43/10/03
الموضوع: علم المذاهب و التمذهب (23)
كان الكلام في هذه المقالة الرابعة او الخامسة معا من ان الامامة اهل البيت عليهم السلام لو كانت بهذه الدرجة من الضرورة وهي الركن الثالث من الدين فكيف حصل فيها الصلاة و لِمَ لم تكن الصلاة و بقية اركان الفروع ؟
اجمالا اجبنا عن هذا التسائل بان مودة اهل البيت عليهم السلام بنص القرآن جعلت الركن الثالث ﴿قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى﴾[1] قربى نبي الله اي مودة الله و مودة الرسول و مودة ذوي القربى فلم يجعل اجر الرسالة الصلاة و لا الصيام و لا الزكاة و لا الايمان باليوم الاخر او التمسك بالقرآن بل جعل الركن الثالث في الدين هو مودة ذوي القربى ومن هذا القبيل كثيرة مثل ولاية الفي ء في سورة الحشر ولاية الله وولاية الرسول و ولاية ذوي القربى وليس ولاية عيسى من انبياء اولى العزم ولا نبي ادريس ومن هذا القبيل موارد كثيرة وان مدح القرآن و ذكر القرآن و نصه على فضائل اهل البيت لا سيما اصحاب الكساء بنص القرآن ها الشيء من ضرورة الدين من ثم حكم جميع المسلمين بان من نصب العداء لاهل البيت عليهم السلام او يتدين بخلاف ما قام به القرآن فانه نوع من المروق من الدين فكيف لا تكون من الضرورة وهذه المودة و الولاية غير مقيدة من ان الصلاة موقتة و كذا الحج اشهر معلومات بينما هذه المودة كولاية الله ليست مقيدة بشيء فهي ركن ثالث من الدين .
وكان الكلام في ان الضرورة التي تنشا منها المذهبية العقائدية او المذهبية الفقهية اي درجة من الضرورة هي لمعالجة هذه المقالة ؟ وبعبارة اخرى ما هي ضابطة الضرورة ؟ هل الضرورة التي لا يختلف فيها لابد من حصول العلم الاضطراري بها لو كان المراد بها هذا ما هي معنى الضرورة طبعا الشريف المرتضى ره ينقض على صاحب المغني بانه هناك اشكالية على الضرورة الموجودة في امامة اهل البيت عليهم السلام انه في الوهية الله عزوجل كيف تكون الضرورة؟ وعدم جسمانية الله ومع ذلك بنو اسارئيل عبدوا العجل بعد نبي موسى مع ان بعد ما تجاوز ببني اسارئيل البحر فمروا على قوم يعبدون الاصنام ﴿قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُون ...قالَ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَبْغيكُمْ إِلهاً وَ هُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمين﴾[2] فبين لهم بالوحيانية العقلية بان الله ليس بجسم و ان الاوثان باطلة فهل ضرورة اكثر من هذا لكن ما ان غاب عنهم هنيئة الا و عبدوا العجل . ﴿فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَ إِلهُ مُوسى فَنَسِي﴾[3] . فما ذا تقولون؟ فقضية ان الضرورة لا يختلف و لا يشتبه فيها فانه يخالف ما هو الواقع والملاحظ فنقض السيد المرتضى في محله.
اذن ما هي الضابطة الضرورة التي تجعل التمذهب سيما هذا في التوحيد فكيف بك ما دون التوحيد والذي انحرف من بني اسرائيل اضعاف عدد الذي كان من المسلمين من المدينة ممن كان في الغدير فلا استغراب فيه فما هي ضابطة الضرورة التي تجعل التمذهب فاذن النقض الاجمالي للسيد المرتضى و انه وجود الشبهة و الاختلاف حتى من غالب الاماة لا يزعزع الضرورة عما هي عليه اذن ضابطة الضرورة ما هي و السيد المرتضى اتى بامثلة كثيرة في الشافي و رسائله.
من الامثلة نص نبي موسى على نبي عيسى ومع ذالك اختلف بنو اسرائيل فيه او نص نبي عيسى على سيد الانبياء صلى الله عليه واله فان غالب النصارى لم يؤمنوا به ولا غالب اليهود مع ان القرآن يذكر بان الوحي الالهي نص بالضرورة في التوراة و الانجيل على سيد الانبياء مع ذلك لم يتبعوه وحصل طمس من علماء اليهود و النصارى و غالب اليهود و النصارى لم يعملوا بالنص فلماذا تشتغرب مع ان النص على سيد الانبياءفي التوراة و الانجيل بالضرورة .
