الأستاذ الشيخ محمد السند
بحث التفسیر

46/04/10

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: التوحيد الخالص الجمع بين النظر إلى الآيات وبها

الكلام في الايات المستعرضة للتوحيد وكما يقول ابن سينا التوحيد له درجات وله بدايات ونهايات حيث قال عليه السلام اول الدين معرفته وكمال معرفته كذا فالمعرفة لها درجات فمن يدعي ان المعرفة بالله موحدة وذات مستوى واحد فهو مخطئ ، اول الدين معرفته وكمال معرفته تصديقه ثم التصديق له درجات بدايات ونهايات وكمال تصديقه توحيده ثم التوحيد له درجات وكل هذا يدخل في الدين والمعرفة والتصديق والتوحيد له درجات بدايات ونهايات وكمال توحيده الاخلاص له .

المحطة الرابعة هو الاخلاص بعد ذلك يبين عليه السلام ان الاخلاص له درجات وبدايات ونهايات فورد في زيارات امير المؤمنين ما مضمونه اخلص المخلصين او اوفى المخلصين فهذا اعظم درجة في المعرفة نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة انها غيره طبعا هذا الحديث الشريف في نهج البلاغة يشير الى مراتب التوحيد الى ان تصل الى التوحيد الاعظم والتحميد الاعظم والتنزيه والتسبيح الاعظم كما مر بنا اية بلقيس وايات اخرى في سورة يوسف ائنك لانت يوسف فائنك هذه المرتبة الاولى ولانت في مرتبة ثانية والمرتبة الثالثة لانت يوسف وهو ايضا في الجواب قال انا يوسف وما قال يوسف انا .

المهم هذه الايات الكثيرة هي رموز التوحيد او التحميد او التسبيح واذا دققنا فيها تبين ان من يجعل الايات والاسماء والكلمات والصفات على هذه الدرجة العظيمة من التوحيد ولكنها ليست التوحيد الاعظم الاعظم الاعظم ليست هي التسبيح والتنزيه الاعظم الاعظم بل هذه الايات والروايات الكثيرة تشير الى لزوم الجمع بين النظر بالايات والنظر الى الايات والدعاء بالاسماء ودعاء الاسماء قل ادعوا الله يعني تدعو الاسم او ادعوا الرحمن تدعو الاسم ايا ما تدعو من الاسماء وتنظر اليها فله الاسماء الحسنى.

فالاسماء يجب ان تلحظ فيها جنبتين جنبة قيامها بالذات الالهية وجنبة ان تنظر اليها وتدعو اليها والمعروف لدى العرفاء او جملة من الصوفية او حتى الفلاسفة ان النظر الى الايات او الى الاسماء وان كان هو نمط من التوحيد ولكنه يتضمن شرك خفي فكثير من اهل المعنى والصوفية والفلاسفة عندهم ان التوحيد الاكمل والاعظم الاعظم ان تنظر بها يعني بالايات والاسماء ولا تنظر اليها فاذا نظرت اليها فقد اشتملت على نمط من الشرك الخفي ان يكون توجهك الى الله مشوب بالمخلوقات فلكي تنزه الله التنزيه الاكمل بالاسماء تراها فانية فلما رأته حسبته لجة يعني رؤيتها الى الصرح الممرد فانية في الماء الذي تحت الجسر على تعبير هذه الجماعة ان بلقيس اذا وصلت الى التوحيد الاعظم بان ترى المرآة او الاية او الاسم او الدلالة فانية فيما وراءها فالفناء هو ان ترى الشي فانيا مندكا في غيره ولا تلتفت اليه انما تلتفت الى ما وراءه هذا توحيد خالص واعظم مراتب التوحيد .

