45/11/11
الموضوع: الخلط بين التناسخ والأبواب الحقة
انتهينا من قوله لا تأخذه سنة ولا نوم ولكن الاخوان ايضا طالبوا بسؤال اخر والاسئلة لا تنتهي في هذا البحث في قضية الموت والحياة والمعاد الجسماني والنوم صلة البحث بذلك ان السؤال يعني مرتبط بالنوم والموت وان الانسان ذو اجساد وارواح متعددة هذه ليس له صلة بنظرية التناسخ الباطلة تعدد اجساد الانسان او تعدد ارواح الانسان لا صلة له بهذه النظرية الباطلة وهذه النظرية كسرطان وبائي معرفي منتشر عند البشر منذ القدم عند الوثنيين وعند المشركين لا سيما ان المشركين يؤمنون بالتناسخ بشكل كثير او عند النصارى او عند اليهود او عند المجوس يعني فرق كثيرة من كل الملل والنحل تؤمن بالتناسخ الباطل وهذا المبحث حساس طبعا ان الموت والمعاد لا ينطبق بوجه من الوجوه مع التناسخ ابدا بل هناك حالات كثيرة مخلوقات ارضية وما شابه ذلك لا صلة لها بالتناسخ الباطل ابدا .
افترض حالات المسخ كما ورد في القرآن الكريم قلنا لهم كونوا قردة خاسئين فالقرآن يتعرض للمسخ لكن المسخ غير التناسخ وكثير من اصحاب نظرية التناسخ الباطلة يريد ان يخلط ويخبط بين المسخ والتناسخ وهذا باطل ولو شئنا لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون ، هذه في سورة ياسين والمسخ باب اخر لا صلة له بالتناسخ وكثير يخلط بين المسخ والتناسخ ، كما يقول الامام الرضا والائمة التناسخ ابطال للدين والشرائع الالهية فالتناسخ نظرية باطلة تختلف عن النسخ عن المسخ وعن الرجعة وعن الكرة وتختلف عن طبقات ارواح الانسان وطبقات اجساد الانسان واصلا لا صلة بين هذه الابواب المتعددة الصحيحة الحقة وباب التناسخ .
والعجيب ان كثير من المرتاضين بالرياضات الروحية من الوثنيين او غيرهم او من المسلمين اذا لم يكن لديه علم اكتسابي بالوحي والعلوم الدينية الاكتسابية اللي الكثير من المرتاضين يستهزؤون بها هذه علوم الوحي كثيرا ما ينزلقون في معتقد التناسخ الباطل وهذا المبحث وان كان مربوط بالعقائد وفقه القلوب ولكن اذكره لصلته بالبحث .
فالذي يعتمد على المكاشفات القلبية هي حجة في الجملة وليس بالجملة مثل حجية العقل لكن مر بنا ان حجية العقل البشري لا تصنع من الانسان معصوما فحجية العقل التي يقول بها علماء الامامية العدلية لا تصنع من الانسان معصوما لكن هل معناه ان حجية العقل عديمة الفائدة? كلا ولكن لا تصنع منه معصوم ، كذلك المكاشفات القلبية والادراكات القلبية حجة لكن لا تصنع الانسان معصوما نبيا رسولا يعني بعبارة اخرى حجية العقل لا تغني عن الوحي ولكن ليس انها لا فائدة فيها فلا تظن بان حجية العقل عصمة ولا غنى المطلق وانما تؤهل الانسان ليكون متعلما عند الوحي ويفهم الوحي بهذه القوة وهي العقل لا ان نقرأ الوحي بلغة البدن والحس الغليظ وباحكام البدن الحس الغليظ هذا خطأ هذا مسلك مادي حسية علمانية .
