الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث التفسیر

46/04/18

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الموضوع: براهين اكملية جمع النظر بالأسماء وإليها

 

كان الكلام في هذا المقطع من اية الكرسي من ذا الذي وهنا واضح انه نوع من استثارة المعنى فمن هنا في حين انه اسم موصول هو حرف استفهام فعندما تستفهم من الطارق يعني هي اسم موصول لكنه حرف استفهام فمن ذا الذي هنا اثارة في المعلومة فهنا استبعاد واستنكار ونفي ...من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه فهذا المقطع ملحمة معرفة توحيدية في الوسيلة والواسطة والوسائط للفيض والسبيل الالهي انه ذو درجات .

ومر بنا ان الاية في منطق الفهم العقلي مرادفة للمراة والدلالة وللحكاية وهذا عقلي وليس لغتي ، الاسم في اللغة وفي الوحي يستعمل تارة بمعنى الحرف فهناك اصطلاح ثاني في اللغة الاسم يقابل الحرف فاذا استعمل الاسم بمعنى العلامة يكون بمعنى الحرف فيعرفون الحرف في اللغة هو ما انبا عن المعنى في غيره فالحرف فاني في غيره ويري خصوصيات غيره ولا يري نفسه ففيها الية وطريقية ومبحث الحرف من البحوث العظيمة التي تعبد فهم التوحيد .

فالحرف اقسام وانواع فالحرف في حكايته عن الغير ليست على وتيرة واحدة فهناك حروف معاني وحروف مباني وامثالهما فهناك اقسام عديدة ذكروها للحروف مثل ما تقول اقسام كثيرة للمراة هناك مراة غير مسلحة ومراة فوق التسلح وهلم جرا ، فما هو الترادف العقلي وما هو الفرق عن الترادف اللغوي ؟

في الترادف العقلي يعني فيما يعنيه وجود جزء من المعنى متكرر في معاني والفاظ عديدة فلما تقول حرف يعني حكاية وطريقيه وتقول اسم بمعنى الدلالة ايضا فيه الطريقية تقول الية ايضا نفس المعنى وطريقية نفس المعنى ووسيلة نفس المعنى ودلالة نفس المعنى وكذلك كلمة .

فهناك معنى عقلي مشترك في هذه المعاني وهذا ما يعبر عنه بالترادف العقلي اشارة الى هذا الجزء المشترك تكوين وحقيقة في المعاني وهذا له دور وله اثار والشيخ جعفر كاشف الغطاء في كتابه يشير الى هذا الترادف وان لم يعبر بهذا التعبير يقول هناك معنى عقلي مشترك بين الاستغاثة بالنبي او المعصومين واللواذ بهم والاستشفاع وطلب الحاجة منهم والتوجه اليهم فهناك عناوين عديدة للتوسل ، فهي عناوين بالدقة تبين المعنى المشترك فالترادف اللغوي يعني جملة المعنى مشتركة بين اللفظين والبعض ينكر وجود الترادف اللغوي يعني هناك خصوصيات تختلف عن بعضها البعض مثل اسد والهزبر ، متى يقال له هكذا ومتى يقال له هكذا ومتى يقال له ضيغم وهيثم ؟ هناك 80 اسم للاسد .

ففي الترادف اللغوي هناك مساحة في الاشتراك اكثر في المعاني فيما بينها عن الترادف العقلي لذلك تلاحظ الله عز وجل يقول اسماء وايات وكلمات عن الوسائط والتوسيط ويقول شفاعة ويقول براهين ويقول سبيل الله وعين الله و وجه الله ويد الله وجنب الله وروح الله هذه العناوين كلها فيها جزء معنوي مشترك في الفهم العقلي .

ثم ان نفس هذه الوساطة درجات سواء بعنوان المراة او الدلالة او الاسم ، فالاسم طبقات وليس طبقة واحدة هناك الاسم الاعظم والاعظم الاعظم والاعظم العظيم واسم العظيم العظيم فالمراة الدرجات وهي النظرة الطريقية التي مرت بنا والفلاسفة والمتكلمين وكثير من الفقهاء عندهم النظرة الالية اشرف من النظرة الموضوعية للواسطة والوسيط فالاية انظر بها ولا تنظر اليها فاذا تنظر اليها تحجبك عن المحكي سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق يعني نظرة طريقية فناء في الحكاية فالايات مراة حاكية ومن ثم الكفر والاستهزاء والتكبر عن الايات كفر بالمحكي قال كذبوا باياتنا ولم يقل كذبوا بي وكذبوا برسولنا .