مثلا ينقل ان الميرزا علي القاضي وغيره من الكبار حصلت له حالات توحيد ثلاثة ايام في عمره او ربما تكررت بعد ذلك ان ينظر الى الاشياء والمخلوقات والايات ينظر بها ولا ينظر اليها وهذا مبحث حساس ومعقد بينما الذي يستفاد الايات والروايات ان التسبيح الاعظم والتنزيه والتحميد والتوحيد الاعظم ان تنظر بها واليها ولكن كيف تجمع بين النظرتين؟ فالنظر بها اكمل من النظر اليها لكن الاكمل من هذا هو الجمع بين النظر بها والنظر اليها وهذا غفل عنه العرفاء والصوفية والفلاسفة فالجمع اكمل .

مثل هذه المقولة العظيمة عن امير المؤمنين وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك ما عبدتك خوفا من نارك ولاطمعا في جنتك وانما وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك وابن سينا اخذ هذا البيان من امير المؤمنين وبنى عليه في الاشارات وفي كتبه وفي الرياضيات الروحية حتى الصوفية ولكن الادلة في القرآن واهل البيت تقول الاكمل ان تكون عبادتك عبادة الاحرار حبا لله وتضم اليها خوفا من النار والطمع في الجنة فاذا الانسان يقابل بين عبادة الاحرار وعبادة العبيد وعبادة الاحرار اعظم من عبادة التجار طبعا طمعا في الجنة او عبادة العبيد خوفا من النار لكن الذي يضم عبادة الاحرار هو الطمع في الجنة والحب مع حور العين وجنات الفافا والخوف من النار هذه العبادة اكمل من عبادة الاحرار لو انفردت والادلة تدل على هذا المعنى .

فهؤلاء الجماعات حفظوا شيئا وغابت عنهم اشياء فالنظر بها يعني انت غافل عنها ونظامك متوجه الى ما به تنظر فلما رأته يعني رأت الصرح والجسر ولم تره رؤية مستقلة وانما رؤية فانية فيما وراءه فلما رأته حسبته لجة يعني لم تنتبه وتلتفت الى الصرح لان الصرح ممرد انانيته هذه كلها رموز للتوحيد صحيح ان النظر بالايات وبالكلمات فانية في ذات الله يعني فانية حكاية وليست فانية وجودا يقولون ان الفناء هنا فناء الحكاية وليس فناء اندماجي يقال القنبلة النووية انشطارية لكن القنبلة النووية الاندماجية خطورتها اضعاف اضعاف ، فهنا الفناء الحكائي كان مندمج فالحاكي كان مندمجا في المحكي بحيث انت لا تتنبه للحاكي ان تتنبؤك وانشدادك كله منصب في المحكي وليس في الحاكي .

طبعا حتى هذه النظرة ذات درجات والفناء درجات فناءك ليس فناء اندماجي كيف ان المرآة درجات في الحكاية والانعكاس؟ هكذا في مقامنا فالذي يستفاد من بيانات الوحي ان الجمع اكمل اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كانك تموت غدا خاصية بعثة سيد الانبياء هي هذا وهذه من خاصية بعثة وشريعة سيد الانبياء ، الان مثلا الجمع بين اعمل لاخرتك واعمل لدنياك وانما رحبانية وسياحة وموازنة بين الجنبتين جمع الجمع فاذن هناك مجالات عديدة وجمع الجمع هو الاكمل .

نعم اذا تريد تقابل بين اعضاء هذه المجموعة فعبادة الاحرار اعظم من عبادة التجار واعظم من عبادة العبيد ولكن الجمع بين هذا الفريق هو الاكمل يعني جمع الجمع نعم في زيارة ال ياسين لاحظوا هنا الجمع اذا اردتم التوجه بنا الى الله يعني ينظر بنا والتوجه الينا وفي كل زيارة ائمة اهل البيت وقبلهم زيارة سيد الانبياء الزائر يفترض نفسه زائر لله وللنبي فالزائر يخاطب ينادي الهي زرتك ويقول الزائر زرت وليك واوصياء نبيك وخليفتك وحتى موجودة في زيارة وارث هذا المعنى .

