43/09/04
الموضوع: علم المذاهب و التمذهب (4)
كان الكلام اثارة تسائلات قبل الولوج في متن البحث و هذه التسائلات في كون ان احكام الاسلام او الحكم بالاسلام لان الكلام يعبرون عنه الاسلام اسم ووصف يعبر عنه باب الاسماء و الاحكام مقصودهم باب الايمان و الاسلام و الكفر يعبر عنه باب الاسماء باعتبار ان الاسلام اسم و صفة و نعت و حكم فبالتالي الحكم بالاسلام كديانة هل هو متوقف على مذهبية معينة ام لا؟ وهذه احدى التسائلات، هل الحكم بالاسلام مرهون بالحكم بمذهب او مذهبية معينة ام ان الحكم بالاسلام لا يتقيد بمذهبية معينة خاصة و انه عامة فلو لم يحكم على فئة وطائفة من المسلمين انهم من اتباع مذهب معين مع ذلك يحكم باسلامهم فليس هناك تلازم ولا تراهن بين الحكم بالاسلام والحكم بمذهبية معينة هذه ايضا من الاثارات
القاعدة الثانية التي لم نشرحها امس هل الحكم بالاسلام و باحكام الاسلام من حقن الدماء و الاموال و جواز النكاح و حكم التوارث بينهم منوط بالقاعدة الاولى التي مرت بنا كل ما اتفق عليه المسلمون فهو من اصول الدين وهذه القاعدة قلنا انها قاعدتان القاعدة الثانية كل ما اختلف في المسلمون فليس من اصول الدين او انه اجتهاد ظني و هذه القاعدة الثانية ايضا قاعدتان
مثلا كل انسان جسم و هل كل جسم انسان كل قضية تنعكس بقضيتين عكس مستوي او عكس نقيض او ..
فاذن القاعدة الاولى قاعدتان و القاعدة الثانية التي كل ما اختلف فيه المسلمون فليس هو من اصول الدين و انه اجتهادي فهل هذه القاعدة مسلمة ام لا ؟ يعني هل كل ما اختلفوا فيه ليس منوط بالاسلام او يناط بالاسلام ، ام لا؟
وهذه التقريبة عبارة اخرى عن المذهبية التي مرت بنا الان و هذه اثارة وتسائل آخر.
اثارة وتسائل آخر مر بنا هل احد احكام الاسلام المحبة تجاه المسلم او قل ان احكام الاسلام انما تترتب على من تسوغ محبته اما من لم تسوغ محبته فلا يحكم باسلامه فهل هكذا تلازم طردي انعكاس ام لا؟في تعليق الحكم بالاسلام بالمحبة ولو بنحو التلازم ام لا او ليس هناك تلازم؟
يعني المحبة من احكام الاسلام او المحبة من احكام الايمان ؟
هذا ليس مطروحا على صعيد المذهبي بل مطروح على صعيد اديان الدولية لانهم قالوا اذا كانت هناك كراهية فان هذا يعني استباحة دماء؛ هكذا يقرر في العقلية البشرية الدولية وان الكراهية تساوي استباحة دماء عدم استباحة دماء يعني ان تكون ثقافته على المحبة فهل هنا شقين لا ثالث لهما ام ماذا؟ ام هناك شقوق اخرى؟ فهذا بحث جدي وان احكام الاسلام هل احدها المحبة بحيث اذا ارتفعت المحبة ارتفع حكم الاسلام ؟ و لذالك الان مطروح دوليا للبابا فرانسيس طبعا الفرانسيس ليس اسما لبابا بل فرانسيس اسم لمذهبه احد المذاهب النصرانية كما نقول فلان حنبلي اشعري او امامي جعفري فرانسيس اسم لمذهب و ليس اسما له و اللطيف ان هذا المذهب في النصرانية و المسيحية مذهب علماني و ليس مذهب ديني فان فرانسيس مؤسس المذهب في المسيحية هو رجل دين في بدايته لكنه تمرد على الكنيسا و ضرورة النبوة و على كل النبوات يعني علماني بشكل حاد فلا يؤمن بضرورات النبوة فيتبنى محرمات لا يؤمن بانها اتى بها الانبياء هذا الفرانسيس الذي يتبنى بها البابا فانه مذهب في النصرانية ويعتقد ان المحرمات التي اتى بها الانبياء هي مكبلة للبشر فيكفي في البشر البعد الفطري فيه لهدايته و لاحاجة الى النبوات
وهذا المذهب قديم و عليه قميص العثماني شبيه الاموية كنهج اشد عتوا بمعنى من السقيفة الا يخطب احدهم المصحف و يرميه بسهام و هو الوليد و هلم جرا اموية هكذا ومع ذلك يزعمون انهم من المسلمين فها المهب الفرانسيس يتاسس على هذه القضية وهي ان كل دين هو على النجاة وليس هناك دين للنجاة دون آخر و لابد من افشاء المحبة بين جميع البشر و عنده فلسفة معينة في هذا المذهب هنا نثير هذا التسائل فهل يا ترى ان الحكم بالاسلام متلازم او موقوف على المحبة؟ هنا بحث مهم حساس بشري دولي عقلي و ليس البحث على صعيد المذاهب يعني كما هو بحث جدي على صعيد المذاهب هو بحث جدي على صعيد الديانات
و تنظيره كمعتقد و كمعتنق او كتنظيره كقانون هل هناك تلازم ام لا؟
مباحث مهمة هنا.
كمثال بلا قياس: اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليه لم يكفر معارضية بالمعارضة المسلحة لاهل الجمل او اهل صفين و اهل النهروان يعني واجهوا امير المومنين مواجهة عسكرية هم بدؤا و تمردوا تمرد عسكرية وبدؤوا بالسلاح ونستطيع ان نقول ان حروبه دفاعية لكن لما حاربهم عسكرية كانت معارضة عسكرية رغم ذل لم يكفرهم اميرالمؤمنين و لذالك الشافعي وهو من ائمة المذاهب الاربعة يعترف انه لو لا علي بن ابي طالب لما عرفنا حكم البغاة فالمقصود ان امير المؤمنين صلوات الله عليه وان وصلت الدرجة الى المواجهة العسكرية الا انه لا يكفر الطرف الاخر بينما لاحظ الحروب الردة اصل حروب الردة هو امتناع كثير من المسلمين من خلافة الاول نعم قليل منهم ارتد عن الاسلام في بعض القبائل لكن الاكثر امتنعوا من رضوخ خلافة الاول و تسليم الزكاة له و امتنعوا من تسليم الزكاة لا يريدون الامتناع منها بل امتنعوا من اهل الخلافة فهو لاجل محاربتهم اول كفرهم ثم حاربهم فتكفير مع اقتتال ما استطاع ان يفكك(بين القتال و عدم التكفير) باعتبار انهم لم يهضم هذا المطلب كما هضمه امير المؤمنين بلا شك فاين علم امير المؤمنين من علم الصحابة .