فحجية العقل تؤهل ان القارئ الفهيم الفاهم الوحي هو العقل والتلميذ الاول المنافس له ايضا القلب والفطرة والروح فحجية العقل وحجية القلب هذا معناه اذن حجية القلب او المكاشفات القلبية يستغني فيها المرتاض القلبي عن الوحي وعن الدين ؟ كلا ، فمن اين نأخذ الدين? هل نحن انبياء ورسل? كلا ولا ائمة ولا مصطفين وانما نأخذ الدين من التراث الاكتسابي للوحي فبالتالي في هذه المكاشفات الغيبية للغيب ان لم يستعصم ويضم لها الانسان الوحي والعلوم الاكتسابية من الوحي لا محالة سيضل الطريق لان الانسان ليس بقوته وقدراته ان يكتشف الغيب على ما هو عليه وانما لابد من الوحي والا لا يمكنه ذلك لا بنحو العلم البسيط في الادراك القلبي ممكن ان يحيط بالغيب ولا فيما ادركه يسيرا من الغيب يفهم هذا ما هو ؟ فهو رأى ظاهر غيبية هل بامكانه تفسيرها? وهل يمكن ان يعرف حقيقتها? او رآها بنحو العلم البسيط? هل يستطيع ان يفسرها بالعلم المركب? كلا ليس بقدرته الا بالوحي وهذا هو فرق المعصوم عن غير المعصوم ، المعصوم بالتالي عنده كشف غيبي بتأييد ومدد الهي وعنده ان هذا الكشف الغيبي حقيقته ما هو? ذهب او تراب ؟
معراج سيد الانبياء باب عظيم جدا سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الغاية ما هي? هل الضيافة بدنية او الضيافة علمية? ليريه من اياتنا الغاية علم كاشفات قلبية وحيانية ليس الغاية ليتفكر ولا يتعلق وانما ما فوق ذلك لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير انظر السميع البصير له ربط بالاية سمع وبصر
اذن القرآن الكريم حدد الهدف من المعراج النبوي وهو علم المكاشفات القلبية وهناك في متواتر روايات المعراج مع انه سيد الانبياء وليس النبي موسى او عيسى او نوح او زكريا ظاهرة موجودة في كل روايات المعراج انه ما ان يرى النبي غيبا من الغيوب الا ويأتيه جبرائيل يقول له هذا كذا وهذا كذا وهذا كذا ، فهو سيد الانبياء بلحاظ طبقاته العليا مستغن عن هذه القضايا ولكن التعليم لاجل ماذا? التعليم لاجل ان المكاشفات القلبية التي هي وحي مع ان المعراج وحي للنبي الا انه لابد من علم مركب .
كثير ممن الان تحصل لهم مشاهدة من البشر العاديين الصلحاء او المرتاضين ولكن لا يعلم ما هو لانه عنده علم بسيط لا مركب ففي طيلة طوال عهود سيد الانبياء في كل المعراج يأتي جبرائيل للنبي ويقول له يا رسول الله هذه السماء الاولى وهذه السماء الثانية وهذا باب السماء الاولى وهذه الملائكة هذا كذا كذا علم مركب وفوق كل وحي وحي فالمشاهدة مشاهدة نبوية وحيانية ولكن يأتي وحي اخر للنبي فغالب الذين تحصل لديهم المكاشفات القلبية ليس لديهم علم مركب لانه لا يستعينون بالوحي وهذا بحث طويل غير مرتبط وطيدا بهذا المبحث وانما مرتبط ببحث حقوق القلب وسندخل فيه يوما ما في بحث العقائد .
الان كلامنا في هذا ان ابواب عديدة في المعرفة التناسخيون يخلطون بينها وبين المسخ وبين الرجعة وبين المعاد يعني حتى لو عندهم مشاهدات قلبية ولكن لا يفهم المشاهدة القلبية لانه علم مركب بهذا ما عنده كما لو اتيت لشخص بمعدن ثمين جدا لكن لا يعرف هذا المعدن هل يمكن ان يقيمه? كلا فيمكن ان يغش فيعطونه مثلا تراب بدل الذهب وبدل الالماس فمع انه شاهد المعدن ولكنه ليست له قدرة ولا قوة لتشخيص ذلك ، فالعم المركب بهذا المعنى فعلمه بعلم بسيط لا بعلم مركب يعني بسيط فيه سذاجة .
ولذلك ذكرت هذا المطلب لاجل انه كثير من المرتاضين سواء من الملل او من النحل المختلفة او حتى من المسلمين بل حتى من الخواص تحصل له مكاشفات لكن لانه ما يستعين بالوحي يلتبس عليه الامر فيحسبه تناسخ وهذا شيء خطأ باطل .
