الأستاذ الشيخ محمد السند

علم المذاهب و التمذهب

43/09/23

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: علم المذاهب و التمذهب (16)

 

كنا في هذا المبحث وهو ان التمذهب الفقهي او العقائدي المفروض فيه ان ينشأ من ضرورة وحيانية سواء الدين و الديانة او المذهب و التمذهب وان كان كثير من الكتاب او الكتب من باب الغفلة الثقافية يترجمون المذاهب الفقهية او المذاهب الاعتقادية انها اجتهاد والحال انه ليس بالتفسير الصحيح مثلا بعض المذاهب العامة الاربعة او الثمانية انه ليس التمذهب من جهة الاجتهادات لان نظرة مذهب الى مذهب آخر فوق نظرة التخطئة والاجتهاد و انه يخطيء و يصيب لاسيما في التمذهبات العقائدية بل حتى في التمذهبات الفقهية.

لاحظ عبارة فتوى شلتوت: يصح التعبد بالمذهب الفلاني -ولو نحن المذهب الجعفري لا نقول بصحة التعبد بهم مع احترامنا للكبار- لكن كلمة التعبد تعني نوع من التدين قضية تخطئة و اجتهاد بل هي قضية ضرورة وحيانية فكثير من الكتاب المثقفين و غيرهم (غفلوا عن ذلك)ربما لو كان مثل قضية التبديع وان المالكية تحكم على الحنفية بانهم اهل بدعة (فان هذا مما يؤشر الى ان)التبديع ليست قضية تخطئة واجتهاد بل من موازين الاجتهاد و التقليد ان التخطئة والتصويب او ما شئت فعبر هو في باب المجتهدين و الفقهاء المستندة الى الادلة الظنية المعتبرة ولا تصل الى درجة الحكم بالبدعية او انه البدعة فان الحكم بالتبديع و البدعة ... لو ان الانسان يقرأ الخلاف بين الحنابلة و الشافعة و هم مع المالكية وهم من الاحناف او غيرهم من الزيدية او الاشاعرة و المجبرة او المعتزلة فان هذه الخلافات لا اقول بدرجة ان يستبيح احدهم الاخر فانه شيء مرفوض بضرورة الدين و لا يستبيح احدهم الاخر باختلاف المذهبي و بضرورة كل المذاهب كما سنين ذلك و هذه المسالة ليست مسالة اجتهادية كي يفتي بها احد ام لا؛ بل من يتمرد و يتطاول عليها فيه ما فيه، كما سياتي البحث في ذلك.

فالوجه الذي ينتابه اصحاب مسالة التقريب و الوحدة فالعلاج ليس بالصياغة التي هم ذكرةها فان حقيقتها شيء آخر؛

ضابطة البدعة

بغض النظر عن هذه المطالب هناك نقطة وهي من النقاط التي نبحثها وهي بحث البدعة في علم المذاهب و التمذهب فان البدعة و البدعية لها ضابطة فانها ليست من صلاحية المجتهد و الفقيه نعم ربما المجتهد و الفقيه يفتي و معناه ينبه و يرشد لان معنى الحكم بالبدعية هو عبارة عن مصادمة حكم او رؤية او موقف او فتوى لضرورة -وهذه الضرورة باي درجة هذا بحث آخر لان الضرورة درجات- فاذا اصطمت مع الضرورة يقال هذا الحكم بدعة او يقال ان يكون هذا الحكم غير مستند الى دليل ابدا فالبدعية لها ضابطة اما خلاف الضرورة او بلا دليل؛ ولما نقول بلا دليل ليس المقصود بان المجتهدين يختلفون في قناعاتهم المختلفة تجاه تقييم الادلة بل المقصود من بلا دليل اي بلا صورة انضباط عام وهذا معنى بلا دليل و الا انظر العلماء او الفقهاء في الادلة تختلف و ليس الامر اتفاقه على موضع واحد و الا فلو اختلف مجتهد مع مجتهد آخر في مذهب واحد بمجرد ذلك لان يبدع احدهم الاخر و الحال انه ليس كذلك فاذن المراد من عدم الدليل اي بلال دليل واجد و مترفع على الضوابد العامة وا اختلف في الانظار و الا سبب دائما اختلاف الانظار هي بسب اختلاف القناعات والرؤى تجاه تمامية الادلة تجاه نتيجة معينة او الاستنتاج و هذا لا يسمى تبديع والا لو كان المجتهدينن في المذهب الواحد يبدع احدهم الاخر فان مجرد الاختلاف لا يسبب البدعية وهذا احد اشتبهات التكفيرين و المتطرفين و انه اي احد يختلف معهم في الاجتهاد يبدعونه و هذا تطرف و تكفير.