فاذن هذا لا يزعزع الضرورة فما هي ضابطة الضرورة اذن. ولا ينفي النص ولذا في بيان امير المؤمنين ان ما حصل في الامة الاسلامية دون ما حصل في الامم السابقة اقصد من حيث الكم والبيان هناك اكثر و اكثر وان كان من حيث الخطورة باب السقيفة اخطر . اجمالا امثلة كثيرة في الامم السابقة شبيه المعجزات الانبياء التي ياتون بها ومع ذلك يقولون شاعر كاهن و ساحر ومجيء نفس الانبياء على نبينا واله وعليهم السلام مع ذالك لا يستجيبون او يذعنون .
اذن ما هي ضابطة الضرورة فانه ليس من ضابطة الضرورة حصول العلم الاضطراري . نكات لطيفة السيد المرتضى ره يبحثها تحت عنوان النص الخفي و النص الجلي و العلاقة بين الضرورة الدينية لكن لابد من ملاحقته لعدة كتابات للسيد المرتضى في رسائله او في كتاب الشافي انصافا يلم بهذا البحث بشكل ممتاز وهو مبحث تمذهبي كما نعلم. فيوكد السيد المرتضى انه لا تلازم بين الضرورة و حصول العلم ليس تعريف الضرورة ان يكون لزوم حصول العلم القهري اي يحصل العلم لدى الانسان قهرا يكفي في الضرورة ان يعلم الانسان بالضرورة و لو بالاستدلال و التدبر اي ليست بينة بالمعنى الاخص ويقول لا منافات بين ان تكون الضرورة قد اوصلها الله لعباده بالنص الخفي لا الجلي .
هناك ضرورة تارة الدليل يوجب حصول العلم لدى الطرف الاخر اضطرارا قهريا و تارة الضرورة نص جلي لكن لا توجب حصول العلم اضطرارا بل بالتدبر و الاستدلال وتارة الضرورة الدينية وان كانت من اسس الدين توجب حصول العلم بالاستدلال في النص الخفي وهذا لا يمتنع فاذن يبين ثلاث تقسيمات كلها تشمل ثلاث تقسيمات الضرورة وليس بالشيء الممتنع.
مثلا لاحظوا النص الذي ورد في التوراة على سيد الانبياء او النص الذي ورد في الانجيل على سيد الانبياء يعني يحتاج له شيء من التدبر فان الاتي من جبل فاران اين فاران؟ جبال ابي قبيس راكب الجمل الاحمر يضع السيف على عاتقه .. فان هذه النصوص الموجودة في التوراة او الموجودة في الانجيل تتلائم من النص الخفي و النص الجلي فيقول السيد المرتضى حصر الضرورة – ننقل لكلامه من مجموع كلاماته في كتب عديدة- في الضرورة التي توجب العلم الاضطراري و القهري هذا حصر في غير محله واتى بامثلة على العلوم الكثيرة و انه هناك ضروريات في علوم ومع ذلك ليست بدرجة توجب العلم القهري مثل نفي التجسيم و نفي الجبر مع ان هذه ضرورة ﴿وَ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبيد﴾[4] مع انك ترى في بعض المذاهب شبهة الجبر عالقة في اذهانهم وكل كتاباتهم وكذا شبهة التفويض وهذا لا ينافي الضرورة و ان الله عدل بعباد ولا يجور و كذا التجسيم في استلزامه لمحدودية الله ومخلوقيته ومع ذلك شبهة عالقة في كثير من الاذهان لدى المذاهب الاسلامية الاخرى الى يومنا هذا وهذا لا ينفي ضرورة نفي الجسمية والمحدودية عن الله ونفي النقص عن الله.
فهناك امثلة سواء في الامم و الانبياء السابقين او حتى الامة الاسلامية ان الضرورة الدينية ابدا لا تنحصر في القسم الاول هذا بيان بديع للسيد المرتضى الا ان كلماته متناثرة في موارد عديدة.
ومعنى النص و الضرورة عند السيد المرتضى ليس كما يتخيل انه لا يحتاج الى تدبر وانه ليس فيه خفاء معنى النص ان ينطلق من موازين يقينية في الدلالة وفي البيان و في الاستدلال هذا هو النص وليس النص كما يظنه القسم القشري من الاخباريين و الاصوليين البعض القشري لمسلك الاخباريين و الاصوليين يظنون ان معنى النص انه يوجب الدلالى على المدلول بشكل قهري لا لبس فيه لكن هذا ليس معنى النص و سبق في بحث الاجتهاد و التقليد علماء الامامية يبنون على ان معنى النص هو الوحي الاجتهاد في مقابل النص اي مقابل الوحي ليس النص بمعنى درجة الدلالة ومن ثم اخطا ابي حنيفة في ظنه حيث تخيل ان اتباع النص يعني سطح الدلالة مع ان النص ليس سطح الدلالة بل النص هو الوحي بكل طبقاته الجلية و الخفية ومن يصل الى الخفية ؟ العلماء. او من زوده الله بالوحي من اوصياء النبي .
