43/09/17
الموضوع: علم المذاهب و التمذهب (15)
النظريات في تعريف المذهبية و التمذهب
النظرية الاولى
كان الكلام في تلك البنية وهي ان المذهب سواء العقائد و المذهب الفقهي لابد ان يستند الى الضرورة الوحيانية وان كان في كتابات كثيرة من كتاب مختلفين ومذاهب مختلفة يظنون ان التمذهب انما هو ريادة عالم من الاعلام في علم الفقه او في علم الكلام ومن ثم انقاد و انساق اليه و اتبعه جيل من العلماء البعض يعرف المذهب و التمذهب بهذا التعريف و انه ريادة عالم من الاعلام و ريادته من مباني معينة في علم الكلام او في علم الفقه و تبعه و انقاد اليه جماعة نفير كثير من العلماء و العوام و اشتهر مساره بانه مذهب كذا .
مناقشة هذه النظرية
ولكن هذه الدعوى غير تامة و هذا التعريف للتمذهب و المذهبية غير تام و ان التعدد و التنوع في المذاهب ليس مستندا الى اجتهادات فقهاء او علماء في علم الكلام بحيث انهم اصبحت لهم هذا اشبه بتعريف مدرسة علمية من كونه مذهبا فان المذهب له معنى آخر مذاهب فقهية او مذاهب عقائدية بدليل ان الحكم بالتضليل او بالبدعية او بما شابه ذلك من مسار مذهب تجاه مذهب آخر بعبارة آخرى مالك مثلا او تلامذته يضللون و يبدعون مذهب الراي عند ابي حنيفة لا مجرد اختلاف اراء اجتهادية و سنتعرض لعنوان البدعية و التضليل و التكفير هذه العناوين مرتبطة بعنوان المذهب و التمذهب كما يقال تارة تكفير الملة و تارة تكفير ايمان او تارة تبديع و الحكم بالبدعية او التضليل و هو على اقسام هذه عناوين مرتبطة بالمذهبية و التمذهب .
وعليه، فالخلاف الموجود بين المالكية و مذهب الراي لابي حنيفة ليس مجرد اجتهاد راي بل هم يرون ان اعمال الراي بدعة او خلاف الضرورة و كذا الحنابلة اتخذ منهجا وسطيا بين الحنفية و المالكية فهذنا تضليل و تبديع و كتب موجودة كمذهب الظاهرية مرتبطة بالمذاهب كالزيدية و غيرها فالمسالة لا تقتصر على الاجتهادات الظنية بل ظابطة البدعية مرتبطة بالضرورة الديينة الوحيانية كما سياتي فكيف يصير مجرد ظنون معتبرة والاختلاف فيها او تفوق في علم نجم منه التمذهب فلو كان الاختلاف في الدرجة في العلم و اعلمية رئيس المذهب الم ياتي طيلة السنين من هو اعلم منه .( هذا اولا)؛
(وثانيا)كما ذكر السيد الخوي ره في باب الاجتهاد اذا الزم حصريا باتباع شخص هذا خرج عن قضية الاجتهاد و في الحققة تحول الى العصمة و الضرورة الدينية لان العصمة عبارة اخرى عن الضرورة الوحيانية لان العصمة يعني القناة الوحيانية .
وهذه النقطة مهمة في نفس نظام ومنظومة التمذهب و ان المذهبية و التمذهب مرتبط بالضرورة الوحيانية لا انه مجرد تنوع في الاجتهادات الظنية بل مرتبط بالضرورة الوحيانية فهناك فرق بين الاجتهادات و بين المذاهب او قل بين المدارس العلمية و المناهج العلمية فتبقى اجتهادات و لا تصل النوبة الى المذاهب فانها لا يمكن ان ترقى الى مستوى الاجتهادات لا محالة سترتبط بالضرورات الوحيانية الدينية.
