الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث التفسیر

46/04/24

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: المشيئة والإسناد والمسند في بيانات الوحي

 

وصل بنا الكلام الى هذا المقطع من اية الكرسي يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه يعني الا بالمشيئة فيحيطون بشيء من علمه بمشيئته والمشيئة ايضا هي فعل من افعال الله ومخلوق من مخلوقاته فعندما يقول فعل الله هل المقصود عرض من الاعراض مقابل الجوهر؟ كلا لان ايجاد الله للجواهر ايضا فعل الله فافعاله تعالى لا تنحصر بالاعراض دون الجواهر فالمشيئة عندما يقال هي من افعال الله تعالى يعني خلق الله الاشياء بالمشيئة وخلق المشيئة بنفسها .

كثير من الاعلام المحققين فهموا من هذه القاعدة الوحيانية ان المشيئة مخلوق لكن هذه الاستفادة محل نظر فهذا التعبير لعله يكون من هذا القبيل كل شيء يوجد بالوجود والوجود يوجد بنفسه او ان الله يوجد الاشياء والماهيات بالوجود ويوجد الوجود بنفسه ، فهل يوجد الوجود بالوجود؟ يقولون هناك جعل مركب مثل ما جعل الله المشمشة مشمشة او التفاح او الفاكهة لان ماهياتها ليست عين وجودها فيقال جعل الماهية موجودة لان الماهية ليست ذات الوجود فالمشمشة ليست ذات وجود المشمش بينما في الوجود تقول اوجد الوجود اما تقول وجود الوجود فهذا تحصيل الحاصل او تناقض فالوجود يتصف بالوجود بنفسه فعندما يقال بنفسه ليس انه واجب الوجود يعني اتصافه بالوجود ليس وراء ذات نفسه وان كان مخلوق من المخلوقات فيقال بنحو هل البسيطة يعني قضية بسيطة وليست مركبة بخلاف هل المركبة .

او بعبارة اخرى كل شيء يوجد بالمشيئة ولكن خلق المشيئة نفسها ليست بمشيئة قبلها لانه نوع تسلسل او خلق الله الكائنات بالمشيئة يعني خلق الله الاشياء بالمشيئة وليس خلق الله الكائنات بالمشيئة وليس خلق الله المخلوقات بالمشيئة وفي بيانات متواترة ان الله اسند الخلق للاشياء ولم يسند الخلق لكون الاشياء ولم يسند الخلق الى الخلق نفسه ، موجود رواية مرسلة عند الفريقين ان الله يخاطب النبي ادم والنبي عيسى لولا محمد لما خلقتك حتى الحاكم النيسابوري يروي هذه الرواية مسندة ويصححها لولا محمد لما خلقتك ،

ما الفرق بين ذات محمد وخلق محمد؟ وما الفرق بين ذات محمد وكون محمد؟ فما قال لما خلقتك ولم يقل لما كنت وفي الحديث المرسل لولا محمد لما خلقت الافلاك ولولا علي لما خلقت محمد فهل هذا يعني علي افضل من محمد؟ ولولا فاطمة لما خلقتكما ؟ فهذا ليس عبط هذا بحث عقائدي غامض ، مثلا في القرآن الكريم هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ، فلم اولا ويكن ثانيا وشيئا ثالثا ومذكورا رابعا فاربعة امور ذكرها نفي وكون وشيء ومذكور الامام الصادق يقول هذه مراحل نشأة الانسان فشيئية الانسان غير كون الانسان وذكر الانسان غير شيئيته هذه الامور كلها لها تدقيقات وحيانية .

مثلا القرآن الكريم يقول ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان هذا اي كون؟ او يقول القرآن ما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم؟ او ما كنت بجانب الغربي ففي موارد القرآن الكريم يقول للنبي ما كنت بينما القرآن نفسه في موارد اخرى يقول النبي كنت في مقام الشهادة فايات عديدة يخاطب القرآن الكريم كنت شهيدا شاهدا انا ارسلناك شاهدا او ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فهل البدن يشهد او الروح؟ فمن جهة يقول يوم نبعث من كل امة شهيدا عليهم من انفسهم وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فشهداء الامم البارز فيهم الانبياء والاوصياء ولذلك القرآن يقول ليكون الرسول شهيدا على الشهداء فمقام الشهادة مقام نوري او روحي للنبي .

