46/05/04
الموضوع: عوالم الأجسام المختلفة لطافة
لا زلنا في هذا المقطع من اية الكرسي ﴿له ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض﴾ فسعة الكرسي للسماوات والارض مع ان الكرسي جسم لطيف لكن هنا المراد ليس سعة جسمانية الروح جسم لطيف خلافا للفلاسفة نعم نحن لا ننفي وجود المجردات حتى العقل في الروايات خلق روحاني وليس خلقا مجرد مطلق كما بنى على ذلك الفلاسفة واكثر المتكلمين او العرفاء والصوفية وحتى الشيخ احمد الاحسائي يذهب الى هذا الشيء لكن بحسب بيانات اهل البيت العقل جسم وخلق روحاني يعني جسم لطيف لكنه الطف الطف ما ان يأتيك عنوان روحاني و روح في بيانات الوحي يعني جسم لطيف وقد يسمى نور .
مر بنا مراتب النور عديدة فالنور يقال للمخلوق اللطيف سواء هو جسم لطيف جدا او ليس بجسم اصلا ، فالنور له عدة اصطلاحات في الوحي و احد اصطلاحاته يعني المخلوق الذي يتفاوت مع مخلوق اخر بمقدار شاسع فذلك المخلوق الرفيع خلقة كالنور لهذا المخلوق الوضيع في الخلقة ولو كان ذلك المخلوق الرفيع خلقة هو من جسم الكرسي والعرش .
صحيح الرحمن على العرش استوى فاستعلاء الباري على العرش ليس استعلاء جسماني وان كان العرش شيء جسماني نعم ليس جسماني كالاجسام الارضية وليس في اللطافة كاجسام الطاقات الارضية وانما الطف حتى باجسام الجنة فضلا عن اجسام البرزخ فضلا عن اجسام الجن .
مر بنا قضية الطاقة في الاجسام لا حد لها ولا حصر وموجود في بيانات اصول الكافي عن الائمة وفي توحيد الصدوق كذلك ان اول خلق جسماني وروحاني معا قبل العرش وقبل اللوح والقلم فالاجسام اللطيفة طبقات هناك عالم الاسماء الطبقة الاولى منها ليست بجسم ولكنها مخلوقة خلق غير محدود بالاقطار يعني غير جسم فعندنا مخلوقات مجردة وغير جسمانية هذا صحيح ولكن العرش عالم العقل وعالم الامر الذي دارج الان من مشارب ومدارس مختلفة كلامية كمدرسة للتفكيك ومدرسة الشيخ احمد الاحسائي ومدرسة الفلاسفة كلهم على انها مجردة ولكن في بيانات الوحي ليست هذه عوالم مجردة عن الجسم بقول مطلق نعم هي مجردة عن اجسام الدنيا واجسام الجنة واجسام القيامة اما انها مجردة عن الجسم بقول مطلق كلا وان وجد في عالم الخلقة طبقة من المجردات هذا صحيح .
الان عالم الاسماء غير محدودة بالاقطار ولا بالزمن او عالم المشيئة ، طبعا المشيئة طبقات ، فالطبقات العليا من المشيئة ليست جسمانية فالتفت دائما الجسم الذي اقل لطافة ينظر للجسم الاشد لطافة انه مجرد بقول مطلق وهذا خطأ في الادراك لانه لا يمكن ان يرصد حركته وزمانه ونزوله وصعوده وطاقته يعني هذه مشكلة عند الفلاسفة وعند المدارس الكلامية الامامية الاخيرة والعرفاء والصوفية المشكلة انهم تركوا بيانات الوحي واخذوا في النقاشات فيما بينهم حلقات مفرغة وتركوا تراث الحديث ، فتراث الحديث ليس كلام راوي وانما هذا كلام وحي بلغة عقلية ولغة قلبية .
المشكلة ان متاركة تراث الوحي عن قراءته بلغة عقلية وصب الجهود في نتاج البشر هذه افة عظيمة ، افترض مدرسة التفكيك شغلتها الردود على الفلاسفة انت بدل ما تشتغل بالردود على الفلاسفة والعرفاء اشغل نفسك بالوحي ، كذلك علم الكلام اعظم به واعظم ولكنه ينشغل بردود جبهات اخرى وينشغل عن العين النمير .
