقول و اثارة العقول و ليس التشنج النفساني الكثير يخطيء ان يدعوا الى مدرسة اهل البيت يثير التشنجات النفسانية للاخر انت بلعكس انت تساير و تجاري التكفيرين ان هذا لا مسلك القرآن و لا مسلك اهل البيت ومن المعروف كما في كتاب نصر بن مزاحم[16] ان حجر بن عدي وعمر بن حمق يظهران البراءة من اهل الشام فارسل اليهم امير المؤمنين ان كفا عما يبلغني عنكما اي لا تثيرون امامهم و تستفزهم فاتياه فقالا السنا محقين قال بلى قال اوليسوا مبطلين قال بلى قال فلم منعتنا عن سبهم قال كرهت ان تكونا لعانين شتامين يعني ليس الهدف التوتر بل الهدف الانفتاح الفكري كي يهلك من هلك عن بينة لا عن تشنجات ويحي من يحي عن بينة لا عن توترات انت لك قناعات فهي لك لكن في تعاملك المباشر مع الطرف الاخر لابد ات تتجنب التوتر هذا امر مرفوض قرآنيا ومن سيرة اهل البيت والا لم سمي موسى بن جعفر وامير المومنين بكاظم الغيظ؟

كفا عما يبلغني عنكما قالا اليسوا مبطلين قال بلى قالا فلم منعتنا عن سبهما قال كرهت لكما ان تكونا لعانين شتامين يشهدون و يتبرؤون لكنكم لو وصفتم مساوئ اعمالهم فقلت من سيرتهم كذا و كذا كان اصوب في القول وهذا بحث علمي هاديء بدون شتم و سباب اي لا يغفل عن الحقيقة ليس عنده افراط و تفريط فامير المؤمين لايطمس الحقيقة و لا يدعوا الى طمس الحقيقة ولكن لا يدعو الى التوتر وان تستعوض الحقيقة و تسوغ الحقيقة بشكل استفزازي توتري السيد عبد الحسين شرف الدين رحمه الله لم يكن منهجه منهج السيد البروجردي يتغاضى عن كشف الشبهات بل كان يكشف عن الشبهات في كل كتبه لكن يكن سبابي استفزازي توتري بل بحوار هاديء يذكر الحقيقة .

في كتاب الصفين لنصر ابن مزاحم قال لهم كان اصوب في القول وابلغ في العذر حتى عند الله ابلغ في العذر قلتم مكان اللعن لان اللعن ليس استدلال بل مجرد توتر كانما تشحنه نفسايا لكي ينفجر فليس فيه فائد فان الفائدة ان تفتح القلوب و العقول لا انك تشنج و توتر النفوس .

انظر الى هذه الخارطة العظيمة سواء في بانات القرآن او توصيات اهل البيت في نهج البلاغة اختصر المتن والا المتن الكامل في كتاب الصفين لنصر بن مزاحم الا قلتم مكان لعنكم وبرائتكم اياهم اللهم احقن دماء المسلمين انظر الى حفظ دماءنا و دماءهم يعني تعايش يصر عليه امير المؤمنين حتى في صفين لكن اولئك يتوترون يقول واصلح بيننا و بينهم واهدهم من ضلالتهم .. في حين ان يتمسك بالهوية ولا يذوب في هوية الطرف الاخر يقول بعدم التوتر انفتاح فكري حتى يعرف الحق منهم من جهله ولا يقول يوم القيامة لم اكن اعرف انت لما توتر الجو ما تخلي الطرف الاخر يفكر انت مانعت وصول نور الهداية للطرف الاخر ولو بحسب قناعتك. حتى يعرف الحق منهم من جهله و يرغب عن العدوان من جهله وكان هذااحب الي و خير لكم فقال له يا امير المؤمنين نقبل عظتك ونتادب بادبك هذا ادب امير المؤمين في حوار التمذهب للاسف المتن مقطوع في نهج البلاغة[17] .