احد من حصلت لديه تجربة الموت نشر في التلفاز بشكل عجيب غريب طبعا هذه تجربة الموت الان بالملايين في البلدان والشعوب ومراكز تعليمية بحثية تتابع هذا المبحث يعني تجربة الموت هي مكاشفات قلبية فحصل له رؤية جانب كشف عنه المشكلة في هذه المكاشفات انه عنده علم بسيط وليس علم مركب ومن ثم يخلطون ويخبطون .
فسيد الانبياء عندما يعرج ينبهه جبريل ان هذا كذا وهذا كذا فهذا علم مركب فاحد اسباب وزلل وغواية ابليس انه كان عنده مكاشفات ولكن لم يكن لديه علم مركب ، اذن التناسخ وباء فكري عجيب وغريب يبتلي به المرتاضون واصحاب المكاشفات القلبية لعدم تعلمهم العلوم الحصولية الكسبية من الثقلين ، الانسان المحقق لو دار الامر بين ان الله يكشف له بصيرته القلبية الى السماء السابعة وبين ان لا يكشف له عينه القلبية البصرية البرزخية ولكن يعلمه بفكره منظومة معارف الوحي ايهما اصعب استقامة ؟ هي علوم الوحي الفكرية ونحن كثير ممن شاهدناه من اصحاب كرامات غيبية لكن ليس له باع في تراث الحديث والمعارف فلا يعرف ما حصل له من قضايا غيبية اقول له كذا كذا يعني يسألني اقول له كذا كذا او غيره اقول له في الروايات كذا كذا والا يضل الطريق لان الوحي شيء اخر وسيما وحي خاتم الانبياء لانه خارطة لكل الغيب لمن يغوص في تراث الوحي وفي القرآن الكريم .
اذن التناسخ باب اخر طبعا هذا البحث في معرفة كنه التناسخ والمغايرة والبينونة بينه وبين الابواب الحقة كالرجعة وكالمعاد الجسماني وكالبرزخ وكعوالم الذر وعوالم الميثاق والاظلة وعوالم الاظلة وعالم الطينة وعوالم الاشباح هذه لا صلة لها بالتناسخ الا ان ضعفاء العقول في هذه المباحث يتأولونه باطلا انها تناسخ مع انه لا صلة لها بالتناسخ انظر هذا التناسخ داء فكري منتشر .
مثلا الان روح القدس في مباحث النبوة والامامة كيف هو روح واحد وحقيقة واحدة في كل المعصومين ؟ هل المعصومين ليسوا اشخاص متعددين وانما شخص واحد ؟ وهذا اشتباه فوحدة روح القدس لا يعني وحدة الهوية ومر بنا امس مثال الانترنت والحواسيب والكمبيوتريات .
فالمقصود ان بحث التناسخ مرض فكري يخلط ويخبط به في الامامة او في النبوة او في حقيقة الانسان او او او كثير من الفرق الباطنية المنحرفة التناسخ اصل عظيم وكله باطل فهذه جدلية التناسخ كباب معرفي ومعتقد باطل الخلط بينه وبين بقية الابواب المعرفية دقيق وعميق يجب الانسان يلتفت اليه .
من باب المثال الان عمليات التجميل موجودة فالان مثلا الانسان تغير ملامح وجهه الى ملامح انسان اخر لكن هوية الانسان لا تبدل ولم يصر زيد قاسم ولا قاسم زيد فاذن هوية الانسان ليس بشكله البدني وهذه نكتة مهمة باب التناسخ شيء وابواب اخرى شيء .
وجه الينا سؤال واجبنا عنه كاستفتاء لو ان انسانا بشكل حرام غير بدنه من ذكر لانثى قطع العضو الرجولي او الذكر واستعمل هرمونات بما يصنعونه الان من مسخ البدن هل هذا يصبح انثى? ابدا ما يصبح انثى لان انثوية الانثى ليست بالبدن فقط وانما بالقضايا الروحية والنفسانية والهوية ، فهوية هذا ما تبدل او العكس لو ان انثى بعملية جراحية قطعت وبدلت اعضائها التناسلية فلا تصبح رجل لانه ليس فقط بالبدن .
