الموضوع: جمع الجمع النظر بالأسماء و إليها

كنا في هذا المقطع من اية الكرسي من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ...

وكان التساؤل ليس فقط في هذه الجملة من اية الكرسي بل هو تساؤل متكرر في ايات وسور عديدة حيث تقيد الوسيلة او الشفاعة او الوساطة بين الخالق والمخلوق انها باذن الله او تقيده بما يؤدي الى هذا المعنى .

مثلا قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن يعني ادعوا الله الاسم او ادعوا الرحمن الاسم ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى فالاية تعليل عقلي تكويني ان دعاء الاسماء هو دعاء للذات الالهية اي المسمى لان هذه الاسماء مؤدية اليه تعالى ومملوكة له مع ان معنى الاسم لغة او حقيقة الاسم انه علامة حيث سمي الاسم بالاسم لانه علامة وفيه دلالة وجنبه حرفية يعني حرفية بالمعنى الاعم فرغم ان الاسم يحمل هذا المعنى مع ذلك قيد بـ فله يعني مملوك للذات الالهية وفي موارد عديدة جدا قيدت الوساطة والشفاعة والوسيلة والاسماء قيدت بوسيلة اخرى اعلى او وساطة اخرى اعلى او اسم اخر اعلى يؤدي الى الذات الالهية .

فكنا في صدد معرفة يسيرة لوجه هذا التقييد ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ، من هو السلطان؟ السلطان ايضا فعل ومخلوق من مخلوقات الله تعالى قالوا يد الله مغلولة ، فيد الله على ما هو المعنى الحقيقي ليست جزء الله وجزء ذات الله وانما يد الله مخلوق من المخلوقات اسمه يد الله يعني وسيط وسيلة شفيع مع ذلك هذا الشفيع او الوسيط او المخلوق قيد بالاضافة الى اسم الجلالة ، فاليد مضاف واسم الجلالة مضاف اليه .

قالوا يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان او سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء فما هو ارتباط اليد ؟ حيث اليد ايضا مخلوق واضافة اليد الى الذات الالهية او الاسم الالهي ثم الى الذات الالهية اضافة تتبع اضافة ووسيلة تتبع وسيلة الى ان تؤدي الى الذات الالهية سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون ، اولم يروا الى ما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالكون .

فوجه الله ايضا هو الوجه الذي يتجه به الى الشيء يعني وسيط وسيلة مع ذلك هو اضيف الى اسم الله او الى الذات الالهية وبالتالي اين ما تولوا فثم وجه الله انما نطعمكم لوجه الله ووجه الله هو مخلوق .

طبعا المجسمة يقولون وجه الله جزء الله ابدي ازلي ، كلا ليس هكذا ولكن اضيف وقيد وجه الله بالاسم الجلالة او بالذات الالهية انما نطعمكم لوجه الله ، نية القربة تتوجه فيها الى الوسيلة لان الوسيلة التقرب منها يؤدي بك الى التقرب الى الذات الالهية .

في زيارة عاشوراء المشهورة وغير المشهورة هناك مواضع يا ابا عبدالله اني اتقرب الى الله اي نية القربة والى رسوله نية القربة يعني يستحضر فيها الرسول والى امير المؤمنين نية القربة والى فاطمة ، فلماذا في نية القربة يقحم اسم فاطمة ؟ هل هي امام حجة او ولاية؟ ماذا يعني؟ فهل هذا اقحام او هو الوضع الطبيعي للدين هو هذا ؟

اذا الرتبة بعد امير المؤمنين لفاطمة الان لما تقول نية القربة لله يعني الوهية اما الرتبة الثانية ليس معناها الالوهية وانما الوسيلة هو الوسيط الكبرى الى الله هو رسول الله الوسيلة التي تلي رسول الله ويتلوه هو امير المؤمنين ويتلو رسول الله وامير المؤمنين فاطمة فيجب التدبر في معاني زيارة عاشوراء وليست لقلقة لسان فليس في زيارة عاشوراء صدفة واتفاق وجزاف وعبث فاني اتقرب الى الله والى رسوله والى امير المؤمنين .