الصدوق ره في اعتقادات[18] يتكلم عن التعايش المذهبي و يذكر بنود من تفصيلات ائمة اهل البيت فذكر هذا المطلب وقيل للصادق عليه السلام انا راينا رجلا يعلن بسب اعداء اهل البيت و يسميهم فقال ما له ان رجلا من الموالين يعلن بسب اعدائهم و يسمهم قال ماله لعنه الله يعرض بنا[19] اي يسبب ان .لاح التعايش المذهبي كيف توتر الطرف الاخر انت عندك في قلبك قناعة بينك و بين نفسك بحث آخر لا تتوتر مع الطرف الاخر.

لاحظ القرآن ﴿وَ إِذا رَأَيْتَ الَّذينَ يَخُوضُونَ في‌ آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في‌ حَديثٍ غَيْرِهِ وَ إِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى‌ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمين﴾ [20]

.. يعني حتى الجدل و المجادلة يسبب المشاددة لذلك لما يرون الطرف الاخر يتشنج يقفون النقاش لانه يرون انه صار عنده نوع من السبعية و التضاري السبعي و هذا ليس امره الحوار . لذلك .. واما ينسينك الشيطان فلا تقعد ..

كم كان يوصي النبي اتبع ما اوحي اليك لا تذوب في الكفار . واعرض عن المشركين لا تتشنج من استهزائاتهم ليس فقط لا نتشنج و لا نتوتر بل لا نتوتر و لا نتشنج من استفزاز و توتير الطرف الاخر الطرف الاخر يوتر انت لازم ان لا توتر فانت ايها المؤمن لا تسبب شعلنة التوتر بل انت لا توتر كلما ﴿كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّه﴾[21] لان الهدف ليس الحرب بل الهدف الحوار وايضا قوله تعالى خذ العفوا ..اعرض عن الجاهلين اي البسابين و الشتامين و المتشنجين والمتوترين وليس فقط لا تشنج بل انت لا تتشنج لا فقط لا توتر انت لا تتوتر هذه مرتبة اعلى لانه ما يخمد التوتر الا بسعة الصدر وهذا ليس بمعنى المعتدى الارهابي الان المطروح في الدول الغربية انه انت ايها الضحية كن مسالما اي اقبل سفك دمك هذا ليس بمنطق ما دامت القضية لا تصل السلاح و سفك الدماء هنا ياتي التوتر و التشنج اما يصل الى الامر الى سفك الدماء و هتك الاعراض هنا يجب الدفاع هنا السبع الضاري يجب ان يواجه ولذلك لما اجمعت قريش ان تقتل رسول الله صلى الله عليه واله هرب الى المدينة المناورة هم قطعوا الطريق على الحوار والا مجرد كلام لابد ان يكون حلم وسعة صدر هناك اما اذا وصل الامر الى ارهاب دموي هناك مداواته بشيء آخر . ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلين﴾[22]

وكذا فاصدع بما تؤمر .. لكن لا بتوتر فاعرض عما تولى عن .. كم يامر الله النبي بان لا يتوتر و من تشنجات التي يرسلها الاعداء . حتى في الحروب من النبي و امير المؤمنين و الامام الحسن و الامام الحسين عليهم السلام الى اقصى حد يحاولون اكره ان ابداهم بقتال[23] حتى يصير استفزازات عسكرية مع ذلك ياخذون جانب ..

البند الاخر: كظم الغيظ عند التوتر وهذا دمجناه مع البند الذي مر لا تسبب التوتير و انت ايضا اكظم الغيظ . ﴿وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاما.﴾[24]

هذه المحاور تحتاج الى ابحاث و تفاصيل مسائل فقهية وادلتها تحتاج الى سلسلة ﴿. الَّذينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ الْكاظِمينَ الْغَيْظَ وَ الْعافينَ عَنِ النَّاسِ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنين﴾[25] .. هذا بالنسبة الى غير المعتدي فانه لا يعفى عنه لا ضراررته لا تنتهي الا بتقليم اظفاره الذئب لا يعفى عنه اذا كان ذئبا المعتدي الدمي لا يسكن الا بتقليم اظافره اما اذا لم يستعمل دموي مجرد استفزازات لفظية انت امتص الاستفزاز و التوتر امر قرآني ومن اهل البيت عليهم السلام التفصيل بين القضية

البند الاخر: سب المعاهدين ايضا هذا بحث مفصل فقهي اثير والان لا استطيع ان اثيره .