نعم مر بنا تقسيم الضروريات الدينية خمسة اقسام اسس الدين الظاهري و الواقعي اصول الدين و بعد ذلك الضرورات العامة و بعد ذلك الضرورات الخاصة و التي هي اليقين بالمعنى الاعم و بعد ذلك تاتي الضرورات الاخص و التي يلتفت اليها روادها فهذا التقسيم في كلمات الفقهاء سيتبين لنا اختلاف الضرورات في الدرجات . فان الاختلاف في الاجتهادات لا تصل الى درجة الضروريات . بل تبقى اختلافات ظنية محضة و تكون مدارس و مناهج ، مثلا الان لدينا منهج انسداد و منهج الانفتاح عند الاصوليين و منهج الاخباريين ومنهج الاصولين بين علماء الامامية لكن يبقى هذا منهجا ومدرسة لا مذهبا فقهيا و لا عقائديا فان المذهب و التمذهب يقوم على الضرورة الدينية الوحيانية لا على الظنون المعتبرة .
وعليه فهذا التعريف الذي ربما يكتبه كثير من الكتاب من الفرق او المذاهب الاسلامية بهذا التعريف فهذا نوع من السطحية قراءة معنى المذهبية و التمذهب.
الغرض من طرح هذه النظرية
ان اصحاب دعوى التقريب بين المذاهب الاسلامية بل الكل ينادي بدرئ و اخماد الفتنة بين المسلمين بلا ريب و التنازع و الحروب لكن التنازع شأن- لان مصيره الفشل و تفتيت الامة الاسلامية- و الحوار الهادئ الهادف العلمي شيء آخر ؛ و سنبين ان هناك مقامان مقام درئ الفتنة و اخماد الفتنة بين المسلمين فضلا عن المؤمنين هذا امر ممدوح و مقام ضرورة الحوار الهادف الهادئ فانه ايضا ضرورة و سياتي ان لكل منهما اهداف، درئ الفتنة لها اهداف وفتح الحوار الهادف و الهادئ له اهداف و ستاتي. و لا تناقض بين المقامين كما توهمه كثير اما افراطا او تفريطا فان هذا جناح و ذاك جناح . جناح اخماد الفتنة و درئها بين المسلمين و اخماد التقاتل و التعايش و التعاون في الامور المشتركة هذا امر مطلوب بحسب كل المذاهب و بحسب الدين الحنيف و فتح باب الحوار الهادئ الهادف بلا تشنج و توتر ايضا هذا ضرورة فلا هذا و لا ذاك فلا هذا يناقض ذاك و لا العكس . اهداف المقام الاول لا ينسفها المقام الثاني و اهداف المقام الثاني لا ينسفها المقام الاول وسياتي البحث حول هذه النقطة و سياتي كيف بيانات الائمة عليهم السلام و تسالم علماء الامامية و تسالم علماء بقية المذاهب في بحث فصول علم المذاهب و التمذهب بحث درئ الفتنة و التشنج بين المذاهب هذا مقام الاول و المقام الثاني ضرورة فتح الحوار الهادئ الهادف بلا تشنج و توتر هذان المقامان سنبين بان كثير من الاعلام في المذاهب المختلفة نوا ان بين المقامين تناقض و تدافع مع انه ليس بينهما تناقض و لا تدافع و سنبين ان اهداف المقام الاول لا تناقض اهداف المقام الثاني كما ان الحال الذي ذكرناه بين المذاهب هو الحال بين الاديان و سياتي ان في رؤية الدين الحنيف دين الاسلام لا سيما من منظار مدرسة ائمة اهل البيت ليس معنى تعدد الاديان هو التناحر و سفك الدماء . لا. هذا فصل آخر في التمذهب سنتعرض له. حتى الدين البوذي بالتالي مع غض النظر عن كونه باطلا و لذا قال تعالى ﴿لَكُمْ دينُكُمْ وَ لِيَ دين﴾[1] نعم دين الانبياء دين واحد وانما الامم و اتباعهم حرفت ذلك الدين الواحد .
اخيرا جملةمن الباحثين الكبار حتى من اليهود اعترفوا بان الاسلام هو دين واحد و ان اتباع مذهب موسى و و اتباع مذهب عيسى حرفوا الاسلام الى صابئية و يهودية و المسيحية والا دين الانبياء دين واحد و هذا بحث آخر فاذن في الاديان ايضا سنبحث ان هناك مقامان مقام درئ الفتنة و درئ الحروب فان الفتنة الدموية و الحرب غير محبذة عند الشارع لكن هذا لا ينافي الحوار الهادئ الهادف .
