45/11/21
الموضوع: القرب والبعد لله وللمخلوق
مر بنا في اية الكرسي هذا المقطع الاخر : من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ...
ومقام الصفات الفعلية لله تعالى مرتبطة بالشفاعة وفعل المخلوقين كما مر بنا مما يؤكد على ان افعال المصطفين شؤون الهية تندرج في الصفات الفعلية للباري تعالى اذن صدق اهل البيت ع عندما يقولون ما نشاء الا ان يشاء الله اذا شاء الله شئنا واذا اراد الله اردنا يرضى لرضاها يغضب لغضبها فاذن هذه قد تكون اية الهية حسب نص القرآن الكريم فالشفاعة صفة فعلية لله مع انه يقوم بها المخلوق الوسيط المقرب عند الله .
فكنا في عنوان الاذن والقرب والبعد من الله وهو ليس جغرافي ولا معنوي هو يعني مثلا الانسان يعرج في العوالم يقال هذا قرب كيف العروج في العوالم قرب من الله? يقال عن الجنة زلفى الزلفى يعني قرب ازدلف موقف مزدلفة يعني يقترب الحجاج من عرفة الى بيت الله الحرام في المقام الثاني مزدلفة يقتربون فلم تكن جنة زلفى? ازدلاف قرب? هذه قرب عوالم ام ماذا? والا فالعوالم العالية احظى وجودا من العوالم غير العالية .
هو الذي في السماء اله وفي الارض اله ، الوهية الله لا تفاوت فيها لذلك يقول الامام الباقر في قراءة اهل البيت ع فتدانى وليس فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى في دعاء الندبة فكان قاب قوسين او ادنى دنوا واقترابا من العلي الاعلى والله ليس بقعة وموطن جغرافي ولا ان الله يحبس عالم من العوالم العليا متواجد فيه كما ان المجسمة هكذا يظنون ان الله في العوالم العليا قوة و وجودا وكذا واما العوالم الدانية فلا ، كيف يعني? بينما يقول الامام الباقر فدنى فتدانا فكان قاب قوسين او ادنى دنوا واقترابا من العلي الاعلى حسب دعاء الندبة هذا الدنو والاقتراب من النبي ص الى الله ليس فقط حصل في المعراج يعني هناك طرق .
وفي بيان للباقر ع انه حصل للنبي بعد ان اكمل ثلاث مئة وستة وستين طوافا حول الكعبة وليس ذلك شوط وانما طواف وكل طواف سبعة اشواط يعني الفين وخمس مئة واثنين وستين شوط ويستحب للانسان بغض النظر عن العمرة وعن الحج يستحب له ان يطوف بالكعبة ثلاثمائة وستة وستين طواف حتى ولو في مدة يعني كل طواف سبعة اشواط فاذا لم تستطع ثلاث مئة وستة وستين طواف فلا اقل ثلاث مئة وستة وستين شوط ولا مانع منه .
في قول الامام الباقر ع مكث النبي ص اشهر في مكة بين فتح مكة وغزوة حنين يعني سنة ثمانية بقع اشهر وكان معه امير المؤمنين ع وفاطمة ع حيث هي كانت مرافقة للنبي ص يعني حصلت حوارية نورانية بين النبي ص وام هاني بنت ابي طالب وفاطمة وامير المؤمنين حوارية رباعية نورية فكانت فاطمة ع موجودة ، فالنبي ص في هذه المدة استكمل ثلاث مئة وستة وستين طوافا يعني هو شهرين او اقل طاف النبي ص حول الكعبة ثلاث مئة وستة وستين طوافا وليس شوط ومعه علي بن ابي طالب ع وبعد ما انتهي النبي ص من هذا العدد ذهب الى المسعى ولعله كان محرم وهذا الاستحباب اعم من ان تضمنه في عمره او في حج او تأتي به طوافا مستقلا هذا الاستحباب يتأتى بالانحاء الثلاثة .
فيقول الباقر لما استتم هذا العمل من النبي ص وذهب الى المسعى وكان محرم سيد الانبياء وامير المؤمنين ووصلا الى الصفا ثم نزلا من الصفا في الوادي باتجاه المروة حصلت له هذه الحالة فدنا فتدانا فكان قاب قوسين او ادنى دنوا واقترابا من العلي الاعلى اذن هذه الحالة كثير من المفسرين يظنون حسب روايات اخرى انه في المعراج فقط بينما باقر العلوم يقول حصل في الارض يعني عروش روحي للنبي وعروج روحي بغض النظر عن المعاد الجسماني عندما اتى بهذا العمل ووصي سيد الانبياء .
