الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث التفسیر

45/11/20

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الصفات الفعلية الإلهية و المخلوقات العظيمة

 

كان الكلام في صفات الفعل ان الصفات الفعلية لله تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه هنا وصف لكلمة (من)? او وصف للصفات ؟ يعني صفة فعلية للذات الالهية فهو تركيز على شأن مخلوق من المخلوقات من الشافع عند الله يعني له شأن ولا يمكن ان يتقحم هذا المقام كل من هب ودب لاحظ كيف تمازج وتلاحم صفة المصطفين عند الله وكونها صفة فعلية وهذا البيان هو نفس التعبير في القرآن (من) هي صفة المخلوق? من الشافع له شأن واللطيف هذا التركيب في اية الكرسي ان تأتي بشأن عظيم لمخلوق وتجعله صفة عظيمة لله اي صفة فعلية من ذا الذي يشفع عنده وهذه نكتة مهمة جدا .

الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ... من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه فهي في منظومة صفات الله كيف يجعلوه في منظومة صفات الله? نعم ذلك ممكن لانه ما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ابعث الله بشرا يعني ارسال الرسل صفة فعلية لله وهذه نقطة جدا مهمة ان الصفات الفعلية في حين هي صفات لمخلوقات عظيمة عند الله عز وجل بالتالي هي صفات وعظمة لله ومملوكة له فهذا الذي يتعاظم كونها صفة لمخلوق انت في الحقيقة لست في صدد استنقاص المخلوق وانما هو بالتالي سيؤدي الى استنقاص شأن الهي لان الله عز وجل في جملة من السور وهذه ملحمة لطيفة وحياناية جعل شؤون المخلوقات العالية شأن الله .

وهذا شبيه وسنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق وكما مر ظلموا باياتنا وجحدوا باياتنا وكذبوا باياتنا واستهزأوا باياتنا غفلوا عن اياتنا ونسوا ايات الله ، الله اعلم كم مؤاخذة يؤاخذ الله عز وجل اهل النار بسبب تفريطهم بالايات وهي مخلوقة ؟ فاستخفافهم واستصغارهم للايات في قضية ايات النبي موسى يعني استخفوا بالايات التسع التي للنبي موسى القمل والدم وسورة الاسراء تبين ان هذه الايات ليس مخلوقات جامدة وانما مخلوقات ملكوتية مهولة حية شاعرة جواهر لما مر بنا ان الاصل في افعال الله انها جواهر .

كما يخاطب النبي موسى فرعون لقد علمت ما انزل هؤلاء ، يعني هل هؤلاء ايات? ما قال ما انزل هذه لان هذه اشارة لغير العاقل الجامد اما لما يقول ما انزل هؤلاء يعني هذه وجود ذات ملكوتية نازلة من الغيب وانت وجدانا ادركت ان هذه المخلوقات مثلا حية وشيء مهول حية شاعرة ملكوتية يعني هي ملكوتية شاعرة تفعل ما تفعل باعجاز وحكمة الاية مائة واثنين في سورة الاسراء فالنبي موسى بعد ما يذكر الايات يقول لقد علمت ما انزل هؤلاء ولم يقل هذه ومن يقف عند هذه الاية لولا اهل البيت عليهم السلام ويتدبرها ان هذه الايات والمعجزات موجودات ملكوتية عاقلة شاعرة مهولة ؟

شبيه ما ورد في تعليم الله عز وجل الاسماء لادم ويأتيك باحث سطحي يقول الاسماء يعني اصوات واذا كانت الاسماء اصوات او معاني كيف الله عز وجل يقول انبئهم باسماء هؤلاء وقبل ذلك يقول ثم عرضهم على الملائكة الاسماء لو كانت هي اصوات او معاني يقال عرضها فالمعاني عرضها والاصوات تصير عرضهم وفي اللغة غلط ان تقول عن المعاني او عن الاصوات تقول عرضهم .

فنص القرآن الكريم انه عرضه بعدين يقول انبئوني باسماء هؤلاء فهل هذه اشارة لجامد لاصوات ولمعاني شاعرة فكرر الضمير بهم ، يعني الايات التي ذكرها النبي موسى في سورة الاسراء فهؤلاء اصلا موجودات حية شاعرة عاقلة مهولة لا انها اصوات او معاني كانما صور .

فلاحظ هنا في اية الكرسي ملحمة عظيمة وفي سور اخرى ان يجعل الله صفات المخلوقات العظيمة ايات صفات عظيمة لله ، فتعاظم صفة المخلوق العظيم العالي لماذا يقول الله عز وجل رب العرش العظيم? لماذا يصفه بالعظيم? هل هذا شرك او توحيد? غلو او توحيد ؟ ؟ ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها نعمة الله مخلوقة فهل هذه تألية للنعمة? فهذا مبدأ عقلي وحياني منتشر في السور .