والقصة معروفة بان ابا حنيفة كان يعترض او يطعن على الامام جعفر الصادق عليه السلام بانه رجل صحفي[5] و الصحفي اصطلاح قديم يعني اخباري وليس علمي . فقال الامام الصادق عليه السلام لما وصل اليه هذا الكلام فابتسم وقال صحف السماء اي طبقات حبل ممدود طرف منه عند الناس و طرف منه عند الله اي مالا يتناهى من المعاني وهل يساوى هذا به بعقل محدود من البشر اين مدرسة الراي من مدرسة النص بهذا المعنى . معنى النص كما يشير اليه السيد المرتضى يعني طبقات الوحي كلها سطح الدلالة او غورها مادام هو وحي لا فرق فيه.
لم لا تؤثر درجة الدلالة في الضرورة؟ لان الضرورة عبارة عن جعل وحياني بنيوي ركني سواء جعله الله بدرجة الخفاء او بدرجة الوحي انا اعين السيد المرتضى في الدعوى يعني بعض القضايا التر مرت كانت زيادات امثلة من عندي لكن المدعى صحيح. لاحظوا كيف ان ني موسى على نبينا واله وعليه السلام من اولو العزم واوتي التوراة وكلمه الله تكليما وانه كليم الله و وصفه القرآن بالامامة الالهية ﴿وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا﴾ [6] مع ذلك في اخريات حياته امر من قبل الله ان يتبع و يتعلم من خضر فان خضر حجيته خفية الى ابعد حد وكون الخضر حجيته خفية وليست جلية لا يزعزع بنيوية نبي خضر حجية بمثابة ان كليم الله من اولى العزم يتبع ولو يتبعه في هذا العلم لا كل العلم كما بينه الامام الصادق و الام الرضا عليهما السلام بينوا ان خضر ليس افضل من موسى في كل الجهات بل في جهة علوم الربانية اللدنية الوحيانية و موسى افضل من خضر في علوم اخرى كفيزيا و كيميا من باب المثال من جانب و من جانب .
فبنيوية الخضر في الحجية بحيث يتبعه كليم الله من اولي العزم وعنده التوراة و عنده دعاية الهية واعلام وحيانية في التوراة و الانجيل و القرآن -كم ذكر نبي موسى في القرآن؟- فدعاية وحيانية لا يبلغها احد مع ان خضر خامل الذكر خفي لكن هل هذا لا يزعزع بنوية حجية خضرلكونه خفيا. بل ذكر له القرآن حجية مكتتمة مستترة خفية ومع ذلك ليست حجيته فرع من فروع الدين والا كيف يتبع نبي من اولى العزم و يتعلم منه وهو فرع من فروع الدين فان هذا غير معقول الان كيف موقية الالهية لحجية نبي خضر في المنظومة الالهية هذا مما بلبل عقول العلماء المفسرين ولسنا في صدد الدخول فيه لكن اجمالا حجية خضر حجية خفية اذن الاكتتام و الاستتار- وهذا المثال لم اعثر عليه بمقدار ما تتبعت كتب السيد المرتضى ربما اتى به في بعض كتبه لكن لم اجد هذا المثال في كتابه الشافي- وهذا المثال بين دائما ينبه عليه ائمة اهل البيت عليهم السلام وان الارض لا تخلو اما امام ظاهر مشهور او مكتتم غمور او مسستر خائف[7] عدة بيانات و هذا مؤيد بالقرآن وان هناك حجة الله في الخلق الا ان حجيته خفية تحتاج الى تدبر . الامام صاحب العصر والزمان كما ذكر آقا رضا الهمداني زميل آقا رضا الهمداني الاخر فانهما زيميلان لدرس واحد في زمن واحد من مدينة واحد لكن احدهما تنمر في الكلام وكان مجتهدا ايضا والاخر تنمر في الفقه وهذا الذي تنمر في علم الكلام عضو استفتاء مجلس الميرزا الكبير ولم يكن يفت الميرزا القضايا العقائدية الا باستشارته وامتهن الخطابة في المنبر الحسيني مع انه كان مجتهدا فقيها متكلما فحلا اي الاول الذي تنمر في علم الكلام و لديه كتاب الانوار القدسية وللاسف لم يطبع الى الان طبعة حجرية حروفيا يذكر فيه فهرسة بالبيوغرافي باصطلاح العصري اي جرد رقمي ان الذي ورد في احاديث الفريقين اثنى عشر الف طريق الى امامة الحجة بن الحسن العسكري وانه مهدي الامة وهذا ليس خفي نعم وجوده خفي لكن النص على امامته جلي جدا.
