46/04/16
موضوع: شؤون الطريقية في الآيات و الأسماء
فاذن الله هو فعله من افعال الله ومخلوق وورد انهم عليهم السلام طبقاتهم العليا اذن الله فمر بنا ان المعروف لدى العرفاء والفلاسفة والمتكلمين وكثير من الفقهاء ان النظر بالايات اشرف وهو توحيد خالص وافضل من النظر الى الايات وان كان النظر بالايات ذو درجات وليس درجة واحدة ولذلك فناء الحكاية درجات كما ان النظر للايات درجات .
فالموجود في بيانات القرآن وال البيت ان الجمع بين النظر بالايات وبالاسماء مع النظر الى الاسماء والى الايات والى الكلمات والى الحجج كلها معنى واحد والجمع في النظر اكمل مع انه درجات كما مر بنا نظير الخوف والرجاء في قلب المؤمن فالرجاء درجات لا متناهية والخوف درجات لا متناهية لكن الايمان يقتضي التساوي بين الرجاء والخوف واذا زاد احد على الاخر يفقد التوازن وان كان هذا التوازن له درجات لا متناهية فالاكملية هو في الجمع وان كان ذا درجات ، فالنظر بالايات درجات كثيرة وكذلك النظرة الى ايات فكل ما يتصاعد يتصاعد .
فاستدلال الفلاسفة والمتكلمين او العرفاء او الصوفية او الفقهاء ان النظر الطريقي لا يعجبك ولا يشاغبك عن هل المقصود، فانت لما تنظر بالمرآة لن تنشغل بها وانما ستنشغل بالمحكي وبالمرآة الحاكية فمن ثم اشرف عن ان تنشغل بالمرأة نفسها .
وهذا استدلال عقلي سواء مرآة حسية او مرآة عقلية او قلبية فكيف يريد ان يبين اهل البيت عليهم السلام ببرهان عقلي بل ببراهين عقلية متعددة ان الجمع في النظر ذو درجات وهناك امثلة فقهية للبحث عن هذا المطلب العقلي الدقيق الصعب كما ذكر الامام الرضا في احتجاجه على عمران الصابي وكان متكلم نحرير قوي لكنه بعد استبصر على يد الامام الرضا فمثل له التوحيد وايات التوحيد وفعله الله بالمرآة وقال امام الرضا ان الله خلق اشياء كثيرة كالمرآة فيها نفس قضية الحكاية والفرق بين اتحاد الحاكي والمحكي وبين الاتحاد العيني فلنذكر هذه الامثلة الفقهية والاصولية تساعدنا على هذا البحث .
مثلا قضية رؤية الهلال باجماع الفقهاء هذه الرؤية طريق محض بدلالة انه لو لم ير الهلال ثم بعد اسابيع جاء شاهدان قالوا نحن من مدينة اخرى ورأينا الهلال قبلكم طبقا للنصوص والروايات والفتاوى عند الاعلام يجب قضاء ذاك اليوم مع ان الرؤية لم تتحقق عندهم وانما تحققت عند غيرهم فالرؤية هي طريق محض فلماذا المشهور طبقا للنصوص لم يقبلوا قول الفلكيين والمنجمين ؟ لانه المنجم قد يقول بان الهلال موجود في الافق فلماذا لانعتمد على قولهم؟ لان قولهم ليس عن حس وانما عن حدس والنصوص الشرعية وفتاوى المشهور تفند جملة من الاليات الحسية في باب الشهر الهلالي والهلال .
هذا حساب العدد من ثالث شعبان ورابع رجب و حسابات العام الماضي واحسب الجداول وحتى هناك رواية صحيحة بل مستفيضة ولكن كل هذه اعرض عنها المشهور وعملوا بروايات مستفيضة اخرى صم للرؤية وافطر للرؤية لان الرؤية طريق محض ، مثلا اذا رأيت الهلال مطوقا فهو لليلتين وافتى بها السيد الخوئي ولكن المشهور لايفتون بها قالوا بان هذا ليس حس محض وانما هذا حدس بضميمة مقدمة اخرى حسية وروايات صم للرؤية تفند كل طريق يضم اليه حدس فلابد ان يكون الطريق لاثبات الهلال حس محض .