ففي مقالة كتبها احد منظري نظام الرياض سنة 1417 ه ق في جريدة الرياض و كانت المقالة موجودة و انا اثير هذه المعلومات حتى ابين ان قضية المذهبية و الديانة و احكامهما امر حساس في تنظيرها بحيث ان الاول احد المؤاخذات التي يسجلها علماء الامامية على الاول انه لم يفكك بين القتال و بين الاسلام مع ان القرآن الكريم يقول وان فئتان من المؤمنين اقتتلوا هل الاقتتال يسبب التكفير وصلت الكراهية الى درجة الاقتتال و مع ذلك فاصلحوا بين اخويكم هذه الاياتفي البغاة لم يبلورها و لم يفتقها في المسلمين باعتراف الشافعي غير علي بن ابي طالب بينما جهلها ولم يعيها من قبله
اذن هذا البحث جدي و ليس هين بينما الان في العرف الدولي حتى في بحث الاديان و الديانات حتى في بحث المذهبية يظنون ان هناك تلازم وانه اذا حكم بانه من اهل النجاة او دين واحد او ماشابه ذلك فحينئذ لابد من حقن دمه يعني هناك تلازم بين الاسلمة و المحبة او بين كونه اهل النجاة واسلامه فاذا ثبت التلازم فدينه صحيح؛ اما اذا قلت دينه باطل او انه ليس من اهل النجاة ومع ذلك حكمت باسلامه يظنون ان هناك تناقض فهل الاسلام او احكام الاسلام متوقف على المحبة ام لا؟
مثلا انسان قاتل شخص آخر لنزاع مدني فهذا القاتل حكمه القصاص يقتل فكونه يقتل هل معناه انه ليس بمسلم ؟ لا، ليس هناك بينهما تلازم او ان اهل المقتول يحبون القاتل من جهة فعله؟ او من جهة دين؟ او تفكيك بين الحيثيات .
فهذه امور يجب ان نلتفت اليها و فعلا هي جدلية قانونية و اديانية ومذهبية على صعيد البشر و على صعيد المسلمين و لا نستطيع ان يبلورها و ينظرها بشكل قوم الا امير المؤمنين علي بن ابي طالب و من بعده ولده عليهم السلام كما هو واضح من التاريخ.
اثارة اخرى مرت بنا ايضا تقريبا نفس المسار هل الحكم باحكام الاسلام متوقف على ان نحكم اذا اردنا ان نحكم بانها مسلمة يتوقف على ان نحكم بانها على هداية ام لا؟ فاذا لم نحكم بانهم من اهل الهداية انهم من اهل الضلال فالكثير الان حتى على صعيد الطاولة الدولية يقولون انك اذا حكمت بضلالة دين او بضلالة مذهب في دين معناه انك تستبيح دمه و عرضه وماله بينما سيرة امير المؤمنين بل قبله سيرة سيد الانبياء ليست هكذا وانه لا تلازم بين الحكم بالضلالة واستباحة دم الضال
لكنهم الان ما يستطيعون حتى لو اردت عند المسحين لم يقدرون ان يحكمون على دين بالضلالة مع ذلك لا تستبيح دمائهم و لا عرضهم ولا اموالهم عند المسحين عموما او البوذية او اليهودية او المذاهب الاسلاميين الكثيرة لا سيما على سيرة قبل امير المؤمنين عندهم اذا حكمت على طائفة بانها ضالة على ضلال معناه انك لا تستبيح دمائهم و اعراضهم و اموالهم بينما عند امير المؤمنين عليه السلام يمكن لك ان تحكم بضلالة طائفة معينة و دين معينة من دون ان تستبيح دمائهم مثل اهل الذمة فان القرآن يبين ضلالهم و مع ذلك اا كانوا مسالمين لا يستباح دمائهم ولا اموالهم و لا اعراضهم لانه لا تلازم بين ذلك لكن الى الان هذا شيء صعب في التنظير على كثير من الديانات و على كثير من مذاهب المسلمين . و سنبين ان العلاج الموجود في مدرسة اهل البيت عليهم السلام هذا لا يختص بمذهب اهل البيت بل هي ضرورة مشتركة لكن هم غافلين عنها لا اقول الكل لكن الكثير غافلين عنها.