نرجع الى الخضر، في منطق القرآن سواء في سورة الكهف او في سورتين اخرتين تبين جرد الانبياء منهم من قصصنا عليه ﴿وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْك﴾َ [8] في سورة اخرى عبارة اخرى ﴿وَ رُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَ رُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ﴾[9] .. مضمون هاتين السورتين ان هناك من الانبياء مغمورين مع كونهم حجج كيف تكون حجيتهم مغمورة؟ لان خفاء حجيتهم لا تقلل من عظم بنيوة حجيتهم سواء بمثابة النبوة في سلك الانبياء او في سلك الاوصياء كونهم مغمورين لكن يجب الاعتقاد بهم ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَيْكَ الْمَصير﴾[10] . فكونهم مغمورين و اسمهم غير معروفين لكن هذا لا ينافي حجيتهم و الاعتقاد بهم .
فتصوير الحجية فيهم مع كونهم مغمورين الكثير يخلط – هذا بحث آخر من مباحث المذهبية- وان حجية الحجج بشخص الحجج او لما يدلوه و يبينوه اي هناك ركيزتان احدهما كافية للحجية ما يبنوه و ما من هدى و نور هو بنفسه حجة وان لم يتعرف الناس على حجية اشخاصهم فتارة الحجية في لباس شخصنة الحجة المصطفى وتارة الحجية في المؤدى الذي يؤديه يبلغه ذلك الحجة اين هذا المنطق في القرآن؟ غير الايات التي استعرضناها من الغافر و النساء و الكهف هناك سورة الجمعة ﴿هُوَ الَّذي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفي ضَلالٍ مُبين﴾.[11]
ما ذا يعني بان الله يجعل الرسول معلم بل اكثر من ذلك الله يجعل نفسه معلم ﴿وَ يُعَلِّمُكُمُ الله﴾.[12] كون الله في مقام المعلم غير الالوهية و غير الولي و غير الحاكم؛ المعلم يعني الحجية في ما يؤديه الله عزوجل اليكم و النور والهداية و البرهان الذاتي في مؤدى ما يبلغه الله لعبادة بغض النظر عن اذعانهم و انقيادهم لالهية الاله و خالقية الخالق فبين القرآن ان الحجية على احد الركازتين اما المؤدى او الشخص النبي صلى الله عليه واله ايضا كذلك اذا كان الله وَ يُعَلِّمُكُمُ الله مع ان الله جبروتيته و الوهيته . هناك موراد الله عز وجل يقول هب انه لم يحصل لكم انقاد لالوهية الله لكن لا اقل ما يبلغه لكم . ﴿وَ إِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ في ضَلالٍ مُبين﴾.[13] نفس المؤدى معنى التعليم هو ان ما يؤديه الله فيه علم بغض النظر عن القائل . ﴿كَما أَرْسَلْنا فيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَ يُزَكِّيكُمْ وَ يُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ يُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُون﴾[14] .
فحجية اهل البيت عليهم السلام ليست فقط حجية قائمة على الشخصنة او نفس المؤدى وهذا يبين منهج الشيخ المفيد ره و الصدوق و الكليني و الطوسي و المرتضى و ابن براج واين حكزة و الحلبيون و ابن ادريس و الشرايع و الشهيد الاول ان مدار الحجية للحديث الركن الركين فيها المضمون و المؤدي و ليس شخص الطريق الطريق قرينة تكتنف بالمتن و تحتف فيه وليس فقط هؤلاء القدماء كلهم اكتعون بل مبنى الانسداديين وعن بكرة ابيهم منهم الوحيد البهبهاني و العلامة بحر العلوم كاشف الغطاء الميرزا القمي النراقيين صاحب الرياض صاحب الجواهر و حتى الشيخ الانصارى وبقي الى آخر حياته وطبقات الوحيد البهباني عن بكرة ابيهاانسداديون اصوليون لان الاصولي اما انسدادي او انفتاحي الانسدادي من الاصوليين عندهم مبنى اشد من الاخباريين عندهم كل التراث يعتمد عليه لكن ليسوا كالاخباريين من دون لحا المضمون بل المضمون عندهم هو الاساس فلاحظ جمهرة القدماء من القرن الثاني و الثالث الى قرن المحقق الحلي في كتاب المعارج وحتى الشهيد الاول في كل كتبه عدا الشهيد الثاني وكذالك المتاخرون الانسداديون هؤلاء مبناهم ان المتن هو المدار الطريق قرينة من القرآن تكتنف المتن وهذا هو نص آية النبا ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمين﴾[15]
فتَبَيَّنُوا يعني المتن. يعني الطريق ضميمة كما ان حجية الصدور و الدلالةو المضمون وحجية صحة الكتاب فان الحجية مركب مجموعي وهذا المركب المجموعي لا يستطيع ان ينكره لكن ما هو العمود في هذه الحجية الشيخ المفيد ره يقول المتن وانما الراوي راوي وليس داري(من الدراية) الفقيه هو الدارية وعنده دراية و المضمون.
