46/04/04
الموضوع: جمع الجمع النظر بالأسماء و إليها
لا زلنا في هذا المقطع من اية الكرسي وهو من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه حيث مر بنا هذا التساؤل انه من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه الشافع ليس اله وان كان الشافع من اسماء الباري تعالى ولكن الشافع يتوسط وسيلة عند من هو اعظم فالشفاعة منطوي فيها معنى الوسطية والوسيلة والحاجة والمشفوع عنده منطوي فيه التعظيم والاكبار فلماذا يقيد في الاية الكريمة زيادة على ذلك ( عنده ) ؟ من ذا الذي يشفع عنده وزيادة على ذلك يقيد (الا باذنه ) ؟
مر بنا ان النسبة بين الخالق والمخلوق فيها صفات فعلية للخالق طرف النسبة من جهة الخالق هي الجهة التي تلي الرب وهذه النسبة فيها صفات من الجهة التي تلي المخلوق ويجب الا يخلط بينهما ، فطرف النسبة بالنسبة للخالق اني قريب اجيب دعوة الداعي لكن طرف المخلوق قد يكون بعيد فلا عذر لاحد من المخلوقات في عدم التوجه الى ساحة الباري لان الباري ابوابه مفتوحة يا من لا يغلق بابه ولا يرد سائله فالصفات التي تلي الساحة الالهية هي شؤون عظمة اما بالنسبة للرابطة والعلاقة بين الخالق والمخلوق من الجهة التي تلي المخلوق هناك مخلوق مقرب وغير مقرب وهلم جرا فيجب عدم الخلط في النسبة الواحدة .
فهنا بيت القصيد ان صرف النسبة التي هي بين العبد والاله هذه النسبة صدق النسبة الحرفية اليه تعالى لا تعني مزج شؤون الربوبية مع شؤون العبودية فصرف ذكر الشؤون العبودية ما يغني عن شؤون الربوبية مع انها نسبة واحدة وعلاقة واحدة لكنها من الطرفين اذن الوساطة لا تعني الغفلة عن الصفات الربوبية ولو هي صفات فعلية كما لا تعني الغفلة عن الصفات العبودية للمخلوق .
لاحظ قل ادعوا الله يعني الاسم او ادعوا الرحمن الاسم ايا ما تدعوا من الاسماء فله الاسماء الحسنى (فله) يبين لك حيثية الافتقار وفقار الاسماء الالهية الى الذات الالهية في حين ان الاسماء وساطة ووسيلة ونسبة بين المخلوق والذات الالهية لكن في حينه يجب الا نغفل ان الاسماء مملوكة لله تعالى وهو مالك لها .
(فله الاسماء) هذا هو وصف واسم مخلوق في افق كل مخلوق مخلوق وفوق كل مخلوق مخلوق حتى يؤدي بك الى الدلالة على الله عز وجل يعني الدلالة على الذات الالهية وفوق كل وسيلة وسيلة وفوق كل شفاعة شفاعة ... مثلا في روايات الشفاعة هناك تأكيد على طبقات الشفاعة حتى تصل الى شفاعة سيد الانبياء وهذه الشفاعة تفتقر الى شفاعة الله فالشفاعة طبقات ودرجات وفوق كل وسيلة وسيلة وفوق كل ذي علم عليم وفوق كل شافع شفيع حتى تصل الى عالم الاسماء والاسماء طبقات حتى تصل الاسماء الى (هو) وهذا يصير غيب الستار فله الاسماء الحسنى .
في بحث اشتقاق الاسماء في كتاب توحيد الصدوق او الكافي او بصائر الدرجات او كتب اخرى من كتب تراث الحديث ذكرت طبقات الاسماء تتصاعد تتصاعد تتنامى الى ان تصل الى الاسم المستأثر المستتر في غيبه لا يظهره لاحد ابدا وهذه حزورة علمية كيف (هو) اسم ووظيفة الدلالة وهو مستتر ؟ الاسم هو علامة ودلالة كيف يكون دلالة وهو خفي مطلق ؟ هذه احد الامور المعقدة في معرفة عالم الاسماء .
شبيه روايات مستفيضة ان لم تكن متواترة ان الحجج من الانبياء والاوصياء الاصطفائيين اما ظاهرين مشهورين او مكتمين مستورين او خائفين مغمورين فكيف يكون حجة وهو مغمور مستور مكتم؟ يعني هل هذه الحجة ليس فيها بلاغ وبلوغ؟ وما علينا الا البلاغ المبين يعني هناك بلاغ غير مبين وهناك بلاغ مبين ، اما البلاغ غير المبين لا يخرج عن البلاغ .