فالنظر ينظر ينظر به اليا صحيح هذا اشرف لكن كما مر بنا في بيانات اهل البيت الجمع بين النظر به والنظر اليه اكمل هذه النظرية او القاعدة المعرفية الموجودة في بيانات اهل البيت تصورها موضوعا مشكل وتصديقها بالادلة ايضا مشكل انه كيف نجمع بين النظرة الطريقىة والموضوعية ؟ مع ان النظرة الطريقية درجات والفناء درجات كما مر في وصف امير المؤمنين اوفى المخلصين واخلص المخلصين اية عظيمة وكبرى وكبيرة متوسطة فنفس القران يفاوت بين الايات كبرى كبيرة اكبر والمتوسط الى ما شاء اللة من الدرجات كيف يجمع بينها ؟ طبعا الجمع يكون كل نظرة طريقية توازيها نظرة موضوعية كما هو في الخوف والرجاء فكل ما يتصاعد الخوف يتصاعد الرجاء .

فالنظرة بالايات والى الايات ايضا درجات فهذا كله كيف يجمع بينها ؟ فتصوير الموضوع صعب وما الدليل على ان الجمع اكمل ؟

عندما نقول الجمع اكمل لسنا في صدد نفي الدرجات فالجمع ايضا درجات لان النظرة الطريقية درجات والنظرة المجموعية درجات ، ايضا نفس الشيء عبارة الاحرار وعبادة التجار وعبادة العبيد ففي بيانات اهل البيت الاكمل هو الجمع وليس الاقتصار على عبادة الاحرار اذا فقط تقول وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك هذا ليس اكمل . ولذلك حتى عقليا يقولون عين مسلحة ما معنى ذلك ؟ او عين عادية تسلح التلسكوب باي درجة ؟ عندهم حالة التنمية والتنامي في تسليح التلسكوب كل ما تاتي عين مسلحة يكتشفون هناك عين مسلحة وتسلح اكثر فالعين المسلحة يعني ياخذون الجانب الطريقي ويلاحظون الخصوصية وهي درجات فهذه نظرة الية ففي حين هي جنبة الية لكي يميزوا بين درجات الطريقية والالية في حينه مجبور العقل ان ينظر نظرة موضوعية .

فاحد فوائد النظرة (الى) يعني الاية انك تميز ولا تخلط وتخبط بين كل الايات فمعنى الاية الكبرى يعني نظر بها ونظر اليها الجمع بين نظر اليها ونظر اليها ولقد راى من ايات ربه الكبرى في زيارة الامام الجواد السلام على سبيل الاقصر يعني صحيح كل سبل تؤدي ولكن هناك سبيل اقصر وليس ملتوي ، وفي زيارة الجامعة في بعض النسخ انتم السبيل الاعظم فسبيل وطريقية اعظم عن سبيل وموضوعية نظر الى ونظر به .

فلا نفرق بين احد من رسله ولكن تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض فهذا ليس تناقض وانما تكامل الطريقية فهذا لم يلتفت اليه الفلاسفة والعرفاء وانما التفتوا لجانب ونسوا جانبا اخر كيف تقول النظرة الموضوعية كلها حجاب وشرك ؟ بالعكس انت تشرك اذا لا تميز بين هذا وذاك ، فانت توحد وتخلص في التوحيد اكثر اذا كنت تميز عكس ما توهمتم انتم ايها المتكلمون الفلاسفة والعرفاء فالجمع بين النظريتين اقوى تكاملا السلام على الباب الاقصى والطريق الارشد وهذا في وصف الامام الجواد ، يقال الرياضات التي اتى بها سيد الانبياء اقصر بكثير من شريعة النبي عيسى وموسى ونوح وابراهيم انظر دمعة لسيد الشهداء ماذا تصنع بك اسرع من ختم 40 يوم يقلبك من هذا الوجه لهذا الوجه فيقلب هويتك فهو طريق اقصر واقصر فهي دمعة واحدة ولكن دمعة حب وولاء هؤلاء المبتلين بمرض العداء لاهل البيت هم في نار وجحيم اما هذه الدمعات فهي دمعات الحب وهي ربيع الجنة ونور الجنة .

