الأستاذ الشيخ محمد السند

علم المذاهب و التمذهب

43/09/24

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: علم المذاهب و التمذهب (17)

مرت بنا امس هذه المقولة من ان الان في الغيبة الكبرى يعني بالنسبة الى المذهب الامامي و مذهب ائمة اهل البيت عليهم السلام مقولة تكتب وهي ان الخلاف بين اتباع ائمة اهل البيت مع المذاهب الاسلامية الاخرى ينحصر في البعد الفقهي يعني في مصدرية ومرجعية الفقه وليس الخلاف عقائديا او سياسيا بل ينحصر في الفقه فالفرق في المصادر الفقهية و المرجعية الفقهية او مرجعية الادلة في الفقه ام الكتاب و السنة النبوية و القياس و الاستحسان .

باعتبار ان اطراف الخصوم وهم ائمة اهل البيت عليهم السلام و الطرف الآخر في الغيبة الكبرى- حسب ما ورد في المقولة – ان الموضوع منتف ـ والعياذ بالله ـ وحينئذ بحث الامامةو الموضوع الامامة منتف فينحصر الخلاف بين مذهب الامامية و اتباع اهل البيت ومع الاطراف الاخر في انه ما هو المنبع هل هم الكتاب و العترة اضافة الى السنة ام الكتاب و القياس و الاستحسان و المصالح المرسلة ؟اذن ليس الخلاف في الغيبة الكبرى خلاف عقائدي.

ربما يزاد بعض التوضيحات لهذه المقولة ان الدولة كانت الخلافة الاسلامية دولة واحدة الان ليست دولة واحدة لان المسلمين الان مفرقون في الدول وان شهادته في النظام السياسي كي يقال في كذا و كذا او يقال ان موضوع الخلاف الان غير موجود كي يقع فيه الخلاف العقائدي او السياسي هذا ما مر من المقولة اجمالا ولكن هذه المقولة فيها غفلات اساسية اولا نفس المذهبية الفقهية كما مر بنا و الامامة الفقهية هي عقائدية و ليست فقهية لان المذهبية الفقهية هي التي تستند الى الضرورة وحيانية و الضرورة الوحياني الوظيفة التي تجاهها عقائدي اي ليس الوظيفة اتجاهها اداء فرعي عملي مثل ما مر بنا ان اداء الصلاة من الفروع اما وجوب الصلاة من الفروع اركان الفروع كوجوب الصلاة اركان للفروع اداء الصلاة من الفروع اما وجوب الصلاة من الاعتقاد فصحيح ان الصلاة فيه جنبة من الفروع لكن وجوب الصلاة ليست من الفروع حتى لو اردنا ان نشبه الولاية بالصلاة -و العياذ بالله- فاي شيء من الولاية تريد ان تشبهه بالصلاة فان الصلاة ليست من الفروع وجوبها ليست من الفروع بل من الاصول و حقائق الدين اذا كانت الصلاة عمود الدين كيف يكون عمود الدين من الفروع فوجوبها من الاصول وليست من الفروع ففرق بين من يتركها مستحلا لتركها هذا هدم عمود الدين و اصول الدين لانه مستحلها اي لا يرى وجوبها ينكر وجوبها.

فاذن ليست الصلاة برمتها من الفروع بل ادائها من الفروع فلو استحل تركها طول حياته فانه منكر لوجوبها و منكر لشء من اصول الدين وهكذا باقي فروع الدين فان وجوب الزكاة من اصول الدين ادائها من فروعها ومر بنا انها من اصول الدين غاية الامر الضروريات الدين مراتب كما مر بنا خمسة اقسام اسس الديين اصول الدين الضروريات العامة الضروريات الخاصة و الضروريات الاخص فان احكامها تختلف ولكن بالتالي كلها بهذا اللحاظ من اصول الدين سيما الطبقة العامة .

فالمذهبية حسب هذه المقولة وفيها غفلات وان اطلقها بعض الاكابر رحمه الله لكن فيها غفلات عجيبة اولا ان المذهبية الفقهية مثل ما نقول اركان الفروع فانه بنى على ان اركان الفروع هي الفروع مع انها ليست فروع هي ركن للفروع وهذا معنى اركان الفروع وانها من اصول الدين وهي غفلة قد غفل فيها من غفل الاكابر و الاكابرين الاخرين ينبهون على هذه الغفلة ونحن نتعلم من البقية كذالك لما يعبر عن المذهب الفقهي ليس معناه ان هناك فروع بل مذهب فقهي امامة فقهية ولما تكون امامة فقهي يعن مقصود ضرورة والضرورة يعني من اصول الدين فكيف لا يكون الخلاف اعتقادي .

