46/04/02
الموضوع: طبقات الوساطة والوسيلة إلى الله تعالى
كنا في اية الكرسي وهي اية عظيمة جدا من ضمن اربع ايات اللاتي نزلن من اعالي العرش الفاتحة واية الكرسي واية اللشهادة واية الملك ، في هذا المقطع من اية اللكرسي من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه فالشفاعة هي الوساطة بين الخالق والمخلوق ، فالمشفوع عنده هو الباري تعالى والمشفوع له هو المخلوق والشافع مخلوق مكرم عباد مكرمون ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ، يعني مقرب عند الله ان الذين عند ربك طرف منه عند الناس طرف منه عند الله فليس الكل مقرب عند الله .
في سورة النساء قل كل من عند الله يعني الخير والشر عالم القضاء والقدر هو من عند الله فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا فهؤلاء العباد الذين هم عند الله ويعبدونه وشفاعتهم مقبولة عنده هؤلاء امر القضاء والقدر الذي هو عند الله مطلعين عليه .
انظر بعض الايات التي ورد فيها لفظة عند الله مثلا فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله او لاحظوا عنده ام الكتاب اللي هو اصل القرآن فان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته او يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب فلاحظ مقام العندية ابهم او هم درجات عند الله يعني المقربين مثلا الجنة عند الله او كل شيء عند الله لاينفذ يعني لامتناهي ، في سورة النحل وعنده مفاتح الغيب ، فعند الله ام الكتاب والقضاء والقدر والخير والشر فعالم عند الله عالم عظيم ،
وعنده مفاتح الغيب ما عندكم ينفذ وما عند الله باق يعني مستمر مستدام لا متناهي فالعلم عند الله وهذا غير علم عين الله فلاحظ ام الكتاب ولوح المحو والاثبات ومفاتيح الغيب كل هذه عند الله وما عند الله لا ينفذ يعني لا متناهي اذا كان متناهي يعني خلقي بتعبير الفلاسفة هناك لا متناهي خالقي وهناك لا متناهي خلقي مثل قل لو كان البحر مدادا لكلمات الله لنفد البحر قبل ان تنفذ كلمات الله ومقام الشفاعة يصفها القرآن بانها عند الله من ذا الذي يشفع عنده فيمتنع ان يكون شافع وشفيع وليس مقرب عند الله .
اذن هناك قاعدة وحيانية انه كل مقرب له درجة من الشفاعة بقدر قربه عند الله ان اكرمكم عند الله اتقاكم فالتقوى درجات والتقرب عند الله اكثر درجات وليست درجة واحدة والاطلاع على لوح القضاء والقدر درجات ونحن شاهدنا كثير من الكبار والعلماء اطلاعهم على المستقبليات او الماضيات درجات يقرأون صحيفة الاعمال وعندهم هذه القدرة ولكنها درجات وليست درجة واحدة او الشخص الواحد من العلماء والصلحاء ترى حالاته بين فترة واخرى تختلف في قدرته على قراءة صحف الاعمال فهو دائما يحتاج الى مدد ووقود .
اذن هذا مقام العندية والشفاعة من مقام العند يعني درجات وليست درجة واحدة هم درجات عند ربهم والنصر عند الله ومقام الشهادة عند الله انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون انظر التصوير القرآني مكنون يعني لا يرتقى اليه الا اهل التطهير تنزيل من رب العالمين افبهذا الحديث انتم مدهنون يعني بهذه الثقلين ام الكتاب عند الله والثقل الاخر يعني هل انتم ترتابون وتشككون؟ فسورة الواقعة مشتملة على حديث الثقلين وهذا الحديث اصله قرآني قبل ان يكون نبوي .
وهذا شيء عظيم ان الانسان ينقب عن الجذر القرآني للاحاديث المتواترة في فضائل اهل البيت ولو حديث نبوي واحد يعكف الانسان ببيانات اهل البيت تشير الى ذلك وتكشف جذره القرآني مثلا انت مني بمنزلة هارون من موسى اين جذوره القرآني؟ نفس الايات الواردة في اهل البيت تشير الى ذلك في موسى وهارون وشبه ذلك فكل حديث متواتر في الفضائل الاصطفائية لعلي وفاطمة والحسن والحسين ولاهل البيت جذره قرآني وهذه القاعدة العقائدية والكلامية اصر اهل البيت على تعليمها لتلاميذهم ولاتباعهم .
