46/06/09
الموضوع: ضوابط خطيرة في الصفات الإلهية
كنا في الصفات الفعلية ذيل قوله تعالى ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم ...
ومر انه في الباري تعالى لاتمت فرض التفاوت فيه بصلة وانما هي من شأن المخلوقين بل حتى التفاوت في الاسماء والصفات الذاتية دليل على ان هذه الشوائب خلقية والا في الباري تعالى لا معنى للمضي ولا للاستقبال ولا يتصور في سعة الذات الالهية.
نعم التفاوت في الصفات الذاتية اخفى من التفاوت في الصفات الفعلية والجانب الخلقي في الصفات الفعلية ابين من الصفات الذاتية فهو خفاء وغموض وهذه تخفى على رواد الفلسفة والعرفان والمتكلمين ولولا ان ينبه عليها اهل البيت لكنا في غفلة ساهين ولولا ان هدانا الله بهم الى مثل هذه الخفيات لما كنا مهتدين فهذا برهان ساطع على امامتهم وعصمتهم .
اذن رائحة التفاوت ليست في ذات الباري ومن ثم ورد التأكيد عن اهل البيت على هذه الخصوصية ان الباري تعالى لا تتفاوت فيه الصفات او الشؤون ، غاية الامر التفاوت كما مر في الصفات الذاتية خفي واخفى فالتفاوت علامة على ان هذه الصفة ليست عين ذات تحققا لكنها في عالم الصفات الذاتية اخفى والصفات الذاتية هي طبقات اخفى واخفى واخفى والصفات الفعلية ايضا طبقات جلية وخفية ووو.
بيان الامام الباقر ع في دعاء البهاء تاكيد على وجود التفاوت في الصفات والتي هي رئيسية علم ونور وقدرة وهذه ضابطة بينها اهل البيت وهي ضابطة عقلية وحيانية .
هناك ضابطة اخرى ايضا اصعب واصعب هم بينوها بشكل اجمالي اما كيف تطبق بحاجة الى تسديد؟ اذن بعض الضوابط بينت في الوحي ومبدهة عقليا لكن الفلاسفة لا يهتدون لها لولا ان يتعلمونها من الوحي ويهتدون بها وحتى العرفاء والمتكلمين والمفسرين .
هذه الضابطة وردت عنهم عليهم السلام وهي مبهرة جدا بغض النظر عن الاستفاضة وقد بينت في قوالب متعددة الضابطة وهي هذه القاعدة قال ما تأويل الله اكبر؟ قال اكبر من كل شيء قال اذا صار مخلوق اذا الباري قيس مع غيره وجعل اكبر بهذا اللحظ هذه صفة مخلوق وليست صفة خالق ، الراوي قال اذن كيف اقول؟ قال قل اكبر من ان يوصف هذه هي الضابطة ، يعني اي صفة اتت في الوحي او يقيمها العقل فيها مفاضلة او مقايسة هذه ليست صفة الهية عين الذات نعم ربما تكون صفة فعلية بالمعنى العام والاخص .
مثلا لم يلد ولم يولد هو تبعيض وقياس مفاضلة يعني هو مخلوق لكنه مخلوق مادي والا المجردات على القول بوجودهم عن العالم الجسماني مطلقا والصحيح هو هذا لكن العقل ليس مجرد مطلقا عن الجسم وعالم الامر كذلك والعرش كذلك افترض عالم الاسماء مجرد عن المادة فالمجرد يعني لم يولد من مادة ولا يولد لك مادة هذه صفة مادية ، فهذه المادية ليس بالضرورة تكون صفة الهية ذاتية وانما صفة فعلية والصفات الفعلية صفات للمخلوقات وننزه الشوائب التي فيها ونجعلها صفة للباري .
المهم هذه ضابطة عجيبة وفيها خفايا عظيمة وهي موجودة عن امير المؤمنين وعن الصادق وعن عدة من الائمة في البيان العقلي لقولنا الله اكبر ، فاذا قلت اكبر من كل شيء قايسته وحددته هذي دقة عقلية لا يلتفت اليها الفلاسفة ولا العرفاء .
اكبر من كل شيء يعني تفاضل يعني تحديد و حد مع ان هذا التفاضل ليس جسماني لكن اذا بنيت على التفاضل هي بصفة المخلوق وليست بصفة الخالق ، صفة الخالق ليست تحتمل القياس حتى القياس بالافضلية بينما عموم الفلاسفة والعرفاء لما يبحثون في الصفات الالهية قائمة على المقايسة .