عنوان آخر يجب ان ندقق فيه كلاميا و فقهيا هو ما الفرق بين الكفر و الضلالة؟ وهل الضلالة و الكفر درجة واحدة ام درجات؟ فانها من الامور العالقة عن الاذهان و لا ادري في اللاهوت يعني الالهيات يعني المسيحيون اذا ارادوا ان يدرسوا دراسة حوزوية يدرسونها في الجامعات الاكاديمية باسم اللاهوت المسيحية يعني الالهيات المسيحية طبعا هناك من رجال الدين من المؤمنين درس عندهم دكتورا بروفسورية و البروفسورية عندهم اجتهاد و و المجتهد يصير ان يفتي عليهم فيصبح قسا فلابد ان تكون دراسة اللاهوت المسيحية بدرجة الدكتورا او البروفسورية لابد ان تكون باجازة خاصة من الفاتيكان اذا كان في الكاثوليكية او في البروتستانتية الفاتيكان البروتستانتية لانها مرجعية دينية لازم يجيز والا الجامعة ما تقبل ذاك يدرس سيما اذا كان غير معتنق لكن احد المشايخ درس عندهم
ولعلهم الى الان عندهم ورطة في هذا البحث وانه هل هناك تلازم بين الضلالة في مقابل الهداية و حقن الدماء هم لم يتسطيعوا ان ينظروها و يبلوروها حتى المسيحية في ورطة وكذا مذاهبيها و اليهويدية و مذاهبها في ورطة و حتى الاديان الاخرى هم يعتقدون ان الديمقراطية و العلمانية و اليبرالية انجتهم من احكام اديانهم لان اديانهم لم تستطيع ان تبلور لهم هذا المطلب و حتى ذكرت لكم ان منظر رياض سنة 1417 في ذي الحجة مقالة منظر استراجيتي في نظام الرياض(دكتور احمد اجمية) و جريدة الرياض و كانت موجودة الى فترة قريبة على النت كان عنوان المقالة من اول من شرع التكفير في الاسلام و لو يكثر على الاخوة و يعطى مقالته فان مقالته عجيبة لانه من جهة يمدح سيد الرسل و سيد الاوصياء يقول هؤلاء فككوا و بينما اول من شرع التكفير في الاسلام -بكل جرئة في جريدة الرياض مدينة الرياض و على صعيد الالكتروني و هو منظر استراجية- هو الخليفة الاول و الثاني حسب كلامه . فلا باس ان تطالع ولو الكترونيا وفانه منظر استراجي و هو قد اعترف بذلك
فالمقصود ان التفكيك بلورة صعب ولذا قال اقضاكم علي اعرفكم بالقرن علي اعلمكم علي حسبوا ان لم تكن فتنة لكن بعدها رؤوا ان القضية صعبة ادارة الدين و الملة والامة امر لا يستطيع ادارتها الا علي و ليست القضية تعصب و عاطفة بالصراحة بل قضية حقيقة فان اول مشكلة في البلد عليهم انفتق الخلق عليهم كيف يحكمون بالحكم الادياني و السياسي الامر جدا مهم و تعاني منه المسيحية و اليهودية والبوذية و من ثم البشرية تقول ان الذي انجانا من جحيم الاديان -و العياذ بالله- هي العلمانية و الديمقراطية بينما مدرسة اهل البيت عليهم السلام تقول هم اؤلئك حرفوا الديانة فان دين الاسلام ليس هكذا باعتراف كل البشر الان على ان المخلص و المنجي و المصلح من اتن و جحيم الاديان- باعتبار ان حروب بينها- او المذاهب يقولون العلمانية و الديمقراطية بينما كما ذكرت لكم ان اتباع الاديان هم حرفوا الاديان و المذاهب بينما مدرسة اهل البيت عليهم السلام ليس الامر هكذا والان العلمانية قرعوا طبول الحرب الثالثة فاين العلمانية انجت البشرية من الحر ب اذن من المنجي؟ من المصلح لماذا لا تكفل الامان للبشر الان الارث البشري منذ آدم الان و الوجود البشري مهدد من العلمانية نفسها فمن المنجي؟ الاديان رايتم اتنها كيف و ما تفكك بين الامور بخلاف مدرسة اهل البيت حيث فكك بين هذه الامور.