هذا مبحث اصولي كلامي فلسفي عميق انه كيف ال البيت يصيرون حجة وحجية ودلالة وتنجيز لكن فيه اكتتام وتستر ؟
هذا التساؤل له وجوه من الاجوبة كيف هذا البحث موجود على صعيد الحجج البشريين المخلوقين من الانبياء والرسل؟ او من الاصفياء المصطفون المعصومين؟ كذلك في بحث الاسماء هناك الاسم المستتر يعني هو الاسم فيه دلالة بجنبه مستتر مطلق لا يظهره على احد غيره ابدا ، فالاسماء هي مملوكة لمالك وهو (هو) ، طبعا المالك والصفة الاصلية ترجع للذات الالهية والا حتى الاسم المستأثر في بيانات الوحي هو بالذات الالهية هو نفسه مملوك ومستتر كيف هو اسم ودلالة وعلامة وطريق لذات الاله وهو مستتر ؟
اذن فوق كل وسيلة وسيلة وفوق كل واسطة واسطة فهناك طبقات الوسائط وطبقات الوسيلة الى طبقات الاسماء الى طبقات الدلالة لكي لا نخلط ونقول هذه الدلالة توقفنا وتوصلنا الى الذات ، كلا هذه الدلالة توصلك الى محطة من دلالة اخرى وتأخذك من هذه المحطة الى محطة ثانية هذه المحطة الثانية ايضا تأتيك وسيلة نقل ثانية تنقلك الى محطة ثالثة و الى ما شاء الله حتى تصل الى غاية الغايات .
فالحكمة في بيان طبقات الوسيلة لكي لا تظن بان هذه الوسيلة اوصلتك الى نهاية المقصود وانما لازال عندك طريق ، شبيه الان ما هو موجود في المرايا في العجلات والمركبات والسيارات تقول ان صورة الاجسام في هذه المرآة اصغر مما هي عليه او ابعد مما هي عليه او اقرب مما هي عليه يعني ايها السائق التفت هذه تحفظ لك حكاية الواقع من جهة وتغيب عنك حكاية الواقع من جهة اخرى لا تظنن ان هذه محيطة بحقائق الواقع بشكل دقيق من جميع الجهات حفظت شيئا وغابت عنك اشياء .
اذن فائدة الوسيلة هكذا ، فالوسيلة مقام لسيد الرسل ثم لامير المؤمنين ثم لفاطمة ثم للحسن ثم ثم ولكن الطبقات درجات وليست درجة واحدة فمن المهم ان نعرف طبقة ودرجة الوسيلة لكي نبقي انفسنا في سير ومسير الى نهاية المقصد ولا تصير عندنا غفلة واشتباه في حين ان الوسيلة ضرورية وكل طبقات الوسيلة ضرورية لكن يجب ان ارى بها وليس اراها وانظر اليها وفي حين انا انظر اليها يجب ان التفت بمعنى ما اليها .
ايضا ان هذه اي طبقة من الوسيلة كي يحصل عندي خلوص لا بمعنى انه تنتفي حاجتي اليها للدلالة وانما كي لا اتقوقع او احبس عندها الان مثلا لنا رجل اراد ان يصعد الى فوق السطح فنصب سلما لكي يصعد فركب الدرجة الاولى والثانية والثالثة والرابعة فهل استغنى عنه اوتدية السلم المتصل بالدرجة الاولى والثانية والثالثة؟ كلا وهذا بحث غامض وقع فيه كبار من العرفاء والفلاسفة بين من يكفر بالوسيلة وبين من يغفل عن الوسيلة الاعلى وبين من يديم الحركة الادراكية المستمرة .
معروف في سورة النمل هذه الايات نزلت لبيان اسرار معرفة التوحيد فلما رأت يعني نفس الصرح حسبته لجة قالوا هذا كمال ونقص كمال من جهة عدم الانشداد الى الصرح وانما رأت ما وراء الصرح الجسر البلوري ونقص من جهة انها لم تلتفت الى وسيلية الوسيلة وهو الصرح فكشفت عن ساقيها هنا التكشف ليس في محله هذه كلها رموز وكنايات كما يقول الامام الصادق في سورة يوسف هذه رموز واشارات ولطائف لحقائق عقائدية عليا .
يقول قوله تعالى عن اخوة يوسف اانك انت يوسف ؟ اانك همزة استفهام لانت هذه التأكيدات لماذا؟ قال انا يوسف ، تقدم انا ثم اتى بيوسف فهذا دليل على ان اسم العلم بمنزلة الغائب اسم ضمير متكلم بمنزلة الشيء الحاضر شهودا يقول الامام عليه السلام استدلوا بالحاضر على الغائب لا بالغائب عن الحاضر اانك لانت مع ان يوسف غائب يعني شيء علم فاسم يوسف ليس اظهر له من ذات يوسف استدلوا بذات يوسف على الاسم لا انه استدلوا بالاسم على يوسف ففي حين لم يغفلوا عن الاسم اانك لانت يوسف هنا راعوا بين جهتين بين جهة رؤية الذات عبر الاسم وملاحظة الاسم وانه ليس الذات وهو الطريق الى الذات.