فالراوي ليست شريعتمداري الفقيه هو الذي يدري الشريعة يعني شريعت مداري فالمدار على المضمون و ليس على ما داري. لذا يقول الشيخ المفيد ره من يجعل الركن الركين هو السند في الخبرفانه قشري و حشوي هذا خطر -وكذا قال ابن ادريس بمثله- نقل الشيخ الانصاري في الرسائل كلام الشيخ المفيد وللشيخ كلمات حادة في ذلك يعني حجية الخبر تقوم على الفقاهة وحجية الفقيه لا حجية الراوي فان الذي يعتمد على السند اولا وآخرا وانه الكل في الكل هو اخباري بل حشوي لان الحشوية موجودة في الاصوليين و الاخباريين والا هناك عمالقة من الاخباريين كالمجلسي هو صيرفي في المضمون .
فجعل السند هو الاول و الاخر و الكل في الكل حشوية قشرية كما يذكر ذلك الشيخ المفيد ره بل حتى المحقق الحلي في المعارج. لاحظ كتاب الشرايع يجعل المضمون هو الاول و الاخر ولذا يقول هذه الرواية اشبه بالمذهب او اقرب لاصول المذهب يلاحظ المضمون و السند قرينة كما تلاحظ القرآئن الحالية و المقالية فانه من اطناب الخيمة نعم له دور لكنه بمثابة الاطناب. بل حتى صحة الكتاب ايضا عند القدماء و عند الانسداديين اعظم من صحة الطريق اصلا الصحة لا توصف للطريق الصحة توصف للمضمون .
نرجع هذا البحث نفسه في مبحث الحجج في اصول الدين وضرورة الدين نحن انطلقنا من بحث الحجية وان الحجية لله ليست قائم على الذات الازلية فقط خالقية الخالق و ازليته بل تعتمد على المؤدى الذي يؤديه الله الى عباده يعلمكم الله . الله وصف نفسه بانه معلم وانت تتبع المعلم من جهة العلم او من جهة ما يؤديه من العلم مع ان الله حجيته قائمة بذاته الازلية و بعلمه فكيف بك بدون الله الراوي هل صار الراوي اله اكثر من الباري تعالى كيف يكون ذلك؟ لخضر حجته قائمة بما يؤديه و الدليل على ذلك ان نبي موسى اعترض عليه ثم هو بين لنبي موسى .. ﴿قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدا﴾[16]
يعني اتباعي اليك ليس من ذاتك بل من جهة العلم تعطيني علم اتبعك والا في امان الله. لقد جئت شيئا ادا نكرا امرا. اعترض عليه بهذا قال ﴿وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرا﴾[17]
قال هذا تاويل ما لم تسطع عليه صبرا . العلم يحصل بالمؤدى . سيد الانبياء مع انه ولي وكذا الله ولي لكن لا ينافي لان الحجية تارة تقوم على الذات وتارة تقوم على المؤدى . فهذا ينسحب على ما دونه وهذه منهجية كلامية تتنزل حتى في بحث الفقه وبحوث العلوم الدينية .
نرجع خفاء الحجية لا يضر ببنيوية الحجية لماذا؟ لانه بلحا المضمون ومن ثم ذهب كثير من الاعلام كما ينقل العلامة المجلسي في البحار ذهب جملة من العلماء بان آباء النبي عبد الله و ابو طالب و عبد المطلب و هاشم و عبد مناف و قصي وقريش كلهم اوصياء اصفياء بل بعض ذهب الى انهم انبياء مغمورين لكن لا ينافي حجيتهم و كونهم مغمورين لا تظن ان مستواهم في الحجية شيء واطئ . ابدا.
