الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث التفسیر

46/04/23

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الخلط بين شؤون الأسماء والمسمى

 

هذا المقطع سنغادره من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم هنا استعمل خلفهم مقابل من ايديهم ، وفي سورة الرعد الامام الصادق يخطئ القراءات الموجودة له معقبات من بين يديه ومن خلفه فالامام يقول اانتم عرب؟ كيف معقب من بين يديه؟ واي ملك يستطيع ان يحفظ من امر الله وانما بامر الله كيف يحفظونه عن امر الله؟ يعني الامام الصادق يخطئ القراءات الموجودة هذي بلحاظ اللغة العربية خطأ فاضح في القراءات المعروفة والمشهورة فهو خطأ لغوي بين كأنما في مثل هذه الموارد يستثني الامام جواز القراءات المعروفة ومن ثم نحن في مثل هذه الموارد التي يخطئ الامام بصراحة نقول لا يشملها عموم اقرأوا كما يقرأ الناس فيكون مخصص .

يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم طبعا هنا يمكن يراد من بين ايديهم يعني مستقبل وخلفهم الماضي او العكس ما بين ايديهم يعني ما تقدم من الماضي وخلفهم المستقبل ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء فهناك من تعلق به المشيئة الالهية فمن ثم يعلم من علم الباري هنا لا يحيطون بشيء وليس كل الاشياء يعني ليس معناه انه لا يحيطون بعلم الاشياء هنا ليس نفي المجموع وانما بنحو الاستغراق او البدلي المنفي لا يحيطون بشيء فضلا عن مجموع الاشياء فضلا عن الاحاطة التامة فاصل العلم بالشيء منوط وموقوف على مشيئة الله والمشيئة فعل الله ومقتضى هذا ان المشيئة تحيط بالعلم .

ولكن هناك بيانات ان العلم فوق المشيئة والمشيئة دون العلم الالهي حيطة الشيء والالمام به لكن لم يقل بشيء يعني حتى الشيء الواحد الاحاطة التامة به ما تتوفر الى المخلوقات الا ان تتعلق المشيئة الالهية ان يعلموه ، ورد عندنا في علم اهل البيت طائفتان رئيسيتان وان كانت لا تقتصر على ذلك فالذي ورد ان علم اهل البيت هكذا ان شاءوا ان يعلموا علموا وان لم يشاؤوا ما يفتح لهم العلم وقد تكون هذه الطائفة متواترة بينما روايات اخرى تقول ان لديهم علم ما كان وما يكون او علم ما دون العرش كله ماثل امام الامام كما ينظر الى راحته وهناك طائفة ثالثة ورابعة مثلا ان العرش والكرسي ان العرش هوالنبي او نحن الاسماء الحسنى .

طبعا تتمة الاية وسع كرسيه السماوات والارض السعة ليس المراد بها السعة الجغرافية الجسمانية فالسعة الجغرافية ان كان فيها كمال من جانب ففيها نقص من جوانب اخرى لان الاحاطة الجغرافية تعني احاطة للسطح وليس للعمق وليس سعة الكرسي للسماوات سعة جسمانية مادية فلو كانت مادية لما كان الكرسي يحيط بما في الارض بينما نلاحظ في الاية له ما في السماوات وما في الارض ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض فهذه اي سعة؟ صحيح ان الكرسي المراد منه الجسم او ملك .

عندنا روايات عن ائمة اهل البيت ان اللوح والقلم ملكان والكرسي ايضا وجود ملكي شاعر عاقل اعظم شعورا من جبرائيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل ونحن مع احترامنا لهؤلاء الملائكة فنحن نوالي هؤلاء الملائكة لقوله تعالى من كان عدوا لجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين فيجب ان نحبهم وهو من الدين يؤمنون بالله وكتبه ورسله وملائكته يعني تعظيمهم وتقديسهم امر مهم جدا ولكن ورد ان الكرسي اعظم من الملائكة المقربين شعورا واستشعارا والشعور واستشعار علم العرش العظيم اعظم من الملائكة المقربين .

ورد لدينا العرش والكرسي علمان لله تعالى احدها علم الكرسي يعني باب للغيوب يعني باب للغيب من الجهة الباطنة فالكرسي باب للعلم الالهي ولكن من الجهة الظاهرة لان العرش اعظم درجة من الكرسي ومر بنا في عالم الملكوت لا سيما ما وراء السماوات كله وجود حي شاعر عاقل ليس جماد لذلك ورد عندنا ان درجة استشعار العرش لافعال العباد شديدة جدا ان العرش يهتز كذا كذا من قبيل روايات متواترة من بعض المعاصي او بعض الامور مع انه مباح لكن يهتز منه العرش يعني درجة استنكار المنكر والنفور منه في العرش اشد من الملائكة .

طبعا عندنا روايات كثيرة ان ملائكة السماوات تتأذى تكوينا من معاصي العباد في الارض كما ان ملائكة السماوات يتنعمون بالراحة من طاعة العباد فتوجب لهم راحة ونعمة وانس ونور وارتباط والمعاصي توجب لهم اذية مع ان ملائكة كل سماء على استشعارهم اقوى واكثر ممن دونهم فكل ما يكون المخلوق من ملكوت اعلى استشعاره اشد وعلمه بالاشياء اشد ممن في الطبقات النازلة فاذن العرش علمه اكثر واحاطته ليست جغرافية وان كان العرش له بعد جسماني لطيف ولكن يبقى شاعر ملكوتي مهول فالعرش في حين انه وجود جوهري ملكوتي هو عالِم وكل عالِم عالَم وكل عالَم عالم .

هذه الارض نظنها جماد بحت لكنها حسب بيانات الوحي لها روح بل كل قطعة منها لها روح فلها ارواح جزئية بحسب قطع الارض ولها روح جامعة شاملة كاملة بحسب كل الارض فالارض عالِم وان لم يكن ناطق وعالَم كذلك السماء عالِم وعالَم فطبيعة الموجودات هكذا الجنة عالم وعالم وكذلك جهنم تغضب وتزمجر على اعداء الله وورد ان جهنم اشد براءة من اعداء علي ابن ابي طالب يعني قوة التبري الموجودة على جهنم ازيد من الجنة .

اذن طبيعة الموجودات في الرتبة الوجودية طبيعتها عالم جوهر ملكوتي مهول فهو عالِم وعالَم و ورد عندنا في بيانات اهل البيت اليوم هو زمن وعالِم وعالَم فالزمن والزمان عرض كيف يصير جوهر ؟ ولكن في بيانات اهل البيت ان الزمان له بعد جوهري اي بلحاظ الملكوت مع انه عرض في عالم الدنيا فالزمن سواء اسبوع شهر عالم جوهري يتكلم عالِم وعالَم ، عالم يعني جوهر شاعر .

هذه قاعدة مطردة في الموجودات الملكوتية او السمائية شهر رمضان مع انه زمن لكنه عالِم وعالَم وكذلك يوم الجمعة ، البعض قد يقول هذا من باب الكناية والمجاز فيتكلم يعني لسان حاله وانا لا اوافق هذا الكلام فهم يقولون ان مثلا زين العابدين يريد ان يشعلل شوقه بشهر رمضان كظرف للطاعات فبحسب هذه القاعدة ان كل عالِم عالَم وكل عالَم عالِم سواء عالم زماني او مكاني هو عالَم وعالِم

سنواصل قضية الكرسي وربطه بالعرش والملائكة المقربين والسماء السابعة.