هناك رموز توحيدية بينها القرآن الكريم كما يقول ائمة اهل البيت في سورة يوسف وفي سورة النمل فلما رأته حسبته لجة هي رأت الوسيلة وكشفت عن ساقيها قيل لها انه صرح لكنه فاني ممرود منقى عن الانانية فمتى يخلص الاسم؟ اذا لم يريك نفسه بل اوصلك الى ما وراءه والمطلوب ، هل في المعارف المطلوب الوصول الى الذات الالهية او الاحتجاب عن الذات الالهية ؟ هو الوصول الى الذات الالهية ، ان لم تكن الاسماء انقى المخلوقات واصفاها واشففها لن تكون هي اعظم وسيلة موصلة الى الله ذات المخلوق في الاسماء مغيبة لا تدرك فيها المخلوقية فقط تدرك فيها حسبته يعني صرح ممرد حسبته ما وراءه ، ينظر بها ولا ينظر اليها لكن هذا الذي ينظر بها بدون ان ينظر اليها ليس الاكمل وانما الاكمل ان ينظروا بها واليها ولا يشغلك النظر اليها عن النظر بها ولا يشغلك النظر بها عن النظر اليها .
لماذا الجمع اكمل؟ الكثير من العرفاء والفلاسفة يظنون بان النظر بها مع الغفلة عنها اكمل وهذا خطأ حسب منطق القرآن كما بينه اهل البيت الاكمل ان تنظر بها وتنظر اليها ولا يشغلك النظر بها عن النظر اليها ولا النظر اليها يشغلك عن النظر بها فكيف يجمع هذا؟ هذا عند المعصومين حيث عندهم جمع الجمع لانه اذا نظرت بها بدون ان تنظر اليها كشفت عن ساقيها، قيل لها لا تكشفي انه صرح يعني يرتب اثار فقط النظر بها ولم يرتب اثار النظر اليها .
هنا بيت القصيد لهذه الايام الماضية وهذه نقطة عظيمة التي غفل عنها الفقهاء والعرفاء انه اذا نظروا حتى في النظرة التوحيدية ينظروا بالايات ولا يلتفت اليها قطعا عندهم شرك خفي ولا يصير عندهم تنزيه وتسبيح اعظم يعني حسبته لجة اي عندها شرك خفي اما تنزيه اعظم ما عندها وتحميد اعظم ما عندها وانما تحميد وتسبيح عظيم فمن يقول لك لا تلتفت للوسائط التفت محضا الى الباري تعالى وهذا هو اعظم خلوص هذا لا زال فيه شرك خفي .
هذا ادعاء حق من اهل البيت غفل عنه قاطبة العرفاء حتى الميرزا علي القاضي وحتى العلامة الطباطبائي غفلوا عنه وكافة فلاسفة الشيعة مبحث الاسماء والايات مبحث غامض معقد واعقد شيء هو مبحث الاسماء وان لم يتمسك الانسان بسفينة الوحي لا ينجو وليس سفينة الصوفية ولا سفينة العرفاء ولا الفلاسفة ولا المتكلمين ، سفينة الوحي قالب توقيتي توقيفي وهو المنجي فقط .
ففي بيانات اهل البيت الوسيلة والوسائل لا تلتفت اليها وتلتفت اليها كيف يجتمع؟ هذا تناقض نقول لا الجمع هو الاكمل طبعا اذا تريد ان تبحث كما ذكر الفلاسفة والعرفاء والمتكلمون تنظر بها نظرة اشرف من النظر اليها هذا صحيح نحن كلامنا ليس في هذا ليس في ادنى النظر النظر بها اكمل من النظر اليها لكن الجمع اكمل الاكمل جمع الجمع ، فجمع الجمع هو التسبيح الاعظم من ثم لاحظوا تتمة دعاء عرفة مطابق لاصول معرفية لاهل البيت وغير مطابق للصوفية والعرفاء عكس ما يقال عن هذه التتمة اللي يشكك فيها في دعاء عرفة للامام الحسين فيها اشارة دقيقة الى جمع الجمع وهي مطابق لاصول اهل البيت يعني النظر بها اكمل من النظر اليها لكن اذا كنت تريد اكمل الاكمل اجمع بين النظر بها والنظر اليها لكي تحصل على الثناء الاعظم والتسبيح والتحميد الاعظم .
هذا مبحث معقد كيف تجمع بين النظر بها والنظر اليها؟ والا لن تصل الى الاكمل الاكمل ، فيشفع هي وساطة وعنده وساطة وباذنه وساطة الى ان تصل الى (هو) ، لاحظ سلسلة الوسائل الى (هو) مبحث مترامي الاطراف ومعقد وربما البحوث التي في السنين السابقة مرت في الاسماء للوصول الى هذه المحطة.