الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث التفسیر

46/04/15

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: معية التوجه الى الله والى النبي والآل اكمل

 

لا زلنا في هذا المقطع من اية الكرسي ﴿من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه﴾ هذا السؤال والاستنكار من الله للتأكيد على محور كلي في ابحاث التوحيد والوساطة والوسيلة اليه تعالى وليس خاص بالشفاعة وليس خاص باية الكرسي وهو محور كلي .

وليس عبطا ان تكون اية الكرسي كاية الشهادة واية الملك وكسورة الحمد متميزة بين ايات القرآن وسوره ويستحب قراءة هذه الثلاث ايات اي يؤتى بها عقيب كل فريضة مع سورة الحمد لاهميتها وسبق ان ذكرنا انه ختم اية الشهادة فيها عجائب الامور طبعا من يأتي بها بقصد العجائب لا يرى العجائب فمن يزاولها سنة فاكثر ويوفق ان يأتي بها للهدايا الملكوتية يرى فيها العجائب .

فاية الكرسي كل مقطع منها محور محكم من محكمات القرآن نفس هذا المقطع من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه اصل معرفي توحيدي مهول مثل يحيي الموتى باذنه او اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان يعني باذنه او بيده ملكوت كل شيء اصلا منظومة من الايات كلها مرادفة عقلا لـ باذنه فالبحث كلي وليس خصوص هذه الاية العظيمة او هذه الجملة في هذه الاية .

ومعنى الاحكام انه ليست وحدة موضوع ووحدة نظام مر بنا في الجلسات السابقة الفرق بين التفسير بوحدة النظام يعني المحكمات عن التفسير بوحدة الموضوع وان كانت المواضيع مختلفة ، فوحدة النظام اشمل من وحدة الموضوع او وحدة المحمول ، شبيه الذي يختلف فيه في باب تعريف اي علم من وحدة الموضوع ووحدة المحمول ووحدة الغاية فهو شيء اهم شيء ونظام عام .

فاذن من ذا الذي يشفع عنده الشفاعة وسطية عنده وسطية هذه الدرجات في الوسطية والوسيلة والحرفية في القرآن اصل المبحث الذي وصلنا اليه ان كثيرا من العرفاء والفلاسفة والفقهاء والمفسرين عندهم ان الايات ينظر بها فانية في الاية بمعنى حرفية وفناء في الحكاية اي فناء الحاكي في المحكي هذه النظرة هي التوحيد والنظرة الفنائية في الحكاية درجات وليست درجة واحدة وهي اشرف وهي التوحيد الخالص بينما النظر الى الايات هو نظر الى التوحيد ولكنه توحيد نازل مشوب بالنظر الى المخلوق والنظر الى المرآة والى الحاكي .

من ثم بعضهم قال اذا قلت يا الله هو اكثر خلوصا في التوحيد مما اذا قلت يا محمد يا علي يا علي يا محمد انصراني فانكما ناصران هذا توحيد ليس بخالص لان نظرة الفناء اقرب بخلاف ما اذا تنظر الى المرآة وحتى النظرة الطريقية اما النظرة الموضوعية فيها حجاب وان كان توحيد نازل هكذا الدعوى بينما نحن نقول بحسب بيانات العقلية لاهل البيت تبين ان الصحيح النظر به اكبر من النظر اليه هذا لكن الاكمل الاكمل ان تجمع بين النظر به والنظر اليه فهذا امر صعب او متناقض حتى صاحب الكفاية قال المعنى الحرفي آلي اما الاسم ليس آلي ودعوى ان النظر في الحرف والاسم جامع مشترك تكويني هذا من احول العينين .

مر بنا ان المعنى الحرفي في علم الاصول وحتى في اللغة صميمي التأثير في معرفة التوحيد والاسماء والايات فنفس قوله تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه تأكيد على الجمع وكثير من الايات تؤكد على ان الجمع اكمل واتوا البيوت من ابوابها قل ادعوا الله الاسم او ادعوا الرحمن الاسم ايا ما تدعو من الاسماء فله الاسماء الحسنى يعني تؤدي الى الذات بل يحذر الله عز وجل ان الذين يلحدون في اياتنا ... وكذلك قوله تعالى وذروا يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون فهو ليس الحاد في ذات الله وانما الحاد عن الاسم .

