43/09/01
الموضوع: علم المذاهب و التمذهب (1)
النقطة الاولى : البحث في المذاهب او قل المذهبية و التمذهب في مقابل علم الاديان و مبحث الاديان و هذا المبحث قد تناوله الفقهاء في الفقه في ابواب متعددة مبحث المذاهب و التمذهب فبالتالي هذا العنوان رتب عليه الفقهاء آثار و مباحث و احكام فالمبحث مضافا الى كونه مبحثا عقائديا كلاميا هو مبحثا فقهيا و ليس هو مبحثا كلاميا عقائديا محضا بل هو ايضا مبحث فقهي و في الحقيقة نحن سنتناول هذه الزاوية منه اي الزاوية الفقهية الكلامية و ليس الزاوية الكلامية المحضة بل الزاوية الفقهية الكلامية منه وهذه هي النقطة الاولى وان هذا المبحث مبحث فقهي كلامي مزدوج من جهتين وهذا المبحث في الحقيقة نظير مباحث عديدة في الفقه اخذ في موضوعها عناوين كلامية مثل افترض مبحث الارتداد و مبحث الضلال و مبحث الكفر و مبحث الشرك مبحث الاسلام فانها مباحث فقهية لكن اخذ في موضوعاتها عناوين كلامية و هذه المبحاث الفقهية المشتملة على عناوين وموضوعات كلامية في الحقيقية تستحق اهمية خاصة معينة تستحق اهمية خاصة يعني الابحاث الفقهية و المسائل الفقهية و الاحكام الفقهية الماخوذ في موضوعها عناوين كلامية تستدعي اهمية خاصة و بكل حسب طبيعة مباحث ابواب الفقه مهارت الفقهاء و براعتهم تختلف بحسب الابواب الفقهية او بحسب المباحث الفقهية فهذه المباحث التي هي مشتملة على بعد كلامي من جهة الموضوع و بعد فقهي لانها بالتالي هي مسائل فقهية مثل هذه النمط من المسائل واللون من المسائل و الاحكام الفقهية ربما تجد براعة او مهارة جملة من الفقهاء اكثر براعة من الاخر باعتبار طبيعة المسائل الفقهية و الابواب الفقهية تختلف مثل ما يقال ترى ان البعض اعلم في المعاملا ت و ليس اعلم في العبادات او تراه اعلم في العبادات و ليس اعلم في المعاملات و هلم جرا او احد في الفقه السياسي اكثر تبحرا وواحد في فقه القضا و هلم جرا لان بين الفقهاء بلا شك هناك من المهارة و التنافس و الراعة العلمية ين فقيه و آخر و هذا اللون من المسائل وهي المسائل الفقهية التي تاخذ في موضوعات عناوينها مباحث كلامية بالتالي تستدعي باعا و تضلعا في علم الكلام شئنا ام ابينا وهذا الامر لا محالة وهذا النمط من المسائل مبحث مهم مثلا ان الفقه السياسي فانه يستدعي عناوين في البيئة و المجال السياسي او القضائي لكن نفس هذا المبحث الفقه السياسي في الفقه في الغيبة الكبرى هل تقام دولة اسلامية ام لا تقام ام نسبيا او كليا او لا؟ او ان ربط هذه الدولة بصاحب العصر و الزمان لها ربط ام ليس لها ربط؟ باعتبار هو امام الكل الامام صاحب العصر و الزمان عليه السلام ما الصلة الشرعية بين اي دولة تقام او اي كيان يقيمه الفقهاء اي فقهاء الامامية في عصر الغيبة الكبرى مع امامة صاحب العصر و الزمان او ليس لها ربك بالتالي استمداد المشروعية عام اصعد انزل لاحظ هذا المبحث هنا ياخذ طابع الفقه الكلامي صحيح هو فقه سياسي لكن اقصد ياخذ طابعا كلاميا عقائدا وان الامامية كيف يوفقون في المشروعية لاقامة دولة طبعا هذا حتى في المؤتمرات و الندوات في الداهب الاسلالمية الاخرى هكذا يطرحون السوال وهو انتم ايها الاتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام واتباع الامامة و اتباع النص و اتباع العصمة كيف تسوغون لانفسكم مشروعية اقامة الحكومة من دون وجود المعصوم كيف تنكرون ذلك في السقيفة و تقرّون به في الغيبة الكبرى فهل اختلفت البيئتان وهذه اثارة صحيح هي اثارة فقهية كلامية سياسية لكن بالتالي لها بعد كلامي فارتباط الشرعية بين صاحب العصر و الزمان الذي هو امام الكل في الكل صلوات الله عليه امام كل الشرعيات امام كل الصلاحيات ما من صغيرة و كبيرة في الشرعيات الا ولابد ان تستمد منه لانه خليفة الله في ارضه و عجل الله فرجه الشريف و هذا المبحث صحيح انه فقهي سياسي الا ان له جانب كلامي.
