46/04/25
الموضوع: فوقية الذات على الصفات والأسماء الحسنى
وصل بنا المقام الى قوله تعالى ولايحيطون بشيء من علمه واللطيف في الاية ليس فيها ولايحيطون بعلمه وانما حتى بشيء من علمه لذا بعض المحققين في العقليات يقولون هناك ايات تقول لايعلم الغيب الا الله وهذه الايات الحاصرة للغيب بالله مع الايات المستثنية للقلب هي في مقامين لا مقام واحد فالايات الحاصرة حصرا بدون استثناء للغيب الله هذه الايات ليس فيها استثناء وهذه لها معنى والتي فيها استثناء لها معنى اخر انما الغيب لله والاية في سورة يونس .
فهنا الغيب مملوك ومخلوق اذن الغيب مخلوق وكل ما يصدق عليه غيب فهو مخلوق والله فوق الغيب مثل فوق الاسماء فالغيب هو لله ومخلوق وكلما صدق عليه الغيب فهو مخلوق ومملوك لله طبعا العرفاء والصوفية يقولون الغيب المطلق هو الله ونحن نقول حتى الغيب هو اسمه من اسماء الله ومخلوق مملوك .
فيقول بعض المحققين ان الغيب الذي ليس فيه استثناء هذا له معنى يعني علم الذات الالهية حتى بما يعلمونه المخلوقات هو فوق علم المخلوقات حتى فيما هو راهن كائن او مضى او سيكون طبعا هناك طبقات للنبي لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير او ما كنت تدري ما الكتاب ولكن في قباله ليكون الرسول شهيدا عليكم فلو جعلناه ملكا يعني النبي وملكا ثنائية وجعلناه ثلاثي ورجلا وللبسنا عليه ما يلبسون هذه طبقات حقيقة النبي في بيان الوحي فنبوة النبي ليس ببدنه الشريف وان كان ادنى درجة من الوحي هو نبوة سيد الانبياء ونبوة سيد الانبياء ليس بملائكيته بل اعظم .
فنفس القرآن يبين ان النبي له اكوان يقول سيد الاوصياء: هو اقدرهم يعني اقدر المخلوقات وهو اقدر منهم فيما اقدرهم عليه فعلم الباري بالغيب لا يقبل الاستثناء يعني من جهة فوقيته وهيمنته يعني حتى علم سيد الانبياء وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون لكن في طولية يعني ليس في درجة علم الله وانما درجة اخرى وان كانت هي درجة لا يناله مخلوق من المخلوقات فانما الغيب لله مثل قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى.
فالغيب احد الاسماء فالغيب لله والشهادة لله والازلية لله فهو فوق الازلية والابدية ، الفلاسفة او المتكلمون او الصوفية والعرفاء يقولون الازلية لله عين الله تحققا بينما في بيانات اهل البيت هو الله تعالى فوق الازلية والازلية مملوكة له فهو فوق الازلية والابدية والسرمدية فالغيب هو مخلوق يغيب عن المخلوقين ولا يحيطون بشيء من علمه يعبر عنه بالعلم المخلوق فالعلم المخلوق لا يحيطون بشيء من علمه فالعلم اضيف الى هو فهنا لا يحيطون بشيء من علمه .
مر بنا امس التدقيق في الاسناد والمسند اليه والمسند والا تصير فوضى فهذا بمقدار من التدقيق الفلاسفة يعجزون عنه الا اهل البيت فهم لا يعجزون بمدد من الله فلا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء الان بالنسبة الينا السماوات غيب فما بالك بملكوت السماوات? يعني غيب الغيب وهو مملوك للذات الالهية العلم اسم يعني العلم الالهي الذاتي فالعلم في مقام وصف الذات فالعلم صفة ذاتية وهناك علم صفة فعلية فالعلم الذي هو الصفة الذاتية مملوك له سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين سبحان الله عما يصفون الا عباد الله المخلصين يعني عباد الله ينزهونه عن الصفة فهو فوق الصفة كما في بيان نهج البلاغة وهذا بيان عقلي عن اهل البيت .
فالصفات الذاتية يعني حاكية للذات بوجه وليس بكنه من قال ان لدينا صفات تحكي الذات بالكنه هذا باطل فاذا تحكي الذات فهو بوجه يصير في مقام الفعل ولكن هذا مقام الفعل صرح ممرد ما تشمه شائبة المخلوقية .