فلو تنزلنا -وهذه النقطة الاول تسجل على هذه المقولة- و التزمنا بهذه المقولة وقلنا ان الخلاف في المذهبية الفقهية فان المذهية الفقهية اصلها عقائدي لانها تستند الى ضرورة الدين فبالنسة الينا الرجوع الى العترة ضرورة دينية وليست اجتهاد فقهي ضرورة اعتقادية وليست فرع فقهي بل بالنسبة الينا الرجوع الى العترة فوق اسس الدين .

اذن المذهبية الفقهية هي خلاف عقائدي وليس خلاف اجتهادي والا لو كان خلاف اجتهادي لما صارت مذهبية يعني من يتبنى مثلا الخلاف بين المالكية و الحنبلية خلاف اجتهادات من الخطا ان تسمى مذهبية فانه ليس خلاف مذهبي بل يعبر عنه خلاف اجتهادات كما يختلف المجتهدين مع بعضهم البعض فقل مدارس ولا تقل مذاهب لان المذهبية ترجع الى ضرورة دينية اذن المذهبية الفقهية مذهبية عقائدية وهذه هي النقطة الاولى .

لو تبنى الانسان ان يرجع الى ائمة اهل البيت عليهم السلام بما هم رواة حجية راوي بالتالي هذا لم يعتنق مذهب اهل البيت عليهم السلام لاننا لا نرجع الى ائمة اهل البيت بما هم رواة[1] وهل نرجع الى سيد الانبياء بما انه راوي؟ الى اين نصل؟ انه نبيء ينبيء عن الله البعض يصف النبي كمسجل صوت و العياذ بالله. ما الفرق بين النبي و الراوي؟ الراوي مسجل الصوت و لا يميز اما النبي يتلقى حقائق و لا انه يتلقى المعاني و ما الفرق بين الانسان يتلقى الحقيقة او يتلقى معنى الحقيقة فضلا عن ان يتلقى لفظ الحقيقة هناك لفظ الحقيقة ومعاني و نفس الحقيقة او الفاظ المعاني ومن ثم نعلق بهذا القيد بان احد ارواح النبي هو نفس روح العرش فان روح العرش العظيم احدى القوى الموجودة في ذات النبي احدى الارواح المزودة بها روح النبي روح العرش حتى القرآن يبين هذا الشيء في سورة الشورى وهذا موجود في جامع البيان تفسير الطبري المعاصر للكليني في الغيبة الصغرى يذكر ان لقرآن نمطان من النزول و هناك نمط نزول الفاظ نجومي تدريجي نزل به جبرئيل من البيت المعمور الى قلب النبي البيت المعمور اما في السماء الرابعة او السماء السابعة هذه حدود صلاحيات جبرئيل اما القرآن العظيم الذي هو الروح الامر الذي نزل جملة في ﴿شَهْرُ رَمَضانَ الَّذي أُنْزِلَ فيهِ الْقُرْآنُ﴾[2] اي كل القرآن برمته[3] هذا النزول الثاني الذي هو نزول اسبق من النزول النجومي هذا ليس نزول للالفاظ و لا هو نزول للمعاني بل هو نزول لحقيقة مهولة هي روح الامر و في بعض البيانات يفهم منها انها ما فوق العرش و في بعض منها يفهم منها ما دون العرش[4] وكيف كان الروح الامر من القرآن القرآن الكريم يقول في سورة الشورى ﴿وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْري مَا الْكِتاب﴾[5] أَوْحَيْنا إِلَيْكَ اي اوصلنا اليك الموحي هو الله الموحى اليه سيد الرسول الموحى من هو؟ الروح الامر ﴿رُوحاً مِنْ أَمْرِنا﴾ وهو مفعول به فهنا آلية الايحاء ذكرها الله في هذه الاية ؟ لا؛ لم يذكرها فروح الامر ليس آلية للايحاء بل هو الطرد البريد الذي اوصله الله الى سيد الانبياء ما هو الطرد البريدي -وهذا التعبير مسامحي – و هو الروح الامري و هذا هو الكتاب كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا مثل قوله اوحينا اليك قرآنا او كتابا او امر او علما ما هو الذي اوحاه الله ؟ هو الروح الامري وهو ما كُنْتَ تَدْري مَا الْكِتاب يعني هذا الكتاب ليس بكتاب جامد اوراق الفاظ اصوات او معاني بل هو روح امري مهول روح جوهري ملكوتي يبلع السموات و الارضين يبلع اي مهيمن ويبلع جبرائيل[6] و اسرافيل و ميكائيل وعزرائيل و الجنة برمتها و النار هذا بحسب بيانات القرآن في سورة النحل يبين القرآن الكريم ان كل الملائكة بما فيهم جبرائيل و مكائيل و اسرافيل في طائرة البوينك يعرجون به الملائكة هو الروح الامري جبرئيل بروح الامر ﴿يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِه﴾[7] ‌ اي كل الملائكة تنزل بالروح من امره. كما في ليلة القدر تتنزل الملائكة بالروح والا لا تستطيع ان تتنزل ولا تستطيع ان تصعد بل هو ينزلها وهو يعرجها هذا الروح الامري ﴿وَ ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلاَّ في‌ كِتابٍ مُبين﴾[8] هو نفس الروح الامر الذي اوصله الله اليه .