بدن الانسان سابقا كانوا يقولون كل ثلاث سنين تتبدل كل خلاياه الان قالوا في وقت اقصر تتبدل يعني كأنما بدن الانسان الغليظ كالنهر فكأنما نحن ابداننا روافد نهرية يدخل لها ماء جديد ويدفع الماء القديم ، فهل هوية الانسان تبدلت ؟ هل هذا تناسخ ؟ كلا ، اذن الاشتباه بين التناسخ وغير التناسخ هذا وباء فكري عجيب وليس مورد او مورد\ين يعني كثير من الفرق المرتاضين وحتى من الخاصة يشتبه عنده التناسخ عن الامور الحقة الاخرى .
هناك سؤال وجه للحسين ابن روح النوبختي النائب الثالث في كتاب غيبة الشيخ مروي ذلك حيث جماعة من المؤمنين التبس عليهم الامر وصاروا تناسخية وقالوا الحسين بن علي ع لم يقتل ولكن شبه لهم اذا النبي عيسى ما سمح الله لهم ان يقتله اليهود الامام الحسين من باب اولى لانه افضل فماذا عن امير المؤمنين? وماذا عن سيد الانبياء? انظر كيف الشبهة تنطلي عليهم .
طبعا بعض المرتاضين او العرفاء من الوسط الداخلي عندهم هذه الشبهة ان الحسين لم يقتل يقول لانه انا ارى الحسين اذن لم يقتل فالتبس عنده المكاشفة القلبية والتناسخ فالمقصود ان هذا باب التناسخ مع انني اطلت فيه لكنه هو باب باطل غامض عويص ومزلة اقدام يقع فيها الكثير الكثير وشيئا ما خضنا في هذا المبحث في كتاب الرجعة ولعله ببسط لكن مع ذلك الكلام لا ينتهي في ابطال التناسخ والتفرقة بينه وبين الحالات الاخرى .
كثير من الاعلام الكبار ذوي تضلع في المعارف خلطوا بين بابين حقين بين التنزل والرجعة كما ان الملائكة تتنزل فاهل البرزخ يتنزلون فضلا عن ائمة اهل البيت فضلا عن النبي تنزل المعصومين عندنا ابواب كثيرة في الروايات في بصائر الدرجات وعدة ابواب في الكافي في كتب تراث الحديث كله موجود ان اهل البيت يتنزلون ويتمثلون بالاحياء ولكن هذا التنزل لا صلة له بالرجعة مع انه حق ومع ان الملائكة تتنزل لكن هل القرآن قال عن الجن انهم يتنزلون ؟ الا انبئك على من تتنزل الشياطين? يعني هم الجن فسماه تنزلا هذه قاعدة في الابدان كل بدن لطيف يتكثف يسمونه تنزل .
كثير يخلط بين باب التنزل والتناسخ او بين باب التنزل والرجعة وكثير من الاعلام كبار عندهم خلط بين التنزل والرجعة وهذا خطأ فاذا في الابواب الحقة هكذا الخلط فكيف بك في التناسخ? فالتمثل ما هو فرقه عن الرجعة فتمثل لها بشرا سويا ؟ فالتمثل شيء والرجعة شيء اخر لكن كلاهما حق ، فالرجعة حق والكرة حق لكن لا صلة بين بعضهما البعض فضلا عن ان نخلط بين الابواب الحقة والتناسخ .
اصلا جبرائيل لما يتمثل بشرا سويا هل تناسخ جبرائيل? كلا كان جبرائيل يراه حتى جملة من الصحابة يرونه في صورة دحية الكلبي فلا يتناسخ جبرائيل ولا ربط له ودحية الكلبي لم يصر واحد ثاني ولم تتبدل هويته هذه ابواب كما مر خلطها مع التناسخ وباء فكري شبيه الخلط بين السحر والمعجزة ، فالامم تكفر بمعجزات الانبياء لانها تحملها على السحر او على الشعبذة فيخلطون بين المعجزة وبين السحر ، فهذا الخلط التباس عظيم ايضا هذا التناسخ كالسحر يعني اصله وباء عجيب غريب وباء فكري .