43/09/11
الموضوع: علم المذاهب و التمذهب (10)
مر بنا ان الديانة و التمذهب لابد ان تستند الى الضرورة لا الى الن المعتبر بل الى الضرورة اي الوحيانية و ليست من صلاحية الظن المعتبر سواء دليل ظني يستند اليه المجتهد او دليل ظني يستند الىه غير المجتهد في الرجوع الى فتوى المجتهد هذا لا يصح. التمذهب لا هي مسالة اجتهادية ولا هي مسالة تقليدية اي من الفتاوى التقليدية بل هي مسالة تستند فيها الى الضرورة الوحيانية فليس المجتهد يعتمد على موازين الظن المعتبر ولا غير المجتهد يعتمد على فتوى لمجتها فيها بل لابد من الاستناد الى الضرورة فيها كما مر بنا مرارا. عدم استناد المجتهد الى الظن او عدم استناد غير المجتهد الى فتوى المجتهد لا تعني القطيعة مع جو العلماء لان جو العلماء كما مر معناه دراية التراث الروايي او القرآني و الوحية لا يقتصر على الفاظ القرآن و لا على الفاظ الروايات الصادرة عن النبي و اهل البيت عليهم السلام بل الوحي يشمل معاني الفاظ القرآن بحور معاني الفاظ القرآن و بحور معاني الفاظ الروايات و هذه البحور لا يجدها الباحث عند الرواة و لا في الفاظ ظاهر نص التنزيل بل يجدها في بحوث العلماء فمن ثم عدم التقليد او عدم الاجتهاد الظني لا يعني انقطاع التراث العلماء لان العلماء حملة دراية التراث حملة معاني التراث الوحياني بينما الرواة او المصحف الشريف يختزن الفاظ الوحي المصحف الشريف و التراث الحديث يختزن الفاظ الحديث اما كتب العلماء و الفقهاء فهي تختزن و حاملة لبحور المعاني للوحي يجب الالتفات الى ذلك. طبعا هناك من القرآن ما هو ناظر لمعاني الايات الاخرى وهناك من الفاظ الاحاديث ما هو ناظر الى معاني الاحاديث الاخرى هذا شيء لا ينكر . اجمالا فهذه الضرورة مرت بنا .
البنية الاخرى التي تعرضنا لها فيما سبق هي ان الضرورة قسمها العلماء بتبع ادلة الوحي الى اسس الدين و اصول الدين و الضروريات العامة و الضروريات الخاصة و الضروريات الاخص و الظن وهذه خارجة .
فما هو الفرق بين اسس الدين و اصول الدين؟ ربما هذا العنوان يكون غريب على اذهان كثير الاخوة طبعا هذا التقسيم له آثار فقهية مذهبية ديانية كلامية . والذي مر بنا امس بشكل مجمل مما يدلل على ان التمذهب ليس عملية جدولة فنية علمية بل هي بالاصل تقسيم وحياني اخذ موضوعا لآثار(متعددة) و لها آثار كلامية وآثار فقهية كما فرّق الوحي بين الايمان و بين الاسلام الظاهري.
ربما كثير من الاعلام لا يخوضون في هذه التفاصيل الخماسية او السداسية، اصول الدين و فروع الدين وهو ايضا بحث اصول الدين و فروعه وهي بحوث جدا نخاعية مفصلية حساسة كبار لم يشبعوا البحث بسطا اجملوه مع انه بحث مهم بخلاف كبار آخرين.
اسس الدين ما هي؟ يعني الضرورة الدينية و الاصل الديني الذي لابد من الاقرار به بالعلن و باللسان كي يدخل الانسان في حضيرة(أو حظيرة) الدين و الاسلام سواء الظاهرية او الواقعية ، حتى الواقعية لا يدخل فيها الانسان الا ولابد من اللسان و لا يكفي(الاقرار) في القلب فقط بل لابد من اللسان فاذا اقتنع بالاسلام و احبه و شرف به و اذعن به و لكنه لم يستجب بالشهادتين لسانا فحيئذ لا يدخل واقعا و لا ظاهرا في الاسلام بدون قول باللسان واعتقاد بالقلب بل لابد من القول بالسان كما بين ذلك ائمة اهل البيت عليهم السلام واتفق على ذلك مذاهب المسلمين.
