46/05/07
الموضوع: الصفات الإلهية والتنزيه الأعظم
وصل بنا الكلام الى هذه الاية ﴿ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض﴾ ولم يزد على ذلك ويقول وسع كرسيه الجنة والنار وانما حسب الرواية عالم الجنة عالم اعظم من السماوات فليس كرسيه الجنان وانما وسع كرسيه السماوات والارض ثم قال ولا يحيطون بشيء من علمه ، فاتي في العلم بلفظ الاحاطة والاحاطة نمط من العلم يختلف عن بقية انواع العلم فالعلم قد يكون احاطي وقد يكون ليس باحاطي يعني لم ينف مطلق العلم وانما الاحاطة ، فالاحاطة من العلم تختلف عن بقية انواع العلم .
هناك قاعدة عقلية بينها الامام الصادق للمفضل ابن عمر جدا مهمة ولطيفة وبهذه البلورة لم اشاهدها عند الفلاسفة او في علم الكلام او العرفان ولا اقول هذا تعصبا وانما من باب الاعتراف بالحكم الموجودة في بيانات اهل البيت فالامام يقول من يحيط بالشيء هو اكبر من ذلك الشيء هذه قاعدة الاحاطة لعل مصدره في بصائر الدرجات فبالتالي اذن من وصف الشيء بالكنه او احاط به فهو اكبر منه.
لايخفى ان اكبر منه ليس بالضرورة اكبرية جغرافية جسمانية وليس من الضروري ان تكون جغرافية مادية ومر بنا الاحاطة كذلك الكبر والصغر فالمصلي لما يقول الله اكبر هل اكبر جسمانية من الاشياء؟ اعوذ بالله او اكبر وجودية من جهة القوة ؟ كلا فالاكبرية والاصغرية اولا غير منحصرة بالجسمانية والجغرافية بل الاكبرية والاصغرية غير منحصرة بالمقايسة والمقارنة وهذا بيان عقلي مذهل للمتكلمين وللفلاسفة وللعرفاء في بيان امير المؤمنين والائمة .
فعندما تقول الله اكبر تكبر في ماذا؟ بيان مبهت يدل على ان الائمة يعيشون قمة المعرفة والعلماء من دونهم اين يعيشون؟ فالفاصل كبير جدا ، فهنا بين امير المؤمنين والائمة الله اكبر ليس اكبر من ان تقايسوه مع المخلوقات ولا اكبر مخلوق جسماني ولامخلوق غير جسماني مجرد ، فاذا فاضلت وقايست الله مع مخلوق انت ارتكبت الشرك الخفي من حيث لا تشعر .
من يفهم هذه الاكبرية؟ سواء قلت الله اكبر او قلت الله فوق ، نعم عندنا من الله من ورائهم محيط موجود وما معنى الورائية هنا؟ الورائية اذا اردت منها الجسمانية فهو واويلاه وكذلك الجغرافية وكذلك الكمية اولية الله ان اردت بها الجغرافية والزمانية والكمية واويلاه او قوله قاهر فوق عباده ما معنى الفوقية هنا؟ ليس فوقية جغرافية بل هنا الاعجاز العلمي لاهل البيت انا لو اردت الفوقية المجردة ايضا هذا باطل.
فيقول امير المؤمنين اياك ان تقايس او تقارن الباري باي مخلوق ، حتى في عالم الاسماء الالهية فليس الاسماء الالهية جسم او مقدار كمي ، مثلا هو ليس جسم او زمان او مكان وليس المقصود بالاسم لفظة وانما هو موجود ملكوتي مهول هذا الاسم الازلي او الابدي او السرمدي اذا قايست المسمى بالاسم فقد اشركت خفيا لا بد تنزه الله بالتسبيح الاعظم هذا التسبيح الاعظم لاالفلاسفة يفهموه ولاالمتكلمون ولا العرفاء ، نعم العرفاء يتشدقون بكلمات اهل البيت في الجملة ولكن بالدقة كلا .