فاحد المشكلات الموجودة في هذه العوالم ان الانسان اذا كان ينظر بعين من طبقة نازلة يظن ان تلك الطبقات ليس لها احكام هذا الجسم وهذا صحيح ولكن حيث ليس لها هذا الجسم فهي مجردة عن الجسمية مطلقا ؟ كلا هذا اشتباه وذكرت لكم علماء الفيزياء يقولون كل عالم جسماني الطف له احكام فيزيائية رياضية هندسية تختلف ونحن لا تصور لنا عنهم وحتى احتمال ما مفتوح ولو فتح باب الاحتمال لجرت دراسات وربما وصلنا الى تصديقات ووصلنا الى سيطرات .
الان حتى عالم الجن لم يسيطر عالم الفيزياء عليه الا الشيء اليسير مثلا الان الاجهزة المسلحة الموجودة تستطيع ان ترصد الكهرومغناطيس لان الجن بدنه كهربائي مغناطيسي ونفس الانترنت مرتبط بالمغناطيس والكهرباء ، والكمبيوتر كله كذلك لذلك القنبلة المغناطيسية او الصاروخ المغناطيسي تعطل الانترنت تماما لان الانترنت مرتبط به ومن ثم الانترنت مرتبط بالشياطين والجن بشكل عجيب غريب وكذلك بالسحر فيمكن ممارسة انواع السحر عبر الانترنت لانه مرتبط بالكهرومغناطيس .
اصلا نفس هذه الشريحة والاتصالات التليفونية مرتبطة بالكهرومغناطيس وممكن للشياطين يتلاعبون بالانترنت والان الكثير من الامراض الروحية تصيب الناس في الانترنت كالتوحد هذه كلها مرتبط بهذه الجهات ، فالمشكلة ان الانسان او غيره لما يدرك شيء فوقه لا يرى باحكام الجسمية التي له حتى اهل البرزخ لهم احكام جسمية الطف منا ولكن ليست احكام الجسمانية لاهل البرزخ مثل احكام جسمانيتنا .
في بيانات امير المؤمنين والامام الصادق البرزخ عالم ارضي غير مرئي لنا والبرزخ طبقات ونحن نظنه مجرد مع انه ليس هكذا كذلك اهل البرزخ بلحاظ عالم الجسماني في عالم الكائنات من السماء سواء من الملائكة او غيرها يظنون اهل البرزخ ان السماء الاولى مثلا مجردات كلا هي ليست مجردات ، فالكائن الموجودة في السماء الاولى عالم لطيف والسماء الثاني عالم الطف ايضا تلك الكائنات اشد لطاقة وقوة ولكن تظل لها مقدار ما ان تقول مقدار كمي يعني جسمي .
لذلك لاحظ الجسم العقلي يعني جسم لا يدركه الا العقل فلا يدركه الحس والروح ولا القوى الروحية ولا قوى النفس ، فقط العقل يدركه ولذلك هذه من المعاجز العلمية في بيانات اهل البيت في اصول الكافي والتوحيد واحتجاج الطبرسي .
اذن فرق بين طبقات الاجسام اللطيفة والفيزياء الحديثة اعترافاتها بالعجز فيها اثارات معرفية دسمة جدا من ضمن اعترافات العجز في الفيزياء الحديثة مر بنا انه فيزياء الجن ما يعرفوها ولا فيزياء الملائكة فمن ضمن اعترافات الفيزياء التي لم تكن في زمن العلامة الطبطبائي واعظم به هو تبعا للفيزياء في كتاب نهاية الحكمة او حتى حواشيه على الاسفار جعل الطاقة جنس للصورة الجسمية وللمادة الجسمية وهي ليست بجسم وهذا البحث اخذه ارسال المسلمات تبعا للفيزياء في زمانه لكن بعد وفاته تطور علم الفيزياء الى ان الطاقة جسم لطيف ، فكل الطاقات كالفوتون والالكترون والبروتون والنيترون والمغناطيس والكهربا كلها اجسام لكنها اجسام لطيفة او المجال المغناطيسي يعني ابعاده مقدارية ويقدر بمقاديره هذا تقدير كمي فاي تقدير رياضي لعدد هذا جسم بادراك العقل وان لم يكن جسم بادراك البدن .