اذا ندقق في التوصيف الالهي لله في القرآن يجعل الصفات كلها له يعني مملوكة مخلوقة انت كما وصفت به نفسك فالاسماء هي الصفات وانما هناك اختلاف في الاعتبار هذه الاسماء هي مملوكة لا انها عينه فهي مملوكة ومخلوقة غاية الامر هي حاكية واية له فالجحود لكونها حاكية كفر وكونها حاكية للكنه ايضا كفر سبحانه عن الاكتناه والغيب لا يكتنه ولا الازلية ولا الابدية ولا السرمدية فضلا عن الذات .
اما المتكلمون او حتى الفلاسفة يرون انه ان لم تقل ان الابدية والازلية كنه الباري هذا كفر نقول بالعكس جعله كنه الباري كفر فنزهوه عن الصفات ليس بمعنى تخويته فتسلب الصفات ليس بمعنى ان تسلب الكمالات هو كماله فوق كمال الصفات لا يتحدد كنهه بل حتى اسم الكمال لا يتحدد باسم الكمال هو فوق الكمال فهو فوق الابدية لا دون الابدية ما لكم كيف تحكمون فنحن لا نتصور شيء فوق الابدية نعم لاننا مسجونين لا يمكن ان نتصور فوق الابدية وفوق السرمدية فالله اكبر من ان يوصف لانه اكبر من المخلوقات فلا يحيطون بشيء من علمه .
اذا العلم الذاتي هكذا فكيف بك بالعلم الفعلي? عبدالله بن عباس مع امير المؤمنين يقول سبحان من احصى النمل الامام قال له لا تقل هكذا هذا علم اعطاه الله في كتابه لغيره قل سبحان خالق النمل فلا يمكن ان نقزم الله في الاسماء من ثم الغلاة مقصرة والمقصرة مقصرة اي ما تصوروا شيء وراء هذا الذي هو فوقه والمقصرة مقصرة بنفس الكلام فكلا المقصرة والغلاة يظنون ان هذا نهاية المطاف كلا هناك ما هو فوق هذا يا من لا نهاية لنهايته .
من ثم لاحظ ان سيد الانبياء في بيانات امير المؤمنين والائمة ان ما بعث به سيد الانبياء من قبل الف واربع مئة سنة هي مراحل ابتدائية في بعثته وهناك بعثة كبرى له ستأتي يعني نحن الان ندرك مراتب النازلة للتوحيد اما المراتب الفوقية فبعدنا والفلاسفة لا يتصورون فوقية الباري على الصفات الذاتية وكذلك المتكلمين فكيف بعموم الناس? هناك معجزة علمية لبيانات اهل البيت انه حتى الاسماء لها حد ولكن حد خفي لا يدركه الفلاسفة ولا المتكلمون ولا العرفاء حد ليس رائحته مخلوقة وامكانية ولكنه حد والله فوق الحدود وفوق العلم الذاتي العلم الذاتي له مملوك قل ادعو الله او ادعو الرحمن او ادعو العالم او ادعو الازلي او ادعو الابدي او ادعو السرمدي او ادعو اي اسم هذه كلها الله فوقها .
من ثم اشترك الغلاة والمقصرة والفلاسفة والمتكلمون انهم وقفوا عند هذا الحد وفوق هذا نعم هذه الاسماء لا نلحد بها ولا نحيد عنها هي الطريق اليهم والكفر بالاسماء الحاد والتكذيب بالايات الحاد لان هذا هو الطريق والسبيل اليه لكن لا تقول السبيل للكنه ولا تقل هي كل شيء هي دونه فالمشيئة والعلم الالهي والعلم الفعلي مبحث معقد في الوحي مبحث عقلي دقيقة غامض صعب تاه فيه الفلاسفة والمتكلمون والمفسرون والمحدثون فعلم صعب مستصعب لا الفلاسفة ولا بقية الانبياء يكشفونه هل هو بطبقة واحدة او طبقات? ونسبتها مع العلم وطبقات العلم ؟ فهو كمنظومة صعب ادراك تكويني عقلي حتى اهل الجنة صعب عليهم ذلك.