ولتوضيح هذا البحث ولو كان هو غامض وقلت لكم السيد علي القاضي وتلاميذه وسيد الميزان دائما نظر به به وليس اليه واذا مزجت به واليه صارت نظرة ممزوجة متدنية مثل ما مر بنا وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك او حبا لك هذا بيان من بيانات الائمة وهناك بيانات كثيرة فالاكمل الجمع بين عبادة الاحرار وعبادة العبيد وعبادة التجار وهو اكمل من عبادة الاحرار بمفردها فكيف يصير الجمع اكمل? ربما شخص يقول هذه عبادة نازلة نعم اما الجمع اكمل من عبادة العبيد او عبادة التجار لكن ليست بكامل كمال عبادة الاحرار الخالص في الحرية وانما في بيانات الوحي ومجموع بيانات اهل البيت ورد ذلك .

ولا يقف الباحث على بياناتهم من طائفة واحدة من الروايات وانما يجب ان يجمع بين طوائف عديدة كما ان القرآن لا يمكن ان يفهم من اية وسورة واحدة ولكن يجب ان يجمع بين مجموع السور والايات لذلك الفرق بين الفقيه والعامي ان العامي يرى رواية يظن ان دين الله فقط يؤخذ منها ، العامي لمن يقف على رواية يصير راوي ولكن الراوي اذا لا يكون فقيه يصير غاوي ويغوي الطريق فلولا نفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا في الدين نفر يعني يرووا لكن بشرط ان يتفقهوا لان الوحي مجموعة كتلة واحدة والا يضل الانسان الطريق .

زرارة واعظم به في موارد يسمع مباشرة من الامام وينطبع في ذهنه ان مراد الامام كذا فيشكل على الامام الصادق او الباقر فالامام يقول له ليس المراد هذه النتيجة هذا المراد شيء اخر قال وقلت قلت له ذاك قال ان كلامي ليتصرف اين ذهبت? فزرارة التلميذ الوفي للامام الصادق والباقر فهمه للمعصوم ليس معصوما حتى النائب الخاص مع احترامنا لهم ولكن ليس بمعصوم زرارة اربعين سنة خمسين سنة عاصر المعصوم وتتلمذ على المعصومين لكن فهمه ليس بمعصوم لذلك من تشرف برؤيا صاحب العصر ولقياه غير معصوم .

تجد شخصا اخر يقول انا في الرؤيا ارى الائمة نقول له في اليقظة هو هذا الحال ولا يعطي العصمة فكيف بك بالرؤيا? المعصوم معصوم لكن انت تتلقى عن المعصوم لا تصير معصوم لذلك معتقد الامامية الاثني عشرية ان الصحابة غير معصومين صحبة النبي او امير المؤمنين او فاطمة او الحسن والحسين او صحبة الائمة الاثني عشر وصحبة صاحب العصر والزمان شرف عظيم لكن ما يجعل الانسان معصوما ابدا لا في علمه ولا في فهمه معصوم ولا ولا ولا طبعا اذا هو يصير فقيه اقرب للمعصوم بمعنى يفهم ذوق وسيرته ولكن لا تجعله معصوما.

في بعض الموارد الامام الصادق يكتشف لزرارة الغيب ويكشف الامام لعبدالله بن سنان البرزخ ولكن هل جعل ذلك من زرارة معصوما? كلا العصمة شيء اخر فعلم زرارة يخطئ ويصيب ومحدود فيجب على المؤمنين ان لا ينخدعوا بهذه الدعاوى .