البخاري نفسه و كتب الصحاح عندهم تروي ان الرسول صلى الله عليه واله عن جده عبد المطلب سن في الجاهلية خمس سنن اذن كيف يسن سنخ مع ان شريعة نبي عيسى موجودة مما يدل انه لا يتبع شريعة عيسى ولا موسى بعد ذلك وهذه الرواية عند الفريقين يقول رسول الله ان عبد المطلب سن خمس سنن -وهي قواعد فقهية في خمس ابواب فقهية مهمة- اجراها الله -لا انا اجريتها- في الاسلام[18] هذه اي مكان لعبد المطلب و اي شان له لذلك في اصول الكافي الكليني يذكر رواية و الكليني لا يروي رواية خلاف الضرورة اجراها الله اي مطابقة للحكمة وكيف تكون من دون علم و حكمة مع ان الله اجراها وهي شرايع لغير نبي عيسى اجراها الله لكل الامم و الاسلام عام لكل الامم الى يوم القيامة انا ليس في باب الله سنن اجراها الله نبي ابراهيم او موسى او عيسى اجراها الله في الاسلام شرايع ، نعم الملة اصل الدين ملةابراهيم وليس شريعة ليس ببالي و لا انفي لم اقف لا في القرآن و لا في الروايات ان ابراهيم في شرايع سنن موسى او عيسى اجراها الله في الاسلام. هذا حديث متفق عليه بين الفريقين سنن عبد المطلب انظر الى مكانته من ثم هذا المضمون يذكره الكليني بانه يبعث عبد المطلب يوم القيامة عليه بهاء الملوك اي الامامة وسيماء الانبياء[19] اي نبوةو امامة وهذه الرواية التي يذكرها بغض النظر عن سندها كيف يرتضيها الكليني اذا كانت خلاف الضرورة. وكذا ما ورد في ابي طالب ايضا هكذا يرويها الشيخ الطوسي بان نوره اي نور ابي طالب يغلب انوار كل الانبياء عدا المعصومين الاربعة عشر فلو كان خاف الضرورة كيف يرويها او يدونها فاصل المضمون شيءآخر.
او يروي ايضا الشيخ الطوسي او الصدوق عن علي بن موسى الرضا ان الذي يموت و لا يؤمن بايمان ابي طالب مات كافرا ويدخل جهنم ما شأن ابي طالب اذا كان ابوطالب مؤمن من المؤمنين العاديين ولو يكتم ايمانه كما لو لم من بان زيد بن ارقم مؤمن ام لا . لا ادخل جهنم . اذن ابو طالب حجة من الحجج و بنيوية حجيته مفصل للجنةو النار المضمون الذي يذكره علي بن موسى الرضا عن جده ابي طالب كما هو مضمون ما يذكره امير المؤمنين علي بن ابي طالب بان نور ابيه يشق كل الانوار يوم القيامة . [20]
نرجع هذه كله امثلة لهذا المطلب بان خفاء الحجية و خفاء النص و الضرورة لا تزعزع من حجم بنية الحجية و الضرورة قد تكون بنيته بنيوية كما مرت من الامثلة العديدة والثمرة في مؤدى الحجية ليس في ذات شخص الحجية وهذاالمنطق موجود في القرآن انظر الى ما قيل ولا تنظر الى من قال وليس الحجية دائر مدار من قال بل الى ما قيل . فما ذكره السيد المرتضى بديع جدا في نظام الضرورة وان الضرورة على اقسام قد تكون موجبة لاضطرار و قد تكون جلية ليس فيها اضطرارو قد تكون خفية وخفائها لا ينافي ضروريتها. وهذا ما عليه العلماء الاجلاء في الفقه وغيره والتي مرت بنا تقسيمات الضرورة الضرورة الاخيرة التي هي بالمعنى الاخص او الخاصة التي لا يعلمها الا العلماء و الاخص لا يقف عليها الا الاوحدي من العلماء وكونها لا يقف عليها الا الاوحدي من العلماء لا يزعزعها عن ضروريتها. لذلك صاحب الجواهر في مبحث انفعال الماء القليل يقول مخالفة الفيض الكاشاني هذا موقف من الفيض الكاشاني خلاف الضرورة كيف يبنى ان الماء القليل لا ينفعل بمجرد الملاقات مع انها ضرورة خاصة وليست ضرورة عامة فاذن مسلك العلماء ايضا في العلوم الدينية لا سيما الامامية كما قال السيد المرتضى على ان الضرورة قد توجب العلم الاضطراري و قد تكون جلية اي نصا بمعني الوحي و قد تكون خفية وخفائها لا يضر لا بحجيتها ولا ببنية الحجية ولا بالضرورة هذا محصل كلام السيد المرتضى .