فالتمذهب اذا كان مجرد اختلاف في الاجتهادات كيف هذا تاريخ المذاهب لاحظ حتى البروتستاني مع الكاثوليك وهو مع الارثدوكس والتي نفسها موجودة في اليهودية ليست بدرجة اختلاف رؤى ولو استباحات الدماء بحق او باطلة والا البدعية لا تستلزم استباحة الدماء كما سياتي .

على اي تقدير ان التمذهب العقائدي او الفقهي في الحقيقة يستند الى ضرورة وحيانية و مر بنا انه من ثم يقف سؤال محرج امام كثير من المذاهب الفقهية او العقائدية انكم تزعمون ان ائمة المذاهب الفقهية او العقائدية عندكم ليسوا بمعصومين اي ليست معلوماتهم وحيانية كلها بل هم مجتهدون يخطئون و يصيبون و حينئذ كيف تبنون على ان اتباع لهم حصري لازم ضروري وانه من يزيغ عن اتباع هذا الامام زائغ ضال مضل كيف يمكن هذا؟ فان هذا نوع من التناقض، حتى في تنظيرات جملة من التنظيرات الموجودة لديهم ان ماكان من تعاليم الاسلام في زمن رسول الله والخلفاء الاربعة. نحن بالنسبة الى اميرالمؤمنين نعتقد انه بمنزلة هارون من موسى و ان النبي مدينة العلم و علي بابها وهذا حديث متفق عليه بين المسلمين وكذا حديث علي مع القرآن و القرآن معه ايضا متفق عليه بين المسلمين اقضاكم علي هذه الاوسمة متفق عليها بانها لعلي اما الثلاثة لا موسم لها فكيف يكونوا ائمة او بالنسبة الى جعفر بن محمد الصادق نعتقد انه من العترة التي قال في حقهم اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي اهل بيتي بعد امامة علي امامة الحسن و الحسن و لا زال هذ ا الدين بخير مادام فيه اثنى عشر خليفة او اميرا او نقبا و عدة عناوين وردت في روايات الفريقين فيها اثنى عشر و نعتقد في جعفر بن محمد هي سلسلة و كذا بالنسبة الى الباقر و كذا على بن الحسن و الحسن و الحسن امامان قاما او قاعدة فهذه الاحاديث بالنسبة الى الائمة موجودة اما بالنسبة الى الائمة الاربعة او الخلفاء الثلاثة اين الاوسمة؟

بتعبير السيد المرتضى ره في كتابه الشافي عنده نقاش مع صاحب كتاب المغني يقولون هم الثلاثة في نقاشاتهم في السقيفة او غير السقيفة لم يزعموا هذه الاوسمة ولم يناقشوا و لم يجادلوا احدا عليها فكيف تريدون ان تختلقوها و تتقمصوها؟

فلالحظ من جهة اصل المذهبية و التمذهب هذا المسار مما يدل على ان ما وراء الظاهر الاسلام وهو بنية المذهب و التمذهب اي الايمان اي الاسلام الواقعي مبني على مساحة وحيانية هم يفتقدوها بخلاف مدرسة اهل البيت عليهم السلام وهذه النقطة لابد ان تكون واضحة.