مثلا اذا رأى الرائي ظله في الهلال فهو لثلاث ليالي مثلا هذا لم يفت به السيد الخوئي او نص صحيح اخر لم يفت به السيد الخوئي ان الهلال اذا رؤي بدرا كاملا دليل على انه مثلا ليلة اربعة عشر وخمسة عشر والشيخ بهجت يفتي بها مع ان المشهور لم يعتد بهذا النص ، فاذا كانت الرؤية هي طريق محض لماذا هذه النصوص الصحيحة في علامات اخرى لاثبات الهلال اعرض عنها المشهور ؟
انا في صدد قضية الطريقية ونفس السيد الخوئي في مراسلته مع تلميذه الاخير كان يشير اليه ويطرح اطروحة من عشرين صفحة وهو يجيب عنها بعشرة صفحات ففي تلك المطارحة اثير هذا السؤال اننا يمكن ان نجزم بوجود الهلال ولكن لم نره حسا هل هذا يثبت الهلال ام لا؟ فاذا كانت الرؤية طريق محض يصير لها بديل او ليس طريق محض لها موضوعية خصوصية وجزء الموضوع فقيل له هل تجزم من قول الفلكيين؟ قال كلا اما اذا كان الجزم كله من حس فنعم فما هذا السر ؟ كان الرؤيا لها موضوعية وكأنها جزء الموضوع مع انها ليست جزء الموضوع ؟
هذا المثال ربطه ببحثنا ان الرؤية بها ينظر وطريق محض او اليها ينظر يعني موضوعية لها فلاحظوا هنا كيف امتزاج الموضوعية مع الطريقية؟ وذكره المرحوم الكومباني في مباحث القطع في الوصول الان مثلا العين المسلحة يرى به ما لا يرى بالعين المجردة الفرق ان هذا الطريق له خصوصية وذاك ليس له خصوصية فهذا خصوصيته وموضوعيته في طريقيته يعني نفس الطريقية فيها خصوصية ، صحيح هو طريق لكن له خصوصية في الطريقية .
وذكرنا ان العلامة الطباطبائي انكر غفلة مضمون الرواية التي رواها الفريقان ان الارض على جبل قاف قال لا نرى جبل قاف وبعد ذلك اخترع التلسكوب واجزاء مسلحة للطاقة شاهدوا ان الارض يحيط بها مجال مغناطيسي لونه اخضر شكله كالجبل بشكل قاف وهو عين ما ورد في الحديث النبوي الذي هو انكره غفلة فالعين المسلحة يكتشف بها ما لا يكتشف من ناظور .
فالطريقية فيها خصوصيات في نفس الطريقية والحكاية وفي نفس الكشف مثل نبوات الانبياء طبعا ليس كلهم كنبوة سيد الانبياء ورد عندنا لو ان النبي موسى وعيسى امنوا بما انبئوا به وجحدوا وانكروا نبوة سيد الانبياء لما اغنى عنهم من الله شيء ، تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض في الانباء والنبوة وفي الكشف والحكاية .
اذن كل شيء طريقي لا يعني عدم الخصوصية وعدم الموضوعية وهنا البيت القصيد فنفس الطريقة تشتد وتضعف واشتداد الطريقية ليس حجاب وانما مزيد من تأكيد الطريقية لا انها حجاب كما توهم الفلاسفة والعرفاء والصوفية فهناك مزيد من الكشف فنبوة سيد الانباء لا يمكن ان تكون نبوة النبي ابراهيم وموسى ونوح وعيسى بديل عنها فخصوصية نبوة سيد الانبياء ليس معناها الحجاب بل رفع الحجب اكثر .
فانت ايها العارف والفيلسوف المتكلم اذا تريد تنادي الله يجب ان يكون عندك عطر محمد كي يفتح لك الافق واذا تذكر الاسماء الالهية كلها لا تفتح لك ابواب السماء وانما قل يا الله يا محمد يا علي تنفتح لك ، ونفس الاية الاربعين في سورة الاعراف تنص على ان حجج الله هم مفتاح السماوات فانت ما عندك المفتاح لماذا تتكبر؟ لماذا تعجب بنفسك؟ فينطوي كلامهم على الكبر الابليسي لا يريد ان يتوصل يعني يريد ان يتقرب الى الله من دون توسل صحيح ، فمن قال لك الطريقية درجة واحدة؟ وانما هي درجات ، من قال لك الاشتداد في الطريقية حجاب ؟ بالعكس ضعف وقوة الطريقية زوال الحجب الان انظر برهان اهل البيت وانظر من اكتفوا بعلمهم عن اهل البيت ضلوا الطريق .
