45/11/13
الموضوع: الصفات الفعلية آيات إلهية
كنا في قوله له ما في السماوات وما في الارض هذه الملك صفة فعلية او صفة ذاتية؟
وعلماء علوم المعارف من المتكلمين والمفسرين والفلاسفة والعرفاء والمحدثين قسموا الصفات - طبعا بين قوسين انه في بحوث المعارف والعقائد او بحوث التفسير وعلوم المعارف هم المتكلمون والفلاسفة والعرفاء والمحدثون والمفسرون والفقهاء لان علم الخلاف علم عقائدي بلغة الفقه فهنا سبعة علوم او اكثر هي تعتني بشأن المعارف والعقائد وكل علم فيه مدارس فالمتكلمين والفلاسفة مدارس فضلا عن الخلاف بين المتكلمين و احد المدارس هي الرياضات الروحية . فاذن المدارس متعددة تستعرض بحوث المعارف والعقائد وكل علم فيه مدارس حتى في المذهب الواحد وكما مر بنا الكثير يتخيل وهذا تخيل فاسد ممجوج ان علم الرجال مدرسة واحدة وهي مثلا مدرسة السيد الخوئي وهذا خيال واهي سراب كذلك علوم المعارف مدارس ولكل علم لغات ومدارس .
لكن هناك شيء متفق بين هذه العلوم او هذه المدارس وهو تقسيم الصفات الى صفات ذاتية وصفات فعلية الصفات الفعلية لله اذا كانت فعلية اذن هي مخلوقة واذا كانت صفة فترجع اسنادها الى الذات الالهية فكيف هي مخلوقة وترجع الى الذات الالهية? الان نفس هذه الاية اية الكرسي لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه عدة من الصفات فيها بعد الصفات الفعلية وبعد الصفات الذاتية ، فعلماء المدارس وعلوم المعارف كما اتفقوا على تقسيم الصفات الالهية الى ذاتية وفعلية فالصفات الفعلية من يجحدها يجحد ركن من اركان الايمان والتوحيد والمعرفة وهذا التساؤل موجود في الصفات الفعلية كيف?
وهناك اتفاق اخر لدى علماء علوم المعارف ان الصفات الفعلية اساسها ومنشأها مصدرها ومآلها الى الصفات الذاتية اذن هذه الصفة الفعلية من جهتها بما هي هي مخلوقة اما بما هي اية وصفة يعني اية وهي احد ترادفات الاية فالصفة ترادف عقلا الاية والكلمة والتجلي والظهور والاسم والحروف ومر بنا ربما تصل الى خمسين مرادف عقلي او مئة في الوحي هو ترادف عقلي ليس ترادف اللغوي .
فالصفة الفعلية من جهة ايتيتها ترتبط بالصفات الذاتية وتسند الى الذات ومن جهة هي بما هي تصير مخلوقة كما ان كل عالم المخلوقات ايات لله فكيف هذا المخلوق من جهة انه مخلوق ومن جهة انه آية ؟ فالجهة الشريفة فيه انه اية والجهة الوضيعة فيها انه مخلوق كفى بي عزا ان اكون لك عبدا فـ (لك) هو اسناد واضافة اليه تعالى وهذا بيان عقلي من امير المؤمنين ان هذه العبودية لله عز وليست ذل هو خروج من ذل الانا والذات المتقوقعة المحبوسة الى بحر الاحدية .
في دعاء السيفي الصغير الهي ادخلني في لجة احديتك ، فنفس المعادلات يعجز عنها البشر فلا تتكلم لي عن السند ، لذا في اوصاف امير المؤمنين الواردة في الزيارات السلام عليك يا اخلص المخلصين الموحدين يعني التوحيد فيه خالص وهناك توحيد غير خالص وكذلك كفى بي فخرا ان تكون لي ربا ، اذن اذا تلاحظ من المخلوق الى الخالق النسبة متعاكسة فاكمل كمال للانسان هي العبودية وكونه عبدا لربه فكمال المخلوق من جهة خالقه اعظم كمال للمخلوق من جهة نفسه ولذلك الاخلاص عبارة عن التحرر عن قوقعة الذات المخلوقة الى بحر الاحدية تتجلى فيه الانوار الالهية الهي ادخلني في لجة وهذه ليست لجج الظلام وانما لجج اخرى حتى النور فيه لجج ، تغشاهم غلل من فوقهم ومن تحتهم هذا في الهوي وفي الصعود وايضا لجج وبحار مهولة كما بينه سيد الانبياء .