هناك مقولة ربما يطلقها بعض الكبار غفلة حتى من الوسط الداخلي بصدد التقريب مثلا ان الاختلاف الان اي في الغيبة الكبرى في المذاهب انحصر فقهيا و المقصود و المراد من الاختلاف فقهيا ما هو؟ المقصود يعني ان الخلاف في مصدر الاستنباط الفقهي ما هو؟

وهذه المقولة اطلقها غير واحد من الاكابر حتى من الخواص في صدد رؤيته في التقريب وان الخلاف الان في الغيبة الكبرى ينحصر في الاتجاه الفقهي و المسار الفقهي وان مصدر الفقه من هم؟ هل هو الكتاب و العترة او الكتاب و القياس او الكتاب و الرأي علاوة على السنة النبوية؟و ليس الخلاف عقائدياباعتبار انه ليس محل ابتلاءا و ان الموضوع انتفاء وردت الخصوم على الله عزوجل اما الان فينحصر الخلاف في المسار الفقهي والمسار الفقهي بالدقة يعني مصادر الفقه وانها هل هي الكتاب و العترة و الثقلين ام شيء آخر فبالتالي نحن يجب ان يكون الحوار المذهبي بين مذاهب المسلمين ان الثقلين هما المصدران الذان امر القرآن بهما و ليس امر النبي صلى الله عليه واله وهذه المعلومة اوضحها اهل البيت وان حديث الثقلين اصلها ليس نبويا فقط بل اصله قرآني من الله اي نفس الوحي القرآني من الله هو الذي يامر بالتمسك بالكتاب و العترة في سور عديدة فاصل الحديث الثقلية المتواتر ببين الفريقين قرآني بنفس التفصيل وهو ملف و بحث آخر مر علينا في بحوث اخرى الاشارة عليه في سور عديدة صريحة جدا على ان المرجع بععد النبي صلى الله عليه واله الكتاب و عترة النبي فضلاعن ان الحديث متواتر فبعض الاعلام او جملة قليلة من الاعلام رضوان الله عليهم من الخاصة في بحث التقريب رؤتهم ان الخلاف الان و النزاع السياسي بين المذاهب موضوعه منتفي و النزاع العقائدي ايضا موضوعه منتفي بل يبقى النزاع الفقهي و هو منحصر في ان مصدر الفقه الكتاب و العترة علاوة على السنة النبوية اي بعد النبي صلى الله عليه واله ثم القياس و الراي و المصالح المرسلة و سد الذرايع –ثم يضيف صاحب المقولة- ومن ثم ترى ان كثير من علماء الامامية على طوال التاريخ كانوا في نقاش مع المذاهب الاسلامية الاخرى حول بطلان الاستناد الى المصالح المرسلة او سد الذرايع او الراي او القياس او غيرها فهذا هو محل البحث. ومن ثم ربما تكون فتوى شلتوت كذا. على كل هذا اجمال المقالة.

لناخذ بالدراسة في هذه المقالة هل هذه سوية ام ان فيها غفلات عجيبة غريبة لا تحصى كما مر ان اصل الاستناد الى صحة مذهب فقهي او مذهب عقائدي لا ترجع و لاتستند الى فتوى فقيه او اجتهاد المجتهدين انما ترجع الى الضرورة خوض الفقهاء او العلماء في هذا، من باب البيان الادلة الضرورية والعلمية و التنبيه عليها لامن باب انها من صلاحياتهم كما مر بنا فانها ليست من صلاحية الفقهاء و لا العلماء ولما نقول ليس من صلاحية الفقهاء و المجتهدين لا يعني الانقطاع عنهم بل يجب الاطلاع و الانفتاح على كل العلماء و كل الفقهاء؛ عدم انحصار بالرجوع الى تقليد عالم او مرجع اعلى او فقيه فانه خارج صلاحية المرجعية او الفقيه وانما يجب ان ينفتح المكلف على كل العلماء ومن ثم تبدو هنا اهمية و ضرورة الاطلاع ثقافيا على كتب العلماء القرون .