ومثل هذه المباحث كالقضا يقولون انتم علماء الامامية کیف تستمدون شرعية سلطة القضاء وممن تستمدونها؟ من تحكيم الامة من باب قاضي تحكيم ؟ ام تستمدون الشرعية من امام عصركم عجل الله فرجه الشريف كيف ذلك؟ و ماهو النص؟ و كيف نستدل على شرعية تصدي العلماء و الفقهاء للقضاء و نحن في عصر صاحب العصر و الزمان؟ نستدل له بنصوص صادرة عن جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليه ببالي هذا جانب تنفيذ و ولاية وحینئذ كيف نستدل بروايات الباقر او الصادق علیهما السلام و نحن نعيش في عصر صاحب العصر و الزمان هل له تخريج ام ماذا ؟
لاحظ هذه المباحث صحيح انها فقهية الا انه اخذ في موضوعها او جزء موضوعها او قيد الموضوع لب لباب الموضوع اخذ جانب كلامي من هذا القبيل اذن لدينا في ابواب الفقه احكام و مسائل اخذ في موضوعها جانب الكلامي و العقائدي و هذه المسائل بالتالي تحتاج الى خلفية كلامية شئنا ام ابينا و لا يكفي المباحث المعارف انك تعرف اللغة الفلسفية في التوحيد او اللغة الفلسفية في المعاد فلا يسمن و لايغني لك من جوع ان لم تعرف اللغة الكلامية في ابواب الاعتقاد بمهدوية الامام صاحب العصر و الزمان هذا باب خاص و علم خاص في علم الكلام و علم العقائد
و على اية حال هذه النقطة الاولى مبحثنا اليوم وفي هذه السنة حول المذهبية و المذاهب، و سنبين سبب تعرضنا لهذا المبحث ما هو؟ لكن طابع هذا المبحث فقهي لكن اخذ في موضوعه عنوانا كلاميا و عقائديا وهذه الابواب الموجودة في الفقه تحتاج صراحتا الى ثنائية علم الكلام و علم الفقه و لا يكفي علم الكلام بمفرده و لا يكفي فيها علم الفقه بمفرده بل لابد من كلا الجانبين
هذا الجانب على اية حال النقطة الاولى فيه ان هذا مبحث فقهي كلامي و هذا النمط من المباحث صراحتا تحتاج الى خوض كثير من الاخوة يعني الجو العملي الحوزوي يحتاج الى خوض كثير و نحن بأمسّ الحاجة اليه و هذه نقطة مهمة و ترى براعة جملة من الفقهاء اكثر في هذا الجانب من بعض الفقهاء الاخرين ربما فقيه في المعاملات متبحر و متضلع او في العبادات لكنه في الفقه الكلامي تجد شخص آخر هو اكثر براعة لاتقانه المقدمات الكلامية و استنطاقه الادلة الفقهية الماخوذ فيها ذلك العنوان الكلامي اكثر حيطة و اكثر تضلعا و تبحرا و هذا موجود في ابواب الفقه. جيد هذه النقطة الاولى حول المذهبية و المذاهب و هذه لغة كما مر يجب التعرف عليها اللغة الكلامية في الفقه او قل اللغة الفقهية في علم الكلام و هذه الثنائية يجب اتقانه لانها بالتالي مباحث تشتمل على اللغتين اللغة الفقهية و اللغة الكلامية وهي لغة سليسة و جذابة لكثير من عقلية عموم البشر او عموم الناس