مع احترامنا لكل الجهود العلماء ولكن العلم ليس فيه مجاملة هناك مثال اخر في شهادة الشهود في القضاء هل يجوز للشاهد ان يشهد على قضية عالم بها وجازم بها وقاطع بها ولكن من طريق الحدس لا من طريق الحس ؟ هل يجوز له ان يشهد؟ كلا لا يجوز قال ع : ان كان مثل هذا فاشهد والا فلا يعني الحس اما بالجفر والتنجيم والجن او اختبارات الكهنة او حساب الجداول فلا يسوغ شرعا القيام بالشهادة وانما لا بد ان يكون منبع الشهادة امر حسي لان الحس منضبط اما الجن والتنجيم والسحر والجداول وحساب الحروف او جمع القرائن غير الحسية هذه لا نهاية لها لتخليطها وخرافتها بينما في باب الشهادات لم يسوغ الشارع نصوصا وفتاوى ذلك ، فخصوصية الطريقية في الحس غير خصوصية طريقية الحدس الاتي من مناشئ اخرى فما يمكن نرفع اليد عنها .
شبيه اليوم مر بنا في الفقه المثال ان الدولار عملة ولكن المالية غير ملحوظ فيها مثل الرز او الحنطة او السيارة هذي لها موضوعية والمال طريق للمالية صحيح طريق للمالية لكن هذه الالية والطريقية للمالية فيها تفاوت فنقدية النقد فيه تفاوت فهناك نقد معرض للتضخم وهناك نقد غير معرض للتضخم في حين ان المالية صفة عارضة طارئة على كل الاشياء لكن الحافظ لهذه المالية بين نقد ونقد يختلف .
مثال اخر هل يجوز للقاضي ان يقضي بعلمه بدون بينة وايمان ام لا يجوز ؟ هذه مسألة جدلية ولغط فيها كثير كبير فالفقهاء في باب القضاء البعض فصل بين العلم الحسي والحدسي والبعض قال علم القاضي لابد ان يكون بالموازين انما اقضي بينكم بالبينات والايمان فما يصح القضاء بغير الموازين والبعض قال هناك فرق بين العلم النوعي والحس النوعي اما الحس الشخصي او الحدسي فلا يعتبر وهذا هو الصحيح او علم حسي نوعي يمكن ان يبرزه للاخرين فهذا حجة .
المقصود لاحظ مع ان الموازين في القضاء طريق لكن هذا الطريق الشارع يريد يجعل له نظام وانضباط فانظر شدة الطريق في الطريقية وانضباط الطريق فالطريق لها صفات وشؤون عجيبة وغريبة ، الطريقة يعني تستبدل ولا معنى لك ان تستبدل
يقولون النبي واهل البيت مخلوقين وهل معقول ان الله عز وجل يحبس باهل البيت؟ انظر المغالطة من بعض العرفاء والصوفية او الفلاسفة والمتكلمين او حتى بعض الفقهاء الان هل يمكن الوصول الى الله بدون الاسماء الهية؟ كلا مع انها هي مخلوقة يقول ادعوا الله او ادعوا الرحمن يعني الاسم ليس المسمى ايا ما تدعو من الاسماء فله الاسماء الحسنى مالك قاهر مهيمن هذه الاسماء ستؤدي اليه الامام يقول لو لم يخلق الله الاسماء لما اهتدى الخلق لمعرفته الان حتى الفلاسفة مع انهم يتناسون هذا البحث ان الذات الالهية لا يمكن الالتفات والتوجه لها دون الاسماء هل هذا انحباس للذات الالهية في الاسماء كلها ؟ انما هي قصور وعجز كالاعمش لا يمكن ان يطالع وكما في كسوف الشمس يقولون اذا تجعل عينك مفتوحة فتعمى فهناك امثلة كثيرة في شؤون الطريقية الى الله وليس الله محبوس وانما نحن محبوسين اما نحبس انفسنا في الانا وهذه مشكلة العرفاء والصوفية ومتكلمين كثير منهم حتى جملة من الفقهاء هو التقوقع في حبس الانانية واذا نحن نطلع انفسنا الى حجج الله بالعكس نتحرر من الانانية .