تغييب ثقافة الاطلاع على اقوال العلماء فقهيا عقائديا عبر القرون عند جمهور المؤمنين او المسلمين فضلا عن الوسط العلمي الخاص في الحوزات تغييبه نوع من الخفاق العلمي الخطير في الدين جدا جدا. يعني العجيب من الجو العام حتى الوسط العملي لما يقول المشهور يتبادر الى الفاضل ان المراد مشهور المعاصرين مع ان كلمة المشهور بدون تقييد في الاصطلاح الفقهي او في الاصطلاح علم العقائد او علم التفسير كلمة المشهور بدون تقييد يعني المشهور عشرة قرون او اثنى عشر قرنا فكيف يتبادر الى ذهنك من المشهور الى مشهور الموجودين الاحياء و هذا مما يدل انحصارالمستوى العلمي في الجو العلم و هذا مؤشر خطير لما مر بنا ان الضرورات الدينية ليست بيئتها القرآن و روايات الروات بل مساحتها الاخرى معاني الروايات وبحور معانيها كم من راوي هو لا يدرى ما وراء اللفظ لا يحمل المعاني وكم من جيل من الفقهاء ياتي من بعدهم جيل يبينون مساحات اخرى اكثر من المعاني و الحقائق فبالتالي الضروريات الدينية تغييب ثقافة المشهور في الفقه ثقافة المشهور مشهور القرون، تغييب ثقافة مشهور العقائد للقرون و تغييب ثقافة مشهور علماء التفسير للقرون علماء الرجال لقرون هذه كارثة و ازمة خطيرة انحسار خطير يعني انت تتكلم مع فاضل من الفضلاء –الله يهدي الجميع الى مستوى اكثر لكن الرشاد في العلم- ان المدرسة الرجالية وان علم الرجال بعضهم يظن –سواء يوافق علم الرجال او يخالفه- ان علم الرجال هي المدرسة الفلانية بل علم الرجال مدارس متعددة و لكل مدرسة اسودها واكابرها فكيف انت تتصور ان علم الرجال منحصر في مدرسة واحدة عيلم واحد واذا تتكلم في المباني الاخرى على المدارس الاخرى يقول انت كفرت بعلم الرجال يا اخي انت في خبر كان في علم الرجال علم الرجال مدارس كما ان علم الكلام مدارس حتى داخل مذهب الوحي مذهب ائمة اهل البيت عليهم السلام مدارس متعددة و المدرس غير المذاهب كما مر فانها نقطة لازم ان نستوعبها فان المدارس في ضمن المذهب الواحد لا يجعلها مذاهب بل تبقى مدارس او مناهج في ضمن المذاهب سواء مذهب الفقهي او العقائدي فاذا كان غياب ثقافة المشهور لدى الوسط العلمي فضلا عن عموم وسط المؤمنين او المسلمين فانها كارثة لانها نوع من تغييب معلومات الوحي لان في كلمات العلماء ليس الامر يقتصر على الشهر بل الامر يرتبط بالضرورات و هي ليست في الفاظ القرآن الكريم جملة من معلومات الدين في بحور معاني القرآن فتغييب كتب التفسير(غير جائز).