فالامام نهى عن هذا التفسير مع ان الفلاسفة والمتكلمين والمفسرين يفسرونه هكذا ، انظر كيف هي معجزة علم المعصوم انى ساووك بمن ناووك وهو حديث في اصول الكافي عن الامام الرضا وهو تعبير السيد رضا الهندي فالمقايسة فيها شيء من المساواة حتى مع التفضيل واصل هذا المطلب اخذه السيد رضا الهندي من الزيارة الغديرية للامام الهادي وفيها انى ساووك بمن ناووك وفي بيان اصول الكافي يبين الامام عجز المخلوقات عن وصف الامام :
فَمَنْ ذَا الَّذِي يَبْلُغُ مَعْرِفَةَ الإِمَامِ أَوْ يُمْكِنُه اخْتِيَارُه هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ضَلَّتِ الْعُقُولُ وتَاهَتِ الْحُلُومُ وحَارَتِ الأَلْبَابُ وخَسَأَتِ الْعُيُونُ وتَصَاغَرَتِ الْعُظَمَاءُ وتَحَيَّرَتِ الْحُكَمَاءُ وتَقَاصَرَتِ الْحُلَمَاءُ وحَصِرَتِ الْخُطَبَاءُ وجَهِلَتِ الأَلِبَّاءُ وكَلَّتِ الشُّعَرَاءُ وعَجَزَتِ الأُدَبَاءُ وعَيِيَتِ الْبُلَغَاءُ عَنْ وَصْفِ شَأْنٍ مِنْ شَأْنِه أَوْ فَضِيلَةٍ مِنْ فَضَائِلِه وأَقَرَّتْ بِالْعَجْزِ والتَّقْصِيرِ وكَيْفَ يُوصَفُ بِكُلِّه أَوْ يُنْعَتُ بِكُنْهِه أَوْ يُفْهَمُ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِه أَوْ يُوجَدُ مَنْ يَقُومُ مَقَامَه ويُغْنِي غِنَاه لَا كَيْفَ وأَنَّى وهُوَ بِحَيْثُ النَّجْمِ مِنْ يَدِ الْمُتَنَاوِلِينَ ووَصْفِ الْوَاصِفِينَ.
هذا كله عن وصف شأن الامام مع انه مخلوق طبعا الدليل العقلي موجود ودائما الموجود الاكمل اللي هو واسطة فيض للموجود الاقل كمالا الاقل يمتنع ان يحيط بالاكمل .
هناك بيان عقلي للامام الصادق يعلمه للمفضل بن عمر في مختصر بصائر الدرجات وغيره ان كل من احاط بشيء فهو اكبر منه وهذا ليس احاطة جسمانية حتى العلمية وفي القدرة ووو ، فاي شيء احاط بشيء ثاني اخر فالاول اكبر من الثاني واذا تفرض انه ليس اكبر اذن لا يمكن الاحاطة فتكون ممتنعة .انظر هذا البرهان العقلي ولا ربط له بظنية السند هذا برهان فوق القطع الحسي .
في اية الكرسي مر انه لا يؤوده حفظهما الحفظ ليس مجرد الابقاء او الجانب العرضي في رعاية الكمالات الثانوية وانما حفظ اصل الوجود مثل ان الله يمسك وهذا ليس فقط بلحاظ الجانب العرضي فيها لذلك قال ان تزولا ولئن زالتا يعني عدمتا يعني في اصل عطاؤه فهو موجود حدوثا وبقاء كذلك لا يؤوده حفظهما يعني حفظ اصل وجودها وحفظ بقاءها .
فالوجود هو من الكمالات الاولية والاشياء العرضية هي كمالات ثانوية فهو يحفظ اصل الكمال الاول يعني اصل الوجود وهذا الاشراق الموجود في بيانات الوحي اشرقت السماوات او نور السماوات الاشراق والانارة والنور المراد به ليس معنى العرضي وانما المراد هو المعنى الجوهري او قل اصل الوجود واصل الحدوث اشرقت السماوات يعني اشراقها الاعظم بوجودها وليس اشراقها الاعظم بسطوع نورها على الاجسام نعم اشرقت الارض بنور ربها ليس المراد النور العرضي المنعكس عليها اشرقت يعني وجدت على اصل حياة الشخص او بين كمالات ثانوية عرضية للشخص ، اين هذا من هذا؟
كما ورد في عوالم الخلقة الارض يحفظها عالم فوقها والذي فوقها يحفظها عالم فوقها ، فالحفظ ليس حفظ عرضي فقط وانما حفظ اصل وجوده وواسطة فيض ، عندما يقال الامام عصمة البشر يعني به يحفظ البشر يعني في علمهم وعقلهم وفي ادارتهم او حتى في وجودهم يعني واسطة فيض كما ان وصف امير المؤمين بعصمة الاصفياء يعني عصمتهم قائمة بعصمته جعل الله عز وجل للملائكة قائد يعني قدسيتهم تحفظ به اني جاعل في الارض خليفة واذ قال ربك للملائكة اسجدوا لادم فلولا كونه مقدم عليهم او قدسيتهم منوطة به وسدادهم ونورهم وعصمتهم قائمة ومنوط به لما قدم .