فاذا فصلنا بين هذين البندين تصل الى ثمان قواعد وربما اكثر من هذه لان هذا مسح اجمالي للابواب الفقهية يظهر فيها ان المذهبية و التمذهب التعددية فيه لا تستلزم التشنج ولا التوتر والمداراة تختلف عن المولاة والاصداع بالتي احسن لا تعني الذوبان والاصباغ بصبغ يضيع الهوية على المؤمنين ليس في محله لذلك اسلوب السيد عبد الحسين شرف الدين واسلوب الشيخ المفيد والطوسي و المرتضى والعلامة الحلي وغيرهم من الكبار انفتاح علمي بحوار هادئ من دون توتر من الطرف الاخر في حين ذكر الحقائق كما ذكر امير المؤمنين عليه السلام بدون طمسها و خفاها بحوار هاديء واذا رؤي من الطرف الاخر يتشنج اصلا يغفل النقاش حتى هذا الحوار الهاديء لانه ليس مستعد وانت لا تريد الالجاء لانه ليس الهدف الالجاء بل الهدف ارسال معلومة فقط و ليس الهدف الجاء الطرف الاخر.

هذه اجمال جملة من محاور بحث التمذهب عسى ان تحصل فرصة نتمم البحث. ونضفي على الافراط والتفريط في هذا البحث و نبين الجادة الوسطى في هذا البحث.