لاحظ اصحاب مذهب السلفي يغيبون كل كتب التفسير الاخرى باي مسوغ انتم تغيبونها ؟ حتى الكتب التفسير لاهل السنة و الجماعة لانها تصطدم عندهم فلا يجوز رفع اليد عنها بمجرد اصطدامها . جامع البيان للطبري معاصر للكليني ابن اثير فان كتاب جامع البيان تفسير بالماثور وكثير من الحقائق مسندة في مقامات اهل البيت عليهم السلام فيه او تفسير الدر المنثور فانه ايضا كتاب عظيم فيه روايات مسندة عن مصادر قديمة لانه في القرن السابع او الثامن بينما هو ينقل عن مصادر في الن الثالث او الرابع عن ابن مردويه و عن ابن ابي حاتم الرازي فانه تفسير روائي فيه كثير من الحقائق و مقامات اهل البيت مسندة حقائق قممية ليلة القدر و ارتباطها بالائمة واهل البيت . علما انها موجودة في غير موضع واحدة بل متفرقة لكن الذي يجمعها يجدها صورة واضحة في كتاب الامامة الالهية في الجزء الثاني والثالث جمعنا مقتطف مما جمعه جامع البيان و ابن حاتم الرازي و غيرهما من معاصريه بحيث هذه الحقائق لاهل البيت في الدين نفس علماء الكلام للجمهور لم يذكروها بل حذفوها المتكلمين حتى عند اهل السنة والجماعة على مدارس و ليسوا على مدرسة واحدة مثلا فيهم متكلمين و محدثين و فيهم فقهاء و متكلمين مثلا ما يقر به ابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح البخاري او العيني في(عمدة القاري) شرحه البخاري هؤلاء الشراح يعترفون بوجود روايات او مستفيضة في مقامات اهل البيت مذهلة جدا مدهشة انه كيف يكونون من اهل السنةو الجماعة مع ذلك يعترف بهذه المصادر والروايات ربما بعض السطحيين في الوسط الداخلي ينكر هذه المقامات مع انها موجودة في روايات الفريقين مر بنا ان تراث الحديث عند العامة علماء الامامية الكبار احرص على الحفاظ عليه من نفس علماء اهل السنةو الجماعة لاجل هذا السبب، لان فيه حقائق متطابقة مع القرآن ربما ذوي البضاعة القليلة في وسطنا الداخلي لا يشم هذه الحقائق، وماذا علينا؟ لا يشمها في تراثنا الحديث و لا يطلع على التراث الحديث الموجود في الطرف الاخر و ربما يكتفي بالكتابات العصرية الحداثوية و يمشي عليها وهو اشبه بالعلمانية .

نرجع الى تلك النقطة وهي ان الاطلاع على اقوال المشهور و مدراس المشهور في المذهب الفقهي او المذهب العقائدي دين لانه ليس قضية فتوى واقوال المشهور لان في مساحة اقوال العلماء هناك ضرورات معترف بها في الفقه او في العقائد او التفسير او الرجال . انت تريد ان تكتب كتاب رجال و لم تتعرف على مدارس العلماء ثلاث او اربع او خمس مجلدات و لم تطلع على مدراس علماء الامامية هل بناءك ان علم الرجال مدرسة واحدة ؟بل هو مدارس متعددة سواء المنكر لعلم الرجال و المتحامل عليه او المتشدد في علم الرجال وكلاهما يبنون على ان علم الرجال مدرسة واحدة بل هو مدارس وهذه آفة علمية خطيرة و انه لا نطلع على (كلمات الاعلام) ليست قضية كلمات الفقهاء بل هناك ضروريات في بحور المعاني لا نفكر انها دورة فقهية للجواهر او دورة فقهية لكاشف اللثام فقط، فان النراقي لما يفتي بان الشهادة الثالثة في الصلاة مستحبة هل يعني انه هل يمكن انه يفتي على خلاف الضرورة؟ لا، لايمكن ذلك؛ فهذا مؤشر الى انه ليس هناك ضرورة على خلاف ذلك كيف انا اتوهم انها بدعة؟ الاطلاع غير موجود والا صاحب الجواهر والنراقي في المستند شيخ موسى بن شيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء في البغية يفتون بل سلار يفتي و المفيد يفتي في موضع آخر. يا اخي اطلع على الاقوال. رحم الله السيد ابا الحسن الاصفهاني ان احدهم الاعلام في عصره اراد ان يطبع رسالة عملية هو (السيد) حاول بكثير ان يعاوق في ذلك -لا انه يسوي ويتو- فقالوا لماذا سيدنا تعاوق؟ وانه لماذا لا تحب ان تنتشر رسالته؟ قال هذا العيلم حفظه الله للتدريس جيد لكنه في الفتوى ليس كذلك لانه لم يطلع على اقوال الفقهاء وانما مستغن عنها بالقضايا الصناعية وهذا لا يمكن لان الفقه و علوم الدين ليست قضايا ذهنية رياضية فحسب وان كانت ضرورة لكن لابد من مواد تحيط بها تطلع على كتب الفقهاء طيلة القرون .