احد ابواب معارف سيد الانبياء هوالمعراج يعني خارطة عوالم الخلقة وكما في قول كثير من الكبار المحققين هذا باب مهجور او مطمور او كنز لم تستخرج نفائسه وهي دورة عقائدية كاملة لانه رحلة من سيد الانبياء من الدنيا الى الاخرة ومرور بعوالم الذر والميثاق والاظلة والاشباح والعرش يعني المعراج لسيد الانبياء ليس واحد واثنين وثلاثة في بعض الروايات مئة وعشرين مرة بغض النظر عن هذا العدد نفس الروايات المتواترة بين الفريقين لو يدقق فيها اكثر من عشرة او عشرين سفر معراج ، فعرج بالنبي منذ ولادته لا انه عرج به بعد بعثة الرسالة فقط وكذلك عندنا ان اهل البيت يعرج بهم منذ اول ولادتهم وكذلك صاحب الزمان عرج به منذ اول ولادته اختطف من والدته وطمأنها الامام العسكري انه سيعاد به اليك فعرج به .
فالمقصود المعراج باب عظيم في المعارف وكل شيء فيه ، فيه القيامة البرزخ والدنيا وعالم الذار والميثاق والطينة والعرش والجنة والنار والشريعة والتشريع ، ففي روايات المعراج بين جهات عديدة كثيرة في ذلك وهذي كانت جملة معترضة بحثنا في هذا المطلب ان كل مخلوق في جهة اضافته الى الله اية ، فكمال المخلوق ان يتحرر من سجن ذاته الى بحر الخلوص لا ان ينتحر او يقتل نفسه او يتوهم انه هو الله وليس وحدة شخصية باطلة ، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع ولا ذات ولا زوجة ولا تجارة ولا مساكن ولا ولا ولا عن ذكر الله ، يعني نوع من التحرر .
فاذن كل المخلوقات فيها اضافة آيتية اليه تعالى اضافة عظيمة فالصفات الفعلية اذن مآلها الى الذاتية ، فرزق الله وامات الله وعذب الله هذه الصفات الفعلية مخلوقة لكنها فيها جنبة ايتية لله تعالى وهذا المبحث من المباحث العضال ، فاتفق اصحاب هذه العلوم على ان الصفات الفعلية تغاير الصفات الذاتية لكن مئآل الصفات الفعلية علوها هي الصفة الذاتية ، فاذن الصفات الفعلية فيها حيثيتان فعلية مخلوقة وصفة يعني ترجع الى الصفات الذاتية ومر بنا مرارا الصفة الذاتية هي ايضا الاخرى فيها حيثيات .
اذن له ما في السماوات وما في الارض جانب ملكوت وملك من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه بحث الشفاعة، والشفيع غير الشريك فالسبيل الى الله ليس هو دون الله ولذلك الاسماء فادعوه بها لا تلحدون عنها تمنيهم انفسهم ان يحيدون عن الاسماء قل ادعوا الله هل ادعو الله الاسم اوالمسمى؟ فادعوا الله ان تناديه وتتوجه .
البعض يقول انه هل اقول يا علي يا محمد? وكيف القرآن يقول قل ادعوا الله ؟ هناك اسم وهناك اسم الاسم ومحمد وعلي ليس هو اسم وانما اسم لاسم بالتالي ادعو الاسم وادعو ايات توصلني للاسم فادعوه انت وادعوه توجه ناد خاطب واطلب قل ادعو الله او ادعو الرحمن ايا ما تدعوا فهذه اسماء وليس مسمى ولكن تؤدي الى بك المسمى عندما تدعو الاسم انت دعوت المسمى بالاسم ، فادعوه يعني من جانب انت تدعو الاسم وانت تدعو المسمى بالاسم .