الان كلامنا في بحث نية القربة وهو مبحث كلي في كل العبادات هل هذا المقطع يريد ان يقول اعبدوا رسول الله ؟ كلا وهذا المقطع له اصل قرآني اطيعوا الله في العبادات قبل المعاملات واطيعوا رسول الله في العبادات قبل المعاملات حيث بضرورة الدين وحتى البخاري ومسلم صححوا رواية ان الركعة الثالثة في الظهرين والعشاءين ليست فريضة من الله وانما سنة رسول الله وامر بها رسول الله انا اصلي الركعة الثالثة او الرابعة امتثالا وطوعانية وخضوعا لرسول الله بضرورة المسلمين فكل سنن النبي هي امتثال لرسول الله في العبادات والامتثال تقرب اذن في كبد نية العبادية في العبادات بعد التقرب الى الله هو التقرب الى الوسيلة وهو رسول الله وهو باب الله الاعظم .

هذا في اصل جذوره القرآنية هكذا بضرورة الدين وليست باجتهادات ظنية ومن اعتقد ان الركعة الثالثة في الصلوات اليومية او الركعة الرابعة سنة من الله فقط فهو ابدع في الدين هي سنة من النبي ، وفي الصيام ايضا هكذا والحج وفي الزكاة افترض الله الزكاة وسن رسول الله الزكاة في تسعة اذا انت قلت التسعة فريضة من الله ابدعت في الدين .

اذن الدين الذي يدايننا الله به عقيدة في العبادات المرتبة الثانية هو قربى النبي والتقرب للنبي وامتثال نبي وامتثال للامر العبادي للنبي فلسنا نعبد النبي وانما يأمرنا النبي انه كيف نعبد الله فنتقرب ونمتثل اوامر النبي لكي يكون قرب وامتثال وخضوع الى الله؟.

في سجود السهو افتى الفقهاء من الاولين والاخرين بان السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته يعني انت تتوجه للنبي في سجود سجدة السهو وهو يوصلك الى الذات الالهية فانت تخاطب وتكلم النبي ، وجماعة من الفقهاء ذهبوا ان سجدة السهو هي الصلاة وفيها سجود وليس فيها ركوع وهو الصحيح حتى ان السيد الخوئي وغيره يحتاطون في سجدتي السهو ان تكبر تكبيرة الاحرام وتسلم بعدها لان فيها تسليم فسجدتي السهو صلاة من جلوس فيها سجدتين في هذه الصلاة تتوجه انت في سجودك الى سيد الانبياء نعم السجود نهايته لله ولكن الاستقبال في السجود والتوجه به في القلب للنبي ليؤدي بنا الى الله .

ولو انهم اذ ظلموا انفسهم هذه التوبة عبادة ولم يشكك احد ان التوبة حتى في المعاصي التوصلية هي عبادة ، افرض شخص عصى الله في شرب الخمر فشرب الخمر هي معصية توصلية لكن التوبة من المعصية التوصلية هي عبادة فكبد التوبة عبادة .

وبتعبير الالوسي ونعم التعبير بغض النظر عن كونه منحرف في الفروع عن اهل البيت او في بعض الاصول لكن في هذا الموضع متفق مع اهل البيت قال هنا التوبة ليس المراد بها التوبة فقط وانما التوبة هي كل اوبة ورجوع الى الله حتى العبادات اوبة الى الله انيبوا الى الله فاذا جاءوك مثل التوجه اليك في العبادة فالعبادة اول بسملة فيها هو اسم الله يؤدي بك الى ذات الله اول اية في القرآن الوسيلة تستعين بالوسيلة بسم الله يعني استعين بـ اسم الله ليؤدي بي الى الذات الالهية اتبرك باسم الله واتوجه باسم الله وكذا كذا .