اذن الطريقية اذا لم تلاحظ فيها الخصوصية والموضوعية عكس ذلك تصير مخلط ومخبط الان لاحظوا المراة في السيارات يقول لك انتبه ان الاشياء تبدو في هذه المراة الصغيرة غير ما هي عليه فلماذا يريد ان ينبهك عليه ؟ لانه في حين انت تنظر بالمراة انظر الى المراة يعني حكاية المرايا وحكاية كل مراة في استيعاب الحقيقة متفاوت ، صحيح المراة تكشف لك عن الواقع لكن هذه المراة تلون لك الواقع انت ميز بين الواقع ولون المراة هم يقولون .

اغمض عينيك اذا قلت يا الله يا محمد غير ما تقول يا الله انت عندما تقول يا الله فقط ضممت ذاتك الى الله فانت كيف تريد تنظر الى الله ؟ هناك رايات مرايا متعددة انظر تدقيق القران واتوا البيوت من ابوابها ، فاذا نفس الابواب كانت جمع لماذا يقول ابواب متعددة يعني الباب مرادف للوسيلة ولسبيل والحرف ، وهذا ترادف عقلي وذكرت لكم هذه الترادفات في هذا المعنى التوحيدي ربما 100 عنوان ، فالباب احد المرادفات يعني طريق و وسيلة وحكاية وفناء وسبيل .

اذن في حين يقول لك استثمر هذه المراة وانظر بها لكن لا تغفل عن النظر اليها والا ستضل هذا عكس ما يتخيله العرفاء والفلاسفة فانت اذا ما تنظر اليها ستضل يعني ضلال خفي عكس ما يقولون هذا هو برهان اهل البيت اذا لا تنظر بها انت غفلان هم حتى يقولون النظر الشديد يسكر ولا يمكن ان يستوعب الحقيقة كاملا بينما ينظر بها ويدقق في النظر اليها يلتفت الى ان هذه المراة ليست بامكانها استيعاب المحكي ، فاذا نظر الى المراة فقط بها فناء ولم ينظر اليها يشتبه يفكر ان هذه المراة استوعبت له كل الحقيقة وهذا غير صحيح والجمع هو الصحيح.

لاحظ بلقيس قيل لها ادخلي الصرح فلما راته كانت نظره بها فقط وليست عندها نظر اليها فكشفت عن ساقيها لانها ما جمعت بين النظرتين قيل لها انه صرح ممرد ولما علمت والتفتت واكتمل ادراكها ام النظر فقط بها وفناء بالعكس هذا لا يعطيك نظرة كاملة الشرك في انك لا تجمع فهناك شرك خفي موجود في الاتصال على النظر بها وشرك خفي سيكون في النظرة الطريقية المحضة وهذا خلاف لما افاده الميرزا علي القاضي .

فهذا في بيانات اهل البيت عليهم السلام وبيان علمي مبهر يعجز عنه العرفاء والصوفية والفلاسفة والمتكلمون الموجود في البصائر الدراجات واصول الكافي هذه اعجازات عقلية ولغة علمية غير محتاجة الى الدقة في السند حيث الراوي مستضعف وكل العلماء مستضعفون الاولون والاخرون

في بيانات اهل البيت عليهم السلام في اصول الكافي وتوحيد الصدوق هذا التعبير موجود بل اكثر من ذلك انه من لم يميز الاسماء عن المسمى اشرك بل اكثر من ذلك من انساق الى الاسماء ولم يلتفت الى تاديتها الى المسمى الحد ومن نظر الى الاسماء بما تؤدي الى المسمى وبايقاع الاسماء هذا وحد في الاسماء فالاسماء الرحمن الرحيم العليم القادر الحكيم العزيز المقتدر الملك القدوس ولكن لاتندهش بهذه الاسماء فمعاني عظيمة لكن المسمى اعظم اذا ما قدرت ان تميز الاسماء عن المسمى فيكون عندك شرك خفي وهذا عكس ما يتوهمه العرفاء .