النقطة الثانية: ان ظاهرة المذهب و التمذهب و الاديان لانه عندنا علم الاديان و عندنا علم المذاهب ظاهرة المذاهب بغض النظر عن دليلها ان هناك ديانات و داخل كل الديانة مذاهب و هذا التبوب عفوي او تبويب وحياني -ان كانت اصل الديانات وحيانية او سماوية- او تبويب عقلي ايا ما كان بحث آخر كظاهرة تاريخية في البشر قديما و حديثا لدينا ظاهرة الديانات و لدينا داخل الديانة الواحدة مذاهب و هذه الظاهرة موجودة الان كيف ندرسها او كيف نعرفها باعتبار ان هذا بحث فقهي كلامي نريد ان نتعرف عليه و هذه الظاهرة ايضا موجودة و هي ظاهرة وجود مذاهب داخل الدين الواحد مثلا اليهودية داخلها كاثوليكيةو برو تستانتية و سلفية يهودية و هذه العناوين موجودة عند اليهود وانه داخل الديانة اليهودية ان صح التعبير و ان كانت الانبياء بعثوا بدين واحد واممهم هم الذين حرفوا الديانة الان كيف تم تحريف الدين ماهو سياتي مباحثها المهم ان داخل اليهود اتباع نبي موسى على نبينا واله و عليه السلام هناك مذاهب الا ماهي ضابطة المذهبية في كل دين و ماهي ضابطة الدين هذه ظاهرة موجودية كذالك في المسيحية كاتوليكية وبروتستانتية ارتدوكسية ومارودينية و قبطية ومذاهب الى ما شاالله البوذية و الهندوسية ايضا ديانة و لها مذاهب الى ماشاالله في الصين ايضا هكذا او ديانة عبادة الابطال في يابان ايضا لها تسمية خاصة و في داخلها مذاهب و الالحاد بالتالي ادلجة من الادلوجيات وفيها مذاهب العلمانية ان صح انها ديانة او ادلجة معينة لان كلامنا في الديانات ليس بالضرورة ان تنسب الى السماء وانما عموما ديانة على كل فظاهرة موجودة عندنا ظاهرة الاديان و في كل دين مذاهب و هذه الظاهرة موجودة لا يمكن انكارها و العجيب ان هذه الظاهرة متفق عليها في كل اصحاب الديانات دين ثم مذاهب فالضابطة ماهي و كيف تحصل؟ هل هناك ضابطة قانونية فقهية كلامية ام لا؟ ثم ما المائز بين الدين و المذهبية في الدين لانه اخذ في ابواب الفقه اتباع الديانات و اتباع المذاهب في الديانة الواحدة هذه هي النقطة الثانية وهي وجود هذه كظاهرة بشرية لبعض الديانات و المذاهب و ان المذاهب اصناف تتبع دين و احد .
وبالجملة: فالمذهبية غير الديانات و مبحثنا ان شاالله سينعقد في المذهبية و التمذهب و المذاهب و ليس في الديانات وانما سيتم التعرض للديانات تمييزا للمذهبية عن الديانات من هذا الباب و الا اصل المبحث في المذهبية و التمذهب و بلغة فقهية كلامية معا
النقطة الثالثة: اننا نشاهد في الامة الاسلامية هناك تمذهب على اساس فقهي فيقال مذاهب فقهية و هناك تمذهب على اساس كلامي فيقال مذاهب عقائدية فالتمذهب ملحوظ فيه انه تارة يكون على اساس فقهي و تار ة يكون على اساس عقائدي فلدينا مذاهب فقهية و لدينا مذاهب عقائدية مثلا في غير اتباع اهل البيت عليهم السلان اي غير المذاهب الاثنى عشرية مثلا في مذاهب الجمهور عندهم مذهب الحنبلي و الحنفي و الشافعي و المالكي و الاباضي و اسماعيلي و الزيدي طبعا هذه(اي الاسماعيلية و الزيدية) من المذاهب الامامية بالمعنى الاعم اي كل من قال بالنص ايضا فيه مذاهب كالاسماعيلية و الزيديةو الواقفية و هلم جرا فنلاحظ اذن في الجمهور تمذهب بلحاظ الفقه موجود و هناك تمذهب بلحاظ العقيدة اشاعرة معتزلة ماتردية مفوضة و هلم جرا فهناك تمذهب و مهبية بلحاظ اساس عقائدية في الامة الاسلامية و هناك تمذهب على اساسا فقهي فيا ترى المذهبية و التمذهب هل له قابلية ان يكون ميزان فقهي تارة و تارة ميزان عقائدي وماهو الميزان؟ و هذا كتسائل عن ظاهرة موجودة في الامة الاسلامية بل حتى في الامم الاخرى و ان التمذهب تارة على اساس فقهي و تارة يكون على اساس عقائدي فما هو الميزان و العيار و المعيار يجب التدبر فيه صناعيا علميا طبعا هذا الغوص و الفحص و البحث في التمذهب و المذهبية و الضوابظ الموجودة في الظواهر الامة الاسلامة لماذا ؟ لانه اخذ في ابواب الفقه و القنوانين الفقهية سواء قوانين تعايشية بين اتباع المذاهب بين المسلمين او بالتالي لها احكام كثيرة اخرى فلابد من اتقان و الالتفات الى ما اخذه الفقهاء طبعا تبعا للادلة الشرعية اخذوا عنوان المذهبية
النقطة الرابعة: ليس هدفنا في هذه السلسلة من بحث المذهبية و التمذهب التكفير او الاسلمة او التفسيق او التعدية بقدر ما يكون هدفنا بلورة علمية محضة لهذا المبحث نحن في هذا الصدد البلورة و التفصيل و التبيان و اليان العلمي لمعنى المذهب و المذهبية في الادلة الشرعية و على اي اساس و بالتالي هذا المبحث يضفي بظلاله على مكونات الاجتماعية و الاسلامية و على كيفية نظام التعامل فيما بين المسلمين داخليا فضلا عن انه ايضا ربما يضفي بظلاله على نظام التعامل فما بين المسلمين و غيرهم بمعنى اخر وان كان هذا المبحث داخلي اكثر ما هو بين المسلمين وغير المسلمين لكنه بالتالي هو مفيد فهناك نوع من مباحث الملل و النحل وان كان الملل يساوي الديانات و النحل يساوي التمذهب اي نوع من تعبير آخر ين الديانات و المذاهب الملل مرادف يقارب الديانات و النحل يقار ب المذاهب و لكن قد يستعمل النحلة و الانتحال لمطلق الديانات هذه عناوين وردت في ادلة لسان الوحي و وردت في كلمات الفقهاء و وردت في كلمات المتكلمين فمن الجيد ان الانسان يلتفت الى معنى من تلك العناوين وهي عناوين كلامية عقائدية اخذت في احكام و ابواب فقهية بالتالي مبحث فقهي ولكن تلقائيا يجرنا الى مباحث كلامية اسسية و اساسية مهمة هذه نقطة اخرى
نقطة اخرى مرت بنا الان ان هدفنا ليس التكفير و الاسلمة او بحث التعديل و التفسيق بقدر ما هو بحثنا في اصل تلك المباحث و بنيتها العلمية و اسسها العلمي و الاثار تلقائيا تتضح بعد ذلك الهدف هو هذا وانه بحث علمي اكثر من ان يكون بحثا توتري او تشنجي او تكفيري بلعكس نحن بصدد اصحاب راية التكفير او التفسيق في قبالنا من هذه الجهة صحيح لسنا صلح الكل لكن سلم كلي بحث آخر
فعلى اية حال هذه النقطة من ضمن نقاط هذه الليلية
النقطة الخامسة: ظاهرة نلمسها من المذاهب و التمذهب ان مدرسة ائمة اهل البيت عليهم السلام الاثنى عشرية مع انها لم تغلق باب العلم في العقائد و لا اقول باب الاجتهاد بل باب العلمي في العقائد لم تغلقه الائمة الاثنى عشرية لم يغلقوا باب العقائد و المعارف على اتباعهم بل حثوا على هذا الباب و على هذا المجال بقوة و كذالك في جانب الفقه لم يغلقوه و معروف ان باب الاجتهاد عند مدرسة ائمة اهل البيتو عند الامامية الاثنى