سنة المجلة لاحمد اجميعة 1417 لانه ببالي لما رجعنا من الحج طالعت تلك المقالة لانه كتبها في شهر ي الحجة و اخذت لها صدى كبير جدا لانهم يعترف ان مسار سيد الرسل و امير المؤمنين شيء آخر مسارهم غير مسار اصحاب السقيفة يعني في نجاة البشر بل نجاة المسلمين و التفكيك بين قضية حرمة الدماء و بين الاسلمة و عدم التكفير مجرد المعارضة و المناكبة السياسية لا توجب التكفير فهذه السيرة لاحظوها نفسها عند الوهابية و السلفية و نفسها عند داعش و عند قاعدة وطالبان اذا لم تستطيع ان تتناكب مع الطرف الاخر الا ان تكفره ثم تتناكف معهم سياسيا و كذا.
وهذه نقطة مستقلة في نفسها التي اثرناها اليوم ان الداعش و فكره هل هو متطابق مع السقيفة او مغاير لها؟هذا السوال يطرح بنفسه على الساحة و ان الذي ينقذ الامة الاسلامية من دعوشة المسيرة و قاعدة المسيرة هم مدرسة اهل البيت ان اتوا الى مدرسة اهل البيت ينجون ان بقوا في مسار مدرسة السقيفة القضية تختلف لاحظوا ان الخارج عن السلطة عندهم يكفر يعني مجرد المعارضة الساسية . يقولون السلطان ظل الله في الارض اي سلطان ؟ السلطان الذي تقولون بعصمته ام لا تقولون بعصمته ؟
فالبحث حساس جدا سواء على صعيد الامة الاسلامية او المذهبية الاسلامية او على صعيد الديانات و هذا يثبت اجدرية مدرسة اهل البيت و تفوقها و استقامتها و علوها لنجاة البشر
نقطة اخرى ايضا من التسائلات: طبعا معذرة دعاة التقريب من المذاهب الاسلامية بما فيها من الوسط الداخلي – مع احترامنا لهم- لم يستطيعوا ان يحلوا هذه العقد -من دون تعصب القضية علمية بحته- يعني بالنسبة الى مدرسة اهل البيت عليهم السلام ليست من العقد لكن بالنسبة الى دعاة التقريب لم يغوصوا في الطريق الويم نصل الى ساحل الامان بكل الامة الاسلامية او البشرية من دون الوصول الى هذه البنود التي نكرها و سنبين ان البنود التي هم نظروها فانها تكرس الفتنة بدل ان تقلعها فان الفتنة سواء على صعيد الداخلي في المسلمين او على صعيد البشرية لم تقلع الا بالبنود التي سنبين انها ليست خاصة بمدرسة اهل البيت بل هي بنود ضرورية حتى بين المسلمين لكن على الرؤية الواعية من مدرسة اهل البيت ضرورات تعتمد على ضرورات بين المسلمين
الذين يطرحون التقريب نياتهم حسنة و لا احد يشكك في نواياهم كلامنا في الملاحظة العلمية في آلية العلاج لاحظ قضية المذهبية ماهي ضابطتها او الديانة هذا العنوان الديانة او المذهب ليس بلامر السهل بل امر معقد لماذا؟
﴿قُلْ أَ تُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدينِكُمْ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَليم﴾.[1]
هذه العبارة يتحدى الله عزوجل انكم تستطيعوا ان توجدوا منظومة اسمها الدين لان الدين هو خيمة سلام وامن للبشر لكن لم يستطيع احدا ان يوجد هندسته لان الدين ليس قضية عنوان و شعار لشيء سهل بل الدين يرتب عليه آثار و احكام فماهي منظومته؟ كذلك المذهب فليس بشيء السهل فان في بعض الزيارات ان الاسلام عرفته البشرية فمن اهل بيت النبوة المذهبية و الهداية عرفته البشرية منهم لان هذه المنظومة بشكل لا تسبب توتر و لا تشنج ولا تسبب اتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء الدين الفروض فيه ان يكون هكذا و يقف امام الافساد في الارض و امام السفك الدم البشري و ليس عدم سفك الدم المسلم و المؤمن فقط في سورة البقرة و نحن نعيش في شهر رمضان و شهر القرآن و ربيع القرآن و سيما هذذه الايات ركزو ا عليها الائمة عليهم السلام كثيرا .