الان نشاهد في بعض الدول الغربية عمدا يحرقون القرآن هم في الحقيقة يريدون ان يغلقوا باب الحوار لانه لما يشعلون التوتر و التشنج يغلق باب الحوار الهادئ العلمي لانهم يخافون من باب الحوار الهادئ الهادف العلمي يشنجون و يوترون الاجواء و هذا من نوع الفضيحة على الانظمة الغربية وانه بين فترة واخرى و بين دولة اروبية تقم بحرق القرائين او تقوم استفزازات تجاه سيد الرسل وهاذا ماذا يعني؟ مما يعني انه ليس عندهم منطق الكلام و الحوار بل يريدون ان يقرعوا طبول التشنج و التواتر حتى في داخل المذاهب الاسلامي فانه لم يكن في منطق اهل البيت اشعال الحروب و التوتر.
لاحظوا سيد الرسل صلى الله عليه واله في بدء الدعوة عمر الدعوة النبوية للاسلام اكثرها كان في مكة المكرمة ثلاثة عشر سنة بينما في المدينة المنورة عشرةسنية فعمدة و غالب الدعوة النبوية للاسلام كان في المكرمة بمعية ابي طالب و خديجة الكبرى ام المؤمنين و قام الاسلام بهما و حمزة و على راسهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب و شيدوا الاسلام من الذي قام بالتشنج و التوتر؟ قريش و المشركين ارادوا ان يقتول رسول الله حاصروه حصار اقتصادي و امني في شعب ابي طالب ثلاث سنين لان الذي صعد هم قريش الى ان صعدوا حتى يريدوا ﴿لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ﴾ [2] بينما النبي صلى الله عليه واله رغم انهم ارتكبوا القتل في حق اصحابه حتى قتلوا والد عمار و والدته اي قاموا باستفزازات عديدة لكن الرسول صلى الله عليه واله كف عنهم فمن الذي كان يقوم بالتوتر و التشنج سيد الرسل ام هم؟ هم قاموا به فالذي يقوم بالتوتر و التشنج هو الذي لا يستطيع ان يقوم بالمقام الثاني و هو الحوار الهادف الهادئ و بعد ما هاجر النبي الى المدينة من الذي صادر كل اموال المسلمين في مكة المكرمة ؟ هم قريش و المشركين وهذه المصادرة تعني نوع من التشنج و التوتر. ان النبي صلى الله عليه واله في بدر اراد ان يقتص لاموال المسلمين الذين نهبت في مكة اراد ان يسترجعها يعني حتى خروج النبي صلى الله عليه واله الى غافلة ابي سفيان و غافلة قريش للتجارة اراد ان يستولي عليها ليقتص اموال المسلمين التي ذهبت في مكة لا من باب بدء الحرب لكن هم بالتالي بدءوا بالحرب و لذلك يقال ان واقعة بدر هي واقعة دفاعية في منطقة حقوق رسول الله فضلا عن احد فالكلام فيها نفس الكلام. كذلك امير المؤمنين عليه السلام فانه لم يبدأ اهل الجمل و لا اهل صفين و لا اهل نهروان بحرب و ليس المراد من البدء اي التوقيت الزماني فقط، كم كان الخوارج يشنجون الاجواء و يوترونها وامير المؤمنين ياخذ الامور بعصابة هادئة باردة و لا ينثني عن اجابتهم عن كل اعتراضهم لكن الخوارج رأوا ان حجتهم و مقولتهم داحضة فاستخدموا السلاح و لذا قال امير المؤمين عليه السلام لهم لكم من بيت المال مادامت يدكم في ايدينا اي ما دمتم لم تستعملوا السلاح فلما استعملوا السلاح وقعت حرب نهروان . فاحد فصول المذهب و الديانات قضية عدم التوتر و التشنج المقام الثاني الحوار الهاديء الهادف وهذان المقامان ليس بينهما تناقض و تدافع و سياتي البحث فيه مفصلا .