فاذن اسس الدين فلدخول الاسلام الظاهري لابد من الشهادتين لكن هل لابد من الاقرار بالمعاد للدخول في حضيرة الاسلام الظاهري او الواقعي في الابتداء؟ لا . فان الذي لابد منه هما الشهادتان للدخول في الاسلام الظاهري و الواقعي للاسلام الواقعي لابد من الشهادات الثلاث طبعا هذا لابد من الشهادة الثالثة ها محل اتفاق جميع مذاهب المسلمين وليس فقط الامامية غاية الامر الشهادة الثالثة عند الشيعة الامامية الشهادة بالائمة الاثني عشر و الشهادة الثالثة عند الاخرين افترض الخلفاء الثلاثة او .. فاذن الشهادة الثالثة لابد منها في الاسلام الواقعي و الايمان. و ليس كلامنا في الادلة بل فهرسة النتائج وانه كيف نفهمها تصورا وكيف نفهم التسالمات الفقهية و الكلامية والتي قد يغفل عنها بعض الاكابر و العصمة لاهلها. بحث فقهي مهم .
اذن اسس الدين لا تجد عند فقيه من الفقهاء يعلّق للدخول في الاسلام على الاقرار ابتداءا مقرونا بالشهادتين الاقرار بالمعاد وان غفل عن ذلك بعض الاكابر لكن الشيء المتسالم عليه حتى بين مذاهب المسلمين وان الدخول الى حضيرة الاسلام ظاهرا او واقعا في الظاهر معلق على الشهادتين و في الواقع معلق على الشهادات الثلاث و الشهادة الثالثة مع الشهادتين ليست هي المعاد . الله اكبر. للدخول في واقع الدين و الايمان ليست هي الشهادة الثالثة كلامنا في الدخول و ابتداء الدخول كالمدرسة الابتدائية كالذي خارج عن الاسلام يريد ان يدخل في الاسلام او يدخل في الايمان ماهو المفتاح او الباب و البوابة ؟ في الاسلام الظاهري الشهادتين و في الاسلام الواقعي او الايمان الشهادات الثلاث و الشهادة الثالثة باتفاق كافة المذاهب للمسلمين عدا غفلة اصحاب التقريب المتعددين من المذاهب المتعددة يغفلون عن هذا فلم يجعلوا مفتاح الدخول للايمان او الاسلام الواقعي الاقرار بالمعاد باليوم الاخر و لا الاقرار ببقية الانبياء لا نخلط الاقرار ببقية الانبياء من اصول الدين الاقرار بالمعاد من اصول الدين و لا احد ينكر ذلك كلامنا ليس في اصول الدين كلامنا في ماذا؟ في اسس الدين و مفتاح الدين و فرق بين اسس الدين و اصول الدين و قد بين ذلك ببيان رشيق مبلور جيد الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في كتاب اصل الشيعة و اصولها و الشيخ محمد رضا المظفر في كتاب عقائد الامامية وهذا الذي ذكره العلمان و الشيخ محمد حسين متقدم رتبة لان الشيخ المظفر كان تلميذ النائيني و الكمباني بينما الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء كان في عرض النائيني و الكمباني رحمة الله عليهم اجمعين اذن اسس الدين اخص من اصول الدين هذه بحوث اديانية مذهبية ابجديات الاديان و المذاهب الاسلامي حسب الادلة. كون المعاد من اصول الدين شأن و كونه من اسس الدين شأن آخر يا سبحان الله الشهادة بالولاية من اسس الدين و الايمان و لم يصبح الاقرار بالمعاد من اسس الدين اسس الدين يعني مفتاح مفتاحهن الولاية. لا انت تاتي و تقارن لي بين الولاية و الصلاة الولاية اصلا المعاد . واللطيف ان هذا ليس مختصا بمذهب الامامية؛ مثلا الاقرار ببقية الانبياء بعيسى و موسى و ابراهيم و نوح و يونس و زكريا ومتى و سليمان و داوود و بقية الانبياء الاقرار بهم من اصول الدين وليس من اسس الدين اما الاقرار بولاية علي بن ابي طالب من اسس الدين الواقعية من اسس الايمان يا الله . هذا بحث عميق. و اللطيف انه موجود حتى عند مذهب العامة و ان لم يقولوا بولاية علي و ولده وقالوا بولاية فلان و فلان هذا بحث آخر. هذه نقطة مهمة جدا . الاقرار بالقرآن من اصول الدين و لكنه ليس من اسس الدين .الله اكبر. ولابد من التكبير و التسبح فانها حقائق انفجارية الاقرار بالقرن و الكتب المنزلة من اصول الدين و ليست من اسس الدين اي ليست من مفتاح للدخول في الايمان او في الاسلام اما الاقرار بالشهادة الاولى و الثانية من اسس الدين و الشهادة الثالثة من اسس الدين و الايمان . لاحظ هذا النظام المذهبي و التمذهبي و الادياني و اللطيف انه في كل المذاهب الاسلامية . يجب ان لا نخلط بين اصول الدين و اسس الدين كل اساس دين هو اصول دين و ليس كل اصول الدين هو اساس الدين .