كذلك نجوى الرسول يناجي عليا فاعترض الصحابة انه لم خصصته بالمناجاة دوننا ؟ وقيل انه كان في ظرف حرب انظر كيف يناجي ابن عمه فكثير من الصحابة يصيبهم الحسد والعداوة لامير المؤمنين فلماذا يخصصه وحده بهذه الخصائص؟ نشأ الحسد والعداوة من الايام الاولى كما يقول السيد حيدر الاملي من العرفاء الكبار فالرسول يقول ما انا ناجيته وانما الله ناجاه فهل الرسول اله ؟ كلا وهذا المشهد تكرر فالنبي يريد ان يقول للصحابة القريبين ظاهرا منه انه فرق بين القلب الجغرافي والمعنوي والنبي يقول عن اويس القرني قريب مني روحيا او قال يأتون في اخر الزمان اناس اخواني فقال الصحابة اولسنا اخوانك يا رسول الله؟ انتم اصحابي فهم بعيدين عن زمان النبي لكنهم اخوة لي .

فالقرب ليس قرب زماني ولا جغرافي وانما قرب معنوي والسابقون السابقون هذا سبق معنوي وليس سبق زماني والتابعين باحسان مثلا هو رتبي مع ان امير المؤمنين حضر بكل سبق زماني وجغرافي ورتبي واولية زمنية واولية رسمية واولية معنوية كل هذه الاوسمة حظي بها امير المؤمنين ولكن صار ما صار عليه .

فالنبي في روايات متواترة عند الفريقين يناجي عليا في خيبر والطائف وفي موارد عديدة ويقول ما انا ناجيته ولكن الله ناجاه يعني يقول النبي للمسلمين ان علي على اتصال بالله او كما يقال انترنت وحياني وانا نبي وعندي انترنت نبوي لكن علي ع ايضا عنده انترنت وحي وهذا كله في زمن النبي فامير المؤمنين محدث عن الله وليس فقط عن رسول الله نعم بوساطة من النبي وحديث المناجاة هذا المتواتر فيه اسرار من المعرفة فيقول ما انا ناجيته لكن الله ناجاه .

فالنبي يبين للصحابة بالفاظ عديدة وامكنة مختلفة انكم تختلفون عن علي هو له تواصل مع الله ولكن باعانة من النبي ملكوتيا فهذا الحديث متواتر في موارد مختلفة وان النبي يصرح ان لعلي خط وحياني مع الله بتوسط النبي او حديث لا يبلغ عنك الا انت او رجل منك وهذا الحديث ورد في امير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين فلا تقل ان الامامة نظرية ابتكرها الشيخ المفيد كلا قبل ان يولد المفيد واجداده هذا الحديث متواتر موجود بين المسلمين ان علي ابن ابي طالب هو السبب المتصل بين الارض والسماء بل ما فوق السماء العرش وما فوقه .

فما قال ناجى العرش او السماء والملائكة وانما قال ولكن الله انتجاه يعني فوق العرش بمشهد من الصحابة وفي روايات الفريقين مضى هذا المشهد على رؤوس المسلمين ساعات بحيث تململوا وكان ذلك في وضع الحرب ولذلك قالوا اخذه ابن عمه شغفا وهذا قول الصحابة المقربين من النبي فيكرس النبي ان لعلي خطوة احيانا دونكم ، هناك بعض المواطن نجوى النبي مع علي استمرت تمام النهار وجزعوا الصحابة اذن الوحي لا ينقطع برحيل النبي وانما ببقاء امير المؤمنين واهل بيته الوحي باق نعم هذا الوحي الباقي لسيد الانبياء شفاعة ووساطة ولا هو في البرزخ ولكنه في الملكوت ليس للبدن البرزخي او الدنيوي دخاله بنص هذا الحديث القدسي .

فالنبي اعطاهم رؤيا انه يناجي عليا يعني نجوى الله والرسول اي جمع الجمع في مواطن عديدة جمع الجمع هو الاكمل بينما كثير من اهل المعنى ذكرت لكم الميرزا علي القاضي والطباطبائي والعرف والفلاسفة وحتى في الاسفار وفي الميزان ان النظر به فناء ودرجات وليست درجة واحدة فتقول فلما رأته حسبته لجة هذي درجات هذه النظرة الفنائية الحكائية ليس فناء وجودي وانما فناء في الحكاية .