فاذن عندنا احاديث كثيرة عن ائمة اهل البيت في هذا المجال وهذا لم ابتكره من نفسي وانما تنبهت اليه من احد تلاميذ العلامة الاميني وهو تلميذ السيد الخوئي توفي وعنده كتاب مخطوط الى الان ما طبع ولعله يضاهي الغدير ان لم يمتاز عليه بجهات اخرى المهم هذا المحقق تنبه الى هذه الامور في حديث الثقلين ولكن عندما نتدبر نرى هذه القضية اوسع وانما هي قضية مرتبطة بكل الاحاديث النبوية المتواترة في امير المؤمنين او في اهل البيت حتى الاحاديث النبوية بل وكذلك في عموم الاحاديث الواردة عن اهل البيت في شؤونهم ومقاماتهم جذرها قرآني وينبه امير المؤمنين واهل البيت على ان الذي يفهم ويفقه الجذر القرآني لهذه الاحاديث النبوية او الولوية من القرآن معرفته راسخة ، الراسخون في العلم ولا تتزلزل وهذا منهج يصر عليه امير المؤمنين والامام الباقر .
ترى البعض السطحي في الاستنباط او في البحث العلمي يقول لماذا هذا التعمق والغوص في المباحث العلمية هذا تكلف ... كلا ليس تكلف هذا غور والغور مطلوب والفحص مطلوب لان الدين منظومة واحدة انت ليست لديك قدرة هذا شأنك لا انك تخالف المنهج القويم فالبحث المهم في الاحاديث النبوية الواردة في اهل البيت ليس في سندها او مضمونها وانما الشيء الاعظم ان نقف على جذرها المعنوي في القرآن قواعد مسلمة وحيانية محكمات تشاهد المحكمات لبعضها البعض وتناصر وتآزر وتوافق المحكمات لبعضها البعض فيشهد بعضها لبعض يزيد الانسان من اليقين والبصيرة .
اذن الشفاعة هي من نصيب من هو مقرب عند الله فاذا قال لك القرآن شخص مقرب من الاصفياء يعني صاحب شفاعة تتوسل وتتوجه به الى الله الشيخ جعفر كاشف الغطاء في منهج الرشاد نبه على هذه معاني بالفاظ اخرى مثلا القرآن يصف النبي موسى انه وجيه يعني يتوجه به الى الله يعني مقرب فله مقام التوسل والتوجه والتبرك والاستشفاء والاستغاثة واللواذ ، قوله تعالى ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك يعني لاذوا بك يعني يلوذون بنبي الله عن غضب الله تقول اعوذ بالله من سخط الله ولا ينجي منك الا بك .
فاذن عالم العندية عند الرب عالم عظيم ذو درجات عالم القضاء والقدر وعالم الجنان مفاتيح الغيب ام الكتاب طبقاتها متعددة طبقاتها القرآن طرف منه عند الله في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، فطبقات من العندية موجودة ، عنده الضمير اعظم من غيره فاسم هو اعظم من اسم الجلالة الله ، هو الله لا اله الا هو سبحان الذي اسرى بعبده ففرق بين عبد الله وعبده فالعبودية درجات . اذن الشفاعة مقام من مقامات العندية .
نرجع الى بحثنا السابق انه الشفاعة ليست فقط يعني وساطة هذه الوساطة يجب ان تقيد بوساطة اخرى من ذا الذي يشفع هو وساطة عنده ايضا وساطة باذن وساطة فهذي طبقات في الوساطة وطبقات في الحكاية والطبقات في الايات والطبقات في الاسماء وطبقات في المعنى الحرفي وطبقات في الفناء وفي الفناء الحكائي وليس فناء الوحدة الشخصية فالحكاية طبقات والايات طبقات ليريه من ايات ربه الكبرى .
فاذن هناك ايات كبيرة وهناك ايات كبرى ، كبرى صيغة تفضيل من الافضل فلماذا يقيد بها؟ ان هي الا اسماء سميتموها ما انزل الله بها من سلطان فلله الاسماء الحسنى الاسماء هي وساطة تقيد الواسطة بالوساطة وفوق كل وسيط وسيط وفوق كل شفيع شفيع قل لله الشفاعة جميعا كما انه واتخذوا من دون الله الهة فهل المحذور في دون الله او في تعدد الالهة او في كليهما؟ فاجمالا ما سر تقييد الوسيلة بالوسيلة؟ وما سر تقييد الاية بالاية اللي فوقها؟ وما سر تقييد الواسطة بالواسطة التي فوقها؟ هذا التساؤل نحن اربعة جلسات نثيره يعني بعد جديد في عالم الاسماء وعالم التوسل لماذا هذا الاصرار الوحياني؟ المراتب في الوسائط والمراتب في الاسماء والمراتب في الايات والمراتب في الوسيلة ايهما اقرب؟ فنفس الوسائل فيها قرب واقرب هناك وسيلة عظيمة ووسيلة وسطى وسيلة نازلة فلماذا هذا التركيز على مراتب ودرجات الوسيلة والشفاعة والاية والاسماء .... ما الوجه في ذلك؟