﴿وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُها وَ لا حَبَّةٍ في‌ ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلاَّ في‌ كِتابٍ مُبين﴾[9]

قوله تعالى (في‌ كِتابٍ مُبين) شفرة و كُد لاحظها في سور المختلفة للقرآن كل السموات و الارض والجنان والقيامة و غيرها والملائكة كلها في كتاب مبين وهو نفس الروح الامري . هذا ما غرزه الله في غرائز النبي فالنبي ليس براوي فان النبي فوق حقيقة القرآن بل هو حقيقة القرآن وزيادة فان القرآن الكريم يبين ان حقيقة ذات النبي ليست هي حقيقة القرآن فقط .

احد الدرجات المتوسطة لسيد الانبياء حقيقته حقيقة القرآن. وبيّن ذلك في سورة شورى(وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا) فانه فعل ماضي والفعل الماضي يعني فعل قد تم وانجز بينما القرآن يقول ان حقيقة النبي ليس وحي و تم بل هو وحي مفتوح جوهريا لا متناهي ﴿قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى‌ إِلَيَّ﴾[10] ولم يقل اوحي الي. فالفرق بين اوحي الي و يوحى الي ان يوحى الي يعني لا زال مستمر يعني بعد القرآن لازال الوحي ما قبل القرآن و مع القرآن وبعد القرآن هناك وحي اعظم من النبي يوحى اليه وهذا ليس وحي عرضي بل كله جواهر كثير من المتكلمين او الفلاسفة او العرفاء او الظرفاء يفترضون ان الوحي عرض صوت مع ان اصل الوحي جوهر شبيه ما يشير اليه و ينبه عليه شيئا ما ملا صدرا حيث يقول ان الكثير يفسرون ان العلم عرض مع ان اصل العلم جوهر وليس اصل العلم عرض اصل الوحي جواهر فاذن نلاحظ النبوة غير الراوي النبوة ليست مسجل صوت لم تعرف حقيقة النبوة يقول امير المؤمنين عليه السلام في بياناته الغيبية في الاحتجاج والتي هل فوق عقل البشر وليس فوق عقل الرواة فقط يقول اجهل شيء في العلماء انهم لا يعلمون انواع الوحي اي علماء هذه الامة لا يعلمون مدى انواع اللا متناهية للوحي وهذا الجهل و الغفلة بانواع الوحي هو الذي يسبب بكثير لشطحات الشبهات راجع كتب علماء الكلام من اي ماكان حقيقة النبوة ليست كما يبنها الوحي بشكل عميق.

فاذن رجوعنا الى النبوة لذلك ترى هذا التفكير و النظرة الخاوية على عروشها ان نقول حسبنا كتاب الله في قبال النبي مع ان هذا المصحف ليس هو الكتاب بل هو نوع من نقوش لفظية مثل ما لو اردت ان اكتب كتاب عن زيد بن ارقم مع ان زيد بن ارقم حقيقته ليس هو هذا الكتاب وليس هذه الاوراق هي زيد بن ارقم المصحف الشريف هو ترجمان لفظي لشيء مهول ملكوتي الذي يخاف منه جبرئيل و ميكائل من روح الامري انت تريد ان تتشبث بالترجمة اللفظية و تترك الاصل اين كتاب الله الذي انت تقول حسبنا كتاب الله انظر الى هذه النظرة الخاوية على عروشها اصل فهم الدين و فهم النبوة غير موجود حسبنا كتاب الله اي كتاب اللله تقصد؟

هذه ترجمة لفظية نازلة متنزلة انزل شيء نعم هي عظيمة لكن اين الحقيقة من الالفاظ ؟مثل واحد شيء حقيقة فتقول له هذه الحقيقة فيقول لا هذه الالفاظ هي الحقيقة اين الالفاظ من الحقيقة؟ من باب تقريب المعاني مثل واحد عاشق ليلى فيقال له هذه ليلى فيقول لا انا اريد هذه الكتابة الموجودة عن ليلى . حسبنا كتاب الله اين كتاب الله الذي تريده؟

