45/11/19
الموضوع: أذن الله ووساطة الفيض الالهي
كنا في هذا المقطع من اية الكرسي من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه فهو ليس نفي للشفاعة بل هو تفصيل لا نفي مطلق ولا اثبات مطلق بل باذنه فلابد ان يكون باذنه وتوسط اذنه والاذن هو فعل الله ومخلوق ، فالشفاعة لابد ان تكون بتوسط مخلوق من مخلوقات الله وهي اذن الله .
نظيره وبيده ملكوت كل شيء وهذا الاذن هو ايضا مملوك لله يعني اذن مضاف للذات الالهية ليس له حول ولاقوة الا بالذات الالهية ولكنها سلسلة مراتب في المخلوقين الى ان تصل الى الخالق ، فالباء اذن وشفاعة يعني هذه كلمة باذن لو تستخرجون في المعجم باذنه او باذن الله هوالى ما شاء الله ، ما هي الصلاحيات التي ذكرها القرآن باذن الله? باذنه تسعة وباذن الله او اذنه بدون باء او باذن ربك المهم عشرات الموارد في القرآن فما الذي هو باذنه ؟
ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان وكلمة سلطان ايضا باذنه وهي مرادف عقلي فهي ربما سبعين مورد فما الموارد التي ربطها القرآن بالاذن ؟ احداها الشفاعة او خطاب الله للنبي عيسى : تحيي الموتى باذني واذني غير اذن الله واذنه ، فقدرة النبي عيسى عليه السلام هل وصلت اليه وافيضت عليه من الذات الالهية بلا واسطة او بواسطة الاذن ؟ هي بواسطة الاذن ،
مثلا الانبياء يسألون انه ائت بمعجزة او باية ، قال لا اتي بها الا باذن الله ، اذن هناك واسطة بين الذات الالهية والمعجزات التي تفاض حيث المعجزات قدرات ملكوتية لا يقدر عليها ابليس ولاالبشر العاديين ولا العرفاء ولا المرتاضين ، المعجزة هي حصرية بالوحي وفي تلك المعجزات التعبير في القرآن ان الواسطة في الفيض بين الذات الالهية والانبياء هو اذن الله كما نقول بسم الله يعني باسمه ، او الا ان يشاء الله .
فهناك اذن الله في الشفاعة وفي الاحياء وفي الوحي ، او لولا انزلت اليك اية هذا وحي ، ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه ، فاذن هذا الاذن دخيل في نظام التكوين كواسطة فيض في مسك السماوات والارض وبين قوسين مر بنا ان افعال الله التي هي مخلوقة الاصل في الافعال ان تكون اعراض ام جواهر? انها جواهر ولا سيما الملكوتية فاذن الله جوهر وحتى فلاسفة الشيعة يتنبهون هذا المطلب مثل علم الله ، علم الله في مقام صفة الفعل ، صفات الله الفعلية هل الاصل فيها انها اعراض وافعال عرضي ام جوهر? وهذا مبحث مهم انها جواهر .
ارادة الرب في مقاديره تهبط اليكم وتصدر من بيوتكم هذه الارادة جوهر وليس عرض ، الاصل في الصفات الفعلية انها جوهر لا عرض ، في المنطق العقلي والوحياني كيف يكون عرض بلا جوهر? اول ما خلق الله الجواهر وليس الاعراض ولذلك تاه من قال بان الاسماء اعراض كلا هي جواهر حتى كلمة رزق الله الاصل فيها جواهر ، طبعا الجوهر ليس معناه انه ليس فعل الله ولكنه فعل جوهري وليس عرضي ، فكونه جوهري ليس انه ليس بفعل الله وليس مخلوق ، فعندما يقال خلق الله المشيئة الاصل في هذا الفعل وهو يشاء ايضا جوهر وليس عرض ، كذلك اذن الله ، الواسطة الوحيانية يوم القيامة بين الله والخلائق هو اذن الله ، فالجوهر اذن الله وهو الواسطة الوحيانية بين الله وبين الخلائق .
في سورة النبأ يوم يقوم الروح والملائكة صفا انظر الواسطة بين الروح الامري وهو القرآن هو اذن الله ، فاذن الله له دخل تكويني في نصرة داوود في المعارك التي خاضها النبي ص دوما فيه باذن الله في حنين دوما القرآن يستعرض امور غير مرئية في معارك النبي فاذن الله غير مرئي ولكن موجود وكذلك في حنين وبدر وانزل جنودا لم تروها لثبات النبي والوصي وبني هاشم خاصة كل المسلمين ولوا مدبرين بنص القرآن الكريم لم يثبت الا النبي والوصي في البداية هو ستة او سبعة اخرين من بني هاشم لان المسؤولية تقع عليهم اولا في هذا الدين ، فاختصهم الله بنبيه .
في نص القرآن الكريم في سورة التوبة وليتم مدبرين يعني ولوا ولم يعقبوا والذي ثبت مع النبي علي في مقدمة بني هاشم بعد ذلك انزل الله السكينة على النبي على بني هاشم وانزل جنودا لم تروها يعني هناك امور غير مرئية لا تكفروا بها ، فاذن اذن الله وسيط وحياني ووسيط في القدرة ، الايمان والكمالات التي تفاض على المؤمنين ملكوتية اسمها اذن الله فالملك والرسول الذي يوحي الى الانبياء يستمد بامر ملكوتي اسمه اذن الله .