قال تعالى: ﴿قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى﴾[1] . هل قال: قل لا اسالكم عليه الا تعظيم القرآن؟ لا. لا اسالكم عليه اجرا الا الايمان بالمعاد؟ لا. لماذا ؟ وهل المودة وضعها الغلاة؟ نبؤني . وهذا مطابق لنفس البحث قل لا اسلكم عليه الضمير لمن يرجع ؟ عوض كل الدين مودة قربى نبي الله اي قربى نبي و الله في الاصل مودة الله لان القربى لمن قربى؟ قربى النبي. نبي من؟نبي الله. فقربى نبي الله . انظر هذا يشرح لك اسس و اساس و تاسيس كل الدين قل لا اسالكم عليه اجرا الا التمسك بالقرآ ن الا الايمان بالمعاد ابدا. الا تعظيم العرش العظيم لرب العالمين. ابدا. هل قال: قل لا اسالكم عليه اجرا الا مودة نبي عيسى ؟ او قال: لا اسالكم عليه اجرا الا مودة نبي ابراهيم طبعا نحن مامورين بمودة نبي ابراهيم لكن لب لباب الدين و اس و اساس الدين ما الذي جعله في آية المودة؟ يا ايتها الاية المودة هل انت متطرفة؟ هل انت من الافراطيين؟ ستقول لك لا يا اخي انا من جماعة المتوسطيين. يا ايها الاية المودة العظيمة ماذا صنعتى؟ مودة الله ثم الرسول ثم مودة قربى الرسول رتبة واضحة الاساس هو الله ثم رسول الله ثم قربى رسول الله وهي الولاية.
قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى لا حظ لم يجعلوا -بتسالم من علماء الفقه في كل المذاهب ليس فقط في مذهب اهل البيت وان اختلفوا في الشهادة الثالثة ما هي؟ - الايمان ببقية الرسل و بالكتب السماوية و اليوم الاخر و الملائكة لم يجعلوه من الاسس . الاسس الشهادة الاولى اشهد ان لا اله الا الله الاسس اشهد ان محمدا رسول الله و ليس اشهد ان عيسى و موسى .. الاسس التي هي حضيرة لماذا الوحي هكذا قولب؟ هنا لابد من نكتة ليس في الوحي شيء عبطي اذن ما السبب في ذلك ؟ دققوا، يعني واقعا تستحق وقفة و التدبر و التعمق و هي وقفة مبدهة في الفقه و مبدهة في الكلام يا لها من وقفة. تقرن لي الولاية بالصلاة؟ هي الولاية لم تقرن ببقية الانبياء و لم تقرن بالقرآن هنا في هذا المبحث المبده عند المسلمين و المبده في آية المودة لن تقرن رتبة اصح انتبه هذه امور بديهية عند كافة الفقهاء اثرا تمذهبا ديانة و عند المتكلمين و الادلة مشحونة و وافرة نحن نتكلم في فقه الادلة في فقه التسالم و فقه الضرورة. و ليس كلامنا في الاستدلال هذه الضرورة مهما كان دليلها. الامر ليس هيّن يا اخوان الذي يخلط بين اسس الدين و اصول الدين هذا شأنه. فاسس الدين ما يدخل به الانسان (في الدين).