لذلك يقول الباري تعالى في سبع سور ان عصمة الملائكة قائمة بخليفة الله ففي البداية قالوا هذه الخليفة عصمة الارض به ام لا؟ اتجعل فيها من يفسد فيها؟ ولكن في نهاية المطاف قال انتم قائمون به وليس الارض انتم عصمتكم كذا فكيف اذا كان هناك من هو اعلى من ادم؟ ام كنت من العالين؟ فعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم يعني انما صار ادم خليفة بهم وفوق كل فوق فهي طبقات ، انتم ايها الملائكة عصمتكم قائمة بالخليفة ، ما كان لي علم بالملأ الاعلى اذ يختصمون فالقائم بالتنسيق بين الملائكة والتنظيم بينهم تكوينا وعصمتهم عن الخطأ هو الامام فاعترضوا الملائكة فمن الذي سددهم؟ هو الله تعالى قال الم اقل لكم اني اعلم ما لا تعلمون ؟ والملائكة مع انهم معصومون لكن عصمتهم معصومة بعاصم فوقهم.
فالباري تعالى يقول خليفة الله خلافته لا تقتصر على الارض وانما هو عصمة للملائكة وتعتصم الملائكة به وعلم الملائكة قائم بعلمه وبرفده العلمي حركات وسكنات الملائكة قائمة به ، اسجدوا يعني اطيعوا منتهى الطاعة وانقادوا منتهى الانقياد معناه انه حركات وسكناتهم هو في غرفة التحكم مع انه موجود ارضي لكن طبقات روحه ونوره هكذا وهذا ادم خليفة نموذج فكيف بما استحصل ادم هذا المقام به ممن يشير لهم القرآن .
لذلك مر بنا مرارا ان تعريف امامة امير المؤمنين بنفس تعريف النبي ابراهيم هذا خطأ قامامة ابراهيم لعموم الناس ولكن امامة امير المؤمنين لبقية الانبياء ولبقية الاوصياء فهو قائد القيادات الاصطفائية وليس قائد البشر الجواني مثل رسول الله فليس هو الشاهد على الاعمال البشر فقط وانما شاهد على اعمال الانبياء وعلى اعمال الائمة ورقيب فوق الرقباء ومربي للمربيين وراعي للرعاة وامين الامناء والمهيمن على ذلك كله .
القرآن ليس فقط كتاب الهي بل كتاب الكتب الالهية مهيمن على كل صغيرة وكبيرة فمن الخطأ تعريف القرآن كما تعرف التوراة والانجيل ان هذا بخس في القرآن وخطأ ان تعرف سيد الانبياء تقول هو نبي كلا هو سيد الانبياء وليس فقط نبي قله سيطرة على انباء الانبياء وعلى الوحي الذي يصل الانبياء فهو ينبئ الانبياء ، فعندما نقول ابراهيم نبي الله هذا بحذف المضاف هو نبي نبي الله ونبي سيد الانبياء سيد الانباء ينبئه فينبئ الناس.
فمن قال ان نور النبي موجود وروح النبي موجود قبل ابراهيم وقبل ادم وقبل نوح ؟؟؟ انه نفس القرآن الكريم يعتبره شهيدا على ادم فكيف يصير شهيد وهو ليس موجود ببدنه ... ما كنت ما كنت لكن روحه موجودة خلق الله الارواح قبل الاجساد بالفي عام .
فلاحظ اذن هو شهيد ورقيب يدلي لهم العلم بالوحي فيقول الامام ع : الوحي الذي تلقاه هارون من موسى حيث اتى الله الفرقان لموسى وهارون يقول الباقر كان الوحي ينزل على قلب موسى فيوحي موسى لهارون فبالدقة هارون نبي عن نبوة وانباء موسى ووهبنا له اخاه هارون نبيا فنبوة هارون في طول نبوة موسى والانبياء بالدقة .
فيوحي الله عز وجل لنبيه سيد الانبياء وهو يوحي للانبياء من ثم كما يذكر الكليني في الكافي يأتي انبياء الله يوم القيامة يقولون يا رسول الله ان الله تعالى طلب منا شهادة توثيق على امر ملكوتي وسيد الانبياء يرسلهم الى حمزة وجعفر فلماذا لم يرسلهم لامير المؤمنين؟ لانه اعظم شانا وانما حمزة عنده هذه القدرة انه شاهد لملكوت نوح وليس لسيد الانبياء فجعفر الطيار روحه شاهدة لما ينزل من سيد الانبياء او لما ينزل من امير المؤمنين الى البقية وانما سمي امير المؤمنين بهذا اللقب لانه يمير ويقسم العلم بين الانبياء والاوصياء .
الرسول مدينة العلم وعلي بابها يعني النهر الذي يجري منها للاخرين والمدد الذي يجري منها للاخرين انا مدينة العلم انا مدينة الحكمة انا مدينة الفقه وعلي بابها يعني هذه الكمال مدينتها الرسول والنهر الذي يرفد الانبياء به هو امير المؤمنين فهو ليس بنبي لكن خازن نبوة النبي يرفده للانبياء وهذا نص القران كقالب عقلي
اهل البيت دائما يوصون ان مقامات اهل البيت افهموا اصلها القراني فتكون حجتكم اثبت ويقينكم اثبت فاذن جعفر الطيار وحمزة هذا شأنهم فكيف بامير المؤمنين؟ علي شأنه ارفع هذه ليست مسؤوليته وانما دون مسئوليته وهذا قاله القرآن قبل الكليني وطبعا هو لم يقله انما رواه عن الائمة وتبنى مضمونه.