ثم حتى لو قلنا انها رؤيا صادقة ثم ماذا? نعم المعصوم عظيم ولكننا نحن لسنا عظماء المشكلة فينا وليس في المعصوم الزبير ورد في حقه انه كان من اهل البيت الزبير منا اهل البيت الى انه تبدل الى عدو لهم بل ورد في حق الزبير انه في السقيفة كان اشد الناس نصرة لامير المؤمنين لكن الدنيا تغر وتضر وتمر فمنا اهل البيت ليست عصمة لكن من يستطيع ان يحافظ على هذا المقام? وحتى هذا المقام لا يعني عصمته ، تارة يقول اهل البيت فهذا عصمة ومن اهل البيت ايضا عصمة اما منا اهل البيت هذا ليس عصمة بل حتى الامام لما اسمع منه مباشرة في التشرف او غيره كلام الامام حجة ولكن ليس رواية الامام هوالدين كله فليس ما قاله الامام الصادق لي في هذا المجلس هو الدين وانما ما قاله كل المعصومين وما قاله الله في كتابه فالقصور ليس في المعصوم وانما في انا اذ لا استطيع في مجلس واحد ان يتنزل لدي الدين كله .

فالعجز عندي انا المتلقي وليس في المعصوم والا نفس القرآن فيه كل شيء فلماذا يحتاج الى ائمة اهل البيت? العجز ليس في القرآن وانما فينا نحن القابل ان هذا الكتاب الهي ملكوتي يحتاج الى معلم ملكوتي يفهم الملكوت ويفهم الغيب اليس النبي افضل من كل الانبياء وافضل من المعصومين الاربعة عشر ؟ فلماذا نحتاج الى امير المؤمنين? فليس القصور في رسول الله وانما فينا لانه نحتاج الى وسيلة لرسول الله كي يربينا تربية استمرارية وما نستطيع ان نتلقي الملكوت كله من النبي وانما امير المؤمنين يستطيع وفاطمة تستطيع ونحن لا نستطيع .

سلمان بدون علي يضل الطريق مع انه مع رسول الله ما يستطيع سلمان يتلقى من رسول الله كل شيء ولا ابو ذر ولا عمار ولا مقداد فلا بد من وجود امير المؤمنين ركن الاولياء عصمة المتقين عصمة الدين ، فالدين لا يعصم الا به وامير المؤمنين لا يكفي عن الحسنين وذلك ليس لقصور فيه انما النقص فينا هنا يأتي دور الامام الحسن والحسين وبقية الائمة الاحد عشر ، والائمة الاحد عشر لا يغنون عن صاحب العصر والزمان ليس القصور في الائمة وانما فينا .

شبيه المستقبل ما يمكن ان يتنزل فيه كل الملفات الغيبية للدين انما نحن نستقبل بالتدريج فليس كل من اتصل بالمعصوم يعني هو معصوم هذا خطأ كبير المعصوم شيء اخر ، فهنا من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه لماذا النظر به اكمل من النظر اليه? لماذا الاكمل هو الجمع بين النظر به واليه وهذا خلاف مسلمات العرفاء والصوفية والفلاسفة وخلاف اكثر المتكلمين حتى من الخاصة وخلاف كثير من الفقهاء ؟ الصحيح الاكمل هو الجمع فالاكمل ان اضم الى الله يا محمد يا علي ، يا علي يا محمد يا الله الاكمل في الصلاة كما اخاطب الله عز وجل ولو في نهاية الصلاة انا اخاطب سيد الانبياء واهل البيت .

طبعا العامة عندهم يستحب السلام على النبي وسط الصلاة في التشهد الاول وهذا امر مسلم عند كل مذاهب المسلمين في التشهد الوسط والاخير تبتدأ لا تقول بسم الله وبالله بل تقول السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته هذا مستحب عندهم كافة حتى الوهابية والرواية الواردة عندنا عن اهل البيت لا تخطئهم في هذا وانما تخطؤهم في التتمة ان تقول السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وورد عن ائمة اهل البيت روايات متعددة مستفيضة ان عبد الله بن مسعود ابطل صلاة الناس ليس بـ السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته وانما في السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، يعني اهل البيت يقولون هذا التسليم على رسول الله وسط الصلاة هذا ليس خطأ ، فائمة اهل البيت لم يخطئوا عبدالله بن مسعود وانما استنكر وكذب ائمة اهل البيت عبدالله بن مسعود في الذيل الذي هو السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اذا تأتي به يخرجك من الصلاة لانه كلام ادمي اما السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته ليس كلاما ادميا وانما هو ذكر صلاتي عبادي .