لذلك لاحظ في دعاء رجب يطعنون فيه ان هذا فيه غلو وفيه تأليه لا فرق بينك بينهم الا انهم عبادك يعني من بداية التوحيد اعضاض واشهاد اركان توحيدك كيف هؤلاء اركان التوحيد? كيف مخلوق يكون ركن التوحيد? انبئوني بعلم ليس اركان الشهادة الثانية ولا الشهادة الثالثة وانما اركان الى مخلوقات عظمها الله طبعا ليس فقط هذا الدعاء كل بيانات اهل البيت انهم اركان التوحيد اي صلة بين توحيد الخالق وعظمة المخلوق?

قال اركان وما قال اركان الولاية والامامة والوصاية وهذه المعادلة منتشرة في بيانات اهل البيت وهي منتشرة في سور القرآن ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ما قدروا الله حق قدره ان قالوا ما بعث الله بشرا رسولا اذا هي مخلوقات عظمها الله انت مجبور ان تعظمها الان ومن ولاة امرك? المأمونون على سبيلك المستبشرون بامرك الواصفون لقدرتك المعلنون يعني عظمة الله ما تكون الا على لسانهم وليس على لسانك انت ايها الباحث بما نطق فيه من مشيئتك كيف جعل الله ولاة الامر اركان التوحيد كما يقول علي ابن موسى الرضا في هذا الحديث المستفيض او المتواتر بين الفريقين لا اله الا الله حصني وثم يقول في نهاية الحديث بشرطها وشروطها وانا الامام رضا من شروطها فهؤلاء الذين يطعنون في دعاء رجب في الحقيقة يطعنون في هذه المعادلة ان الائمة اركان التوحيد وهذا متواتر في بياناتهم ، فهو طعن في الحديث لكن يريد ان يزعزع هذه القاعدة العقائدية القرآنية في الاصل قبل ان تكون روائية ، زعزعة الحديث الواحد ليس من جهة احاد الحديث ومر بنا امس هذا الحديث له نسب وله صدور في منظومة مجموع التراث فانت لست تطعن في طريقة احاد مشهور الامامية لا يلتزمون بالاحاد الاحاد سبيله الشذوذ اذا كان مضمون دعاء رجب موجود في منظومة التراث هل انت تطعن في مضمون التراث? فهذا بحث اخر فانت ليس لك الدين اصلا .

فهذه ملحمة مهمة في اية الكرسي انها تجعل من عظمة المخلوقات العالية العظيمة هي تشير الى عظمة فعل الفاعل وعظمة الفاعل حتى انظر القرآن الكريم يقول كل شيء خلقناه بقدر ونظم القرآن وجعلنا الليل والنهار ايتين فالشمس والقمر اية للتوحيد ما ربط الايمان بالتوحيد والشمس ؟ فهذه في الحقيقة فيها تجلي لعظمة الله كما في سورة الرحمن مر بنا مرارا جلال واكرام للوجه او جلال لذي الوجه ؟ وهو سيان وكما مر بنا قبل ايام اصل معنى الصفات الفعلية عند المتكلمين والفلاسفة والعرفاء جعلوا صفات لله مع انها هي مخلوقة كيف تكون صفات لله? كيف تمزجون بين الخالق والمخلوق? وهذا ليس مزج ، عظمة المخلوق على عظمة الخالق اذن اي افراط في المخلوق? اذن هو افراط في عظمة الله بالعكس انت كلما استنقصت من الفعل تستنقص من الفاعل ، لانك لا تثبت هذه العظمة للفعل بذاته وانما هذه العظمة من الفاعل فاي التباس عندك? واي ارتباك?

الشيخ جعفر كاشف الغطاء في كتاب منهج الرشاد راجعوا هذا الكتاب وتدبروا معانيه الدقيقة يقول لو وجدت عامي من عوام جهلة الشيعة اسأله انه لما يأتي للعتبات ويسجد تعظيما للمعصوم ولكن هل انت تسجد لمعصوم? ام لله? يقول نعم السجود لله فهو ليس في صدد الحكم الفقهي وانما في صدد الحكم الكلامي ان هذا توحيد او كفر في مقابل الوهابية وان كنا نحن بما تصدر الاوامر من الشارع لا بهالوسة ولكن هو كلامه في قضية الحكم العقائدي .