فعندنا الفاظ للقرآن لذلك مر بنا كررنا في شهر رمضان وهو شهر القرآن اذا لم نفهم حقيقة القرآن كيف نفهم حقيقة النبوة واذا ما فهمنا حقيقة النبوة كيف نفهم حقيقة القرآن واذا لم نفهم حقيقة القرآن و النبوة كيف نفهم حقيقة شهر رمضان الذي هو ربيع القرآن . القرآن الفاظ و معاني لا متناهية و حقيقة فوق بحور المعاني اللامتناهية المعاني يعني ماذا؟ صورة ليلى ولكن صورتها ليست هي نعم تارة اكتب ليلى او الاحظ صورة ليلى فانها صورة المعاني صور لكن نفس زيد بن ارقم او نفس ليلى شيء آخر هو يقول انا اريد الصورة يا اخي دع الصورة هذه هي نفس ليلى. هكذا علماء الامة اذا تاهوا يقولون حسبنا كتاب الله واي كتاب الله يريدونه ؟ يستغنون عن اي عترة هل تتشبث بالالفاظ او بالصورة؟ لو عندك مليون صورة عن ليلي فانها ليست نفس ليلى واذا عندك الفين صورة بانورامو قبل ثلاثمأة و ستين هجري وهل هي نفس ليلى انت تريد ان تترك الحقيقة و تتشبث بصورة الحقيقة او بالفاظ الحقيقة ؟

لذا مر بنا ان معنى معيت الثقلين وانهما لن يفترقا ان القرآن هو موجود في روح علي انت تريد القرآن نقش القرآن الذي رفعه في صفين او تريد نفس القرآن فانه روح غرزت في روح لنبي كذلك غرزت في روح علي بن ابي طالب عليه السلام وراثة وراثة ملكوتة اصطفائية السلام عليك يا وارث ﴿وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُد﴾[11] وراثة ملكوتية و ليست وراثة مادية دنيوية في الوراثة المادية ينتقل الشيء من مكان الى مكان في الوراثة الملكوتية ليس فيه انتقال و ليس فيه تجافي من دون حلول بل لها معنى آخر فمعنى معية وحدة الثقلين ان الروح الامري غرزه الله في الائمة اثني عشر مع انهم مختلفين كيف يكون في كلهم؟

مثل العقل الذي حقيقته روح واحدة الا انه رزقه الله في كل من له العقل خلق الله العقل و خلق للعقل رؤسا بعدد رؤس الخلائق[12] و ليس هذا مختصا بالانسان بل الملائكة ايضا لها عقل و كذا الجن لكن عقله ادنى من الانس و ليس المراد من الانس الذين هم كالانعام بل هم اضل و لذلك عندهم بقل بدل العقل لكن الانس الذين مئالهم الى الجنة المأوى فهؤلاء عندهم عقل ليس كمن تصور في صورة انس هو له عقل بل بعضهم له بقل وهذا يذهب الى جهنم اعوذ بالله . فخلق الله العقل و خلق له رؤسا فان العقل مع انه روح واحدة الا انه في كل الخلائق ولي معنى هذا الحلول اي حلول روح في روح بل له تفسير عقلي لسنا في صدد شرحه. خلق الروح الامري فجعله مغروزا في ذات النبي و في ذات علي وراثة ثم فاطمة ثم الحسن و الحسن ثم صاحب العصر و الزمان ثم بقية الائمة خلق الله العقل و خلق للعقل رؤس وهل بنو آدام عندهم مساواة في العقل ؟ لا .

معلم الفيزياء مع متعلم الفيزياء سواء في علم الفيزياء ؟ لا . ما معنى معية الثقلين؟ طبعا له معاني اخرى يعني حتى التراث الحديث لاهل البيت الفاظ لا يختلف مع الفاظ القرآن شبكيا حسب المعادلات العلمية فليس لدينا روايات آحاد المفيد يعمم يقول المستنبط الفقيه الذي يعمل بالاحاد -عنده عبارات قاسية ذكرها الشيخ الانصاري – ايُّ فقيه يعتمد على مجرد السند عنده عبارات قاسية لان طبيعة الدين منظومة و ليست ايادي سبأ مفرطة هي نفس المعية في الثقلين حتى السيد المرتضى له عبارة قاسية يقول هذا ليس عنده اصل الصناعة الاجتهادية و لم يذكر الشيخ الانصاري عبارة الشيخ القاسية بأجمعها فان عندهما عبارات شديدة اللحن لما تقول خبر واحد واعتمد على السند و تعتمد على الخبر الواحد بما هو واحد تاتيك صواريخ الشيخ المفيد و السيد المرتضى لان طبيعة الدين منظومة ايُّ دور للسند؟ هل ناخذ بالرواية لكون زرارة نقل الرواية؟ ومن هو زرارة؟ رحمة الله على زرارة و رضوان الله عليه لكن من هو زرارة ؟ المضمون لابد ان تتشبك صناعيا تفهم معادلة الاجابة مع باقي المعادلات هل لها ارتباط و توافق.