لكن اصحاب دعوة التقريب لاجل ان يصلوا الى مقام الاول و هو درئ الفتنة و لااقصد(عدة خاصة) بل هناك دعاة من دعوة التقريب لكل المذاهب وتتقارب رُؤآهم في جعل منشأ المذهبية والتمذهب هو اختلاف في الاجتهادات لانه لو قيل ان المنشأ هو الاختلاف في الضرورة سينجم منه التشنج او التوتر او النزاعات و الاستباحات للحرمات فيبنون على انه ان بنينا – و نحن نتعرض الى الفهرسة و الخارطة الاجمالية لانها تعي البصيرة للباحث بغض النظر عن الادلة – لكي نصل الى درئ الفتنة و نزع فتيل التشنج و الاقتتال بين المذاهب الاسلامية لابد ان نقول ان الاختلاف لا يصل الى الضرورة بل الاختلافات ظنية و الا اذا بنينا على الضرورة فان الطرف الاخر اي من يريد ان يحافظ عن المذهبية لانها ضرورة لا يمكن رفع اليد عنها قد يفرط الى درجة التوتر و التشنج اللفظي او التوتر و التشنج في التعامل وهذا ايضا افراط و سنبين ان شالله.
(ثالثا:) هناك قاعدة عند الفقهاء و المتكلمين و كثير من علماء العلوم الدينية و هي الجمع مهما امكن اولى من الطرح اذا كانت هناك فرائض ولو على صعيد الدين و العقيدة ما امكن اولى من الطرح يعني حتى التخيير بالتزاحم ليس علاج سوي. ترجيح الاهم على المهم ليس علاج سديد سوي هذا علاج طوارئ بل العلاج السوي الكامل و الاكمل ان تحافظ على الاهم و المهم لا انك تضحي بالمهم في سبيل الاهم التوازن بتقديم الاهم على المهم هذا علاج ليس بعلاج سوي و سديد بل علاج طوارئ و ادوية الطوارئ ليس علاج سوي علاج السوي الجمع مهما امكن اولى من الطرح و قد بين هذا امير المؤمنين لمالك الاشتر حتى لو كانت درجة المهم ضئيلة فان التفريط بالمهم ولو كان ضئيلا في سبيل الاهم ليس بدواء وعلاج سوي وانما العلاج السويء و السديد هو الجمع مهما امكن اولى من الطرح. لابد من الجمع لا ان نقدم الاهم على المهم .
وحينئذ نقول ما دام درئ الفتنة و التشنج امر مطلوب لكن بيان الحقائق ايضا مطلوب هذا مقام و هذا مقام التدافع و التناقض بين المقامين لابد ان تعالج وليس افضل العلاج هو تقديم الاهم على المهم بل افضل علاج رفع التدافع بين الاهم و المهم للحفاظ على الاهم و المهم معا . هذا بالنسبة الى الوضائف الفردية وضائف الوالي و الحاكم و ان العلاج لا بتقديم الاهم على الاهم بل يجب ان نعالج بالجمع بين الوظيفتين رفع التدافع بين الاهم و المهم بحيث نراعي بين الاهم و المهم وهذا هو الجمع فمن ثم صفة كظم الغيظ عند امير المؤمنين مع كونه هائج الغضب اي يتنكر للباطل لكن لا يعالجه بتوتر و تشنج بل يعالجه بحكمة و هذا معنى كاظم الغيض كما ان لقب الامام موسى بن جعفرعليه السلام كاظم الغيض طبعا ها وصف لكل الائمة لكن برز ذلك في موسى بن جعفر و هو لقب امير المؤمنين عليه السلام ايضا لان الطرف الاخر يستفز و يثير و يوتر و هو يمتص التوتر و يحاول ان يكون الجو غير متوترا للحفاظ على كل من الاهم و المهم و المحافظة على كل الابواب.