ولا باس ان اذكر شيء آخر من كلماته هو يتعرض الى اشكالات فيقول كون امامة اهل البيت ضرورة لا يمتنع ان تكون خفية على المسلمين او خفية في النصوص ولنفترض ان القرآن لم يصرح بامامة اهل البيت بالصريح – لوفرض- بل بالبيان الخفي لكن هذا لا يزعزعها عن ضروريتها من قال لك ان تحصر الضرورة الديني بلغت ما بلغت تحصرها بالصريح والنص في الدلالة بل النص في الوحيانية. لاحظ قول الامام الهادي صلوات الله عليه لزيارة جده المرتضى مضمونها ولايتك او امامتك الحاء وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْحَقُّ الَّذِي نَطَقَ بِوَلَايَتِكَ التَّنْزِيلفي زيارة الغدير .[21] هذه العبارة من الامام الهاديعليه السلام تريد ان تقول ان امامة امير المؤمنين و ولايته ضرورة دينية كما قد تكون في التاويل قد تكون في التنزيل و انت الحق الذي نطق بولايتك التنزيل عدم نطق التنزيل لا يزعزع عن بنيوية الضرورةو الولاية بل قد يكون بالتاويل .
فان الكثير الذي يستدل من المذاهب الاخرى هذا النقض وارد عليهم حتى ما جعلوه من الضروريات افترض ان عندهم ان فضيلة الاول و الثاني من ضروريات الايمان عندهم مع ان هذا امر مختلف و محل كلام ليس الكل يفضل الاول و الثاني على علي بن ابي طالب جل الصوفية مع انهم من اهل السنة يفضلون عليا على الشيخين وهم نصف اهل السنة بل اكثر اهل السنة صوفية والفخر الرازي ايضا يعترف بان عليا افضل من الشيخين فاغلب اهل السنة و كل فرق الشيعية من الزيدية و الاسماعيلية و الامامية فمن بقي يقول بتفضيلهما الا القليل من الامة . فهذا مع ان انتم تدعون الضرورة في ذلك مع غض النظر عن صحة ذلك بالتالي الضرورة لا تنافي كون الشيخ خلافيا حتى على منطقكم . حتى ابن ابي الحديد يعترف ان المعتزلة غالبهم يقولون بتفضيل علي على الشيخين فمن بقي؟ اكثرالصوفية و هم اكثر في العالم الاسلامي اما النصف او ثلثي عالم اهل السنة .
وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْحَقُّ الَّذِي نَطَقَ بِوَلَايَتِكَ التَّنْزِيل نطق التنزيل قبل النطق ايضا كانت له الولاية من بدء الاسلام و اوائله من يوم الدار كما في الحديث المتواتر بين الفريقين من يكون مؤازرا فهوي ولي و خليفتي على امتي و وارثي يعني الغدير حصل في بداية الاسلام قبل ان يدخل ابوبكر في الاسلام وانذر عشيرتك الاقربين قبل ان يصدع الرسول بالاسلام في اوائله في حديث الدار هو ملحمة دينية لا تقل خطورته عن الغدير فانه الغدير الاول نصب النبي اميرا خليفة مع ذلك بين لبعض من دخل الاسلام فلو قال لكل من يدخل في الاسلام بان الولاية في بني هاشم كما ان النبوة في بني هاشم لعله لم يتحمل ذلك الكثير ولم يدخل فيه . يقولون هذا اثرة و استئثار من بني هاشم وفعلا قال ذلك النضر بن حارث والذي نزل في حقه ﴿سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِع﴾[22]
حيث قال سيدة النساء منكم سيد الشهداء حمزة منكم سيدي شباب اهل الجنة منكم سيد الاوصياء منكم فما بقي لنا؟ قال له الرسول هذا الامر ليس مني وانما هو من الله والحال ان الله ابى ان يجعل النبوة الا في آل ابراهيم ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظيما﴾[23] الملك العظيم هي الامامة .
﴿وَ قالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَ لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ قالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ اللَّهُ يُؤْتي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَليم.﴾[24] الملك اي الامامة .
وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وليست امارة امير المؤمنين في الغدير. الامام الهادي يبين ان التنصيب الوحيانيي لعلي بعنوان الخليفة و انه الولي حدث له بكرات ومرات قبل الغدير ولكن ليس على نطاق واسع وليس على نطاق جلي بل على نطاق خفي يقول في بعض الزيارات وقد قال الله من قبل وهذه الزيارة درس عظيم بعض الاحيان يسعدني او اقرأها يوميا منظومة معارف كثيرة هناك يذكر الامام الهادي عليه السلام ان في قوله تعالى ﴿إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُون﴾[25] هو نفس نص الغدير و هو نفس ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي وَ رَضيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ ديناً﴾ [26] و يذكر الامام الهادي نصوص قرآنية خفية على امارة امير المومنين و وصايته ولا ادري اربعين نصا في القرن يذكرها الامام الهادي عليه السلام في وصاية امير المؤمنين كل فقرة تستدعي دراسة فكرية عميقة كلامية فلسفية تفسيرية فقهية .