فالفناء في الحكاية درجات مثل ما مر بنا مرارا عن صفات عين الذات هي حكاية وليس تحققا فما البرهان عند اهل البيت والقرآن على ان جمع الجمع اكمل واللي ما تخيله العرفاء والفلاسفة والصوفية ، ثم توهمهم هؤلاء انه ان التفت الى المرآة سيبقى نظرك بالمرآة فلماذا يقولون لا تنظر الى المرآة وانظر بالمرآة ؟ استدلاله عقلي بشري وليس وحياني قلنا لانك لم تنظر اليها فمقدار من التركيز الحكائي ذهب عنك فيصير مشوب بشكل خفي فتوهمهم هكذا ان النظرة الى الوسيلة والى الشفيع شرك خفي فهناك شوب وندية ولم يميزوا بين الشفيع والشريك مع انه ميز تكويني عقلي موجود لكن لم يستطيعوا ان يضبطوه مع احترامنا للكبير لهم .

الا الشيخ جعفر كاشف الغطاء في منهج الرشاد جمع بين النظر بهم والنظر اليهم وانا قلت لكم كتابه هذا من اعظم الكتب وهذا منهج الرشاد من اعظم كتب الشيخ جعفر كاشف الغطاء هو كتاب روعة وهو في هذا البحث المعنوي العرفاني فاق الميرزا علي القاضي وملا صدرا وغيرهم والوهابية ورطتهم هذه انهم يمزجون بين الندية وبين الوسيلة يمزجون بين السبيل الى الله وبين دون الله ولا يستطيعون التمييز بين الشفيع والشريك مع انه عقلا هناك فرق وبينونة تكوينية ماهوية لا ريب فيها بين الشفيع والشريك وبين الوسيلة والند وبين سبيل الله ودون الله وبين وجه الله وغير الله .

ثم هناك استدلال لاهل البيت عندما اشكلوا عليه فهنا يرى المعجزة عند الائمة فوق العرفاء والصوفية والفلاسفة فانظروا استدلال الائمة كما هو عظيم طبعا الاخوند عنده شيء من هذا الكلام في بحث المعنى الحرفي يقول نظر به غير نظر اليه ولا يمكن الجمع بينهما ونقلت لكم السيد الروحاني عبقري علم الاصول في زمانه يقول من يركز على المعنى الحرفي يسبح في معارف التوحيد او قضية التوكل والتواكل والتوازن بين المادة والغير كما في الكرونا التوكل كانما انقطع صار فقط الاسباب المادية مع ان الله مسبب الاسباب تسببت بلطفك الاسباب او يا من يفثا به حد الشدائد يا من تحل به عقد المكاره ، فلااقل موازنة لا اقول صير اخروي ملكوتي لاهوتي وانما بين بين اما ان تقطع اللاهوت وتقطع الملكوت ونقول المادة هي الاول والاخر هذه مشكلة فيجب ان يكون عند العلماء والحوزة توازن انظر الموازنة هي الاكمل والا تصير مادي علماني وانما موازنة بين علم الغيب والمادة فالموازنة بجمع الجمع وهم واستدلالهم هكذا يقولون اذا درج من الفنائية الحكائية الحرفية قلت ستكون مشوبة بالشرك فلننظر الى الايات يصد عن النظر ولو نسبة معينة على النظر بالايات فيصدك يعجبك عن التوحيد ولو هذا ليس كفر اصطلاحي ولكنه كفر خفي ولكن الوحي يقول يمكنك ان تجمع بينه ويكون اجمع واكمل بل التوحيد الخالص عكس ما يتوهم لا يمكن الا بالجمع اما اذا لم تجمع حتى لو كانت نظرتك فقط فنائية انت عندك شرك خفي من دون ان تشعر فهذه الدعوى لاهل البيت عكس دعوى العرفاء والفلاسفة والصوفية فهناك دعويان بين اهل البيت وبين غيرهم.