اذن لابد ان تقول ان الباري خارج عن المقارنة والمقايسة وما ان تقايس وقعت في الشرك الخفي التجردي وقلنا عالم التجرد فيه شرك خفي الان الكثير من الموحدين هم اسراء لعالم الاسماء فاذا انت اسندت الاسم الى المسمى بالايات وبالفعل نعم اما اذا تقول ذات الله تحققا فلا ، هو فوق ذلك فوق بشكل لا تقايسه .
الان المجسمة متورطين في الكبر الجسماني فهم يفسرون الكبر بالكبر الجسماني والاحاطة بالاحاطة الجسمانية مع انه مر بنا الجسم اللطيف ليست مقايسته مع الجسم الغليظ مقايسة جغرافية ومقدارية فكيف الذي ليس بالجسم فكيف بالذي هو فوق الذي ليس بالجسم كما يقول امير المؤمنين اول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده فيبين ان المعرفة لله مراتب لا تتناهى فمعنى الله اكبر يعني كل المخلوقات عاجزة عن ادراكه بالكنه نعم تدركه بالايات فالله اكبر من ان يعرف بكنهه تعالى فالمعرفة بالاسماء ليس معرفة الله بالكنه بينما الفلاسفة يقولون المعرفة بالاسماء هي المعرفة الحقيقية والمعرفة بالصفات هي المعرفة الكاملة وكذلك المتكلمين بينما كل هذه الكثرة هي ايات له نعم هو هي يعني ايات اما هو هو وهي هي ومضمون هذا الحديث بالفاظ قريبة موجودة في عيون اخبار الرضا في المراة انه كيف نعرف الله بالايات؟ يأتي الامام الرضا لعمران الصابي ولغيره بمثال المرآة يقول قد خلق الله امثالا كثيرا بمثل هذا فلا هي معرفة بالكنه ولا هي انقطاع لطريق المعرفة والتعطيل باطل والمعرفة بالكنه ايضا باطلة قد يتخيلها المتكلمون او المفسرون او يدعي التنزه منها هذا بيان عقلي في بيانات اهل البيت .
اكبرية يعني عجز كل المخلوقات عن معرفته بالكنه العجز هو صواب والعجز هي معرفة يعني انت تلتفت الى ان الكنه ممتنع عليك والامتناع عن المعرفة بالكنه معرفة وليس فقط بلقلقة لسان وانما في الحقيقة وكل هذه المعارف التي تلقلق عند المتكلمين والفلاسفة في لسان الوحي هذه المعارف وهذه التوصيف كلها توصيف بالايات يعني صفات فعل وليست صفات كنه والباري فوق كمالات هذه الامور .
الامام الباقر في درسه اليومي السحري لكل الاجيال يقول التفت البهاء درجات دون الله فهل اذا كان البهاء يتفاوت فالله يتفاوت ؟ اذا كان النور يتفاوت الله يتفاوت ؟ وكذلك القدرة والعلم والرحمانية وذكر اثنين وعشرين اسما كذلك العظمة الله فوق ذلك هو قمة ايمانه بان الازلية الهية له ازلية كلا الله فوق الازلية وفوق السرمدية وفوق الابدية وفوق الاولية وفوق الاخرية فان قارنته بشكل حقيقي بين الازلية وبين الذات الالهية وقعت في الشرك الخفي .
فقد يكون الانسان من اهل الجنة وعنده شرك خفي ففوقية الله على الاسماء اذا كانت بمعنى المقايسة هذا شرك خفي كما يقول امير المؤمنين متى قرنت باولهم حتى اقرن بمعاوية انى ساووك بمن بمن ناووك والان انتم ابعدتم امير المؤمنين عن جمع القرآن وهواعلمكم كيف تبعدوه وتجعلون شاب صغيرا اصلا ما عهد النبي يجمع القرآن والاخير اساس الدين فهناك سقيفة في القرآن وليست سقيفة سياسية هناك سقيفة متعددة في العرفان والفلسفة وفي السياسة وفي الكلام وفي الفقه يعني سلب لاهل البيت ولمقامات امير المؤمنين وهو اعظم اهل الارض بعد النبي بالقرآن فكيف تبعدوه عن جمع القران ؟ بما تتشبثون انتم؟
عبدالله بن مسعود يقول كنت ادون سور القرآن وهذا الفلاني يلعب ولا يعقل ؟ فالقرآن هو مصدر الدين كله ويأتيكم امير المؤمنين ويقول هذا الذي جمعته فيقول لا حاجة لنا بقرآنك ومصحفك اذهب به نحن نجمع القرآن يعني هؤلاء بيت النبوة وبيت الوحي وترعى قبلك قبل ان تدخل الاسلام وافهم واعلم واحوط منك بالاسلام اين كنت انت في بدر احد؟ فلا في الحروب ولا في مخاطر ولا في العلم فانت تبعد هذا الشخص وتتشبث بشهادة اعرابي يبول على عقبيه والقرآن هو اساس الدين وهذه سقيفة اخرى .