﴿وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَليفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فيها مَنْ يُفْسِدُ فيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُون﴾[2]
(خَليفَةً) يعني الامامة و هذه الامامة التي اول ما ابتدء الباري بتعريفها انها ستقف سدا امام السفك الدم البشري بماهم بشر و تقف سدا امام الافساد في الارض لان تراث البشر لا يريد ان يفرط في انجازات البشر لا يريد ان يفرط فيها القرآن و استعمركم فيها فلا يريد ان يفرط فيها قالُوا أَ تَجْعَلُ فيها مَنْ يُفْسِدُ فيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ اي على الارث البشري و دم البشري.
الان طبول الحرب العالمي الثالثة تهدد كلا الامرين و الديانات السابقة بسبب تحريف اتباعها هددت كلا الامرين في سورة البقرة او سروة محمد صلى الله عليه واله ايضا تبين ان الذين سياتون على مقاليد الامة الاسلامية سيفرطون في هذين الجانبين ﴿وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما في قَلْبِهِ وَ هُوَ أَلَدُّ الْخِصام﴾[3] ﴿وَ إِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَساد.﴾[4]
( وَ إِذا تَوَلَّى) اي تولى مقاليد الامور (سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ) فالقرآن ذكر هذين الامرين الارث البشري و الدماء و التفريط بهما.
اذن معنى الدين هو الحافظ في الارث البشري و عدم التفريط في الدم البشر فالدين اي منظومة هو من يعي الدين ماهي حقيقة الدين غير النبي و علي وفاطمة و الحسن و الحسين و ليس اقول ذلك تعصبا انما البرهان التاريخي يثبت ذلك .
و ذكرت لكم هذه المقالة من هذا المنظر و غيره هنا جدلية دولية الى الان لم يستطيعوا ان يحلوها قالوا ان هناك تلازم بين حرمة الدم المال البشري وان تحكم عليه بالهداية و المحبة والا فلا فعندهم ثقافة كراهية لانهم الى الان ما استطاعوا ان يحلوا هذه الجدلية .
ولذا ذكرت لكم ان الاخوة الذين يخوضون في التقريب و يناشدون فيها لم يتقنوا حلحلة تلك الابهامات كما سنبين . و لذا في دعاة الطرح البشري او دعاة التقريب في الامة الاسلامية من كل المذاهب يقولون لابد ان ننفي وجود الاسلام الظاهري و الاسلام الواقعي اذا اردنا ان نحقن دماء المسلمين فلنترك هذا التقسيم من الاسلام بان الاسلام ظاهري و الاسلام الواقعي فكل من اسلم فقد حكم عليه بالاسلام الواقعي اما اذا اخذنا بالتفصيل بين الاسلام الظاهري و الواقعي هذا منشا لنشوب او نشوء الفتنة و الحروب و الدماء هذا ايضا خطا كبير في التنظير هذه الدعوى التي ذكرتها لكم ابدا حقن الدماء كما سنبين في مدرسة اهل البيت -التي لم تقم على ضروريات مدرسة اهل البيت فقط بل تشمل حتى ضروريات المشتركة الاسلامية- ابدا لا يتوقف حقن الدماء على هذه الدعوة ولو لم تحكم على الطرف بانه مسلم واقعي مع ذلك يحقن دمه و ماله و عرضه توقيف اناطة حرمة الدماء على الاسلام الواقعي هذا جدا خطا بل الامر بالعكس والا يكون منطق السقيفة عندما حاربت المسلمين باسم