هذا المقام ليس له ارتباط بكونه ولد في عام الفيل لانه بدن النبي ما كان بجانب الغربي او ما كنت هذه بشرية النبي ولكن هناك اكوان اخرى لا ربط لها ببدنية النبي ، فملائكية النبي احد طبقات النبي ولا ربط لها ببشرية النبي فورد في القرآن لولا انزل عليه او ولو ارسلناه ملكا لجعلناه رجلا فما معنى جعل الملك رجل ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا فلو جعلنا محمدا ملكا لجعلناه رجلا فهو ملك وهو بشر فمحمد ملك ومحمد بشر .

المجلسي يقول مفاد الاية هذا ولو جعلناه ملكا لجعلناه بشرا فالبشرية طبقة من طبقات النبي قل انما انا بشر مثلكم هذه طبقة يوحى اليها طبقة اخيرة اما الطبقة المتوسطة ملك عرش كرسي كل هذه من طبقات النبي اذن كون النبي هذا الكون له اكوان بنص القرآن انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا اذن ارساله كشاهد تقدم على ارساله كمبشر فبنص القرآن هو شاهد على نوح وموسى بل هو شاهد على من هو شاهد على نوح وموسى وعيسى فاول رسالة ارسل بها النبي هي الشاهد لا البشارة والنذارة فالشاهد بنص القرآن الكريم كونه غير كون البدن هو شاهد على الانبياء في الارض بل هو شاهد على خلق العرش والكرسي وشاهد على خلق العرش وشاهد على خلق السماوات والكرسي .

في علم المعاني والبلاغة يقولون حدد المسند والمسند اليه من؟ وللاسف متروك هذا العلم ، هل الاسناد عقلي ام لفظي؟ او مجازي او حقيقي او دقي فقال لولا علي ولم يقل لولا خلق علي وهناك بيانات ان طبقات من امير المؤمنين خلقت من فاضل طينة النبي والائمة خلقوا من فاضل طينة علي والشيعة من الانبياء اولي العزم خلقوا من فاضل طينة الائمة فكيف يقول لولا علي ولم يقل لولا خلق علي ؟ يعني الطبقات العليا من امير المؤمنين بالنسبة للطبقات النازلة من سيد الانبياء ، ففاطمة روحي التي بين جنبي ففاطمة ليست بدني الذي انا فيه ، الروح افضل من البدن ففاطمة لها وساطة للفيوضات الالهية لبدن النبي ولكن ليس بدن فاطمة وانما نورها فمجموع فاطمة ومجموع الانبياء نجد ان سيد الانبياء افضل قطعا لكن الطبقات النازلة لسيد الانبياء مع الطبقات العليا لفاطمة هذا شيء اخر والطبقات العليا من امير المؤمنين مع الطبقات النازلة من النبي هذا شيء اخر .

كما في الحديث القدسي لا يبلغ عنك الا انت او رجل منك يعني عنك او انت هل طبقتان او ماذا؟ هذا يعبرون عنه في علم البلاغة بالتجريد يعني تجرد طبقة عن طبقة فهذا حديث قدسي حيث عزل الله ابا بكر لانه لم يكن اهلا لذلك وانما بعث امير المؤمنين فلابد ان يكون رجلا منك ، فاطمة مني والحسن مني والحسين مني وليس الاصحاب او الزوجات فهذا تدقيق في الاسناد والمسند اليه ، لماذا في هذا الحديث القدسي المتواتر لا يبلغ عنك الا انت او رجل منك ما معنى رجل منك؟ يعني هل خلق منك؟ وهذي وحيانيات قطعية فالمعارف قائمة على المداقة فوق العقلية ، هم في علم البلاغة والادب يدققون فما بالك في التفسير والوحي؟