الشيخ جعفر كاشف الغطاء في منهج الرشاد لمن اراد السداد وهذا كتاب عظيم لان فيه بحث عرفاني وفقهي ومعجون من العلوم وهو من اهل المعنى وفيه جانب بعد معنوي ورثه من ابيه المهم في هذا الكتاب اللي هو معجون من العلوم كلام فقه عرفان عقلي فلسفي وهذا كتاب مضغوط فهو الشيخ جعفر هناك يقول ان من يسجد للنبي او للمعصوم فعل معصية ولكنه ليس بشرك يقول لو نسأل اجهل العوام لما انت فعلت هذا للنبي او للوصي? يقول لانه مضاف الى الله اذن هو نهاية المأمول وغاية المسؤول للمسمى وليس له وهذا بحث عرفاني فانت عندما تدعو يا محمد ويا علي هل بما هو بشر عادي? او بما له حظوة واضافة الى الباري ؟
احد المقامات التي يذكرها الله عن موسى وعيسى اصطفاه الله وجيها وهذا غير مقام النبوة ومقام الامامة ومقام الرسالة وانما وجيها يتجه اليه وبه الى الباري ، فعبر عن عيسى وجيها وليس نبيا وليس رسولا وانما مقاما يصطفيه الله ، اين وجه الله الذي يتجه به الاولياء? فيتوجهون اليه لكي يتوجهون به الى الله نفس المنطق العقلي ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك يعني اتجهوا اليك هذا هو الوجيه ، لذلك يقول القرآن عن النبي يزكيهم يعني مربي روحي ملكوتي ، فهو وجه يتوجه به الى الله ، اين وجه الله الذي يتوجه اليه الاولياء? يعني هذا بحث عقلي يعني يتوجهون اليه لكي يتوجهون به الى الله ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك وهذا هو نفس المنطق العقلي يعني الوجيه ، لذلك القرآن يقول عن النبي يزكيهم يعني مربي روحي ملكوتي وليس فقط رسول ونبي وتالي للكتاب فكيف اذن القائل يقول ان الرجل يهجر? يعني يرد على الله هو يقول بعث يزكيهم يهديهم .
فاذن قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن جاؤوك يعني يتجهون اليك وباتجاههم اليك سيتجهون الى الله ، نتجه للكعبة ليس لان الكعبة هي الله وليس هي الجنة وليس هي الاخرة فايتها الكعبة لماذا نتجه اليك? يعني هي ليست القبلة الحقيقية فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم يعني القبلة القلبية الروحية عينها القرآن في سور عديدة فاجعل افئدة من الناس ليس تهوي اليه وانما اليهم ، وكذلك في سورة البقرة وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم يعني الهدف من القبلة والكعبة ليس هي نفسها وانما سيد الرسل وولايته انما اصلي باتجاه الكعبة لامر سيد الرسل بذلك لا للكعبة نفسها وبنص القرآن انما اصلي لان سيد الرسل امرني بصلاة ربي ولكم في رسول الله اسوة حسنة .
فانت في صلاتك تتأسى بالنبي ولكم في رسول الله اسوة حسنة ، الله لا يريد ان تتعبد به كيفما تشاء وانما تاسيا وتشبها بالنبي فاذن لابد من باب الله ووجه الله ، اذن وجيها هو احد معانيه الملكوتية هومقامات الانبياء ، نقرا في دعاء الندبة اين وجه الله? يريد يقول ان احد العبادات القلبية العظيمة الروحية ان تتخذ لك وجهاء عند الله وتتجه بهم الى الله هذا النص موجود في شبكة قرآنية كثيرة قل ادعوا الله الاسم او ادعو الرحمن ايا ما تدعو من هذه الاسماء فله الاسماء الحسنى فادعوه بها لا تدعونه من دونها .
العرفاء يقولون هذه في البداية اما في النهاية لا ندعوك بها وانما ندعوك بانفسنا وانفسهم فوق الاسماء فهو يتبختر ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا فبعده لم يصل الى العبودية فعبودية الله ان تخضع لاولياء الله لكي يوصلوك الى الخضوع الى الله ، فاسجدوا لادم فالعبادة هي لله بالذات ولكن فادعوه بها ، فهذا شرك يقول البعض نحن نريد توحيد خالص ان ندعو الله لا بالاسماء يعني يقول اشركت نفسك ، لذلك ابليس يقول ما كنت يعني استكبر لان الله عز وجل قال استكبرت يعني ابليس لا يستطيع ان يتطهر من الاستكبار وانانية النفس الا بالخضوع لخليفة الله فابليس قال لا يمكنني ان اتطهر من انانية النفس بان استكبر انانيتي اكبر فهوى وغوى .
فالالحاد ليس بالذات الالهية وانما بالاسماء .