عشرية هذا الباب مفتوح وليس مغلقا فمع انه ليس مغلق لم نشاهد مهبية في الاثنى عشرة طيلة التاريخ الا بامور مرتبطة بقضايا عقائدية كما سنبين و الا فان التمذهب و التشرب الى مذاهب لم يحصل – كظاهرية تاريخية نريد ان ندرسها بقراءة علمية فقهية كلامية لا بقراءة تاريخية- ولم تحدث هناك بالتالي فرق مذهبية و تمذهب في داخل الائمة الاثنى عشرية على اساس مذهب فقهي او على اساس عقائدي الا على بعض القضايا العقائدية هذه الظاهرة موجودة بينما في جمهور مذاهب المسلمين الاخرى المعروف انهم سدوا باب الاجتهاد و راوا ان فتح باب الاجتهاد يسبب لديهم تولد مذاهب فقهية لا تنحصر و ليس كلامنا في دراسة تاريخية لهذه الظاهرة و لا ابعاد اخرى مجهرية انما نحن في تسائل علمي مرتبط بالمذهبية و التمذهب لماذا اختيار بين الاحناف الحنفية اتباع ابي حنفية او المالكية عبر عنها مذهبية او بين الحنفية و بين الحنابلة او بين الحنابلة و المالكية لماذا عبر عنها بمذاهب هل هو تعبير توافقهي او عفوي او انه مستند الى نقطة بخلاف مذهب الاباضية و بخلاف المذهب الزيدي و بخلاف مذهب الاسماعيلي فالمذاهب الاربعة او قل بين مذاهب الجمهور لماذا حدث تممهب بينما داخل المذهب الحنفي ترى تعدد فقهاء داخل المذهب الحنفي لكن يبقى حنفي فالحنفية ماهي الامور التي توفرت فيها حتى اطلق عليها المذهب الحنفي مذهب فقهي يسمى مذهب الحنفي في قبال المذهب الجعفري ولماذا قيل عن مذهب اهل البيت عليهم السلام في البعد الفقهي قيل مذهب الجعفري و لم يقال مذهب العلوي في جانب العقائدي قيل مذهب العلوي فاطمي حسني حسيني امامي اثنى عشرية لكن في الفقه قيل مذهب جعفري ولو هو مذهب واحد فانه ليس عندنا تمذهب عقائدي غير فقهي متخالف مع المذهب الاثنى عشري هو مذهب واحد فقهي و عقائدي و هذه ايضا ظاهرة ملفتة ان في مدرسة ائمة اهل البيت عليهم السلام -وهذا تسائل نطرحها على الظاهرة التاريخية كي نلتفت الى الموازين و البنود الموجودة في المذهب و التمذهب الكلام الغاية من عنده هو هذا وان هذه الظاهرة ملفتة و هي ان في مدرسة اهل البيت المذهب الفقهي و العقائدي متطابق و متساوي بينما تجد في المذاهب الفقهية للجمهور وعامة المسلمين ربما تراه حنفيا وهو معتزلي و تراه حنفيا و قد يكون اشعريا او تراه مالكيا و قد يكون ماتريديا او زيديا في العقيدة و حنفية في المذهب -و ربما هذه تركبيبة جديدة- فالمقصود ان هذا المطلب و هو ان كثير من رؤساء الاحناف كانوا يعتنقون في العقائد التصوف وهذا موجود فان كثير من زعماء المذاهب الاربعة في قرونهم مثلا زعيم المذهب الحنفي في القرن الخامس فلان كتب كتبا كثيرة لانه يعتنق للمذهب الصوفي فتراه يكتب كتب كثيرة في فضائل اهل البيت او في مقتل الامام الحسين عليه السلام او في ظلامات اهل البيت عليهم السلام المهم فبالنسبة الى الجمهور ترى ليس هناك تلازما بين المذهب الفقهي و المذهب العقائدي بل مركب تجده في هذه الظاهرة وهي موجودة الان، وسنبحث انه لماذا و كيف يجب دراستها علميا ؟ -وليس كلامي انه يجب دراستها تارخيا-