الشيخ جعفر هناك يذكر هذا الشيء يقول وافترض لو فعل ذلك فانه قد فعل محرما في زمن سيد الانبياء اتى شخص وسجد لسيد الانبياء هل هذا فعل المعصية? او كفر? ان هذه معصية وليست كفر لانه لا يعبد النبي ، الان عندما نسجد الم نعظم الكعبة? نعم نعظمها لكن لا نؤلهها وانما بما هي بيت الله واضافة نسبة الى الله تعالى .

لماذا لا تتنكرون من هذه النسبة والاضافة? هذا المبحث يذكره الشيخ جعفر ليس فقط في قبال الوهابية وانما في قبال المقصرة وقبال الغلات لان هذا الوصف به تعالى لا بالمخلوق بما هو هو ولذلك مر من ان المقصرة والغلاة كليهما عندهم انحراف واحد مشترك متشابه انه يجعلون صفات المخلوق بما هو هو احدهما ينكر والاخر يثبت وكلاهما خطأ ليست الصفات للمخلوق بما هو هو .

فاذن الطريق لتجلي ولظهور ولاستبيان عظمة الله عن طريق عظمة المخلوق لانه ليست الذات الالهية قابلة لان يحتوشها مخلوق او يحيط بها المخلوق او يكتنهها مخلوق? فاذن التعطيل باطل والاكتناه باطل فالطريق الحصري الباقي هو الايات وما قدروا الله حق قدره قالوا ما انزل الله على بشر من شيء يعني انكارك للنبوة استخفاف بشأن الهي يعني جعل الله النبوة والشهادة الثانية هي نفسها الشهادة الاولى وهذا اللي هو نذكره دائما ان الشهادة الاولى فيها الشهادة الثانية والشهادة الثالثة فالشهادة الاولى فيها ثلاث شهادات هذا نص القرآن في موارد عديدة يعني ما قاله الامام الرضا له اصل قرآني قبل ان يكون علم رضوي .

هنا ايضا في اية الكرسي هذه الملحمة العظيمة من ذا الذي يعني مخلوق وليس خالق? من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه? يعني الصفة الفعلية لله فالموت مثلا فعل يحصل بوساطة عزرائيل لكن في هذه الاية ليست بواسطته وليست توفته رسلنا الله يتوفى الانفس هذا اسناد رابع اسناد رابع في الموت ما كانت لنفس ان تموت الا باذن الله هنا اسند الموت كوساطة لا كاصالة .

فالنزول على قلب النبي وهو مهول ويسمى بالبيت المعمور احد اسماء قلب النبي هو البيت المعمور اذا انت عندما تقرأ زيارة الحسين او الزيارة الجامعة او اي زيارة اخرى ارادة الرب في مقادير اموره تهبط اليكم وتصدر عن بيوتكم اي معاني عقلية تكوينية فيها? هذه مثل فهزموهم باذن الله يعني هذه مقادير هناك وسيط فيض في حصول ذلك يعني مثل عالم القدر والقضاء عالم القدر مخلوق عالم القدر هل هي لوحة عرضية او جوهر? عالم القضاء مخلوق وجوهر ومر بنا العالِم عالم والعالَم عالم جوهر ، ولتمحض هذا الجوهر المخلوق في فعل الله محيط ذاته وصارت ذاته معجونة في فعل الله ويسمى عالم القضاء هو جوهر لكن مغيب ذاته و محو سر هذه الافعال مع انها جواهر مخلوقة الا انه لا يظهر منها رسم ولا اسم هؤلاء المخلوقات العالية فانية ذواتهم في اطاعة امر الله والا هو جوهر ملكوتي يسمى عالم القضاء عالِم وعالم ، عالم المشيئة وهو عالِم لتمحضهم في الانقياد الى الفعل الالهي ومحيت هويتهم الا في طاعتهم وعبوديتهم ، يقال عالم القضاء عالم القدر عالم المشيئة شبيه بما هو الحال في الاسماء ولكن الاسماء اعظم واعظم ومحو .،

مر بنا تسلسل عوالم الخلقة عالم الاسماء محو حكاية او مندكة ايتية في الذات الالهية بينما عالم القدر مندك في الفعل الالهي العرش العظيم مندك في الفعل الالهي لذلك القادر اعظم من القدرة ومن بحر القدرة وهذا مر بنا درجات الخلوص والاخلاص ودرجات الحكاية عالم القضاء عالم القدر هي جواهر حية شاعرة مهولة وفي بيانات الوحي الى ما شاء الله جهنم عالَم وعالِم جهنم تغضب ، هل هي شاعرة كي تغضب لماذا لا تحملها على المجاز?

وسنواصل بقية هذا البحث المهم .