لا يخفى ان الوجوه الاعرابية في بسم الله الرحمن الرحيم جدا ممتازة لها معاني عقائدية كثيرة ان بسم الله متعلقة باي فعل ؟ اتوجه اتبرك ابدأ استعين استغيث اتوسل كل هذه المعاني صحيحة ومطابقة ، ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك يعني قرعوا بابك ايها النبي لانه يؤدي بك الى الله فهذه منظومة في الايات وفي الروايات ليس انه اية واحدة او رواية واحدة وانما هي منظومة الدين كله هكذا .

ففي زيارة عاشوراء ورد هذا المعنى وليس هذا شرك وانما توحيد ، ففرق بين الشفيع والشريك وفرق بين الوسيلة والانداد لا تجعلوا لله اندادا الان الوهابية او او الصوفية جملة منهم وكذلك جملة من العرفاء ما يفرقون بين الشفيع والشريك وبين الوسيلة والند فالوسيلة ليست ند بين سبيل الله ودون الله بين وجه الله ويد الله وهذا غير الجبت طاغوت هم يخلطون بين قائمة من المقامات التوحيدية وبين قائمة من المقامات الشركية .

يا ابا عبدالله اني اتقرب الى الله والى رسوله والى امير المؤمنين والى فاطمة والى الحسن واليك والصحيح ان زيارة عاشوراء حديث قدسي فاني اتقرب الى الله الوهية والى رسوله يعني وسيط وسيلة وسند وليس شريك وليس دون الله وانما يؤدي الى الله والى رسوله والى امير المؤمنين رتبة اخرى والى فاطمة وهي قدمت على الحسن والحسين والى الحسن والى الحسين بموالاتك يعني التولي والتبري معناها عقائدي الا ان التقرب اعظم حتى من الولاية فالتقرب الى الرسول اعظم من موالاتي للرسول والتقرب الى امير المؤمنين في حاق النية العبادية في كل العبادات كوسيلة ووجه الى الله وباب الى الله اعظم من الولاية او قل هي اعلى درجات الولاية ومع ذلك احافظ على الرتبة ، فالله غاية الغايات والرسول غاية تؤدي الى الله وامير المؤمنين غاية تؤدي الى رسول الله ثم رسول الله الى الله وفاطمة باب للنبي والوصي والحسن والحسين بابان لفاطمة والتسعة من ولد الحسين باب للخمسة من اصحاب الكساء فالسلسلة لا تنخرم .

ففي موارد عديدة ذكرت درجات الوسيلة ودرجات الوجه سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء فالملكوت وهو عالم غيبي تحت هيمنة يد الله ويد الله قيد مضاف الى الذات الالهية او الاسم الالهي ثم الى الذات الالهية ، دائما لوحظت الوسيلة مؤدية الى الذات الالهية هكذا في موارد عديدة .

اولم يروا الى ما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالكون او لتصنع على عيني عين الله بضرورة مذهب ائمة اهل البيت ليست جزء الله وانما مخلوق شبيه بالاسم الالهي وهذا ما اكثره في القرآن وجه الله يد الله جنب الله بيت الله قدرة الله ، قدرة الله ليست كصفة جزء الذات وانما المقصود هو الفعل فهو مضاف اليه تعالى.

معروف في بحث العرفان والفلسفة وعلم الكلام والتصوف وغيره ان الذي يتوجه ويركز وينظر الى الوسيلة نور وهداية ولكنهم دون من ينظر بالوسيلة فهل انت تنظر بالمرآة الى ما وراء المرآة او تنظر الى المرآة؟ النظر للمرآة يكشف لك الحقيقة لكن النظر بالمرآة اكثر بحيث لا تركز على المرآة تركز على الحقيقة التي تنعكس في المرآة كما يقول الامام الرضا مثال عظيم للتوحيد نظير المرآة خلق الله امور تكوينية كثيرة ويشرح فيها التوحيد وهذا نقحه الفلاسفة والعرفاء والمتكلمون .