ولعلمكم ان كثيرا ممن الّف في فضائل اهل البيت عليهم السلام هم زعماء المذاهب الاربعة ولا اقصد ابا حنيفة او ابن حنبل بل اقصد زعماء المذهب الحنفي في القرن العاشر او القرن الثامن او القرن السابع او من زعماء المذهب المالكي او من زعماء المذهب الحنبلي و لكنه في جانب العقائد يهوى ابا حسن و يهوى امير المؤمنين و يهوى ائمة اهل الببت فيكتب فضائل كثيرة في هذا المجال و كلامنا انه الملاحظ ان في المذاهب الفقهية الاخرى او المذاهب العقائدية الاخرى ليس لها تلازم مع مذهب فقهي اي مذهب فقهي معين يلازم مذهب كلامي معين وان كانت فيه ظاهرية اكثرية لكن كتلازم وقوعي لا تجد فيهم اذن عندنا تمذهب في الساحة الامة الاسلامية طيلة هذه القرون تمذهب فقهي و هناك تمذهب عقائدي و ليس تلازم بين المذهبين و المسارين لكن بخلاف المذهب الامامية فان التطابق والتلازم واضح فقها و كلاميا فان مذهب الامامية الاثنى عشرية كمذهب فقهي و عقائدي فتلازمه و وحدته واحدة و هذا متميز بين المذاهب الاسلامية الاخرى كظاهرة و هذه الظاهرة لابد ان تدرس و يكتشف بنيتها من اين؟ لماذا المذهبية العقائدية في المدرسة الاثنى عشرية لائمة اهل البيت تلازم المذهب الواحد و المذهب الفقهي الاثنى عشري الامامي يلازم المذهب العقائدي الواحد هذا التلازم و التطابق لماذا؟ فليس بعبط و لا صدفة بل هناك ضوابط و موازين يجب الالتفات اليها من جانب آخر نلاحظ العكس في المذاهب الاخرى حتى اضطروا كما مر بنا لان هذا الاضطرار ليس عبطا ان يغلقوا باب الاجتها سواء باب الاجتهاد في الفقه او يغلقوا باب الاجتهاد في العقائد بخلاف مذهب مدرسة اهل البيت رغم انه مفتوح الا ان التمذهب باق على حاله مذهب واحد فقهي و مذهب واحد عقائدي وهو نفسه .
النقطة السابعة:ظاهرة اخرى في خضم هذه الظواهر هذه تسائلات تملي علينا اسألة كثير منها ليس دراستها تاريخية بل دراستها علمية فقهية علمية كلامية لماذا؟ في خضم هذه الظاهرة يلاحظ هذا الجانب -طبعا سيتبين لنا براهين لامامة اهل البيت عليهم السلام – وان الامامة كميزان عقائدي لتمذهب المدرسة الاثنى عشرية هذه الامامة هي نفسها ايضا هي امامة رائدة او ميزانية في الفقة فالامامة الفقهية -ان صح التعبير – عند مدرسة اهل البيت عليهم السلام هي بنفسها امامة عقائدية والامامة العقائدية هي بنفسها الامامة الفقهية و هي بنفسها امامة السياسية و امامية عليمة بتعبير رابع في مدرسة اهل البيت واحدة بينما الامامة في المذاهب الاخرى تجد الامامة العقائدية تختلف عن الامامة الفقهية ما سبب هذا؟ لماذا ائمة الفقه عندهم غيرائمة العقائد و ائمة العقائد عندهم غير ائمة الفقه لم ائمة الاثنى عشر هم ائمة في العلم وفي الفقه و العقائد و السياسية وفي كل جانب ؟هذه ظاهرة موجودة في امامة ائمة اهل البيت الاثنى عشرية على عكسها في جانب الاخر هذه ايضا ظاهرة في التمذهب موجودة مائزة بين المذاهب الاسلامية الاخرى مع مذهب الامامية الاثنى عشرية لاهل البيت صلوات الله عليهم .