فما نراه من الدول و الانظمة التي تدعي التطور و الديمقراطية والغربية و الحرية و العلمانية لماذا هذا التعصب؟ يعني شعارهم شيء و واقعهم شيء آخر و الا هذه الاستفزازات لماذا؟ فانها ليست اثارة فكرية ولا اثارة علمية ابدا بل حالة توتر في المشاعر و التعصب و الهيجان فقط. وهذا معيب عليهم مع انهم يدعون العلم و البعد عن التعصبات .لذلك حتى على صعيد المذاهب الاسلامية لاحظ ان اتباع مدرسة اهل البيت طيلة هذه الازمنة سواء في دولهم او في دول آخر قضية التوتر و التشنج ليست من اهدافهم .
فاصحاب دعوة التقريب لكي يصلوا الى اغراض درئ الفتنة و هو غرض مطلوب فان درئ التشنج من سيرة اهل البيت فانهم ليسوا بصدد هذا نعم هم يفتحون باب الهادئ و الهادف يحافظون على كلا البابين لكن اصحاب دعوة التقريب لكي يصلوا الى هدف درئ الفتنة و عدم تشديد المسلمين قالوا لا مفر من ان نجعل تعريف المذهب و التمذهب انه قائم على الاجتهادات لانه ان عرفناه على انه قائم على الضرورات فحينئذ سنجم من ذلك تشنجات دموية و استباحة دماء هكذا ظنوا.
هذه المسالة علاجها ليس بسهل بل علاجها لابد ان يكون بقالب كلامي فقهي وبأدلة بمستوى الضروريات و ليس بادلة بمستوى الاجتهاد بمستوى الاراء الفقهاء هذا المبحث من اول جلسة الى الان هذا ليس علاج للبحث وخارطته بادلة ظنية و اجتهادات و فتاوى بل هذا كما مر في الجلسات السابقة و كذا الاتية يجب ان يقام هذا البحث بكل بنوده و ابوابه على الضروريات لا الادلة الظنية الاجتهادية المعتبرة فانه لا يفيد و لا يغني و لا يسمن من جوع بل اكثر من ذلك ليس فقط مقيم على الضرورات بل لابد من اقامته على الضروريات المشتركة بين كل المسلمين و هذا اصعب كيف ذلك سنبين؟ فالتمذهب و المذهبية سنبين انه ليس فقط تقام على الضرورة الوحيانية بل لابد ان تقوم على الضرورات المشتركة بين المذاهب .
نشرح مرة اخرى الخريطة الاجمالية لانها مهمة صعبة ترجل فيها الاكابر و تحير في قولبتها و صياغتها اكابر من علماء مذاهب متعددة و المسالة هي نخاع علم الفقه و نخاع علم الكلام. وليس اصبع و لا عضو في علم الفقه و الكلام بل نخاعية.
اصحاب دعوة التقريب و درئ الفتنة رؤوا في تنظيرهم الفقهي و الكلامي ان لا سبيل -و هذا ليس فقط اصحاب دعاة التقريب بل الحكام السياسيين من مذاهب اسلامية مختلفة من الخاصة او العامة يرون انه لابد من لم الشمل و جمع الكلمة هو جعل التعددات بمثابة اجتهادات تخطئ و تصيب و سنبين انها ليست كذلك و لماذا انهم قاموا بهذه الصياغة لانهم قالوا ان جعلنا منشا الخلاف الضرورة الدينية لزم من ذلك تشنج لانه مخالف الضرورة الدينية عواقبها استباحة الحرمات و هذا التوهم خطاء و سنبين خطاءه .