اذن كما يقول السيد المرتضى الضرورة الدينية ليست من اللازم ان تكون جلية مع انها ضرورة دينية ثالث ركن من اركان الدين ومع ذلك تكون خفية لا مانع منه .
نقطة اخرى اذكرها في كلام السيد المرتضى وان لم ينتهي البحث لكن لابد من ذكرها. عبارة قاعدة خطيرة مهمة يقول ليس معنى الضرورة الدينية حتى من اسس الدين فضلا عن اصول الدين و فضلا عن الضروريات الدين الاخرى ليس من اللازم في ضرورة الدين ان العلم يحصل لك تلقائيا قهريا هذا ليس لازم على الله بل الضرورة الدينية التي نسائل عنها ونحن مسؤلون عنها العلم فيها قيد الواجب و ليس قيد الوجوب قيد الواجب مثل الطهارة و الوضوء فانه نحصلها وليست كالدلوك حيث انه قيد الوجوب لكن ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْن﴾[27]
نقطة لطيفة: يقول السيد المرتضى ره: العلم في ضروريات الدين ليس قيدا للوجوب و ليس مثل الفروع بل حتى الفروع ايضا كذلك الم يبني الفقهاء في الفروع على وجوب التعلم ووجوب الفحص في الفروع؟ بعد الفحص يصير العلم او الجهل معتب اما قبل الفحص .. فحتى في الفروع فضلا عن الاصول يجب الفحص اذن التعلم في الدين ليس قيد الوجوب ولا قيد التنجيز بل هو واجب من واجبات الدين.
فالضرورات الدينية ليس انها تاتي كلقمة سائغة تاكلها بل هي موجودة في مضانها والا ما يجب عليك انت ايهاالمكلف ان تتعلمها و تستقيها وتصل اليها. ان الواجب على الله البيان في مضان البيان يعني ان الله عزوجل له بث واي فاي فاذا لم تنصب جهاز استقبال فالتقصير منك وليس التقصير من الله فان الله جعل جهازا مرسلا ارسل رسلا ادلة انت جهازك انظر اليه هل هو خراب او عاطل فيه فايروس يحتاج الى صيانة لذلك يقول السيد المرتضى حتى الذين يحصل لهم مانع من استقاء العلم من الضروريات يجب عليهم تصفية الشبهات و الالتباسات و احاديث النفس و الهوى و الهوس من انفسهم لان الانسان مجموعة قوى تشاغل استقبال الانسان للنور النفس الامارة بالسوء السلطان الجائر الضغط الاجتماعي او السياسي ارهاب الدولة الجائرة او ..وهل يجوز للانسان ان يتعذر بهذا الموانع السيد المرتضى يقول: لا، و لايخدش في الضرورة الدينية ذلك.
فالضرورة الدينية هي انه على الله البيان وارسال الرسل و البيانات و التوضيحات و البراهين وانا اضيف الى كلام السيد المرتضى ولكن فحوى كلامه هو هذا وان الله عليه البيان وهناك ابراج الهية تبث انت لازم ان تخلي روتر و جهاز استقبال و محاذات معينة القمر الصناعي الالهي يبث وهل عند جهاز استقبال دوش استقبال لازم عندك حتى تستقبله بالضبط فنس الحالة في البيان الالهي.
العجيب في اشكالات و الاعتراضات من المذاهب الاخرى على الامامة الالهية انه لم لا يحصل عندنا التنزيل و شفرات الوحي في امامة علي بن ابي طالب ؟ يا اخي انت حضر جهازك و استقبالك الله جعل اقمار صناعية تبث لكن اذا ما عندك شاشة اشتريها و اشتر جهاز الاستقبال اءت باحد يعدل لك الجهاز و الشفرة والا فالواجب على الله البث لكن انت اذهب الى مضان البحث و فتامل و الشبهات التي جعلها بنو امية وبنو عباس و غيرهم ولازالت من الانظمة فهذه سحب المشاغبة لازم تنقشع بالتدبر و السعي العلمي و هذا لا ينافي الضرورة الديني اما اني اقول ليس عندي جهاز و لا شاشة و لا تلفاز و لا المبي و لا .. التقصير منك اذهب فادرس و تدبر حتى تستقبل البث الموجود فانه موجود لكنك لم تستقبل هذا لا ينافي الضرورة .
جملة من النكات التي نقلناها من السيد المرتضى وهي مطابقة لما في الادلة من القرآن و المتواترة بين الفريقين.