شبيه القانون الذي يصدر، ومن هو الوزير النائب من هو اللجنة النيابية من هي؟ اعرضها على الدستور فان طابق الدستور خذ به وان لم يطابق اضربه عرض الحائط عرض هذاالوزير او النائب او الشعبة لان ليس نظام مفكك ايادي سبأ بل هو منومة واحدة اصلا هذا ليس قانون الوضعي للبشر بل هو قانون على كل وحي الدين هل تزعم ان الاعتبار قائم على زرارة او على وثاقته؟ واين زرارة ؟ نحن نقبل ايدي زرارة وامثاله كان نجما و اعوا اهل البيت عليهم السلام لكن من باب المثال ذكرنا زرارة فانه بالقياس الى المعصوم لا شيء هو .

اذن معية الثقلين ما هي؟ معية الثقلين ان المعية لها مراتب احد مراتبها ان نفس هذا الروح الامري مغروز في الائمة الاثني عشر في المعصومين الاربعة عشر وهذا ليس بحلول مثل خلق الله العقل فانه حقيقة واحدة والا لو لم يكن حقيقة واحدة كيف نتفاهم مع بعضنا البعض او كيف نتفاهم مع الملائكة لان هناك حواريات تجري بين البشر و الملائكة او كيف نتحاور مع الجن او كيف يتحاور الهدهد مع سليمان بالتالي هناك حقيقة .

نرجع الى نفس النقطة وهي ان رجوعنا الى النبي من باب الراوي او مسجل صوت ويحك ماذا تقول حسبنا كتاب الله اين كتاب الله الذي تريد ان تتمسك به هل تريد ان تتمسك بالالفاظ دون المعاني او تريد ان تتمسك بالمعاني التي لاتحيط بها انت لانها لا متناهية القرآن يقول ان معانيي غير متناهية بدليل وما يعلمه تاويله الا الله و الراسخون في العلم و لم يقل الا البشر لان هناك يقول انا احيط بكل تاويل القرآن هل يتطابق هذا مع لا يعلم تاويله الا الله و الراسخون في العلم .ولو قلت ان الواو استينافية فان الا الله ما هو دوره فان معناه ان معاني القرآن لا متناهية كما وصف الرسول صلى الله عليه واله حبل ممدود طرف منه عند الناس وطرف منه عند الله وهل لله حد محدود نصل اليه فمن يدعي باني احيط بالقرآن ؟ كلا.

فالنبوة اذن ليست مسجل صوت و ليست النبوة ان يسمع بشر صوت الملائكة هذه ادنى مراتب النبوة وان البشر يرى الملائكة هذه ادنى مراتب النبوة فان احد مراتب النبوة المتوسطة لان النبي حسب ما يصفه القرآن فوق القرآن وفوق الروح القرآن يصف النبي بانه فوقي . القرآن وحي انجز الى النبي وكذلك اوحينا و ليس نوحي بينما انت يا نبي الله ان هو الاوحي يوحى سيد الانبياء لا ينتهي مع ان القرآن ينتهي لكن بعض مقامات سيد الانبياء لا تنتهي لذلك سيد الانبياء يقول في حديث الثقلين يعكس لنا نفس الحقيقة التي يعترف بها القرآن فيها للنبي قال النبي اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي يبين انه من المشرف على الثقلين ؟

هو النبي لانه هو تارك وكانما صدرا منه اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي لن يفترقا حتى يردا علي فهو الاول و الاخر هو المبدا و المعاد للحديث الثقلين انظر الهيمنة التي بينها النبي لذاته المقدسة العظيمة الشريفة و هي نفس ما بينها القرآن وان نفس النبي فيها وحي فوق القرآن فانت تقول تتمسك بالقرآن تقصد اي قرآن الفاظ القرآن او صوره او معانيه التي لا تحيط بها انت و لا يحيط بها البشر فضلا عن حقيقة القرآن فلماذا تطعن بالنبي، بهذا الطعن الزندقي فان الطعن بالنبي زندقة انت تريد ان تتمسك بمن؟ بهباء؟

فهذه النظرة الاخفاقية في فهم معرفة النبي كذلك لاحظوا ان رجوعنا الى النبي ليس من باب الرجوع الى الراوي اين الراوي من النبي؟ فانه يبلع جيرئيل لانه اذا كان الروح الامري الذي من طبقاته الفوقية يبلع جبرئيل فان جبرئيل يصعد بالمعراج يقول يا رسول الله لا استطيع ان اعرج معك لانه لو اقترب انملة لاحترق فان ذات النبي اي ذات؟ وهذا معنى ان ذات النبي تبلع جبرائيل و اسرافيل و ميكائيل و عزرائيل وهلم جرا.