لذلك الجسمية بادراك العقل هي المدار لا الجسمية بادراك البدن او الجسمية بادراك الروح او الجسمية بادراك النفس ، فالعقل يرى ما لا يراه ما دونه والنكتة اللطيفة ان نسبة الجسم اللطيف الى الالطف الى الجسم الاقل لطافة يقال ليست نسبة محاذاة جسمانية ، لم لا يكون الجسم اللطيف او الاشد لطافة نسبته مع الجسم الاقل لطافة او مع الجسم الغليظ لا تكون نسبة جسمانية وانما معنوية؟
الجواب موجود في الرياضيات وفي الفيزياء الحديثة ومتابعة هذه العلوم ضرورية وان لم تكن وحي منزل ولكن تفيد في الابحاث المعرفية الكثير الكثير حتى من قديم الزمان هم الفلاسفة يعترفون ان علوم الطبيعيات تدرس قبل الالهيات يعني تؤثر فلماذا لا تكون نسبة جسمانية ؟.
مقصودهم حتى في البحوث العقلية انها نسبة معنوية فسعة الكرسي رغم انه جسم لطيف وشديد اللطافة لكن العقل يدركها فلما تقول الكرسي له محددات مقدارية يعني الجسم فالعقل يدرك ذلك لكن البصر ما يدركه ولا الروح ولا النفس ، فاذا قلنا ابعاد يعني جسم نفس العقل يدرك انه ايضا محدود ومحددات وابعاد ومقادير فايضا هو الجسم ولكن عقلي خلافا للمدارس الموجودة .
اذن نسبة الكرسي رغم انه جسم الى السماوات ليس نسبة جسمانية وانما نسبة معنوية، الان هذا الروح البرزخية البرزخ هو جسم قطعا مع ذلك الجسم البرزخي الى هذا الجسم البدني يقال الجسم البرزخ روح .
مر في بحث العقائد بيان الامام الصادق ان الانسان ذو اطباق سبعة يعني ارواح سبعة لذلك يعبرون روح الجسم يعني كل جسم يتروح يتلطف يصير جسم اخر الطف فيصير روح فروح الاجسام هي تجسد وتكثف الارواح يعني صعود ونزول هذه في بيانات الوحي موجود حتى المدارس البشرية في المعارف المختلفة تعترف بهذا الشيء تروح الجسد تجسد للروح يعني تكثف .
لماذا يقال في النسبة والمحاذاة بين العالم الجسماني اللطيف مع العالم الجسماني الاقل لطافة بانها ليست محاذاة جسمانية وليست هندسية بل يعبرون محاذاة معنوية ؟ النقطة هذه انه عندنا جسم سماوي برزخي وجسم الجن وجسم الملائكة والملائكة طبقات وكل جسم له احكام في زاوية تخصه ، اذا تريد تطبق هذه الاحكام على عالم جسماني اكثر من عنده ما يصير ، الان هل ترى القوانين الفزيائية للطاقة المغناطيسية هي القوانين في زاوية التراب؟ كلا ، نعم هو في عالم واحد وهو العالم الارضي الاجسام تختلف في الفيزياء وتختلف في القوة والسرعة ففي ثانية واحدة انت في شبكات التواصل الاجتماعي في ثانية واحدة تتصل مع اقصى الارض بينما الطائرة كمعدن تتحرك في نقطة في الارض الى اقصى الارض بحاجة الى كم ساعة فانظروا الفرق في السرعة بين الطاقة الموجية مع الطاقة المعدنية .
هل الميزان الحراري كالميزان الذي هو وزن المعدن؟ كلا وانما اجسام من عالم واحد اختلفت في اللطافة والغلظة وموازينها الفيزيائية اختلفت وكذلك موازينها الرياضية والهندسية ، الان حتى في متابعة البحوث الفيزيائية الحديثة كوانتوم والنانو والفيمتو والتيتو هناك خمسة عشر قسم من الاجسام الصغار التي لا ترى بالتلسكوب ولا بالمجهر ولكن ترى باجهزة اخرى ، الان صناعة النانو تخلق لك ثوب كانه من ثوب الجنة لا يبلله المطر ولا يبلى فانت خذ قميص من النانو يغنيك عن بطانيات يعني يعطيك الحر والبرد فاذا كان النانو هكذا فكيف بك بقميص الجنة؟ حيث كان لسيد الرسل ادوات معيشية من الجنة فراية وعصا من الجنة كلها اورثها النبي لامير المؤمنين قبل ان يرحل لئلا ينازع فيها ولها خواص وتتحكم فاذا كان قميص النانو هكذا فكيف بقميص الجنة؟ حتى هناك فرس لرسول الله من الجنة لا يموت وهناك ادوات معيشية خصص الله بها سيد الانبياء يرثها امام بعد امام من الائمة الاثني عشر .