الشيخ موسى بن شيخ جعفر وصاحب الجواهر الشيخ المفيد وكذا الشيخ لطوسي في التهذيب ايضا في موضع، ذَكر الصحيح الحلبي و عمل بها وكذا الشيخ الصدوق و الشيخ المفيد ايضا عملوا بها والتي فيها تجويز الشهادة الثالثة وكذا علي بن بابويه و سلار وهل كلهم في غفلة ساهون بحيث يفتون بفتوى خلاف الضرورة ؟ صاحب الجواهر في نفس كتاب التشهد.

وكلامنا ليس في هذا. كلامنا في انه اذا لم اطلع على كلمات الفقهاء فاظن ان هذا الاجتهاد هو خلاف الضرورة يا اخي من اين تقول هذا خلاف الضرورة؟ هل تراجع و ترى؟

اقصد تغييب ثقافة المشهور في الفقه و العقائد و الرجال و علم التفسير و غيرها هذا خطاء وليس قضية اقوال الفقهاء و تقليدهم بل هذا بحث علمي هذا اطلاع على الضروريات. ربما عدة اقوال للمشهور يعني شهرتين او ثلاثة لكن في خضم اقوال الفقهاء و العلماء تطلع على ضروريات تفسيرية او ..

ما الفرق بين قرءات القرآن او متن القرآن ربما الكثير لم يفرق بين متن القرآن و القرآت ويقول هما شيء واحد، كيف يكونا شيئا واحدا مع ان علوم القرآن القرءات هي من البديهيات و الضروريات حتى ترى ذلك في مناقشات الوهابية بل حتى في الوسط الداخلي لم يفرق بين القرءات و متن القرآن ؟ ما تصنع له .. سببه الغياب الاطلاع على مباحث علوم القرآن. القرءات الشيخ الطوسي ره في التبيان و الطبرسي في مجمع البيان يذكر هذه الروايات التي ربما ينظر اليها احد الاعلام مع غفلته عن العلوم القرآنية انها تحريفية مع انها لا علاقة لها بالتحريف ولا يحسب القرآت احد على التحريف فان التحريف المصطلح الوارد في بطلانه كذا و كذا معناه اخر و مساحته اخرى وهذا من ابجديات علوم القرآن وهو الفرق بين القرآت و متن القرآن المتواتر او فوق المتواتر الوحياني يقول ليست هناك تفرقة علميا اذن ماذا تصنع؟

لذلك الهبوط العلمي لا سمح الله في المراكز العلمية سواء في المذاهب الاخرى او غيرها (امر خطير جدا).

من علماءنا القدماء رحمه الله كانت له سيرة يتعجبون منه بل هي سيرة ائمة اهل البيت فانهم كانوا يحرسون على عدم انخفاظ العلم حتى على المراد العلمية الممولين لماذا؟ لان الضروريات تنعدم و تذهب و لا يردون ان الضروريات تتبخر او تطمس لانها هي الدالة على حقانية اهل البيت وحقانية تراث انجزه سيد الانبياء فضلا عن الوسط الداخلي هبوط المستوى العلمي كما يقول كثير من الاكابر عمن قبلهم الى اندراس المستوى العلمي من اخطر المخاطر التي تحيط بالدين اخطر شيء يحدق بالدين الحنيف هو اندراس العلم او هبوط مستوى العلم وكما يقول كثير من الاكابر الذين عاصرناهم ره انه ليس في خصوص علم او علمين او ثلاثة في الدين بل كل علوم الدين المرتبطة بالدين هبوط المستوى العلمي فيها كارثة لانطماس الضروريات وليس انطماس الاقوال و الاجتهادات .