لكن في بيانات اهل البيت والقرآن حتى الجمع بين النظر بالمرآة يعني ايات الله ووسائل ووسائط ان تجمع بين نظر بها والنظر اليها يكون اعظم من كل الاثنين مع ان بين الاثنين مفاضلة الجمع اكمل جمع الجمع اكمل الان لاحظ الميرزا علي القاضي وشأنه مع احترامنا له ولكن قابل للنقد فمعروف عنه انه حصلت له حالات توحيدية في عمره وفناء فهو فناء بالنظر للمخلوقات ولا ينظر للمخلوقات النظرة الكاملة ان تنظر بها واليها واما الجمع بينها صعب كأنما تناقض صاحب الكفاية يقول محال ان تنظر الى الشيء وتنظر بالشيء الا احوال العينين نحن نقول له كلا حتى صحيح العينين يجمع بين النظر اليها وبها .

قرأنا امس اية سورة النمل وبلقيس القرآن في صدد بيان انها في حين وصلت لهذا الكمال الا انه ليس اكمل الكمال وليس جمع الجمع كشفت عن ساقيها يعني نبهوها اذن هي في غفلة عن جزء من الحقيقة فهي ذابت وتفانت في بعد الحقيقة حفظت شيئا وغابت عنها اشياء ، الائمة هم جبروت الملكوت وحكام العرش والعقول فهم يقولون من ينظر الى الاسماء فانية في الذات الالهية فقط عنده شرك خفي لا يلتفت اليه وهذا الكلام لم يصل اليه لا الصوفية ولا العرفاء ولا الفلاسفة فاذا انت لا تجمع بين النظر اليها وبها تشرك يعني عندك شرك خفي اذا تريد التوحيد الاعظم فما حصل لك واذا تريد التسبيح الاعظم لم يحصل لك.

يقال دخل سعيد ابن المسيب على زيد العابدين وهو يسبح في البرد فرأى تسبيح الحجر والمدر واغشي عليه ثم افاق قال يا ابن رسول الله ما هذا؟ قال ويحك هذا التسبيح الاعظم ولم يقل العظيم يعني تنزيه الله الاعظم عند اهل البيت هذا لم اجده لا عند الصوفية ولا العرفاء ولا الفلاسفة ان التوحيد الاعظم والاخلاص الاعظم والتنزيه الاعظم هو الجمع بين الفناء في النظر بالايات والنظر الى الايات فما هو التعليل العقلي عند ائمة اهل البيت على ذلك وانه بدونه سيصبح عندك شرك وتشبيه خفي انت غافل عنه ولن تنزه الله وتنزيهه اعظم وهذا بحث غامض غفل عنه الفلاسفة والعرفاء والصوفية .

الهى اني لم اعبدك خوفا من نارك او طمعا في جنتك وانما وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك او قوله عليه السلام ان قوما عبدوا الله عبادة العبيد خوفا من النار وقوم عبدوا الله عبادة التجار طمعا في جنته وقوم عبدوا الله حبا لله وتلك عبادة الاحرار مع ان امير المؤمنين نفسه يتململ كتململ السليم خوف النار وهو نفسه في اخر لحظات حياته المقدسة رأى صفوف الملائكة وصفوف النبيين فقال لمثل هذا فليعمل العاملون حتى الامام زين العابدين والائمة كلهم عندهم الخوف من النار وكذلك رسول الله عندما يقبل على الوضوء للصلاة يسمع من صدره ازيزا خوفا من الله فكيف يجمع؟

هناك بيانات لاهل البيت لم يكتشفها ابن سينا هو قرأ كلام امير المؤمنين وكلام النبي لكن لم يلتفت الا ملا صدرا في مكان التفت ان الجمع بين حب الله والخوف من النار والطمع في الجنة جمع الجمع اكمل لكن في الايات لم اقف انه التفت لهذا البحث وهو بحث معقد غامض نواصله في الايام الاتية ان شاء الله