الان الفيزياء للاجسام في العالم الواحد تراها مختلفة صناعة النانو لانها اجسام اصغر اصغر الان عندما يصغرون السنتيمتر الى مليمترات صغيرة مثلا كذا عدد يصير واذا مليون مرة مثلا يصير نانو الى خمسة عشر صفرا يصير فيمتو فهي اجسام سابحة لا نستطيع ان نرصدها حتى بالاجهزة الحساسة والان لا زلنا نحن نعيش في العالم الارضي ولم نصعد الى العالم الفوقي .
الان حسب الفيزياء البشرية الارضية عندنا في صغار الاجسام اختراعات مهولة متفجرة وبعدنا ما دخلنا لا البرزخ ولا السماء الاولى ولا السابعة ولا الجنة الان الطاقة النووية في لحظة واحدة تجعل مدينة كاملة ترابا ، فهل البنزين او الكهرباء كالنووي ؟ كلا مع ان اجسام العالم واحد ولكن القدرات تختلف وعندنا قنبلة الدمج النووي اعظم من الانشطار النووي باضعاف .
فاذن فيزياء اجسام العالم الجسماني الواحد مختلفة ، الان سيطرت الطاقة النووية على الاجسام ليست سيطرة جسم غليظ بغليظ وانما تختلف فلا يمكن يكون محاذاة جسمانية ، اي محاذاة جغرافية بين الطاقة النووية وهذا الجسم الغليظ ، فالطاقة النووية لها جغرافية خاصة بها والالكترون والبروتون له جغرافية خاصة به وزمان خاص به وطاقة خاصة به وحركة خاصة به تختلف عن حركة هذا الجسم الغليظ ويأتي لك حداثوي يقول كيف جبرائيل يصعد وينزل في ثانية؟ هل انت فهمت الاجسام كي تتدخل في الفيزياء بما لا تعرف؟
فلا يصح ان اقول الطاقة النووية تحاذي جغرافيا المدينة الكذائية ، كلا لان عالم الالكترونات والبروتونات والنيترونات والنواة عالم ذري جغرافي اخر وزمانه اخر وحركته اخرى ، كيف انا انسب بينهما بنسبة الاجسام الغليظة؟ لا يمكن ولا استطيع بنسبة حتى جغرافية لان الجسم الغليظ ليس فيه نسب الذرة والطاقة النووية فلا هذا عنده جغرافيا النووية ولا النووية عندها جغرافيته فاي نسبة بينهما؟
هنا يحتار العلم الفيزيائي ، ففيزياء اجسام الجن الكهرومغناطيسي كيف اناسبها مع هذه الابدان؟ وكيف يتنزل الجن؟ هل انبئكم على من تنزل الشياطين ، تنزل يعني من عالم جسماني لطيف يتكثف وهم الى الان محتارين ما معنى التكثف؟ هذه النسبة لا يقال عنها نسبة جسمانية لانه تحاكي جسم الالطف او الاغلظ وانما هي نسبة اخرى وموازاة اخرى يعبر عنها نسبة معنوية او نسبة فيها لطافة .
اذن معنى النسبة المعنوية لا ان الطرفين ليس جسمين وانما الطرفان ليس في عالم جسماني واحد قد ذاك مجرد وهذا جسم قد هذا جسم الطف شديد اللطافة والجسم اقل لطافة او غليظ فالنسبة ليست جسمانية ، انت تريد مقاسات مسطرة وميزان تجعل ما هي للاجسام الغليظة من علاقة هي العلاقة بينها وبين الجسم اللطيف ؟ كلا لا يصير ولا معايير وموازين الجسم اللطيف تأتي به الى الجسم الغليظ .
اذن لابد من علاقة نظام اخر وعلم الفيزياء يقولون لم نكتشف هذه الموازاة والمحاذاة وقد تسمى هذه ابواب السماء يعني الباب الذي تنتقل به من عالم جسماني غليظ او اقل لطافة الى عالم جسماني اكثر او تسميه عروج او تسميه نزول وتكثف عبر معادلات علمية لم تكتشف ، فليست هي معادلات ومحاذاة جسمانية وموازاة زمانية هذا شيء اخر يسمى معنوي يعني الالطف يتصرف في الاقل لطافة ، فنسبة هذا الالطف ليست نسبة مساوي لمساوي وانما نسبة داخل فيه لا بالممازجة وخارج عنها لا بالمزايلة هذا التعبير لاميرالمؤمنين .