النقطة الثامنة: والملاحظة الاخرى هي في الحقيقة هناك تسائلات في المذهبية نطرح التسائلات كي نستطيع في الجلسات اللاحقة للاجابة عنها هناك تسائلات كما ذكر كثير من الاخوة لمتابعي مساجلات الموجودة في المذهبية مع الوهابية او غيرهم ان احد ى الاثارات او الاعتراضات الوهابية على علماء الامامية ان هناك فيها من الفقهاء لمذاهب الاربعة وهو شلتوت مثلا رئيس الازهر في وقته افتى بصحة التعبد لمذهب اهل البيت فان هذا فتواه في الجانب الفقهي فافتى بصحة التعبد لمذهب اهل البيت طبعا نسب ايضا الى الطنطاوي ريس الازهر الحالي و لم اتابع هذه النسبة و العهدة على النسبة و بل هناك جملة من رؤساء الازهر قبل شلتوت وربما بعده افتى بصحة التعبد في البعد الفقهي لمذهب اهل البيت عليهم السلام. فالسوال من الوهابية لماذا لم يفت فقيه منكم بصحة التمذهب او التعبد الفقهي للمذاهب الفقهية الاخرى لماذا ما قابلتم هذه الفتوى بهكذا دعوى فالسوال الذي يطرح هل التمذهب هو من نتاج فتاوى الفقهاء ام لا ؟ هل هو هو من صلاحيات الفقيه و المجتهدين لاي مذهب ان يصحح المذاهب الاخرى و هذا الذي يثير لنا زاوية اخرى في المهذهبية و التمذهب ثم هل هذا منحصر في التمذهب الفقهي او يشمل الكلامي ؟ مثلا هل هناك اشعري يصحح اعتناق مذهب الاعتزال او متكلم عالم في الاعتزال يصحح اعتناق الاشعرية او جبري يصحح مسلك التفويض او مسلك التفويض يصحح المسلك الجبرية و هلم جرا في المسلك العقائدي ماذا فيه تصحيح او ما فيه تصحيح؟ فبالتالي هذا السوال يطرح يعني ما قام به السيد البروجردي و ربما الشيخ محمد تقي القمي الذي هو ممثل السيد البروجردي في مصر عن لسان السيد محمد تقي القمي فعندا السيد محمد تقي القمي الطباطبائي و الشيخ محمد تقي القمي وهو كان في لجنة السيد البروجردي لجنة التقريب في مصر ربما لخمسين سنة او اكثر من قبل السيد بروجردي و السيد محمد تقي القمي المعروف في النجف الاشرف من تلاميذ السيد الخويي فالسيد محمد تقي القمي ره ينقل عن الشيخ محمد تقي القمي ان التاثير الاكبر لفتوى الشلتوت كان للسيد عبد الحسين شرف الدين وان نسب التاثير الاكبر للسيد البروجردي اي ما كان كلهم سادة و زعماء رضوان الله تعال عليهم و شكر الله سعيهم بل كان الشيخ محمد تقي القمي كان ينسب نوع دور للسيد محسن الحكيم ايضا في بعض المواقف تاثر بها الازهر.
ايا ما كان فالفتوى كانت تاثيرا لهولاء السادة الثلاثة، لكن النسبة المأوية حسب نقل الشيخ محمد تقي القمي كم هي؟ هذا بحث آخر فكان هدف السيد البروجردي ان يستطلع فتوى الشلتوت او من بعده من بقية رؤساءهم منهم الطنطاوي و غيره فالهدف ما هو؟ فهل الهدف صحة التمذهب تحت غطاء الفتوى لفقيه و مجتهد من مذاهب الاتجاه الاخر او الهدف شيء آخر؟ ربما نلتفت اليه فعلى كل حال فهذه التسائلات موجودة في معنى التمذهب و المذهبية ولا اطيل عليكم كثيرا و هناك تسائلات اخرى غدا نطرحها قبل الخوض في تفاصيل و موازين و قواعد التمذهب و المذهبية لماذا و هي ذات فصول عديدة و سنستعرضها ان شالله من البعد الفقهي و كلمات الفقهاء بلغة كلامية مصبوغة بلغة عصرية ان شاالله لكي يتبين هذا البحث نعم هناك تسائلات كثيرة اخرى لا اطيل بهذا المقدار نكتفي بهذا المقدار هذه الليلة .