ولم يقل شططا السمهودي[13] - والكتاب يطبع بالملايين في المدينة و مكة و رياض –والسمهودي من علماء المدينة المنورة اصله مصري و من السادة الاشراف اربعة اجزاء الوفاء بالوفاء في تاريخ دار المصطفى في اول صفحات هذا الكتاب يقول ان تراب قبر النبي بضرورة الدين اعظم من العرش[14] . لاتقل افضل من الكعبة فان هذا من البديهة، تراب قبر النبي اعظم من الكعبة وهذا بديهة بل اعظم بضرورة الدين ثم ينقل اقوال الصحابة و العلماء في اول كتابه وهو اربعة اجزاء في مجلدين .

فان الذي يقوله هي منظومة خارطة القرآن و هذا هو النبي الذي نرجع اليه، لا انه راوي اعرابي بدوي – طبعا ليس كل الرواة هكذا بل بعضهم اجلاء - فان رجوعنا لائمة اهل البيت ليس من باب الرجوع الى الراوي .

مثلا لو قال انسان سارجع الى كل الكتب الاربعة و كتب الكليني و الصدوق و الوسائل و البحار و لكن ارجع اليها بما ان ائمة اهل البيت رواة عن فلان عن فلان فان هذا ليس رجوعا الى اهل البيت هذا ليس امامة فقهية لاهل البيت لانه لا يعتقد فيهم بالامامة الاهلية لاهل البيت اذا كان يرجع الى امامة اهل البيت بما هم رواة وانهم –والعياذ بالله- قد يخطئون قد يصيبون -لان الراوي قد يخطي و قد يصيب او اذا كان جوعان يؤثر في نقله و اذا كان شبعان ايضا يؤثر في نقله وكذا الصحة و المرض او النعاس فانها تؤثر بخلاف النبي و الوصي فانه لا يطرئ عليه ما يطرئ على البشر ﴿وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاويل﴾[15] ‌ فلا يتقول ﴿وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‌*إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى﴾[16] .

لو سلمنا بان الخلاف بيننا و بين الطرف الاخر مذهبي فقهي فالمذهبية الفقهية ترجع الى الضرورة الوحيانية و هي اعتقادية و الاعتقاد على هذا المنوال و ليس الاعتقاد انهم رواة ويرجع الى اهل البيت بما انهم رواة . ثم ماذا؟ قد ترد عليهم بانه كما انه ناخذ من الراوي ناخذ من الله بما هو هو و انما نرد عليه انما هو ضمن منظومة في الدين .

لذلك من يرجع الى ائمة اهل البيت مثلا كما يرجع و يعتقد في النبي انه قد يكون النبي صادق او ليس بصادق و العياذ بالله هل هذا اعتقد بالنبوة وهل ينجيه من النار ؟ لا. فان هذه ليست نبوة فبالتالي الرجوع للنبوة بما هو نبوة حقيقته نبوة وليس حقيقته رواية. مر بنا اذا كان بين الراوي و الفقيه هكذا مسافة فكيف بك بين الراوي و النبوة و الامامة.

فان الفقيه لا يعتمد على السند و الا لكان راويا و ليس فقيها الفقيه يعني فهمه له دور فهمه لكل منظومة الادلة لها دور في فلترة و توزين مضمون اي رواية و اي آية . مثل ما هو الفرق بين قرآء القرآن و بين فقهاء القرآن فان قرأء القرآن يتلو علك اصوات و لا يعيي المعاني بينما فقهاء القرآن يعني منظومة المعاني يعني معنى فتوى الفقيه و ليس فتوى الراوي هناك فتوى رواة ربما فقيه في مسالة لا يعمل اجتهاده فهو في تلك المسالة ليس له فتوى فقيه بل هي فتوى راوي اما لو كانت فتوى فقيه لابد ان يمررها الرواية على جهاز الفهم اي يضبط مضمون هذه الرواية و هذه الاية مع مجموع الايات و الروايات لا يعتمد على رواية صحيحة السند لصحة سندها هذه ليست حجية فقيه بل هي حجية راوي نازل لا قدرة له ان يجمع بين الروايات كمنظومة.