كما بين سيد الانبياء وسيد الاوصياء يقول جمع القرآن اهم من الخلافة بعد الرسول وتجهيز النبي اهم من خلافة الامة كيف نفسر هذا كلاميا عقائديا كيف ان تجهيز النبي اعظم؟ فتجهيز وتدفين سيد الانبياء اهم من قيادة الامة ومن مصيرها هل هذا غلو من علي بن ابي طالب؟ او نحن ما نفهم الامور كيف هي ؟؟ كيف ان تجهيز النبي اعظم شيء واعظم من جمع القرآن فاولا اوصى النبي بتجهيز نفسه وتغسيله وتكفينه وتحنيطه فقدسية النبي وبدن النبي اعظم من القرآن واقدس .
ثم ان جمع القرآن اخطر من قيادة الامة فكلهم تراكضوا وطمعوا وتنافسوا على القيادة في السقيفة انتوا انظروا لنزاهة الاصطفاء وكل هذه اتعاب ومن بداية الاسلام الى اخره ثم يختطفه الاخرون انت اي شيء يا امير المؤمنين؟ كلها جهودك وانت عبدت الطريق وانت قائد الحروب انت كنت مع النبي من البدء والى الختم ويختطفه الاخرون ؟
لذلك احد اهل الكتاب لما رأى هذا الوضع تشهد بالشهادات الثلاث قيل له يا فلان لم تسلم في عهد النبي الان تسلم بالشهادات الثلاثة ؟ التفتوا كل من يدخل في الاسلام من اهل الكتاب على يد امير المؤمنين يتشهد بالشهادات الثلاث وهذه من مئات الموارد تواترا من يسلم من غير ملة الاسلام ويدخل في الاسلام على يد اهل البيت يتشهد بالشهادات الثلاث حينها وليس بالشهادتين .
فان لم تفعل فما بلغت الشهادة الاولى ولا الثانية؟ فانت بلغ الشهادة الثالثة وان لم تفعل فما بلغت الشهادة الاولى ولا الثانية سواء اتيت بها في الصلاة او في الاقامة او في اي مكان ، فما بلغت يعني النفي مطلق اي بلاغ من الله كما مر بنا بشرطها وشروطها نفس المنطق موجود قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى يعني الايات الثلاث فولاية الله شهادة اولى وولاية الرسول شهادة ثانية وولاية علي الشهادة الثالثة .
اصلا هذا المنطق هو العدل منطق اية الغدير اية المودة نفس المنطقة عقلا فقها لغة اليوم بالشهادة الثالثة رضيت لكم الاسلام دينا هل انت تريد اسلام مرضي ام اسلام عليه سخط الله ، فانما يرضى الله بما حصل اليوم فكيف الصلاة تكون اهم من الولاية؟ فرضيت لكم الاسلام دينا وليس الصلاة والصيام دينا فليس اليوم اكمل لكم الصلاة ولا الصيام وانما الدين برمته حتى الشهادة الاولى حتى الشهادة الثانية حتى التوحيد حتى النبوة .
اذا تقول هذا افراط فاكفر بالقرآن فالقرآن هكذا يدعي فما بلغت وهل هذا نفي مبالغة من الله وادعاء من الله ؟ كلا هي الحقيقة الاسلام يتشهد بالشهادات الثلاث او تكون من المنافقين الصوريين .