[1] سورة الجمعة، الآیة 2.
[2] سورة النساء، الآیة 145. إِنَّ الْمُنافِقينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَ لَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصيرا.
[3] سورة المنافقون، الآیة 1.
[4] سورة التوبة، الآیة 6.
[5] سورة الحشر، الآیة 3.
[6] سورة الممتحنة، الآیة 8-9.
[7] سورة المائدة، الآیة 95.
[8] سورة آل‌عمران، الآیة 28.
[9] سورة سبا، الآیة 24.
[10] سورة الحجرات، الآیة 13.
[11] سورة النحل، الآیة 125.
[12] سورة البقرة، الآیة 282.
[13] سورة فصلت، الآیة 34.
[14] سورة التوبة، الآیة 60.
[15] سورة الأنعام، الآیة 108.
[16] .عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: خَرَجَ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ وَ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ يُظْهِرَانِ الْبَرَاءَةَ وَ اللَّعْنَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا عَلِيٌّ «أَنْ كُفَّا عَمَّا يَبْلُغُنِي عَنْكُمَا» فَأَتَيَاهُ فَقَالا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَ لَسْنَا مُحِقِّينَ؟ قَالَ: «بَلَى» قَالا أَ وَ لَيْسُوا مُبْطِلِينَ؟ قَالَ: «بَلَى» قَالا: فَلِمَ مَنَعْتَنَا مِنْ شَتْمِهِمْ؟ قَالَ: «كَرِهْتُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا لَعَّانِينَ شَتَّامِينَ تَشْتِمُونَ وَ تَتَبَرَّءُونَ وَ لَكِنْ لَوْ وَصَفْتُمْ مَسَاوِيَ أَعْمَالِهِمْ فَقُلْتُمْ مِنْ سِيرَتِهِمْ كَذَا وَ كَذَا وَ مِنْ عَمَلِهِمْ كَذَا وَ كَذَا كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ وَ أَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ وَ [لَوْ] قُلْتُمْ مَكَانَ لَعْنِكُمْ إِيَّاهُمْ وَ بَرَاءَتِكُمْ مِنْهُمْ- اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَنَا وَ دِمَاءَهُمْ وَ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَ بَيْنِهِمْ وَ اهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مِنْهُمْ مَنْ جَهِلَهُ وَ يَرْعَوِىَ عَنْ الْغَيِّ وَ الْعُدْوَانِ مَنْ لَهِجَ بِهِ كَانَ هَذَا أَحَبَّ إِلَيَّ وَ خَيْراً لَكُمْ» فَقَالا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَقْبَلُ عِظَتَكَ وَ نَتَأَدَّبُ بِأَدَبِكَ وَ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْحُمْقِ إِنِّي وَ اللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَجَبْتُكَ وَ لَا بَايَعْتُكَ عَلَى قَرَابَةٍ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ وَ لَا إِرَادَةِ مَالٍ تُؤْتِينِيهِ وَ لَا الْتِمَاسِ سُلْطَانٍ يُرْفَعُ ذِكْرِي بِهِ وَ لَكِنْ أَحْبَبْتُكَ لِخِصَالٍ خَمْسٍ إِنَّكَ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ زَوْجُ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْأُمَّةِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ ص وَ أَبُو الذُّرِّيَّةِ الَّتِي بَقِيَتْ فِينَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ أَعْظَمُ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ سَهْماً فِي الْجِهَادِ فَلَوْ أَنِّي كُلِّفْتُ نَقْلَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي وَ نَزْحَ الْبُحُورِ الطَّوَامِي حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيَّ يَوْمِي فِي أَمْرٍ أُقَوِّي بِهِ وَلِيَّكَ وَ أُوهِنُ بِهِ عَدُوَّكَ مَا رَأَيْتُ أَنِّي قَدْ أَدَّيْتُ فِيهِ كُلَّ الَّذِي يَحِقُّ عَلَيَّ مِنْ حَقِّكَ. وقعة صفين / النص / 103 / نهي علي ع اصحابه من لعن أهل الشام.
[17] إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ وَ لَكِنَّكُمْ لَوْ وَصَفْتُمْ أَعْمَالَهُمْ وَ ذَكَرْتُمْ حَالَهُمْ كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ وَ أَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ وَ قُلْتُمْ مَكَانَ سَبِّكُمْ إِيَّاهُمْ اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَنَا وَ دِمَاءَهُمْ وَ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَ بَيْنِهِمْ وَ اهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مَنْ جَهِلَهُ وَ يَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَ الْعُدْوَانِ مَنْ لَهِجَ بِهِ. نهج البلاغة (للصبحي صالح) / 323 / 206 و من كلام له ع و قد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين.
[18] قال الشيخ- رحمه اللّه-: اعتقادنا في التقيّة أنّها واجبة، من تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة إعتقادات الإمامية (للصدوق)، ص: 107 [39]باب الاعتقاد في التقيّة.
[19] وَ قِيلَ لِلصَّادِقِ- عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، إِنَّا نَرَى فِي الْمَسْجِدِ رَجُلًا يُعْلِنُ بِسَبِّ أَعْدَائِكُمْ وَ يُسَمِّيهِمْ. فَقَالَ: «مَا لَهُ- لَعَنَهُ اللَّهُ- يَعْرِضُ بِنَا». إعتقادات الإمامية (للصدوق) / 107 / [39] باب الاعتقاد في التقية.
[20] سورة الأنعام، الآیة 68.
[21] سورة المائدة، الآیة 64.
[22] سورة الأعراف، الآیة 199.
[23] فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ يَجُولُونَ حَوْلَ بَيْتِ الْحُسَيْنِ فَيَرَوْنَ الْخَنْدَقَ فِي ظُهُورِهِم‌ وَ النَّارُ تَضْطَرِمُ فِي الْحَطَبِ وَ الْقَصَبِ الَّذِي كَانَ أُلْقِيَ فِيهِ فَنَادَى شِمْرُ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا حُسَيْنُ أَ تَعَجَّلْتَ بِالنَّارِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَقَالَ الْحُسَيْنُ ع مَنْ هَذَا كَأَنَّهُ شِمْرُ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ فَقَالُوا نَعَمْ فَقَالَ لَهُ يَا ابْنَ رَاعِيَةِ الْمِعْزَى أَنْتَ أَوْلى‌ بِها صِلِيًّا وَ رَامَ مُسْلِمُ بْنُ عَوْسَجَةَ أَنْ يَرْمِيَهُ بِسَهْمٍ فَمَنَعَهُ الْحُسَيْنُ ع مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ دَعْنِي حَتَّى أَرْمِيَهُ فَإِنَّ الْفَاسِقَ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ عُظَمَاءِ الْجَبَّارِينَ وَ قَدْ أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْهُ فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ ع لَا تَرْمِهِ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَبْدَأَهُمْ بِقِتَال‌. بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‌45، ص: 5.
[24] سورة الفرقان، الآیة 63.
[25] سورة آل‌عمران، الآیة 134.