نحن نريد ان نعرج روحا بدون اي جهد وتعب فهو سيد الانبياء لا يعطى العمل مجانا وان كان كل فيض من الله احسان اذن الدنو من الله معناه القرب والسير في العوالم العلوية والدانية كيف ؟ ما هو معناه ؟ سيروا في العوالم يعني هذه دنو ؟ الله في كل مكان كيف يقترب منه العبد المخلوق? ما معنى القرب? كما ان قرب الله من المخلوقات ما معناه? لانه من الطرفين الله قريب من كل المخلوقات شرها وخيرها لكن ما معنى القرب? اني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان وهو وصف الله وليس وصفا للمخلوق ما هو قرب الله للمخلوق? وهل الله يبتعد ويقترب ؟ لو كان هكذا كان نقص في الله ما هو معنى قرب الله? كما ان ما معنى قرب الملائكة المقربين? لان هناك ملائكة غير مقربين ، الله يصطفي من الملائكة رسلا يعني حتى الملائكة عندهم درجات اصطفائية ينتخب الله منهم وليس الكل بدرجة واحدة فما معنى قرب المخلوق وابتعاده وما معنى قرب الله?
البعد صفة من صفات الله كيف الله بعيد? بعيد ان تناله الابصار او غوص الفطن الله يصطفي من الملائكة رسلا وليس كل الملائكة ، فما معنى قرب وبعد الخالق? ما معنى قرب وبعد المخلوق? هو بلا شك ليس جسماني وليس جغرافي ولا عوالمي ، يا من هو ظاهر في بطونه وباطن في ظهوره يا من هو قريب في بعده وبعيد في قربه هذه بيانات الوحي وليست بيانات الفلاسفة ولا المتكلمين ولا العرفاء .
ادعية الائمة ملاحم عقلية تتحدى كل عقول البشر الذي يقترب جغرافيا وهو يبتعد هذا ناقص وليس اله اصلا منظومة الادعية كلها شبكة شبكية اشتباك منظومة واحدة ، الشيخ المفيد يقول اخطأ من ينظر الى التراث نظرة احاد انظر للتراث شبكة اشتباكي منظومة موجودة وهذه المعادلات كلها موجودة يد الله مع الجماعة دع الشاذ النادر والاحاد وخذ بالمجموع هذا مسلك المفيد والمرتضى وابن ادريس والصدوق ، وقد اخطأ الطريق والغاية من سلك الاحاد ، جماعة التراث جبل اشم .
فيقول اهل البيت ع الذي يحتاج الى القرب الجغرافي ناقص او قرب العوالم هذا ناقص حاشا للاله ان يحتاج في قربه الى عوالم معنوية او عوالم مادية جغرافية ، مادية غليظة او جغرافية جسمانية لطيفة والقرآن يقول اذ الملائكة باسطوا ايديهم اخرجوا انفسكم الذي يحتاج الى بسط اليد والمقاربة الى روح الميت هذه الملائكة وليس الله اماتة الملائكة للميت تختلف عن اماتة الله ، الله لا يحتاج لاليات فتعبير فاذا جاءهم الموت هذا ليس مجازي ، او طريقة اماتة ملك الموت للموتى لا شبه لها ولا سنخ لها باماتة الله للموتى لان الله منزه عن ان يحتاج الى المقابلة والمعاينة والمقاربة للميت وان كان بين فعل ملك الموت والملائكة فرق لكن مع ذلك الله لا يحتاج الا قرب روحي ولا قرب مكاني .
هل الله يحتاج الى الروح? كلا منزه بعض الفلاسفة فسروا الله بانه روح الارواح هذا نقص لان الروح تفعل ما تفعل بتوسط البدن والله ليس هكذا منزه ان يكون روحه روح الارواح ، تقول علي المعصوم روح الارواح نعم اما تقول عن الباري روح الارواح كلا هو منزه عن الروح كما ان الله منزه عن الجسم الغليظ منزه عن المخلوقات كلهم ، فقرب الله يعني حتى قرب معنوي روحي ، الله منزه عن الروح والله منزل عن العقل حيث العقل مخلوق والله حتى منهز عن نقائص العقل .
فهل قرب المخلوق الى الله روحي? الله منزه عن الروح كيف نقترب للروح? هل جغرافي? الله منزه عن الجغرافيا هل قرب عقلي ؟ الله منزه عن العقل? هذا شبيه بما هو معروف في الالسن وربما ظاهر بعض البيانات منهم ان الرؤية الجسمانية ممتنعة على الله يعني هل الروحية ممكنة? والرؤية قلبية ممكنة ؟ وهذا معروف عن الالسن وهل الله من سنخ القلب كي يكون الرآئي والمرئي واحد ؟ والرؤية مثلا يقولون الرؤية العقلية صحيحة هل الرائي عقلي والمرئي عقلي?
وهذا البحث طويل سنتعرض له في الدروس الاتية .