اذن ما هي اصول الدين التي ليست باسس الدين؟ هي الواجب الاعتقاد بها فورا -ماشئت فعبر- يعني ليس في الابتداء لكن عندما يدخل في حظيرة الاسلام يجب ان يعتنقها اول الاشياء التي يجب ان يعتنقها و الفرائض التي يجب ان يقوم بها هي فرائض القلب والتي هي من اصول الدين بالمعاد بالانبياء بالرسل بالملائكة بالكتب السماوية بالقرآن يجب ان يقر بها و لو انكرها لخرج من حضيرة الاسلام او الايمان دققوا الفرق بين اسس الدين و اصول الدين اصول الدين يجب الاعتناق بها بعد الدخول في الحضيرة ولو انكر يخرج من حضيرة الاسلام او الايمان فاصول الدين يجب الاقرار بها ويحرم انكارها فان انكرها يخرج من الاسلام او الايمان ولكن اسس الدين لها هذه الاثار و زيادة ماهي الزيادة في اسس الدين؟انها لا يدخل في حضيرة الاسلام الا بالاقرار بها لا يكفي عدم الانكار بها بل لابد ان تقر بالشهادتين لكي تدخل في حضيرة الاسلام البطاقة للدخول في الاسلام الظاهري او الواقعي لابد ان تتضمن الشهادة اسس الدين وليس من اللام ان تتضمن اصول الدين تضمنت بها و نعمت وربما عندما اخذ النبي صلى الله عليه واله من خديجة الكبرى صلوات الله و سلامه عليها اخذ منها الشهادات الثلاث المفصلة و ربما -الله اعلم- امتازوا اهالي بلاد الاسلامية الوحيد في هذا الجانب انهم دخلوا في الاسلام و الايمان في خطوة واحدة هم اهالي البحرين الكبرى –لا البحرين الموجودة الان - يعني من بصرة الى عمان العبيديون قبيلة عبد قيس من ربيعة هم دخلوا على و تشهدوا بالشهادات الثلاث معا عند رسول الله . على كل ارجع وكلامنا ليس في عبد قيس و لا ابن ربيعة و لا غيرهم.
نعم خديجة الكبرى انعم و اعظم بها هي ام المؤمنين وام ام المؤمنين هي امنا صلوات الله عليها و عسى الله يلحقنا بها و قد وصفها النبي انها اي خديجة الكبرى كفى بها اصطفاءا انها وعاء الامامة و هو اصطفاء عظيم وهو يدل على ما نصف به المعصومين ان امهاتهم طاهرة اي معصومة وليس معناه كذا بل هو وعاء للطهارة و النور ايضا الاصلاب الشامخة او الاصلاب المطهرة نفس المعنى كل اصلاب النبي مصطفون هذه ضرورة بالتواتر.
نرجع كلامنا في هذا البحث، هناك فرق بين اصول الدين و اسس الدين فان اسس الدين لها ما لاصول الدين و زيادة . هذ التقسيم و التبويب لا من فقه و لا من متكلم ليس من صلاحياته بل من صلاحيات الوحي فالوحي يرجع الى الشهادة بالولاية انها اساس للدخول في الايمان و لم يجعل المعاد و لا الاقرا بالقرآن و لا الاقرار بين بقية انبياء اولى العزم ولا بالملائكة و لا بالكتب السماوية ولا ولا.
الدين، الايمان ماهو؟ هو اللهم صلي على محمد وال محمد. «الله» الشهادة الاولى «محمد» الشهادة الثانية «آل محمد» الشهادة الثالثة. انظر كيف قامت الضرورة بين مذاهب المسلمين على وجوب تضمن التشهد هذه العبارة اللهم صلي على محمد وال محمد و لم ينازع احد عنده سمة الاسلام وجوب تضمن التشهد داخل الصلاة الى هذا الثلاثي لماذا التشهد لماذا لم يكن يتضمن الركوع و السجود و تضمن التشهد بالشهادات الثلاث تضمن وجوبا شرط صحة الصلاة تضمنها لهذه الثلاثة الله محمد علي واله علي يريد ان يقول لك اسس الدين هذا اصح ايها الغافل و الباحث اسس الاسلام هذه. ومن ثم وردت في رواية ذكرها لي الشيخ بهجت ره و لم اعثر عليها الا بعد سنين و دونتها ولكن بعد سنين فقدت مصدرها وهي ان احد المؤمنين في القبر و اتاه منكر و نكير فسالاه فقال اللهم صلي على محمد وال محمد تعجبا فقالوا له جزاك الله خيرا هذا الذي كنا نريده منك خلص في امان الله. وهو تعجب واراد ان يدفع الوحشة من نفسه فصلوت فقالوا له هذا الذي نريده منك كاف في امان الله.