وكما مر بنا معنى مدرسة النص في قبال الوحي ان الضرورة ليست موجودة في سطح الفاظ القرآن او في سطح الحديث النبوي او حديث الائمة عليهم السلام بل الضروريات عمدتها و جملتها موجودة في بحور المعاني بحور معاني القرآن و بحور معاني الحديث .

و مر بنا ان حجية الراوي اذا فقيه من الفقها ء يستند في الفتوى الى حجية السند وان العمدة له في ذلك حجية السند ولم يتفطن المضمون و اصالة المضمون و صحته و سداده و توافقه مع قواعد الابواب و لم يتفطن الى ذلك فاانه مفتي راوي ولو في هذه المسالة وليس مفتي فقيه .

وانا انقل لكم كلمات الاعلام تارة فقيه لكن في مسالة معينة لم يعمل ملكة الاجتهاد و الفقاهة و لو اعمل علم الرجال لكن بالتالي هو استند الى حجية سند الرواية فهذا راوي و ليس فقيه فهو في هذه المسالة فتواه فتوى الراوي وليست فتوى الفقيه فان فتوى الفقيه تستند الى معاني الرواية ويلاحظ ان معانيها مرتبطة مع القوانية الثابتة او الابواب الفقهية شاذة الرواية ام لا؟ من اين يحكمون بان الرواية شاذة ام لا هل ينزل عليهم وحي؟ بلحاظ المضمون والمعاني حديث تريه مضمونا كيف تدريه لانك فقيه لانه لا ينظر الى الرواية بانفرادها بل ينظر الى منظومة الى المعاني كلها بقدر وسعه لان الفقهاء درجات، فمن ثم فتوى تستند الى مجموع الروايات بشكل رياضي ام فتوى تستند الى رواية واحدة . (الفقيه)يشكل هندسة النسب للمعاني كيف اليس الخاص يقدم على العام و اخص الخاص يقدم على الخاص اليست هذه نسب رياضية ام لا هل يفطن لها الراوي ليس بالضرورة انقلاب النسبة كيف و سائر البحوث التي بحثت في الاجتهاد و القواعدو تناسبها .

فهذه النقطة اساسية قبل ان ندخل في مناقشة المقولة وهي ان تغييب ثقافة المشهور .. يعني انت المكلف العادي وليس المجتهد فقط هل يلزم العادي الاطلاع على ثقافة المشهور في الثقافة الدينية؟ نعم لكي يقف على الضروريات وهي لا يقف عليها فقط بقرات الروايات ولا يقف عليها بمجرد ختمة اصوات القرآن هل احد منا ختم معاني القرآن .

ذكرت مرارا اني زرت السيد علي البهشتي ره قبل سنة تسع و تسعين او ثمان و تسعينن الميلادية في زمان النظام الفائت في بيته و كنت على علم بان السيد علي البهشتي صديق استاذنا السيد محمد الروحاني السيد علي البهشتي المعروف انه كان حافظ للقرآن ربما من عمره خمسة عشر سنة هكذا ببالي حسب ما نقل ذلك زميله في العمي السيد الروحاني فلمازرته قلت له سيدنا انت حافظ القرآن قال لا ابنه تعجب فقال يا ابة الست حافظ القرآن فسكت السيد لان ابنه يعرفه انه حافظ القرآن قلت له مقصود السيد انه لم يحفظ القرآن انه لم يحفظ معاني القرآن فان حفظ معانيه غير حفظ الفاظه وهذه البصيرة عند السيد.