فلا بد ان يفهم ان الشهادة الثالثة كم هي اصيلة في التشهد ان الخطاب مع النبي حتى مع الال ليس كلاما ادميا مخرجا من الصلاة كما توهمه الاعلام ويجزم برجحانه الميرزا النائيني في خلل الصلاة فانت راجع كلمات الاولين والاخرين من المذاهب الاسلامية في صيغة التشهد الوسط فضلا عن الاخير من السلفية والحنفية والحنبلية والشافعية والمالكية والاباضية عندهم من المستحبات في التشهد الوسط ان تخاطب سيد الانبياء السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته فهكذا يتأدب المصلي في وسط الصلاة بالخطاب مع النبي بعد الخطاب مع الله وهو اجمع الجمع .

فالصلاة هي خطاب عمدة مع الله وانعطافا مع النبي حتى على فتاوى علماء الشيعة فكل علماء الامامية عندهم في التشهد الثاني الاخير عندما تقول السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته تقول السلام على الائمة الراشدين من ال طه وياسين فتخاطب الائمة مع انه لا زلت انت في الصلاة ولم تخرج منها ولم يقولوا مخاطبة الائمة مبطلة للصلاة فانت لا زلت في الصلاة فكيف يكون الكلام مع الائمة?

بل حتى من يتوهم ان الشهادة الثالثة كلام مع الائمة فمن قال لك الكلام معهم مبطل الصلاة? هذه فتاوى كل علماء الامامية موضوعا ومحمولا هذه فتاوى كل نقضا وحلا موضوعا ومحمولا هي صرفة صناعية بل حتى لو قلت السلام على جميع انبياء الله ورسله وملائكته لا زلت في الصلاة وليس هذا كلام ادمي هو خطاب مع الانبياء والملائكة حتى عندنا في النصوص السلام على جبرائيل وميكائيل فانت لا زلت في استقبال الله وفي التوجه اليه واندمج الخطاب مع الله مع سيد الانبياء اولا ثم اهل بيته ثم الملائكة ثم الانبياء ثم الملائكة المقربين لانه سبل الى الله وهذا كلام الميرزا النائيني نقلناه في الجزء الثالث .

ذكرت لكم الان تسالم علماء المسلمين ووافقهم ائمة اهل البيت على ذلك الا انه تخرج من الصلاة حصرا بكلمة السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين او السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذان السلامان الذي تخاطبهما بها غير المعصومين وتخاطب عموم المؤمنين تخرج من الصلاة اما السلام عليك ليس كلام ادمي هو كلام مع وجه الله وعين الله ويد الله وجنب الله السلام على الائمة الراشدين من ال طه وياسين ليس كلام ادمي ، فعند علماء الامامية والنصوص السلام على جميع انبياء الله ورسله وملائكته المقربين فاخاطب جبرائيل بالسلام هذا ليس كلام ادمي هذا التوجه الى الله وليس كلام مبطل ولا خارج من الصلاة نعم اخرج من الصلاة لما اخاطب غير المعصومين السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

لذلك الزيارات كلها هي زيارة لله وزيارة للمعصوم في طريق واحد وهذه نكتة خفيت عن العرفاء والصوفية والفلاسفة وجملة من الفقهاء لكن تنبه اليها الشيخ جعفر كاشف الغطاء ان الجمع اكمل واتوا البيوت من ابوابها هم ابواب الله فهناك بيانات عقلية عجيبة موجودة انا عمدا اؤخر البيانات كي تصير اصل المسألة واضحة وهذه المسألة التي ترجل فيها جمهرة علماء علوم كثيرين لكن المعصوم فوق ذلك وهذا دليل على اعجاز المعصوم وسابقينه ببراهين عديدة وعقلية سهلة.