لاحظ اللهم صلي على محمد وال محمد بمثابة الشهادات الثلاث فايجاب الصلاة من الله اي ايجاب الدعاء من الله على سيد الرسل و اله هي الشهادات الثلاث لماذا لم يقل اللهم صلي على محمد وعلى ابراهيم؟ او اللهم صلي على محمد ونبي موسى او نبي عيسى او اللهم صلي على محمد و القرآن مع ان القرآن روح من الارواح لم لم يقرن بالنبي شيء اللهم صلي على محمد و اليوم المعاد دققوا. يا اخي ليس في الوحي شيء جزاف و صدفة.
الدين مجموع الادلة و ليس كلامنا في الادلة ان المسلمين من اين اتوا بها نحن في صدد فقه هذه الضرورات من مجموعة كل الادلة و ليس كلامنا في آية آية. بل منظومة كل الادلة لم اتفق كل المسلمون على هذا المطلب؟ اذن لابد ان ننتبه ان اسس الدين غير اصول الدين كيف انا اخوض في بحث الفقه و بحث الفرق و بحث من هو المسلم و من هو المؤمن و لا اعرف هذه الابجديات؟ والتي ذكرها الفقها ء في بحث الطهارة بالدورات المبسوطة لجواهر و كاشف اللثام و المسالك و المبسوط للشيخ الطوسي و المعتبر للمحق الحلي دورات كثيرة كلها فيها بحوث كلامية و فقهية و غيرها من مذاهب المسلمين الاخرى .فأسس الدين غير اصول الدين فانها اصول الدين و زيادة اصول الدين يجب الاقرار بها عند الدخول في الاسلام او الايمان ويحرم الانكار فان الانكار يوجب خروج الانسان من.. نعم انكار اصول الدين مخرجة من الدين لكن من هو المدخل ؟ اسس الدين ففرق بين المدخل و المخرج فان المدخل هو مدخل و مخرج لكن ليس كل مخرج هو مدخل. هذا تسالم عليه المسلمون. دع عنك غفلات دعاة التقريب من المذاهب المختلفة فانهم قد يغفلون عن هذه النكات . لكن كل المسلمين يتسالمون عليها. الامر ليس بهين.
نقطة مهمة: فان الضرورة تشتد في الاهمية حتى تصبح اسس الدين. و الضرورة تقل في المرتبة الثانية في الاهمية فتكون من اصول الدين. في المرتبة الثالثة تكون الضرورة من الضرورات العامة التي هي ليست من اصول الدين .
ما هي الضرورات لتي هي ليست من اصول الدين ؟ هناك ضرورات ليس من اصول الدين يعني ولو وجب الاقرار بها لكنه ليس بنحو فوري او تعجيلي او مشابه ذلك كثير من الضروريات منها. هذه تقع في لضروريات مثلا صلاة الظهر اربع ركعات و كذا العصر و ثلاث ركعات للمغرب و ركعتين للصبح هذه ضرورة من الدين و لكنها ليست من اصول الدين بل تعتبر من الضرورات اي ليست من اصول الدين و القسم الثاني .
ما الفرق بين الضروريات و اصول الدين؟ الضروريات اجمالا او قل في الجملة انكارها يخرج عن الدين ايضا اما يخرج مطلقا او في الجملة اي اذا علم الاستلزام اي استلزام انكار و تكذيب سيد الانبياء صلى الله عليه واله هذه الضروريات من القسم الثالث. او قل اذا استلزم انكارها تكذيب النبي صلى الله عليه واله.هذه الضروريات العامة.
ما الفرق بين الضروريات العامة و الخاصة؟ نفس الحكم الا ان الخاصة في نطاق ضيق كما مر بنا و الاخص في نطاق اضيق فاضيق نفس الحكم بين الثالثة و الرابعة و الخامسة. هذه امور يجب ان نلتفت اليها يا اخوان .
اقول هذه النقطة في خضم هذا البحث: لاحظ عندما يقال اركان الفروع عشرة فان اركان الفروع -هذا تقسيم آخر موجود في الادلة- تغاير الفروع مثل اركان البيت يغاير بقية اجزاء البيت اركان البناء و المبنى تغاير بقية اجزاء البناء و المبنى . عندما يقال وجوب الصلاة من اركان الفروع او الصلاة من اركان الفروع لا يقصدون الا ان اداء الصلاة من الفروع اما وجوب الصلاة من اركان الفروع وجوب الصلاة من اصول الدين فالصلاة هي حقيقة ذات وجهين وجه عقائدي من اصول الدين وهو وجوب الصلاة امر عقدي وجوب الصلاة اعتقادي اداء الصلاة امر من الفروع لا نخلط بين هذين البحثين و القية فيما بعد.