الان عندنا ختمة القرآن اكرم بها وانعم لكن ختمة معاني القرآن كيف ؟

ابوحنيفة كان يوما اتى الى الامام الصادق عليه السلام ضيفا ليتغدى عنده وكانت المائدة مفروشة فلما فرغ الامام قال شكرا لله ورسوله فقال ابو حنيفة ااشركت يابن رسول الله قال لماذا اشركت مع الله ورسوله قال اما قرأت اغناهم الله و رسوله و قرأ آية في سورة التوبة فلما سمعها قال متعجبا كاني لم اسمعها من عربي و لا اعجمي قال له الامام الصادق عليه السلام بلى قد قرأتها ولكن لم تعقلها .[1]

ختمة الفاظ القررآن شيء و المعاني شيء آخر و المعاني ايضا درجات هناك معاني في ساحل سطح الدرجات و هناك معاني في الطبقة الثانية والثالثة الى ختمة اي طبقة من طبقات القرآن .؟

اتذكر في سنة من السنين توسلت بسيد الانبياء عنده صلى الله عليه واله والححت بانه لابد ان احفظ القرآن القصة طويلة لكن بعدها التفت وكانما ايعاز واضح بان الحفظ ليس حفظ الفاظ القرآن وهو وان كان ضروري ومهم و عظيم لكن الاهم هو كما يقول الامام الصادق عليه السلام في دعاء كل ختمة اللهم اعني على .. وليس اعني على حفظه حفظوا حروفه وضيعوا او حرفوا حدوده وهذا حرفوا حدودة غير المعاني بل اقامة معاني القرآن ربما بعض المدن الاسلامية تقرأ القرآن لانها معطلة لاقامة معاني القرآن فاي احتفاء بالقرآن هل القرآن ورق و الفاظ و اصوات او هو عبارة عن تشييد كيان نوري في الارض هذا هو الله اقاموا حروفه و حرفوا حدوده . ما الفائدة في ذلك.

نرجع الى علم التفسير ان المقصود انحسار المستوى العلمي في اي علم من العلوم الدينية مؤشر خطير وهذا ما اكد عليه كثير من العلماء و ليس فقط في علم الفقه بل هو في علم العقائد حتى علم الرجال و الدراية والحديث . و العجيب من التبجح بالفضل والفضيلة ولا يرى اهمية لبقية العلوم الدينية في الاستنباط الفقهي فكيف انت تدعي انك عندك انتظام و التزام وموازين علمية في الاستنباط الفقهي او العقائدي او العلوم الاخرى و ليس لديك المام بالعلوم الاخرى.

اجمال النقطة ان الاطلاع على كلمات المشهور في كل علم امر ضروري جدا.

مثال: التواتر البعض يظن ان التواتر هو الذي ينشا من الظن الصحيح مع ان منشا التواتر ليس هكذا بل اعظم منشا يستند اليه التواتر هو امتناع توافق الكل على الكذب و هذا لا ربط له بالظن الصحيح و المعتبر والا كيف ينشا سنخ اليقين من سنخ آخر مغايرله . وعلى كل اذا غاب علم الدراية عن الوسط العلمي تنشا هذه الجهالات والغفلات الخطيرة القاصمة للظهر وهلم جرا. وصلى الله على محمد واله الطاهرين .

 


[1] ذَكَرُوا أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ أَكَلَ طَعَاماً مَعَ الْإِمَامِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع فَلَمَّا رَفَعَ الصَّادِقُ ع يَدَهُ مِنْ أَكْلِهِ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ اللَّهُمَّ هَذَا مِنْكَ وَ مِنْ رَسُولِكَ ص فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ جَعَلْتَ مَعَ اللَّهِ شَرِيكاً فَقَالَ لَهُ وَيْلَكَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ‌ وَ يَقُولُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ .كنز الفوائد / ج‌2 / 36 / أبو حنيفة مع الإمام الصادق فصل.