حروب اهل الردة و كفرتهم هو الصحيح مع ان هذا هو الخطا الذي وقعوا فيه وهو الخطا الذي وقع فيه داعش او القاعدة او كذا لاحظ الى داعش و القاعدة لكي تبررنفسها لمواجهتها العسكرية لابد ان تكفر اولا كل الناس ثم تقتل كأنما التكفير بسملة عندهم لذبح الذبيحة و هذا خطاء انا اقصد ان هذا الفكر في دعاة التقريب و انه ليس عندنا اسلام ظاهري بل الاسلام واحد هذا عجيب و الحر تكفيه نصف اشارة وبحثنا علمي
وهذه اثارة موجودة وان الاسلام و الحكم بالاسلام منوط بعدم ثنائية الاسلام الظاهري و الواقعي مع ان القرآن يقول ﴿إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقينَ لَكاذِبُون﴾[5]
فالقرآن ما يؤيد بان اسلام المنافقين اسلام واقعي مع ذلك لم يستبح القرآن دماء المنافقين صحيح يقول ﴿قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُون﴾[6] فان معناه دعاء عليهم و ليس استباحة دمائهم فنفي ثنائية الاسلام يناقض ضروريات و ليس قابل للتصوير الى اين تذهبون بل الثنائية درئ لفتنة كما سنبين وهذا المبحث شمول في ابواب الفقه و لا يسيطر عليها الباحث الا ان يجد جهده في كل ابواب الفقه مبحث شمولي في علم الكلام والا لم يتنقح فليس بمبحث سهل ما هو نظام الدين وما هو نظام المذهب ليس بشيء سهل.
و ايضا هذه الدعوى المسيحيون في ورطة منها في مذاهبهم الداخلية و كذا اليهودية و كذا البوذية و كذا الهندوس بين بعضهم البعض اقتتال مذهبي في الهند او في الصين ورطة مذهبية وهي موجودة في دعاة التقريب –مع احترامنا لهم – وهل دعاة التقريب الا اهل البيت على لكن التقريب على اي نظام وعلى اي وجه و سنبين ما يطرح في بيانات اهل البيت عليهم السلام من ان خرق الجو السلم و السلام بين ماهب المسلمين باي شيء في توصيات العظيمة لاهل البيت عليهم السلام كما سنبين ذلك لكن لا بهذه الصيغة التي يطرحها الاخوة من دعاة التقريب بل هذه الصيغة التي يطرحونها بلعكس هي تكريس في الدعوشة من حيث لا يشعر فهذه الورطة المذهبية انه ما دام هناك تعددية في المذاهب و التمذهب فلا سلام و لا حقن للدماء و الاموال وهذا ايضا اشتباه كيف هناك ملائمة و موائمة بين تعدد الديانات و بين تعدد المذاهب في ديانة واحدة مع السلم و الامن البشري و حفظ الدماء و الاعراض و النفوس و الاموال كيف هذه الصيغة يرسمها لنا اهل البيت وهي ضرورات تقوم حتى على الضرورات الاسلامية.
وقد ذكرت لكم امس اربع من اعلام الامامية في الاونة و القرن الاخير قاموا بتنظيرات كل له تنظير فالبحث جدي و يحتاج الى مزيج من الابواب الفقهية و الكلامية و التفسير و كلمات الفقهاء
فآخر نقطة التي ذكرناها هل هناك تلازم بين التعددية المذهبية و عدم احترام الدماء او ان حرمة الدماء لا تتوقف على وحدة المذهب رغم تعدد المذهب مع ذلك تحقن الدماء. بل سنبين ان حرمة الدماء و الاموال و الاعراض لا تتوقف على وحدة الدين وهذا يجري في اطار اوسع ان شاالله كما سنبينه.
فالبحث اذن معقد لكنها محلولها عند اهل البيت عليهم السلام و البحث علمي من دون تشنج و توتر.