في الطرف الاخر انا عمدا تعرضت لهذا البحث عطفا لما سبق لسلسلة ابحاث بنيوية التي مرت بنا البارحة قضية مراتب اليقين و اقسام اليقين و التي هي فوق الظنون و قضية اقسام الضروريات و مر بنا ايضا ان اليقين الحجية الوحيانية او الاجتهاد و الظن المعتبر و حجية الراوي من ثم تواليا مع هذا الحث حجية الراوي حجية حسية ظن حسي اما حجية الفتوى هو غير حسي ادراك معنوي لما وراء الحس طبعا كل العلوم طرا هي هكذا حتى علم الفيزيا فان مادة الفيزيا محسوسة علم الفيزيا هو ما وراء المادة ووراء الحس علم الكيمياء و العلوم التجريبية طرا مواد العلوم التجريبية مادية حسية لكن العلوم التجريبية هي ما وراء الحس فالاجتهاد ادراك لما وراء الحس و لو كان ظنيا حجية المضمون حجية معنوية حجية السند حجية حسية قاصرة و حجية الفقاهة المرتبطة بالمضمون هي حجية لما وراء الحس من المعاني بينما الحجية الوحيانية نمط خاص ومر بنا الجلسة السابقة .
بالتالي نرجع الى فهرسة البحث في هذه الجلسة ان التمذهب قام على الضرورة الدينية لكن لا ينجم منه التشنج و استباحة الدماء كما ان المحافظة على الضرورات الدينية او المذهبية لا تستلزم التوتر و التشنيج و التفريط في حفظ دماء المسلمين و حرمات المذاهب بل حتى حرمات غير دين الاسلام بل غياب الضوابط هو الذي يسبب قلة الوعي عند اهل التخصص الديني في هذه البحوث فضلا عن عموم العوا م لاتباع الاديان فانه الذي يسبب الفجائع و الفتن و الافراطات و التفريطات كما سياتي بيانه ان شاالله.
عطفا على هذا التعريف الذي نقلناه في بدء الجلسة من مبحث ان المذهبية اجتهادات او ضرورة وحيانية سواء كانت فقهي او عقائدية
في هذه الليلة ذكرنا مقولة اومقولتين لمن عرف المذهبية او التمذهب او اصحاب دعوة التقريب
النظرية الثانية
مقولة اخرى في تعريف المذهبية و التمذهب ربما راجت عند بعض الاعلام من مذاهب مختلفة حتى من الوسط الداخلي ان الاختلاف في المذاهب في يومنا هذا منحصر في ما هي مصادر الفقه او قل مصادر المعرفة الدينية ؟ ربما كانت في السقيفة الخلاف سياسي عقائدي و كذا في كربلا او في جمل و صفين و نهروان في موراد عديدة الخلاف على صعيد العقيدة او سياسي لكن في زماننا هذا التمذهب تعدديته و خلافه قائم على المرجعية المعرفية لادلة الدين ما هو المرجع في معرفة الدين ما هو المرجع لمستندات و ادلة الدين هل هم الثقلان ام الكتاب و سنة النبي صلى الله عليه واله فقط و القياس او الراي او...؟ فالاختلاف او التعدد في المذاهب و التمذهب في زماننا هذا منحصر في المرجعية الدينية المعرفية ما هو المرجع المستند و المنبع للمدارك و الادلة و المستندات؟ هل هم الثقلان كتاب الله و عترتي اهل بيتي ام هو الكتاب و سنتي و الاجماع و القياس و الراي؟ فالمذهبية في زماننا هذا قائمة على اي تععديتها و الخلاف في وجهة النظر قائمة على المستند و المنبع و المدرك و المنبع المرجعي المعرفي المستندي لادلة الدين سواء في العقائد او الفقه او اي علم من العلوم الدينية ما هو المنبع و المستند؟ يقولون ان الخلاف المذهبي بالفعل الذي الان هو موضوع - انا ابين وجهة هذا النظر ولا اتبنى هذا و سابين خطاه- هذه المقولة يجب ان ندرسها الان لسنا بين يدي امير المؤمنين و لا فاطمةو لا الحسن ولا الحسين بل تراث اهل البيت موجود و كذا تراث الطرف الاخر، بالتالي الاختلاف و التعددية في المرجعية المعرفية ناشيء من مصادر ادلة الدين هذا هو النزاع الذي هو موجود والا فالآن لا امام معصوم موجود فيتصدى للدولة حتى نتنازع عقائديا او سياسيا تمذهبيا يتصور. وهل هذه المقولة سوية صحيحة ام مبنية على مسامحات و غفلات؟ و سنبين هذا بعد ليالي القدر.