فهذه الاية عظيمة في سورة الشورى اذن الله واسطة وحيانية بين العوالم العلوية والوحي في الانبياء ، فالروح الامري الذي هو حقيقة القرآن يتنزل بواسطة الاذن ورد في مهج الدعوات وهو صندوق نووي في المعارف وان هذا التعبير لا يمثل المعنى الصحيح وانما هو صندوق عرشي للمعارف وقيل من انفس كتب السيد ابن طاووس الذي جمع الزيارات فيها اسرار كثيرة الاقبال مصباح الزائر وجمال الاسبوع وهي كتب عديدة للسيد ابن طاووس حفظ لنا تراث عظيم في الادعية والزيارات وهي من اعظم مصادر المعارف وليست هي طقوس عبادية شكلية كما نبه عليه المجلسي الاول ، هي كنوز معارف وعقائد بل في دعوى لمجلسي الاب ان روايات الزيارات والادعية انفس في المعارف من روايات المعارف ، هذه هي دعوى المجلسي الاول في شرحه على من لا يحضره الفقيه باللغة العربية والفارسية طبعا انا شخصيا لم اذهب واقرأ العبارة وانما نقل لي ذلك احد المتتبعين المحققين عن المجلسي الاول ان روايات الزيارات والمعارف والادعية هكذا وما ينقله المجلسي الاول جملة من فلاسفة الشيعة وعلماء الكلام الامامية في القرون الاربعة الاخيرة يسلمون بهذا المطلب والشاه ابادي السيد الخميني يقول الادعية قرآن صاعد .
وطبعا كتاب مهج الدعوات عظيم ولكن بحاجة الى تتبع وفقاهة وتفقه وليس بحث السند ، فدراسة المتون تتوقف على الفقاهة فمهج الدعوات كتاب عظيم وفيه اسرار كثيرة والسيد ابن طاووس في كتاب مهج الدعوات في ربعه الاخير يذكر انه كان لديه سبعين مجلدا في الادعية ، هناك دعاء معروف حول الاثنين الاول والثاني وهذا الدعاء موجود له سند انه كان علي ابن موسى الرضا يدعو به في سجدة الشكر في كل صلاته ، مثلا كتاب دعاء الافتتاح منسوب الى سيد العصر لكن المقطع الاول من دعاء افتتاح صدر من موسى بن جعفر وهذه نكتة مهمة في نظام المعصومين ان المعصوم اللاحق يضيف بيانات وحيانية في الدعاء وفي الزيارة يضيف الى ما ذكره اباؤه اضافات وحيانية عظيمة ، ففي مهج الدعوات ليس هو كتاب فلسفي وليس عرفان حاشاه وانما كتاب معارف عظيم ، اعظم الادعية سواء في كتاب مهج الدعوات او غيرها اعظم الادعية التي تتضمن التعرض بكثرة الى الاسماء الالهية وهذا واضح مما مر بنا امس او قبل امس سلسلة عوالم الاسماء من ثم تكون الادعية الموجودة فيها معارف عظيمة تلك التي تشتمل على اسم الله دعاء ليلة عرفة عظيم جدا فيه كثرة من بيان شؤون الاسماء الالهية بتعبير المجلسي الاول ان المعصومين اتخذوا الدعاء ذريعة وكما قال العلماء الامامية عن الامام السجاد انه كيف بين المعارف? عن طريق الدعاء وكذلك فقه القلوب .
فالدعاء صورته دعاء لكن لبه معارف وتكامل الداعي بمعارف الدعاء اعظم من استجابة الدعاء للداعي لان الاستجابة معناها ان يعطيه الله عطية وهل هناك عطية اكبر من المعارف? والا حاجيات المعيشية الدنيوية او المعيشية البرزخية او في يوم القيامة لا تصل بدرجة كمال المعارف وصلة البحث باذن الله ان في احد ادعيتنا مهج الدعوات يذكر ان الله انزل الروح الامري بواسطة اسم من الاسماء الالهية ، الروح الامري مخلوق ملكوتي هائل لا يدانيه جبرائيل ولا ميكائيل ولا اسرافيل ولا عزرائيل وباسمك الذي انزلت به الروح الامري على رسولك والقرآن يقول ان الملائكة كلهم اجمعون ينزلهم الله بالروح الامري في سورة النحل ينزل الملائكة بالروح .
فعروج ونزول الملائكة بمدد من الروح الامري ، هذا الروح الامري من يدري به ومن يدري بهذه الامور غير اهل البيت الوحي واهل بيت الملكوت فهذا الروح الامري يستمد في نزوله من الاسم الالهي ، الاسم الالهي هو الذي يعطي المدد ووساطة قوة فيض من العوالم العلوية للروح الامري وفوق كل واسطة واسطة وفوق كل شفيع شفيع الى ان تصل ولله الشفاعة جميعا سلسلة العوالم والوسائط في فيض الله تعالى شأن عظيم في معارف الوحي في القرآن وفي بيانات المعصومين .
فاذن بقي عندنا اذن الله سلسلة نتابعها وكذلك مشيئة الله لان هنا ذكر اذن الله في اية الكرسي وذكر انه فوق الشفاعة وفوق الكثير من الامور الغيبية الخطيرة وهو جوهر والمشيئة ونحن المشيئة الله.