لاحظ في آية النفر النفر[17] هو لاجل الرواية غاية الرواية و تحملها (ليَتَفَقَّهُوا) اي ليتفهموا لماذا يؤكد الله على التفهم لان التفهم عبارة عن ارتباط نظام منظومة المعاني مع بعضها البعض بقدر وسعه اذن دور الفقاهة غير دور الروايات ان الذي يجعل من حجية الروايات هو ان السند هو الاول و الاخر هذا في الحقيقة راوي يتقمص الاجتهاد و الفقاهة، الفقيه لا يعتمد على سند واحد بل يعتمد على مجموع الاسانيد و مجموع الدلالات و المضامين ليس بشكل عشوائي بل بشكل صناعي يناسب بين المعادلات والا ما الفرق بين الراوي و الفقيه .

نحن عندنا فتاوى رواة و تارة فتاوى فقهاء فان فتاوى الفقهاء شيء آخر . فضلا عن الفرق بين الرواة و بين النبوة و الامامة للحديث تتمة .

 


[1] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَخْبِرْنِي يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ص عَنِ الْعِلْمِ الَّذِي تُحَدِّثُونَّا بِهِ أَ مِنْ صُحُفٍ عِنْدِكُمْ أَوْ مِنْ رِوَايَةٍ يَرْوِيهَا بَعْضُكُمْ عَنْ بَعْضٍ أَوْ كَيْفَ حَالُ الْعِلْمِ عِنْدَكُمْ ؟قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام الْأَمْرُ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَ أَجَلُّ أَ مَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ بَلَى قَالَ أَ مَا تَقْرَأُ وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ أَ فَتَرَوْنَ أَنَّهُ كَانَ فِي حَالٍ لَا يَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَ لَا الْإِيمَانُ قَالَ قُلْتُ هَكَذَا نَقْرَؤُهَا قَالَ نَعَمْ قَدْ كَانَ فِي حَالٍ لَا يَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَ لَا الْإِيمَانُ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تِلْكَ الرُّوحَ فَعَلَّمَهُ بِهَا الْعِلْمَ وَ الْفَهْمَ. بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم / ج‌1 / 459 / 17 باب ما يسأل العالم عن العلم الذي يحدث به من صحف عندهم ازداده أو رواية فأخبر بسر و أن ذلك من الروح ح2.
[2] البقرة/السورة2، الآية185.
[3] قال الطبري: وأما قوله:"الذي أنزل فيه القرآن"، فإنه ذكر أنه نزل في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا، في ليلة القدر من شهر رمضان. ثم أنزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم على ما أراد الله إنزاله إليه، كما:--2812 حدثنا أبو كريب قال، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن حسان بن أبي الأشرَس عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملةً من الذكر في ليلة أربع وعشرين من رمضان، فجُعل في بيت العزَّة - قال أبو كريب: حدثنا أبو بكر، وقال ذلك السدي.2813- حدثني عيس بن عثمان قال، حدثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن حسان، عن سعيد بن جبير قال: نزل القرآن جملة واحدةً في ليلة القدر في شهر رمضان، فجعل في سماء الدنيا.2815- حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السدي:"شهرُ رَمضان الذي أنزل فيه القرآن". أما"أنزل فيه القرآن"، فإن ابن عباس قال: شهر رمضان، والليلةُ المباركة ليلةُ القدر، فإن ليلة القدر هي الليلة المباركة، وهي في رمضان، نزل القرآن جملةً واحدة من الزُّبُر إلى البيت المعمور، وهو"مواقع النجوم" في السماء الدنيا حيث وقع القرآن، ثم نزل محمد صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في الأمر والنهي وفي الحروب رَسَلا رَسَلا.
[4] وَ قَدْ رُوِيَ أَنَّهُ إِنَّمَا سُمِّيَتْ كَعْبَةً لِأَنَّهَا مُرَبَّعَةٌ وَ صَارَتْ مُرَبَّعَة لِأَنَّهَا بِحِذَاءِ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَ هُوَ مُرَبَّعٌ وَ صَارَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ مُرَبَّعاً لِأَنَّهُ بِحِذَاءِ الْعَرْشِ وَ هُوَ مُرَبَّعٌ وَ صَارَ الْعَرْشُ مُرَبَّعاً لِأَنَّ الْكَلِمَاتِ الَّتِي بُنِيَ عَلَيْهَا الْإِسْلَامُ أَرْبَعٌ وَ هِيَ- سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ. من لا يحضره الفقيه / ج‌2 / 191 / باب علل الحج، ح2110 . عن المجلسي ره : جاء الحديث أن الله تعالى خلق بيتا تحت العرش سماه البيت المعمور تحجه الملائكة في كل عام و خلق في السماء الرابعة بيتا سماه الضراح و تعبد الملائكة بحجه و التعظيم له و الطواف حوله و خلق البيت الحرام في الأرض فجعله تحت الضراح. بحار الأنوار (ط - بيروت) / ج‌55 / 8 / باب4 العرش و الكرسي و حملتهما .وَ 13 عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ أَنَّ ابْنَ الْكَوَّاءِ سَأَلَ عَلِيّاً ع عَنِ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ مَا هُوَ قَالَ ذَاكَ الضُّرَاحُ بَيْتٌ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ تَحْتَ الْعَرْشِ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. بحار الأنوار (ط - بيروت) / ج‌55 / 61 / باب7 البيت المعمور.
[5] الشورى : 52.
[6] عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: الرُّوحُ خَلَقَ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص يُسَدِّدُهُ وَ يوفقه وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدَهُ. بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم / ج‌1 / 455 / 16 باب الروح التي قال الله تعالى في كتابه و كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا أنها في رسول الله ص و في الأئمة يخبرهم و يسددهم و يوفقهم ح3.*وعَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي السَّنَةِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا ابْنُهُ مُوسَى‌... قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَيْسَ الرُّوحُ جَبْرَئِيلَ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحُ خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَ لَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ. بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم / ج‌1 / 442 / 12 باب الفصل الذي فيه الأحاديث النوادر مما يفعل بالأئمة من الأبواب التي فيها ذكر العمود و النور و غير ذلك.
[7] النحل : 2.
[8] النمل : 75.
[9] الأنعام : 59.
[10] الكهف : 110.
[11] النمل : 16.
[12] على بن أبى طالب ان النبي صلى الله عليه و آله و سلم سئل مما خلق الله عز و جل العقل؟ قال: خلقه ملك له رؤس بعدد الخلائق، من خلق و من يخلق الى يوم القيامة، و لكل رأس وجه و لكل آدمي رأس من رؤس العقل و اسم ذلك الإنسان على وجه ذلك الرأس مكتوب، و على كل وجه ستر ملقى لا يكشف ذلك الستر من ذلك الوجه حتى يولد هذا المولود و يبلغ حد الرجال أو حد النساء، و إذا بلغ كشف ذلك الستر، فيقع في قلب هذا الإنسان نور، فيفهم الفريضة و السنة، و الجيد و الردى الا و مثل العقل في القلب كمثل السراج في وسط البيت. تفسير نور الثقلين / ج‌1 / 76 / [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 44]ح178.
[13] نور الدين أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد الحسني الشافعي السمهودي. مؤرخ المدينة المنوّرة ومفتيها.ولد في سمهود (بصعيد مصر) سنة 844 هـ (1440 م) ونشأ في القاهرة، واستوطن المدينة سنة 873 هـ. توفي السمهودي في المدينة المنورة سنة 911 هـ (1506 م).
[14] قد انعقد الإجماع على تفضيل ما ضم الأعضاء الشريفة، حتى على الكعبة المنيفة، وأجمعوا بعد على تفضيل مكة والمدينة على سائر البلاد، واختلفوا أيهما أفضل؛ فذهب عمر بن الخطاب وابنه عبد الله ومالك بن أنس وأكثر المدنيين إلى تفضيل المدينة، وأحسن بعضهم فقال: محل الخلاف في غير الكعبة الشريفة، فهي أفضل من المدينة ما عدا ما ضم الأعضاء الشريفة إجماعا، وحكاية الإجماع على تفضيل ما ضم الأعضاء الشريفة نقله القاضي عياض، وكذا القاضي أبو الوليد الباجي قبله كما قال الخطيب ابن جملة، وكذا نقله أبو اليمن ابن عساكر وغيرهم، مع التصريح بالتفضيل على الكعبة الشريفة، بل نقل التاج السبكي عن ابن عقيل الحنبلي أن تلك البقعة أفضل من العرش..وقال التاج الفاكهي: قالوا: لا خلاف أن البقعة التي ضمت الأعضاء الشريفة أفضل بقاع الأرض على الإطلاق حتى موضع الكعبة، ثم قال: وأقول أنا: أفضل بقاع السموات أيضا، ولم أر من تعرض لذلك، والذي أعتقده أن ذلك لو عرض على علماء الأمة لم يختلفوا فيه، وقد جاء أن السموات تشرفت بمواطئ قدميه صلّى الله عليه وسلّم بل لو قال قائل: إن جميع بقاع الأرض أفضل من جميع بقاع السماء شرفها لكون النبي صلّى الله عليه وسلّم حالّا فيها لم يبعد، بل هو عندي الظاهر المتعين. وفاء الوفاء ج1ص30. الناشر: دار الكتب العلمية - بيروتالطبعة: الأولى – 1419
[15] الحاقة : 44.
[16] النجم : 4 -3.
[17] وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون. التوبة : 122.